قناة

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds
9.9k
عددالاعضاء
38
Links
Files
8
Videos
65
Photo
وصف القناة
《وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ》 فريق سيبراني إسلامي حر، لا نتبع لأي جهة ونعمل على مُناصرة المسلمين في كل مكان ونحارب العدو الصهيوني بالصاروخ الرقمي. contact us : @ForceElectronicQuds_bot #فيلق_القدس_الإلكتروني
Forwarded From 📚 من عمق التاريخ الإسلامي 📚
#القدس_هدية_السماء
-الحلقة الخامسة بعنوان "حائط البراق"-
أكاديمية دراسات اللاجئين-
بدون موسيقى
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ41ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ41ـاضرة: [ بين حنين و الطائف ]
        ∫∫‏  الـحـ434لـقـة ∫∫‏
__
💎أقوال العلماء في غنائم حنين وبيان الراجح منها

فماذا عمل رسول الله ﷺ في غنائم حنين الهائلة؟ الفقهاء وكتاب السير اختلفوا فيما فعله ﷺ في غنائم حنين خاصة؛ أما المعارك السابقة بدءأً من بدر وحتى هذه اللحظة فقد اتفق الجميع على أن أربعة أخماس الغنائم توزع على الجيش وخمس للدولة، إلا أن الأمر بالنسبة لحنين كان موضع خلاف بين الفقهاء.

فمنهم من قال: إن رسول الله ﷺ وزع الغنائم بكاملها على المؤلفة قلوبهم.
والمؤلفة قلوبهم: هم الذين أسلموا حديثاً سواءً من أهل مكة الطلقاء، أو من الذين أسلموا من الأعراب قبل فتح مكة مباشرة.
ومن قال بهذا الرأي: ابن حجر العسقلاني رحمه الله كما في فتح الباري.

ومنهم من قال: إن رسول الله ﷺ وزع أربعة أخماس الغنيمة على الجيش بكامله، ثم أعطى المؤلفة قلوبهم من الخمس المتبقي المملوك للدولة.
وممن قال بهذا الرأي: القرطبي ، وأبو عبيد القاسم بن سلام صاحب كتاب الأموال، وابن خلدون ، والقاضي عياض .. وغيرهم.

وأنا أميل إلى هذا الرأي الأخير؛ لأن هذا الرأي يتفق مع الشرع والعقل والنقل، وعندي أكثر من دليل على ذلك:

✅الأول: هذه الغنائم ليست ملكاً للرسول ﷺ ليوزعها بطريقة تخالف التوزعة الشرعية، بل هذه الغنائم ملك للجيش، ولا تؤخذ منه إلا باستئذان خاص، وأيضاً هذا ما حصل.

ومن قال: إن هذا أمر خاص بالرسول ﷺ يلزمه الدليل على ذلك، وإلا يصبح من حق أي زعيم أن يقول: إن ظرفي يماثل ظرف يوم حنين، فيأخذ الغنائم كلها لينفقها حسب ما يرى.

✅الدليل الثاني: لو كان هناك تغيير في تقسمة الغنائم لتوقعنا أن يذكر ﷺ أن ذلك أمر خاص بهذه الواقعة، حتى لا يعتقد البعض أن ما فعله في حنين قد نسخ التقسيم السابق للغنائم، خاصة وأن هذه المعركة هي آخر موقعة حربية مع العرب، حتى موقعة تبوك التي لم يحدث فيها قتال، ولم تكن فيها غنائم.

✅الدليل الثالثة:ما رواه أبو داود والنسائي 
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وكذلك عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن الرسول ﷺ قال لأعرابي عند توزيع غنائم حنين بعد أن أمسك وبرة أو شعرة بين إصبعيه قال: (إنه ليس لي من الفيء شيء، ولا هذه) أي: ولا مقدار هذه الشعرة، (إلا الخمس، والخمس مردود فيكم)

فهذا تصريح من الرسول ﷺ، وقاله بعد توزيع الغنائم، ولا أدري كيف خفي هذا الحديث عمن قال: إن الرسول ﷺ وزع الغنائم بكاملها على المؤلفة قلوبهم، والحديث أيضاً رواه الإمام أحمد عن عبادة بن الصامت ، وأخرجه كذلك مالك والشافعي ، وحسنه ابن حجر في الفتح.

فالرسول ﷺ يصرح أنه لا يملك في يوم حنين إلا الخمس فقط من الغنائم.
يبقى هذا الدليل الثالث.

✅الدليل الرابع: لو نظرت إلى من وزع عليهم الغنائم لأدركت أنه من المستحيل أن يكون قد قسم كل هذه الغنائم على المؤلفة قلوبهم، فعدد الذين أعطاهم الرسول ﷺ هذا العطاء السخي لا يزيدون في أي كتاب من كتب السيرة على عشرين رجلاً، ولو جمعت الأسماء من الكتب المختلفة قد تصل إلى أربعين أو خمسين رجلاً بالكثير.

إذاً: إذا كان الرسول ﷺ يعطي الناس مائة من الإبل فعطاؤه لأربعين رجلاً سيبلغ أربعة (4000) بعير فقط، مع أنه كان يعطي بعضهم خمسين لا مائة، فسيكون أقل من (4000) أو أقل من (5000) بعير.

فهذه (4000) بعير فأين ذلك من (24000) بعير هي غنائم حنين من غير الشياه فقد بلغت (40000) شاة، وغير الفضة (4000) أوقية من الفضة، وغير (6000) من السبي، ولم يرد أنه ﷺ أعطى أرقاماً كبيرة كمائة بعير أو خمسين بعيراً إلا لهذه المجموعة من المؤلفة قلوبهم فقط.

✅الدليل الخامس: هل كان سيرضى أفراد القبائل من الأعراب ومن قريش إعطاء زعمائهم فقط، أم أنهم لا يرضون أبداً إلا إذا أخذوا ولو شيئاً يسيراً؟ يعني: لو أنا أعطيت لزعيم قبيلة غطفان مائة من الإبل، هل سيرضى (2000) أو (3000) غطفاني دون إعطائهم؟ لاشك أن قلوب الجميع كانت تهفوا إلى الغنيمة، وكل الناس تحتاج إلى تأليف قلوبهم.

أنا أرى أن (99%) من المسلمين الذين دخلوا في الإسلام بعد صلح الحديبية وبعد فتح خيبر يحتاجون إلى تأليف لقلوبهم، ولن يترفع منهم عن هذه الغنيمة إلا القليل، أمثال: خالد بن الوليد ، عمرو بن العاص ، وعثمان بن طلحة ، والعباس ، أمثال هؤلاء الكبار وبعض الأفراد المعدودين.

أما الباقي فسيحتاج إلى تأليف، ودليل ذلك أن الرسول ﷺ عند الهزيمة أول المعركة في حنين لم ينادِ على أولئك الذين أسلموا قبل الفتح؛ لأنه يعلم أن منهم من أسلم إلا رغباً أو رهباً، لكن الرسول ﷺ قصد بالنداء أصحاب الشجرة أهل الحديبية وهؤلاء هم (1400) فقط، أي: أنه حتى يرضي المسلمين الجدد عليه أن يعطي (10600) مقاتل ويبقى (1400) وهم أصحاب الشجرة.
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ41ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ41ـاضرة: [ بين حنين و الطائف ]
        ∫∫‏  الـحـ435لـقـة  ∫∫‏
__
💎 #تتمة أقوال العلماء في غنائم حنين وبيان الراجح منها

فإذا كان ينوي إعطاء (10600) من الغنيمة أيعجز أن يعطي (1400) الباقين؟ هذا كلام غريب لا يقبل، وخاصة أن هؤلاء هم الذين أدوا ما عليهم، وهم الذين دافعوا وكافحوا وبذلوا الجهد، وردوا كيد المشركين، فإعطاء (1400) لا يؤثر مطلقاً في إعطاء (10600).

فليس هناك أي داع لحرمانهم من الغنيمة الرئيسية الشرعية المستحقة وهي أربعة أخماس الغنيمة الكلية.

هذه خمسة أدلة، وهناك دليل سادس سنذكره إن شاء الله في الدرس الآتي مع تقدم الأحداث.
قد يقول قائل: إن هناك ما يعكر صفو هذا التحليل في أمرين:
📌الأول: رواية البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه وذكر فيها: (أن الرسول ﷺ أعطى المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئاً).

📌الأمر الثاني: ما جاء أيضاً في البخاري ومسلم : من أن الأنصار قد وجدوا في أنفسهم. أي: حزنوا بعد توزيع الغنائم، فإذا كانوا قد أخذوا فلماذا حزنوا؟ هذان الدليلان سنرد عليهما إن شاء الله أيضاً في الدرس الآتي.
إذاً: بعد كل هذا ماذا عمل ﷺ؟ إن الشرع والمنطق والعقل يقول: إنه قسم أربعة أخماس الغنائم على الجيش بكامله سواءً كانوا من المهاجرين أو الأنصار، أو الأعراب الذين أسلموا قبل الفتح،

يعني: قسم أربعة أخماس الغنائم على (12000) مقاتل، وبعد ذلك قسم الخمس المتبقي المملوك للدولة، الذي يملكه ﷺ وله حق التصرف فيه كزعيم للدولة وكقائد للأمة الإسلامية، قسم هذا القسم على المؤلفة قلوبهم، على الأربعين أو الخمسين واحداً.
والجزء الأول: الذي هو أربعة أخماس قسمه ﷺ بين (12000) بالتساوي؛ لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه في مسند أحمد بن حنبل ، وذكر فيه: (أن الرسول ﷺ كان يقسم الغنائم على السواء).
يعني: الفارس الذي معه فرس يأخذ ثلاثة أضعاف المترجل في القتال؛ لأنه يتولى رعاية الفرس من ماله الخاص، وبجهده الخاص؛ ولأ، الدولة كانت لا تملك هذه الخيول ولا تنفق عليها.

والجزء الثاني: الذي هو خمس الغنيمة وزعه الرسول ﷺ على الطريقة التي يريدها، وهذا التوزيع كان على بعض الرجال دون غيرهم

💎مقدار غنائم حنين:
نتحدث عن غنائم حنين بالأرقام:
كانت غنائم (24000) من الإبل، و(40000) شاة، و(4000) أوقية من الفضة، هذا غير (6000) من السبي.

إذاً: أربعة أخماس الغنيمة تساوي (19200) من الإبل، و(32000) شاة، و(3200) أوقية من الفضة، و(4800) من السبي، فهذه الغنائم توزع على (12000).

كانوا يقيمون الجمل الواحد بعشر من الشياه، يعني: أن كل واحد من أفراد الجيش سيأخذ إما جملين، وإما عشرين من الشياه.

وجاء في بعض الكتب تقول: أن الواحد من (12000) كان يأخذ أربعة جمال أو أربعين شاة، لكن عندما تحسبها ستجد أن هذا غير صحيح، وأن الصحيح أن الواحد كان يأخذ جملين أو عشرين من الشياه، إلا أن تكون عدد الغنائم أكثر من ذلك، لكن الثابت والصحيح أن عدد الغنائم مثل ما ذكرناه: (24000) من الإبل، و(4000) وأربعة آلاف أوقية من الفضة.
فتكون هذه التقسيمات إما جملين أو عشرين من الشياه لكل فرد.
أما تقسيم الفضة فكل واحد سيأخذ ربع أوقية من الفضة.
أما السبي فتقسم بمعرفة الزعيم أو الإمام أو رئيس الدولة، وبما أن السبي (4800) وعدد الجيش (12000) فهناك من سيأخذ وهناك من لا يأخذ، فكان ﷺ يقرع بين الصحابة رضي الله عنهم أحياناً، وكان يعوضهم بالمال أحياناً، وكان يعطي البعض أحياناً، والبعض الآخر يعطى من الغزو اللاحق بعد ذلك.
إذاً: القاعدة التي ستحكم هو التقسيم بالتساوي بالنسبة لأربعة أخماس الغنائم، أما بالنسبة للخمس المتبقي، فهذا المال هو مال الدولة، والرسول ﷺ كقائد يوجهه في الوجه الأصلح للدولة، قد يشترى به السلاح، قد يفتدى به الأسرى، قد تكون منه الهبات لأهل البأس في الحرب، قد تعطى منه رواتب وأجور، قد يدخل في مشروعات الدولة المختلفة.
المهم أن القائد سينفقه في الوجه الأصلح للدولة، فما هو الأصلح للدولة في ذلك الوقت؟ الرسول ﷺ رجل عمل يعيش أرض الواقع، ويعلم ﷺ أن في جيشه من الرجال من يقف على شفا حفرة، فمنهم من هو متردد جداً في الإسلام.
ومنهم من دخل الإسلام رهباً من قوته، أو رغباً في أمواله.
ومنهم من كان سيداً مطاعاً في قومه ليس لأحد في العرب أو في العالم كلمة واحدة عليهم، فأصبح الآن تابعاً له ﷺ.
ومنهم من لو أمر قبيلته بالردة ومحاربة المسلمين لفعلوا ذلك، فالرسول ﷺ يعلم كل هذه الأمور ويدركها تماماً، فهو ﷺ يعلم أن هناك من لم يكن مقتنعاً تمام الاقتناع بالإسلام، ولم يكن الإيمان قد تغلغل في قلوبهم، وأن نور الإسلام لم يكن قد محا تماماً ظلمات الكفر التي عاشوا فيها سنوات طويلة.
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ41ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ41ـاضرة: [ بين حنين و الطائف ]
        ∫∫‏الـحـ436ـلـقـة∫∫‏
_
💎سبب تأليف الرسول ﷺ زعماء القبائل والمؤلفة قلوبهم بغنائم حنين
كان الرسول ﷺ يعلم أن الدولة الإسلامية تقف الآن على بركان خطير فلو خطر على ذهن كل سيد من سادات العرب وكل زعيم من زعماء القبائل المختلفة أن يثور وينقلب على الدولة الإسلامية فإن هذا قد يؤدي إلى دمار شامل للدولة الجديدة الدولة الجديدة لم تستقر بعد بصورة جيدة وخاصة أن أموال وأملاك الدولة الإسلامية قد اتسعت جداً وكثر أتباع المسلمين وليس هناك وقت كاف لتربية كل هؤلاء المسلمين الجدد
فماذا يعمل الرسول ﷺ؟ عرف الرسول ﷺ أنه لن يؤمن جانبهم إلا بترضية سخية ومجزية من الدولة الإسلامية فلو أحسوا أن حالتهم المادية استقرت وأن أموالهم كثرت وأن وضعهم الاجتماعي تحسن بعد انتمائهم للدولة الإسلامية فسيحبون هذه الدولة التي حققت لهم هذا الرخاء ويحاولون بكل طاقة أن يدعموا هذه الدولة؛ ليستمر وضعهم في التحسن وهؤلاء أصحاب مادة من البداية إلى أن يحسن إسلامهم بعد ذلك
نعم الإيمان الذي يكون سببه حب المال إيمان ضعيف لكن قد يكون هذا في البداية، ثم إذا دخل في محاضن التربية الإسلامية يبدأ الإيمان في الرسوخ تدريجياً حتى يصبح الإيمان أغلى عنده من المال
والرسول ﷺ يعلم أن النظام القبلي المترسخ في الجزيرة العربية منذ قرون يجعل لقائد القبيلة الكلمة العليا المطلقة في قبيلته من أجل ذلك أراد ﷺ أن يشتري رضا هؤلاء الزعماء واستقرار هؤلاء الزعماء بالمال
فعلاً هؤلاء الزعماء سوف يؤثرون تأثيراً إيجابياً على أتباعهم من القبائل المختلفة، ومن ثم هو يشتري استقرار الدولة الإسلامية، لكن هناك معوق لهذا الأمر، وهذا المعوق يحتاج إلى دراسة.
فالذين بذلوا الجهد في معركة حنين، والذين كانوا سبباً مباشراً من أسباب النصر هم قدامى المهاجرين والأنصار، وهؤلاء بفضل الله عز وجل ثابتون في الإسلام دون شك، لا يحتاجون لإغراء بالمال أو بغيره، وتاريخهم معروف جداً، ومواقفهم مشرفة وأياديهم بيضاء عن الإسلام والمسلمين.
وكان ﷺ من عادته أن يعطي عطاءً أكبر لأهل البلاء ولمن بذل جهداً زائداً في القتال، وعمل ذلك في أكثر من موقعة قبل حنين.
فهو لو أراد أن يكافئهم على جهدهم سيعطيهم من الخمس الذي تمتلكه الدولة، لكن الرسول ﷺ في هذا الموقف المحايد، هل يعطي زعماء القبائل الذين أسلموا حديثاً ولم يبذلوا الجهد المطلوب في حنين، ولم يعودوا إلى الصف إلا بعد رؤية الأمور تتجه لصالح المسلمين؟ هل يعطي هؤلاء ليشتري استقرار الدولة الإسلامية، أم يعطي الأنصار والمهاجرين ليكافئهم على جهدهم؟
لقد عقد الرسول ﷺ مقارنة بين الوضعين، واختار دون تردد الرأي الأول؛ لأن استقرار الدولة الإسلامية هدف تتضاءل إلى جواره الأهداف الأخرى، لو تزعزع هذا الاستقرار فسيدفع الجميع الثمن، سواء من قدامى المسلمين، أو ممن أسلموا حديثاً، الجميع سيعاني من هذا الاضطراب في استقرار الدولة الإسلامية.
ولا ننكر أن هناك ضرراً نفسياً ومادياً سيقع على الأنصار والمهاجرين، لكن الضرر الأكبر هو اضطراب الدولة الإسلامية وعدم استقرارها، ولتصديق قاعدة: دفع أكبر الضررين، وجلب أكبر المنفعتين.
رأى الرسول ﷺ أن شراء زعماء القبائل وسادتهم بالمال مقدم على مكافأة الأنصار والمهاجرين، بل وجد ﷺ أنه لا يستطيع أن يعطي جزءاً لسادة القبائل وجزءاً للأنصار والمهاجرين؛ لأن هذا سيؤدي إلى نقص المعطى لسادة القبائل، وقد يستصغرونه أو يستحقرونه فلا يتحقق المطلوب، هذا من ناحية.
ومن ناحية ثانية: هؤلاء الزعماء قد لا يشعرون بشيء من التميز، ومن ثم قد لا يرضون تمام الرضا.

وأنا أعلم أن كلامي هذا قد لا يرضي عواطف المستمعين، لكن لاشك أنه يقنع عقول المستمعين، هذا الكلام عليه تطبيقات عملية كثيرة جداً سنراها بعد ذلك في الفتوح وعند مواجهة أحداث الفتنة، وفي مواقف كثيرة، ولاشك أن هذا هو الأفضل والأحكم؛ لأنه في الأساس اختيار نبوي أقره رب العالمين سبحانه وتعالى، ولم ينزل وحي يعارض هذا القرار.
ونحن رأينا ممن عاصر هذا الموقف بعض الاستغراب وعدم الفهم، وكان ممن استغربه مؤمنون شديدو الإيمان كالأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم، وسنأتي لقصتهم في الدرس القادم إن شاء الله.
كذلك استغربه بعض الذين لم يتمكن الإيمان من قلوبهم، وليسوا من السادة، ووصل استغرابهم إلى درجة غير مقبولة، من هؤلاء أحد الأعراب جاء إلى الرسول ﷺ كما روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حيث جاء هذا الرجل وقال في غلظة: (والله إن هذه القسمة ما عدل فيها، وما أريد بها وجه الله عز وجل فغضب ﷺ وقال: فمن يعدل إن لم يعدل الله ورسوله) فالرسول ﷺ لم ينسب العدل في هذه القسمة له وحده، إنما قال: (فمن يعدل إن لم يعدل الله ورسوله) وهذا فيه تأكيداً على أن الأمر مؤيد بالوحي من رب العالمين سبحانه وتعالى.
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
Forwarded From 📚 من عمق التاريخ الإسلامي 📚
#القدس_هدية_السماء
الحلقة السادسة بعنوان "التطهير العرقي"
أكاديمية دراسات اللاجئين-
بدون موسيقى
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#مختصر_دولة_المرابطين الحلقه الحادي عشر #تتمة الم
#مختصر_دولة_المرابطين
الحلقه الثانية عشره

#تتمة يوسف بن تاشفين ودولة واحدة على المغرب والأندلس

💫ظلّ هذا الشيخ الكبير يحكم حتى سنة 500 هـ= 1106 م وكان قد بلغ من الكبر عتيًا، وتوفي رحمه الله بعد حياة حافلة بالجهاد وقد وفّى تمام المائة، منها سبع وأربعين سنة في الحكم، وكان تمام ستين سنة على ميلاد دولة المرابطين، تلك التي أصبحت من أقوى دول العالم في ذلك الزمان.

💫المرابطون ومواصلة الانتصارات

بعد موت يوسف بن تاشفين بعام واحد، وفي سنة 501 هـ= 1107 م وبعد ما يقرب من اثنتين وعشرين سنة من الزلاقة، تدور واحدة من أضخم المواقع بين المسلمين وبين النصارى، وهي التي سميت في التاريخ بموقعة أقليش، وقد تولى القيادة فيها على المسلمين عليّ بن يوسف بن تاشفين ( 477 - 537 هـ= 1084 - 1143م) وتولى القيادة على الصليبيين ابن ألفونسو السادس، وانتصر المسلمون أيضًا انتصارًا ساحقًا في هذه الموقعة، وقُتل من النصارى ثلاثة وعشرون ألفًا.

توالت انتصاراتُ المسلمين بعد هذه المعركة، ففي عام 509 هـ= 1115 م استطاع المسلمون أن يفتحوا جزر البليار، تلك التي كانت قد سقطت من جديد في عهد ملوك الطوائف، وقد أصبح المسلمون يسيطرون على جزء كبير من أراضي الأندلس تحت اسم دولة المرابطين.

((لقد مرت سياسة المرابطين في الأندلس بمراحل ثلاث:

1 - مرحلة التدخل من أجل الجهاد وإنقاذ المسلمين، وقد انتهت بانسحاب المرابطين بمجرد انتصار الزلاقة.

2 - مرحلة الحذر من ملوك الطوائف، بعد أن ظل وضعهم وضع التنافر والتحاسد والتباغض، ولم يفكروا في الاندماج في دولة واحد، بل فضل بعضهم التقرّب إلى الأعداء للكيد ببعضهم.

3 - مرحلة ضم الأندلس إلى المغرب، فوضعوا حدًا لمهزلة ملوك الطوائف.)) الصلابي - الجوهر الثمين بمعرفة دولة المرابطين 136

وفي سنة 512 هـ= 1118 م تحدث في داخل بلاد المغرب وفي عقر دار المرابطين ثورة تؤدي بأثر سلبي إلى هزيمتين متتاليتين لهم في بلاد الأندلس، كانت الأولى هزيمة قاتندة، والثانية هزيمة القُليّعة.

💫 فترة علي بن يوسف
خلف علي أباه وأخذت له البيعة ، وعبر في سنة حكمه الأولى إلى الأندلس للقتال ، وأجرى بعض التغييرات الإدارية ، وعين أخاه أبي الطاهر تميم بن يوسف قائداً أعلى لكل جيوش الأندلس ، ثم عاد إلى المغرب . وكانت سرقسطة آخر دولة من ممالك الطوائف تدخل في طاعة المرابطين ، وكان ذلك أواخر سنة 503 هـ 1110 م . بعد أن علمت القيادة المرابطية خطورة موقع سرقسطة . قام الأمير سير بن أبي بكر بشن حملة على الغرب الأندلسي فاسترجع بطليوس في مايو 1111 م ، بعد تمردها ، كما استرجع لشبونة ويابرة وشنترة ودخل شنترين بين 25 و 26 مايو من نفس السنة ، وكلف الأمير سير الوزير ابن عبدون بتحرير رسالة إلى أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين يبشره بفتح مدينة شنترين ، وكان نصاً أدبياً :
من أحصن المعاقل للمشركين ، وأثبت المعاقل على المسلمين ... أرحب المدن أمداً للعيون ، وأخصبها بلداً في السنين ، ولا يَرِيمها الخصب ولا يتخطاها ، ولا يرومها الجذب ولا يتعاطاها ، فروعها فوق الثريا شامخة وعروقها تحت الثرى راسخة ، تباهي بأزهارها نجوم السماء ، وتناجي بأسرارها أذن الجوزاء ، مواقع القطار في سواها مغبرة مربدة ، وهي زاهرة ترف أنداؤها ، ومطالع الأنوار في حشاها مقشعرة مسودة ، وهي ناضرة تشف أضواؤها ، وكانت في الزمن الغابر أعيت على عظيم القياصر فنازلها بأكثر من القطر عدداً ، وحاولها بأوفر من البحر مدداً ، فأبت على طاعته كل الإباء ، واستعصت على استطاعته أشد الاستعصاء ... فأمكننا الله تعالى من ذروتها ، وأنزل ركابها لنا عن صهوتها .

سنة 511 هـ 1117 م شن الأمير علي بن يوسف حصاراً على قلمرية ، وحسب قول ابن عذاري في : البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب ، قام الأمير بفك الحصار بعد عشرين يوماً وتركها . لكن صاحب الحلل الموشية يذكر أن عليَّ بن يوسف افتتح هذه المدينة بجيش كبير ، وكان أثره بها عظيماً ، حسب قوله .
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ41ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ41ـاضرة: [ بين حنين و الطائف ]
        ∫∫‏  الـحـ437ـلـقـة∫∫‏
__
💎 #تتمة سبب تأليف الرسول ﷺ زعماء القبائل والمؤلفة قلوبهم بغنائم حنين:

وهذه الكلمة من هذا الرجل كانت فاجرة، وقد تحمل على الكفر إلا أن الرسول ﷺ لم يشأ أن يقتله بها، مع أن عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد عرضا عليه قتل هذا الرجل، لكن الرسول ﷺ ذكر أنه لا يقتل؛ لعلة واضحة، قال: (معاذ الله أن يتحدث الناس أن محمداً ﷺ يقتل أصحابه)
يعني: كان هدف استقرار الدولة الإسلامية واضحاً جداً في ذهن الرسول ﷺ، لو قتل هذا الرجل لنفر الناس عن الدولة الإسلامية مخافة القتل عند الخطأ؛ لذلك عامله ﷺ كما يعامل المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، فهذه القصة أوضحت طبيعة بعض المسلمين الجدد، وأظهرت ما كان يتوقعه ﷺ ويخشاه أمر واقعي موجود، وخاصة أن هذه القصة ما كانت حدثاً فريداً في قصة حنين، لا، بل تكررت في أكثر من موقف عند توزيع غنائم حنين، ولاشك أن هذا كله كان يتراكم في ذهن الرسول ﷺ ليصبح سبباً واضحاً في القرار الذي أخذه بخصوص توزيع الخمس على الزعماء والسادة.
أيضاً موقف مشابه لهذا الموقف حدث عند توزيع الغنائم، وهذا الموقف جاء أيضاً في البخاري 
ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه يوضح طبيعة ونفسيات الأعراب المشاركين في حنين،
يقول أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: (كنت عند النبي ﷺ وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة، ومعه بلال رضي الله عنه، فأتى النبي ﷺ أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني)، كان الرسول ﷺ قد وعد بتقسيم الغنائم عليهم، ولكن تأخر كثيرًا جدًا عن يوم حنين؛ لأنه بقي أربعين يوماً تقريباً محاصراً الطائف هذا غير أيام الذهاب والعودة،

فما كان من الرسول ﷺ إلا أن تلطف معه وقال له: أبشر. يعني: سأعطيك أبشر، فرد الأعرابي في غلظة تعبر عن نفسية منحرفة قال: قد أكثرت علي من أبشر، وحتى الآن لم أر شيئاً.
هذا الكلام أثر جداً في الرسول ﷺ، وغضب ﷺ وذهب إلى أبي موسى الأشعري وإلى بلال وقال: رد الأعرابي البشرى. قلت له: أبشر فرفض، فاقبلا أنتما، قالا: قبلنا.

الشاهد من القصة: غلظة الأعراب الذين أسلموا حديثاً، فهم لم تروض أخلاقهم بعد في الإسلام.

خلاصة القول شئنا أم أبينا: هذه النوعية من الناس وهذه الفئة من المسلمين ستظل موجودة، إما أن نعترف بالواقع ونتعايش ونتعامل معهم على هذا الأساس، وإما نعيش في مثاليات وهمية ليس لها مكان على أرض الواقع، مع كل ما يحمله هذا النهج الأخير من خطورة على الأفراد والأمم،
ونريد أن نلفت الأنظار أيضاً لنقطة مهمة جداً، قبل الخوض في تفصيلات ما حدث عند تقسيم الخمس على الزعماء والسادة، وهي: أنه لولا ثقة الرسول ﷺ التامة بالسابقين من الأنصار والمهاجرين؛ لكان تطبيق هذا القرار مستحيلاً وغير ممكن؛ لأن إيمانهم لو كان ضعيفاً لاحتاجوا هم أيضاً إلى تأليف وإلى إعطاء مال، لكن الرسول ﷺ كان يعلم تماماً أنهم عاشوا ليعطوا لا ليأخذوا، وعاشوا لدينهم لا لأنفسهم، وطلبوا الجنة ولم يطلبوا الدنيا، من أجل هذا استطاع أن يأخذ القرار الصعب.

💎إعطاء الرسول ﷺ لأبي سفيان وولديه يزيد ومعاوية من غنائم حنين:
تعالوا بنا ننظر ما فعله الرسول ﷺ في هذا الخمس مع زعماء مكة وقادة القبائل، مع العلم أن هذا الخمس يمثل رقماً كبيراً جداً من الغنائم، فالخمس كان (4800) من الإبل، و(8000) شاه، و(800) أوقية من الفضة، و(1200) من السبي.
فكان أول لقاء مع زعماء مكة وأولهم أبو سفيان زعيم مكة الأول، فقد حكم مكة ست سنوات متصلة بعد مقتل أبي جهل ، منذ غزوة بدر حتى فتح مكة، وهو من أصحاب رءوس الأموال الضخمة في مكة، وهو قد حصلت له مواقف مهينة في غضون الشهرين السابقين بدءاً من زيارته للمدينة المنورة كما رأينا قبل ذلك لمحاولة إطالة مدة الحديبية، ومروراً بموقفه في الطريق من المدينة إلى مكة، وكان إيمانه في ظروف قاسية جداً على قلب أي زعيم، وكذلك عند دعوته أهل مكة إلى عدم الدفاع عنها وفتحها لرسول الله ﷺ دون قتال، وانتهاءً بنزع زعامة مكة منه، وإعطاء هذه الزعامة لأحد الأمويين، كان في مثل عمر أولاده وهو عتاب بن أسيد رضي الله عنه.
لاشك أن الرسول ﷺ كان يقدر كل هذه المعاناة التي يشعر بها أبو سفيان ، كما أنه يعلم أنه لن يرضى بقليل من العطاء؛ لأنه من كبار زعماء مكة؛ من أجل هذا أعطاه الرسول ﷺ عطاء ضخماً.
جاء أبو سفيان إلى الرسول ﷺ وهو في وادي الجعرانة، وحين رأى أبو سفيان الغنائم الهائلة قال: يا رسول الله، أصبحت أكثر قريش مالاً. يعني: صرت أغنى رجل فينا.
فقد كان يلمح بوجود المال الكثير، فتبسم ﷺ ولم يتكلم، فلما رأى أبو سفيان أن التلميح غير نافع، قال: أعطني يا رسول الله من هذا المال. هكذا تصريحاً.
لا تتعجبوا؛ فهذه كميات هائلة من المال، ولعله إن لم يصرح أن توزع على غيره وعندها سيندم حيث لا ينفع الندم
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ41ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ41ـاضرة: [ بين حنين و الطائف ]
        ∫∫‏ الـحـ438ـلـقـة∫∫‏
_
💎 #تتمة إعطاء الرسول ﷺ لأبي سفيان وولديه يزيد ومعاوية من غنائم حنين

فقال النبي ﷺ: يا بلال زن لـأبي سفيان أربعين أوقية من فضة، وأعطه مائة من الإبل. 
بلال الذي كان يباع ويشترى ويعذب هو الآن المقرب من زعيم الدولة، وهو الذي يعطي هذا وذاك من الزعماء السابقين، فكان أبو سفيان ينظر إلى العطايا وهو لا يصدق نفسه، فكل هذه الأغنام، وكل هذه الإبل، وكل هذه الفضة تصبح ملكه، في لحظة واحدة أصبح أبو سفيان يمتلك أربعين أوقية من الفضة. يعني: حوالي كيلو ونصف فضة، ومائة من الإبل، وهذا رقم ضخم هائل، فدية القتيل مائة من الإبل، وهذا هو نفس الرقم الذي رصدته قريش لمن يأتي بالرسول ﷺ أو الصديق رضي الله عنه حياً أو ميتاً عند الهجرة إلى المدينة،

ومع أن هذا رقم مهول إلا أن أبا سفيان وجد نفسه يطلب المزيد قبل أن يفنى هذا المال الغزير، قال أبو سفيان : ابني يزيد يا رسول الله، فقال ﷺ: زن له يا بلال أربعين أوقية، وأعطه مائة من الإبل،
فقال أبو سفيان : ابني معاوية يا رسول الله، وهذان كانا مسلمين من أبنائه، فقال ﷺ: زن له يا بلال أربعين أوقية، وأعطه مائة من الإبل،

فذهل أبو سفيان وقال في صدق -واسمعوا هذا الكلام الذي سيقوله-: إنك الكريم فداك أبي وأمي، ولقد حاربتك فنعم المحارب كنت، ثم سالمتك فنعم المسالم أنت، جزاك الله خيراً.
تشعر بالصدق في كل كلمة من كلماته، ما الذي غيره من رجل يشك في نبوة الرسول ﷺ إلى رجل مؤمن مادح لرسول الله ﷺ؟ ما الذي ثبته بعد تردد؟ ما الذي أسعده بعد حزن؟ أليست الثلاثمائة من الإبل والمائة والعشرين أوقية من الفضة، وما هذه الأموال إلى جوار هداية إنسان؟ وما هذه الأموال إلى جوار استقرار الدولة الإسلامية؟ وما هذه الأموال إلى جوار تأليف قلوب بني أمية، وما هذه الأموال إلى جوار ثبات أهل مكة على الإيمان.
صحيح أن المال حلو خضر، لكن يتصاغر جداً إلى جوار هذه المعاني، فهذه كانت نظرة الرسول ﷺ، من أجل هذا كان يعطي ﷺ بلا حساب، كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، كان يعطي وكأن المال لا ينتهي، وانتهت قصة أبي سفيان مع الرسول ﷺ، وجاء غيره وغيره وغيره.

💎إعطاء الرسول ﷺ لحكيم بن حزام من غنائم حنين مع درس تربوي نبوي:

جاء حكيم بن حزام رضي الله عنه وهو أيضاً من مسلمة الفتح، ودار بينه وبين الرسول ﷺ حوار رواه البخاري ومسلم ، والذي يروي الحوار هو حكيم بن حزام نفسه،
يقول حكيم رضي الله عنه: (سألت رسول الله ﷺ فأعطان) يعني: أعطاه مائة من الإبل، ثم يقول حكيم : (ثم سألته فأعطاني) يعني: أعطاه مائة ثانية، (ثم سألته فأعطاني) يعني: أعطاه مائة ثالثة،
فأراد الرسول ﷺ أن يعطي حكيم بن حزام درساً تربوياً في منتهى العظمة، قال له: (يا حكيم ، إن هذا المال حلوة خضرة) ولم يقل: حلو خضر؛ لأن المقصود هنا الدنيا، كما في الحديث: (إن الدنيا حلوة خضرة).
ثم يقول ﷺ: (فمن أخذه بسخاوة نفس) يعني: بغير شره وبغير إلحاح، (بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس) يعني: بطمع وتشوف، (لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى).
لما سمع حكيم بن حزام الدرس دخل في قلبه مباشرة، وفقه مراد الرسول ﷺ مباشرة، وأسرع برد المائة الثانية والثالثة وأخذ الأولى فقط،
ثم قال في صدق: (يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحداً بعدك شيئاً حتى أفارق الدنيا) يعني: لا آخذ من أحد شيئاً، ولا أنقص أحداً من ماله، فكان صادقاً في قسمه هذا رضي الله عنه، ما كان يأخذ من أحد شيئاً أبداً، حتى إنه كان يرفض العطاء الذي يستحقه من أبي بكر ثم عمر بعد ذلك؛ لأنه أقسم أنه لا يأخذ من أحد شيئاً أبداً.
كان هذا درساً نبوياً عظيماً جداً، والمنهج الإسلامي العظيم كيف يبني الناس على صورة أشبه بالملائكة منها بالبشر.
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ41ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ41ـاضرة: [ بين حنين و الطائف ]
  ∫الـحـ439ـلـقـة∫‏
___
💎إعطاء الرسول ﷺ لبقية زعماء القبائل من المؤلفة قلوبهم من غنائم حنين
غدا ﷺ يوزع على بقية زعماء مكة، أعطى من يعتقد أن في قلبه ضغينة للإسلام وحقد على الدولة الجديد، إما لدوافع قبلية، أو أن أقارب بعضهم قتلوا على يد المسلمين، أو أنهم نزعت زعامتهم الشخصية، فأعطى سهيل بن عمرو رضي الله عنه وهو أحد كبار زعماء مكة، والمفاوض القرشي الشهير في صلح الحديبية، والذي أسلم منذ أيام قليلة فقط في فتح مكة
وأعطى الحارث بن هشام أخا أبي جهل وذلك ليلين قلبه، ويهون عليه مصابه في أخيه زعيم مكة سابقاً أبي جهل ،وليتألف قلوب بني مخزوم
وأعطى النضير بن الحارث أخا النضر بن الحارث شيطان قريش المعروف، والذي كان من ألد أعداء الرسول ﷺ، والذي قتل في أعقاب غزوة بدر، أعطاه ليتألف قلبه، ويتألف قلوب بني عبد الدار
وأعطى ﷺ كثيراً من زعماء مكة ليضمن استقرار الأوضاع في مكة.
بعد ذلك بدأ يعطي زعماء القبائل من الأعراب من أجل أن يضمن ولاءهم وانتماءهم للدولة الإسلامية، فقد أعطى عيينة بن حصن زعيم قبيلة بني فزارة، أعطاه مائة من الإبل، وهذا الرجل كان غليظاً جداً سيئ الخلق، اشتراه ﷺ بالمال في هذا الموقف، فسكن عن إحداث فتنة، وإن كانت أخلاقه لم تتغير كثيراً، فهذا الرجل ارتد بعد وفاة الرسول ﷺ، لكنه عاد وتاب أيام أبي بكر الصديق
وأعطى كذلك زعيم بني تميم:الأقرع بن حابس وأيضاً كان من غلاظ الطباع، وحديث الإسلام، وقبيلته بنو تميم قوية أعطاه مائة من الإبل ليتألف قلبه وقبيلته
وكذلك أعطى العباس بن مرداس زعيم قبيلة سليم، يبدو أنه قدر قيمة العباس أقل مما قدر قيمة عيينة والأقرع فأعطاه خمسين ناقة فقط، ومع أن خمسين ناقة كثيرة جداً إلا أن ذلك لم يعجب العباس بن مرداس فطلب من الرسول ﷺ يطلب المزيد والمساواة مع عيينة والأقرع زعيمي فزارة وتميم
وقال العباس بن مرداس شعراً:
فأصبح نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع
العبيد الذي هو:الفرس حقه، يعني: يكون نصيبه أصبح هو لين بين عيينة والأقرع وما كان حصن ولا حابس يفوقان مرداس في المجمع
فـحصن والد عيينة وحابس والد الأقرع ومرداس والد العباس هذا
وما كنت دون امرئ منهما ومن تضع اليوم لا يرفع
يعني:من تضع قدره يا رسول الله اليوم لن يرفع بعد ذلك فلما سمع رسول الله ﷺ هذه الكلمات قال: اقطعوا عني لسانه وزيدوه إلى مائة فزادوا له في العطاء فزادوه إلى المائة وتعليق الرسول ﷺ يشعر أن هؤلاء ما دخلوا في الإسلام إلا رغباً في هذه الأموال أو رهباً من الدولة الإسلامية
وبعد ذلك حسن إسلام العباس بن مرداس وصار من فضلاء الصحابة رضي الله عنه
إذاً:نجحت سياسة إعطاء المال لتأليف القلوب بتثبيت هؤلاء المسلمين الجدد على الإسلام وبالتالي تثبيت أركان الدولة الإسلامية
روى مسلم عن أنس رضي الله عنه أنه قال: إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها

💎إعطاء الرسول ﷺ لصفوان من غنائم حنين مع كونه مشركاً في ذلك الوقت:
إن الرسول ﷺ عند توزيع غنائم حنين أعطى من غنائم حنين بعض المشركين ومن أشهر من أعطاهم:أحد زعماء مكة الكبار صفوان بن أمية وكان مشركاً
وصفوان هو ابن الزعيم المكي المشهور أمية بن خلف وأمية بن خلف قتل كافراً في بدر، وصفوان من زعامات مكة الذين اشتركوا في الحروب المتتالية ضد المسلمين، وممن فر من مكة بعد الفتح صفوان بن أمية ، والرسول ﷺ قبل ذلك كان قد أعطاه مدة أربعة شهور ليفكر في أمر الإسلام
ثم استأجر منه ﷺ السلاح في غزوة حنين، وخرج صفوان مع الجيش المسلم إلى حنين؛ ليحمل الأسلحة للمسلمين على جماله، وظهرت منه بعض الكلمات توضح ميلاً إلى الإسلام
لما انهزم المسلمون في أول الأمر وهربوا قال كلدة بن حنبل :ألا بطل السحر اليوم،فاعترض صفوان 
على شماتة كلدة وقال:اسكت فض الله فاك، فوالله لأن يربني -أي: يملكني- رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن
وإن كان قال هذا الكلام من ناحية قبلية بحتة إلا أنه عبر عن اختفاء الضغينة الشديدة للرسول ﷺ من قلبه
ويبدو أن الرسول ﷺ أحس منه فرصة إسلام، فأراد أن يجزل له العطاء بصورة أضخم من كل التصور
فصفوان بن أمية كان واقفاً يشاهد الناس تأخذ الغنائم، ولكونه من المشركين بقي يشاهد متحسراً فنادى الرسول ﷺ صفوان بن أمية وأعطاه مائة من الإبل،وبعد أن أعطاه الإبل نظر إلى واد في حنين فيه إبل كثيرة وشياه كثيرة، فظهرت عليه علامات الانبهار من كمية الأنعام
فقال له ﷺ:أبا وهب يعجبك هذا الشأن؟ قال صفوان في صراحة شديدة: نعم، فقال ﷺ في سهولة وكأنه يتنازل عن جمل أو جملين:هو لك وما فيه
فذله صفوان بن أمية من هذا التصرف العجيب من الرسول ﷺ فلم يملك صفوان بن أمية نفسه أن قال:ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي أشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ41ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ41ـاضرة: [ بين حنين و الطائف ]
  ∫∫‏ الـحـ440ـلـقـة ∫∫‏
__
💎 #تتمة إعطاء الرسول لصفوان من غنائم حنين:
يقول صفوان بن أمية كما روى الإمام مسلم في الصحيح: (والله لقد أعطاني رسول الله ﷺ ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إلي، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي) ﷺ.
أي خير أصاب صفوان؟ أي خير تحقق لقبيلة بني جمح عندما أسلم زعيمها؟ أي خير حقق لمكة؟ أي خير تحقق للمسلمين عندما أضيفت إليهم قوة الزعيم المكي المشهور صفوان بن أمية والذي حسن إسلامه بعد ذلك، وصار من المجاهدين في سبيل الله؟
كل هذا الخير حصل بمجموعة من الإبل والشياه، فأي قيمة لهذه الإبل والشياه؟ هذه الإبل والشياه إما تؤكل أو تموت، بل الدنيا بكاملها ستفنى، لكن الذي لا يزول هو نعيم الجنة، كم من البشر سيذوق نعيم الجنة ويخلد فيه؛ لأنه أعطي مجموعة من الإبل والشياه؟ أليس هذا فهماً راقياً من رسول الله ﷺ لحقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة، وحقيقة الغنائم وحقيقة البشر؟!
أليس هذا تقديراً صائباً من الرسول الحكيم ﷺ؟

💎نتائج تقسيم خمس غنائم حنين على المؤلفة قلوبهم:
هذه هي المقارنة التي عقدها المصطفى ﷺ الغنائم مقابل الإسلام، الدنيا مقابل الآخرة، فهو ﷺ هانت عليه الدنيا بكاملها وأعطاها دون تردد؛ لأن الدنيا عنده لا تعدل جناح بعوضة، والدنيا عنده قطرة في يم واسع، والدنيا عنده أهون من جدي أسك ميت
هذا لم يكن كلاماً نظرياً فلسفياً، شاهده الناس جميعاً بعيونهم كان واقعاً في حياته وحياة الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، وكان هذا الواقع بارزاً في أبهى صوره في قصة غنائم حنين، حيث أعطى ما لم يعط أحد من العالمين
حتى بعدما أعطى هذا العطاء لم يتبق في يده شيء لنفسه ﷺ، لم يتبق ما يعوض به فقر السنين وتعب العمر، وقد بلغ الستين من عمره، بل تجاوز ﷺ الستين، لم يحتفظ بشيء لنفسه، بل وزع هنا وهناك على الأعراب، وعلى حديثي الإسلام، حتى إنه لم يبق معه شيء أبداً، وحاصره الأعراب الجفاة يطلبون المال والأنعام حتى اضطروه -وهو الزعيم المنتصر والقائد الأعلى والرسول الكريم ﷺ- اضطروه إلى شجرة ونزعوا رداءه
فقال في أدب وفي رفق وفي لين يليق به كنبي، ويجدر به كمعلم ﷺ: (أيها الناس ردوا علي ردائي، فو الذي نفسي بيده لو كان لكم عندي عدد شجر تهامة نعماً لقسمته عليكم، ثم لا تجدوني بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً)!
وصدق رسول الله ﷺ ما كان بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً، كان هذا هو فقه النبي ﷺ يوم حنين، كان هذا هو قراره ﷺ بتوزيع خمس الغنائم بالكامل على المؤلفة قلوبهم، وكانت هذه هي تبعات هذا القرار ونتائجه، وكانت هذه هي الصورة في ذهن الرسول ﷺ، لكن هل استوعب كل الصحابة هذه الصورة؟ هل فهموا جميعاً هذه الأبعاد وأدركوا هذه النتائج؟
هل اقتنعوا بهذا القرار حيث أعطى المؤلفة قلوبهم ولم يعط السابقين شيئاً؟ لا، ليس كل الصحابة اقتنعوا بهذا القرار نعم هناك من أدرك هذه الأبعاد والنتائج لكن هناك من لم يستطع أن يدرك هذه الأبعاد النبيلة في فكر الرسول ﷺ، فكان لابد لهم من الاستفهام والتساؤل ومن هؤلاء مثلاً: سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، فقد أبدى الاستغراب لهذا الأمر قال سعد: يا رسول الله أعطيت عيينة والأقرع مائة مائة وتركت جعيل بن سراقة الضمري . وجعيل بن سراقة من أهل الصفة من فقراء المسلمين
فأجاب ﷺ الإجابة التي تفسر وتوضح ما فعله، قال: أما والذي نفس محمد بيده لـجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض خير مما يملأ الأرض كلهم مثل عيينة بن حصن والأقرع بن حابس ولكني تألفتهما ليسلما، ووكلت جعيل بن سراقة إلى إسلامه. رضي الله عنه وأرضاه
هذه الكلمة تعدل عند جعيل مال الأرض كله، ليس معنى أنني أعطيت واحداً ومنعت الآخر أن الأول أفضل من الثاني بل العكس فقيمة جعيل بن سراقة عند الرسول ﷺ أغلى من ملء الأرض من مثل عيينة والأقرع مع أن جعيلاً أقل مالاً وأقل سلطة وأقل شهرة وأقل وضعاً اجتماعياً لكنه أعلى إيماناً وأرسخ قدماً في الإسلام
وجعيل رضي الله عنه وأرضاه فقه ذلك المعنى وكانت هذه الشهادة من رسول الله ﷺ عنده أغلى ليس فقط من غنائم حنين ولكن أغلى من كل مال الأرض.
إذاً: هذا كان استغراب بعض الصحابة مثل: سعد بن أبي وقاص من إعطاء حديثي الإسلام وترك السابقين من المهاجرين والأنصار
لكن هناك استغراب كان أكثر أهمية وأكثر خطورة من مجموعة أخرى من المسلمين هذه المجموعة كانت الأنصار
ووجه الأهمية ومكمن الخطورة أن هذا الاستغراب والإنكار لم يكن فردياً في الأنصار إنما كان جماعياً من مجموعة كبيرة من الأنصار هذا موقف مشهور معروف وفيه دروس لا تحصى ويحتاج إلى تحليل كبير سنتكلم عنه بالتفصيل وعن غيره من الأحداث إن شاء الله في الدرس القادم
أسأل الله عز وجل أن يفقهنا في سننه، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55