قناة

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds
9.9k
عددالاعضاء
38
Links
Files
8
Videos
65
Photo
وصف القناة
《وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ》 فريق سيبراني إسلامي حر، لا نتبع لأي جهة ونعمل على مُناصرة المسلمين في كل مكان ونحارب العدو الصهيوني بالصاروخ الرقمي. contact us : @ForceElectronicQuds_bot #فيلق_القدس_الإلكتروني
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ41ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ42ـاضرة: [ اسلام هوازن ]
_
💫 #تمهيد

بعد هزيمة هوازن أمام المسلمين في حنين، وبعد تقسيم الغنائم على الجيش وما وقع بسببها من مواقف متباينة، ومعالجة الرسول صلى الله عليه وسلم لتلك المواقف بحكمة وحنكة، بعد ذلك كله جاء وفد هوازن وأعلن إسلامه، وطالب برد السبي، فقام صلى الله عليه وسلم بخطة رائعة في إرجاع سبي هوازن، فكانت خطة ناجحة بكل المقاييس والمعايير، وانضمت قبيلة هوازن إلى جماعة المسلمين مجاهدة في سبيل الله تعالى، وكل هذا يبين لنا أن دين الإسلام دين رحمة وهداية للناس
__________

💫أهم العنواين الرئيسية:
-موقف الأنصار من توزيع غنائم حنين على المؤلفة قلوبهم
- خوف الأنصار من ترك الرسول ﷺ للمدينة والإقامة بمكة
- كيفية تعامل الرسول ﷺ مع الأنصار في موقفهم من توزيع غنائم حنين

📌- قدوم وفد هوازن مسلما'
- خطوات الرسول ﷺ في إسترجاع سبي هوازن من المسلمين
- موقف المسلمين من طلب الرسول ﷺ منهم إرجاع سبي هوازن
- موقف الرسول ﷺ من مالك بن عوف بعد إسلام قبيلة هوازن
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ42ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ42ـاضرة: [ اسلام هوازن ]
        ∫∫‏  الـحـ441ـلـقـة  ∫∫‏
____
💎 موقف الأنصار من توزيع غنائم حنين على المؤلفة قلوبهم

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:فمع الدرس الرابع عشر من دروس السيرة النبوية: العهد المدني : فترة الفتح والتمكين.
في الدرس السابق تحدثنا عن توزيع غنائم حنين، وعن تقسيم أربعة أخماس الغنيمة على الجيش بكامله، ثم توزيع الخمس المتبقي على المؤلفة قلوبهم من طلقاء مكة وزعماء مكة وزعماء القبائل العربية المختلفة، وكان كما رأينا توزيعاً سخياً بلغ مائة من الإبل للبعض، وتجاوز هذا الرقم للبعض الآخر، وذكرنا علة ذلك وأن الرسول ﷺ كان يريد استقرار الدولة الإسلامية، ووازن بين مصلحة هذا الاستقرار، وبين مفسدة حرمان المجاهدين الذين بذلوا الجهد، وكانوا سبباً مباشراً في النصر يوم حنين، فوجد ﷺ بعد هذه الموازنة أن استقرار الدولة الإسلامية أثقل، ولذلك أعطى المؤلفة قلوبهم ومنع السابقين، وتفهم كثير من الصحابة هذا الموقف، لكن هذا التفهم لم يكن من الجميع، بل غضبت مجموعة من الصحابة لهذا الفعل، وشعرت هذه المجموعة أنها حرمت ما تستحقه، بينما أعطي من لا يستحق، فهذه المجموعة من الأصحاب هم الأنصار، غضب كثير من الأنصار؛ لأن الرسول ﷺ لم يعطهم من الخمس المملوك للدولة، مع أنه أعطى بسخاء مجموعة حديثة الإسلام، ما قدمت شيئاً للإسلام، وما خدمت الدولة الإسلامية خدمة تذكر.

وقبل أن تأخذوا موقفاً من الأنصار، وقبل أن توجهوا اللوم على الأنصار بأي صورة من صور اللوم، فتعالوا بنا نراجع بعض الحقائق التاريخية الهامة:

✅أولاً: على أكتاف الأنصار قامت الدولة الإسلامية الأولى، قبل ظهور الأنصار في الصورة كان المسلمون متشتتين في الأرض، ناس في مكة وناس في الحبشة وناس في غيرها من القبائل، فجعل الله عز وجل الأنصار سبباً في جمع شمل المسلمين، وفي إقامة الدولة الإسلامية، وذلك عندما استضافوا الرسول ﷺ والمسلمين في مدينتهم، المدينة المنورة.

✅ثانياً: أخذ الأنصار منذ الأيام الأولى لإسلامهم القرار بمواجهة الأحمر والأسود من الناس، كانوا يعرفون تماماً أن الإسلام يعني: مفارقة العرب قاطبة، يعني: قطع الحبال التي بينهم وبين اليهود، يعني: مواجهة العالم، هكذا كانوا يعرفون، وهكذا أخذوا القرار بمنتهى التشرف القوة.

✅ثالثاً: أن قيمة المال في عيون الأنصار قليل جداً، بل لعله منعدم، فأحياناً قد لا يرون لأنفسهم حقاً في أموالهم الشخصية، فتجدهم يعطون هذه الأموال للآخرين بطيب نفس، قل أن يوجد مثلهم في البشر، ورأينا كيف كانوا يقسمون الأموال بينهم وبين المهاجرين رضي الله عنهم، بغض النظر عن الحالة المادية للأنصاري الذي ينفق، وقد ذكر سبحانه وتعالى ذلك في كتابه الكريم، ووصف الأنصار بصفة الإيثار، قال سبحانه وتعالى:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }[الحشر:9]،
حتى الفقير من الأنصار كان ينفق في سبيل الله ويؤثر غيره على نفسه وهو محتاج.
هذه هي نفسية الأنصار بشهادة رب العالمين سبحانه وتعالى.

✅رابعاً: اشترك الأنصار في كل غزوات الرسول ﷺ ، بل كانوا الجانب الأعظم من الجيش في بدء أول مواقع المسلمين، وبدء المسلمين كانوا (313) أو (314) والأنصار كانوا يمثلون ثلثي الجيش تقريباً، (231) من الأنصار، و(83) أو (84) من المهاجرين، واستمر الأمر على ذلك في بقية الغزوات إلا الغزوات المتأخرة التي زاد فيها عدد المسلمين جداً، لكن في الغزوات الأولى كان معظم الجيش من الأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم.
ولديهم من المواقف المشرفة في التاريخ ما لا يحصى، ومن أشهر المواقف موقف أحد، ففي أحد فر بعض المسلمين، وصار إحباط من بعض المسلمين، لكن الثبات كل الثبات كان في جانب الأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم،
فرأينا في غزوة أحد استشهاد شباب الأنصار حول الرسول ﷺ الواحد تلو الآخر، كانوا واقفين حوله تسعة، سبعة من الأنصار واثنين من المهاجرين: سعد ، وطلحة رضي الله عنهما، مات السبعة كلهم تحت أقدام الرسول ﷺ دفاعاً عنه ﷺ، ورأينا أمثلة سعد بن الربيع وحنظلة وأنس بن النضر وعبد الله بن حرام وخيثمة وعمرو بن الجموح وغيرهم.
وشهداء أحد كانوا سبعين، وكان فيهم (66) أنصارياً، يعني نسبة (94%)، بذل، تضحية، جهاد في سبيل الله بالمال وبالنفس.
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ42ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ42ـاضرة:[ اسلام هوازن ]
∫∫‏ الـحـ442ـلـقـة ∫∫‏
_____
💫 #تتمة موقف الأنصار من توزيع غنائم حنين على المؤلفة قلوبهم
✅خامساً:أن الأنصار على خلاف ما يتوقع الكثيرون كانت حالتهم المادية فقيرة مع أن القارئ للسيرة قد يظن الأنصار أغنياء لكثرة عطاء الأنصار وكرم الأنصار لكن الثابت أن معظم الأنصار كان فقيراً فعلاً وأن حالة المدينة الاقتصادية كانت منخفضة جداً وليس أدل على ذلك من مواقف الجوع الكثيرة جداً التي مرت بها المدينة المنورة ومن أشهرها حصار الأحزاب في أواخر سنة (5)هـ كانت المدينة في حالة من الفقر الشديد وبالكاد يأكلون وأكلهم غير مستساغ أصلاً كما ذكرنا في دروس الأحزاب
✅سادساً:أنه بعدما حدثت الأزمة في حنين وفر معظم الجيش نادى رسول لله ﷺ على أصحاب الشجرة أهل الحديبية ثم قصر الدعوة بعد ذلك في الأنصار قال:يا معشر الأنصار! يا معشر الأنصار فالأنصار هم رجال الأزمات وهم فرسان المواقف الصعبة فعلاً يا للأنصار! يا للأنصار! قالوا دون تردد:لبيك يا رسول الله! أبشر نحن معك يا لبيكاه
ثم عادوا رضي الله عنهم ووقفوا حول الرسول ﷺ وقادوا حركة هجوم مضادة على المشركين فغير الله من حال إلى حال سبحان الله انقلبت الهزيمة إلى نصر بعد أن جعل الله عز وجل الأنصار سبباً في ذلك
هذه هي قصة الأنصار وهذا هو تاريخ الأنصار منذ إسلام الأنصار وإلى هذه اللحظة إلى يوم حنين ومكانتهم في الإسلام لا ينكرها أحد
والرسول ﷺ نفسه كان يفتخر جداً بالأنصار رضي الله عنهم كان يقول:(الأنصار كرشي وعيبتي) كرش الرجل:أي خاصة الرجل وعيبة الرجل: أي موضع سر الرجل ثم قال: (ولولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار)
هذه مقدمة لا بد منها قبل الحديث عن موقف الأنصار من غنائم حنين وبعد ذلك لنكن واضحين، ضع نفسك مكان الأنصار بعد كل هذه الشراكة في النصر تاريخاً وواقعاً إذا بثمرات النصر الصعب والتضحية المتكررة توزع على الآخرين لذلك حزن الأنصار حزناً شديداً جداً حتى إن بعضهم قال:إذا كانت الشدة فنحن ندعى وتعطى الغنائم غيرنا؟! هذا الكلام في البخاري ومسلم عن أنس 
رضي الله عنه
وفي رواية أخرى قال بعضهم:(يغفر الله لرسول الله ﷺ يعطي قريشاً ويتركنا وسيوفنا تقطر دمائهم).سبحان الله الموقف فعلاً موقف يلفت الأنظار
وفي بعض الروايات أن الأنصار قالوا:(فإن كان من أمر الله صبرنا وإن كان من أمر رسول الله ﷺ استعتبناه)
فالأنصار بهذا القول يلتزمون بالحدود الشرعية تماماً هم يقولون:لو كان هذا الأمر من رب العالمين وحكم الشرع فلا بد من السمع والطاعة ولو كان اختياراً بشرياً من رسول الله ﷺ عاتبناه على هذا الاختيار
وقبل أن تلوم الأنصار وتعاتبهم على عتبهم للرسول ﷺ أضرب لك مثلاً يقرب لك موقف الأنصار ويضعك في داخل هذا الموقف:لو كنت تعمل في شركة وخدمت في هذه الشركة بكل طاقتك مدة عشر سنين وقدمت للشركة كل ما تستطيع والشركة كانت صغيرة في أولها وبعد ذلك كبرت على كتفيك ولم تطلب لنفسك في كل تاريخ الشركة أي شيء زائد عن الحد مع كونك كنت دائماً تعمل أكثر مما يطلب منك وبعد ذلك مرت الأيام وجاء من يعمل في الشركة إلى جوارك فإذا به سيئ الخلق غير منضبط في عمله يحضر في أوقات ويغيب في أضعاف هذه الأوقات ويتحدث بالسوء عن صاحب الشركة الذي أنت خدمته بإخلاص طوال السنين العشر السابقة وبعد ذلك في أواخر السنوات العشر حققت الشركة نجاحاً كبيراً هائلاً وربحت صفقة كبيرة جداً كنت أنت السبب فيها وكان الموظف الجديد معوقاً لهذه الصفقة وبعد أن تمت الصفقة جاء صاحب الشركة فأعطى كل منكما الراتب الشهري الرسمي له ثم إذا به يعطي الموظف الجديد غير المنضبط نصف مليون جنيه مكافأة ولم يعطك أنت شيئاً ماذا ستفعل؟
كن صادقاً مع نفسك وأجب!! ماذا ستفعل؟
بالمناسبة نصف مليون هذا ليس رقماً عشوائياً، لا، كذلك الجمل الواحد في زماننا الآن ثمنه خمسة آلاف جنيه، يعني مائة من الإبل تساوي (500000) جنيه أي:نصف مليون، والأنصاري لم يأخذ سوى راتبه فقط، أخذ جملين، نصيبه الشرعي.

وغير ذلك من المؤلفة قلوبهم أخذوا الجملين، فهذه المكافأة المائة من الإبل كانت زيادة على الراتب الشرعي، فماذا تفعل في موقف مثل هذا ؟ حاول أن تجيب، بالتأكيد ستجد نفسك لم تأخذ شيئاً، لم تعترف حتى بالراتب الذي أخذته.

بهذا نستطيع أن نفهم عبارة أنس بن مالك رضي الله عنه في صحيح مسلم قال:(ولم يعط الأنصار شيئاً)
لأنه بالمقارنة لما أخذه المؤلفة قلوبهم، فكأنهم لم يأخذوا شيئاً، أو أن الأنصار لم يعطوا أي شيء من الخمس المتبقي من الغنيمة الذي وزع على المؤلفة قلوبهم.

الموقف صعب جداً، ونعذر فيه الأنصار تماماً، وأنا أقول:إن الأنصار كانوا في غاية الأدب في هذا الحوار الذي دار بينهم وبين الرسول ﷺ والرسول ﷺ نفسه كان يعذر الأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم، ويقدر موقفهم، وسنرى هذا الكلام في الحوار الذي سيأتي
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ42ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ42ـاضرة: [ اسلام هوازن ]
        ∫∫‏  الـحـ443ـلـقـة  ∫∫‏
__
💎 خوف الأنصار من ترك الرسول ﷺ للمدينة والإقامة بمكة

على الرغم من كل ما ذكرناه، وعلى الرغم من المثل الذي وضحنا به هذه الصورة، فهذا الموقف وهذه الكلمات لم تكن من عامة الأنصار، إنما كانت من بعض شباب الأنصار، ودليل ذلك ما جاء في الصحيحين في البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ سأل عن الذي قال هذا الكلام وأعلن بهذا الاعتراض، فقال فقهاء الأنصار وعلماؤهم وسابقوهم: (أما ذوي رأينا يا رسول الله فلم يقولوا شيئاً، وأما أناس حديثة أسنانهم قالوا: يغفر الله لرسول الله يعطي قريشاً ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم) يعني: أن هذا الكلام كان من بعض الشباب، لكن سعد بن عبادة رضي الله عنه كما سيتبين في الأحداث القادمة كان موافقاً على هذا الكلام، مع أنه لم يقله، وهذا الكلام واضح في رواية الإمام أحمد رحمه الله:
قال سعد بن عبادة رضي الله عنه لرسول الله ﷺ: (يا رسول الله! إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار منها شيء، قال: فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ فقال سعد : يا رسول الله! ما أنا إلا من قومي) يعني: أنني أشعر بما يشعرون به وإن كنت لم أقل مثل ما قالوا.
ولا تنسوا أن الأنصار بشر وليسوا ملائكة، والبشر جبلوا على حب المال، فإذا كان هذا المال حلالاً صرفاً فما المانع من طلبه، وخاصة إذا كانوا يشعرون أنهم هم السبب في تلك الثروة، فلماذا لا يأخذون جزءاً منها.
ثم إن هناك بعداً آخر مهماً جداً وهو أن الأنصار كانوا يخشون أن يتركهم رسول الله ﷺ ويعيش في مكة المكرمة خير بقاع الأرض، وأحب بلاد الله إلى قلب الرسول ﷺ، وفيها الآل والعشيرة، وفيها الطفولة والشباب والذكريات، وفيها أعز قبائل العرب قريش، وأهم مركز من مراكز التجارة في الجزيرة العربية، ويأتي لها الناس جميعاً طول السنة من كل مكان، وفيها من المقومات الكثيرة ما يجعل اختيارها كعاصمة جديدة للدولة الإسلامية أمراً مقبولاً جداً ومتوقعاً، فلما حدث توزيع الغنائم بهذه الصورة ثارت الشكوك في قلوب الأنصار، ولا ننسى أن الأنصار قالوا هذا الكلام قبل ذلك منذ أقل من شهرين عندما فتحت مكة، وطمأنهم ﷺ أنه سيعود معهم إلى المدينة ولن يبقى في مكة المكرمة، وقال: (المحيا محياكم، والممات مماتكم)
غير أنهم خافوا أن يكون الظرف قد تغير، والأحداث الجديدة غيرت من الصورة، وأن الرسول ﷺ أصبح له رأي جديد في هذه القضية، وأنه سيعود إلى مكة المكرمة ولن يعود معهم إلى المدينة المنورة، والرسول ﷺ كان يشعر بأن الأنصار يشعرون بهذا المعنى؛ لأن في الحوار الذي دار بينهم كما سنرى أكد على أنه سيعود معهم إلى المدينة المنورة، فشعر أن الأنصار كانوا خائفين من بقاء الرسول ﷺ في مكة ويترك المدينة مع كل المشاكل التي ممكن أن تحصل في المدينة المنورة نتيجة خروج الرسول ﷺ والجيش الإسلامي الأساس من المدينة.
أيضاً ينبغي أن نذكر عظمة سعد بن عبادة رضي الله عنه والأنصار رضي الله عنهم أجمعين، الذين كانوا صرحاء إلى أبعد درجة، وهذه الصراحة هي التي عالجت الموقف، فلو أخذ الأنصار بمثاليات غير واقعية، وأنكروا وجود مشكلة لتفاقمت هذه المشكلة، وحينها سيكون الحل والعلاج صعباً أو مستحيلاً.
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ42ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ42ـاضرة: [ اسلام هوازن ]
      ∫∫‏ الـحـ444ـلـقـة∫∫‏
_
💎كيفية تعامل الرسول ﷺ مع الأنصار في موقفهم من توزيع غنائم حنين
تعالوا بنا ننظر كيف تعامل رسول الله ﷺ مع بوادر هذه الأزمة الخطيرة؟ وإن سريان مثل هذا الشعور في هذه الطائفة المهمة جداً من الجيش قد يؤدي إلى كوارث مستقبلية هذه الكوارث بكل وضوح قد تعصف بالدولة الإسلامية
ماذا نفعل إذا كانت هناك بوادر انسلاخ مجموعة من الجنود عن الصف العام للمسلمين؟
فهيا بنا لنرى المنهج النبوي الرفيع في علاج مثل هذا الأمر هذا العلاج يجمع بشكل فريد فعلاً بين إقناع العقل وإرضاء العاطفة:
📌أولاً:عدم التغافل عن النار التي تحت الرماد كان الموقف الشرعي والعقلي للرسول ﷺ في قضية الغنائم سليماً تماماً وهو الأولى بلا جدال بدليل أن الوحي لم ينزل بخلاف ذلك ومع ذلك الرسول ﷺ حرص على علاج الموقف من البداية لم يقل مثل ما يقول الكثير من الناس: ما دام أنني على الصواب لا يهمني كلام الناس لم يقل:ما دام الله سبحانه وتعالى راضياً وعالماً ليس هناك داع إلى أن أسترضي الناس أو أبين لهم الأمر
لم يقل:إن الأنصار مؤمنون شديدو الإيمان وهذا كلام عارض لن يؤثر في مستقبل الدولة الإسلامية
لم يقل:إن الأيام كفيلة بحل هذه القضايا بل إنه لم يقل:أنا رسول الله ﷺ وواجب عليهم الطاعة
لم يقل هذا الكلام ولا غيره من الكلام بل انتقل إلى حل المشكلة بموضوعية وأخذ الموضوع بمنتهى الجدية ولم يؤجل الموضوع يوماً واحداً ولا حتى ساعة واحدة كان حاسماً تماماً في قراره سريعاً في حل الأزمة قال لـسعد بن عبادة مباشرة: (فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة)
إذاً:الملمح الأول في حل المشكلة: عدم التغافل عن الأزمة وهي ما زالت في بدايتها.
📌ثانياً:أن الرسول ﷺ أراد أن لا ينتشر الأمر بين المسلمين فقصر الحديث فيه مع أهل المشكلة وهم الأنصار فهو لم يشأ أن يعلم به عامة الناس لئلا يفتن بعضهم بالشبهة التي أثيرت هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى لكي لا يأخذ الناس موقفاً سلبياً من الأنصار إذا تبين خطأ الأنصار لكي تظل صورة الأنصار جميلة ومحفوظة عند عامة الناس ولذلك عندما رأى الرسول ﷺ بعض المهاجرين يدخلون إلى الحظيرة التي سيتم فيها اللقاء في البداية تركهم لكن عندما رآهم يزيدون منع دخول المهاجرين وسمح بدخول الأنصار فقط فهو حصر المشكلة في إطار محدود بل إنه في رواية في البخاري ومسلم عن أنس 
سألهم تصريحاً قال:(أفيكم أحد من غيركم؟ قالوا: لا إلا ابن أخت لنا فقال ﷺ: ابن أخت القوم منهم)
الشاهد أن معظم الذين حضروا أو كلهم من الأنصار.
📌ثالثاً:أن وسائل حل مثل هذه المشاكل الضخمة من أبلغ الوسائل فقد حرص الرسول ﷺ على لقاء أصحاب المشكلة سمع منهم ويسمعوا منه دون واسطة لأن الواسطة قد لا تحمل الكلمات تماماً كما قيلت وهذا الكلام ليس طعناً في الواسطة أو تقليلاً من إمكانيات الواسطة أبداً، لكن شعور الجنود عامة بالقرب من قائدهم يحل الكثير جداً من المشاكل التي ممكن أن تحصل.
أحياناً الحوار المباشر بين القائد والجنود يخرج بعض القضايا التي يكتمها الجنود عادة ويفتح باب التحاور ويناقش الفرعيات وكل هذا الكلام يساهم في احتواء الأزمة في أولها.
📌رابعاً:أن الرسول ﷺ علل بوضوح وصراحة التقسيم الذي قسمه للغنائم وذكر لهم السبب الذي من ورائه أعطى هؤلاء وترك الأنصار قال لهم: (فإني أعطي رجالاً حديثي عهد بكفر أتألفهم) يعني: ليس تقديمي لهم لأني أحبهم بصورة أكبر أو لأني أقدر موقفهم البطولي أو أداءهم المتميز بل على العكس أنا وبكل صراحة أعلم أن قلوبهم مترددة وأن أقدامهم ليست براسخة بعد في الإسلام ولذلك أعطيهم.
فهذه الكلمات جاءت في منتهى الوضوح وبدون تورية حتى تحل المشكلة حلاً جذرياً.
📌خامساً:أن الرسول ﷺ لفت أنظار الأنصار إلى النظر أيضاً إلى النصف المملوء من الكوب هذا هو النظر الواقعي لو كان هناك كوب مملوء إلى النصف فليس من الصواب أن تنظر إلى نصفه الفارغ فتكون شديد التشاؤم وليس من الصواب أيضاً أن تنظر إلى نصفه المملوء فتكون شديد التفاؤل بصورة غير واقعية لكن الصواب أن تكون متوازناً وترى الأمر على حقيقته نصف مملوء ونصف فارغ نعم أنتم لم تأخذوا من هذا المال ومن هذه العطايا السخية لكن ألم تأخذوا شيئاً؟!
هل ألفتم النعمة فنسيتموها؟!
ألم يقدم لكم رسول الله ﷺ شيئاً قبل ذلك؟!
ألم ينفعكم الإسلام؟!
ألم تستفيدوا من انضمامكم إلى هذا الكيان الجديد في الدولة الإسلامية؟!
انظروا نظرة متوازنة حتى لا تشعروا بالغبن أو الظلم فالرسول ﷺ لم يترك هذا الكلام عائماً دون توثيق بل ذكر طرفاً مما حصله الأنصار من الإسلام ولم يذكر كل النعم ذكر بعض النعم وكان صريحاً وفي منتهى الوضوح ولم يشعر بالحرج أبداً وهو يعدد النعم على الأنصار لكنه كان مباشراً تمام المباشرة لكي تفهم الناس بوضوح مايقصده ﷺ.
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ42ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ42ـاضرة: [ اسلام هوازن ]
        ∫∫‏الـحـ445ـلـقـة∫∫‏
___
💎 #تتمة كيف تعامل الرسول مع الأنصار في موقفهم من توزيع غنائم حنين:
قال ﷺ:(ما مقالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها علي في أنفسكم؟ ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله وعالة فأغناكم الله وأعداءً فألف الله بين قلوبهم؟) ها هو يعدد النعم بكل وضوح هذه نعم ثلاث من نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى
هل هذه النعم أثقل أم المائة ناقة التي أخذها هذا أو ذاك؟!
أحياناً عندما يفقد الإنسان شيئاً يفكر فيه وينسى كل ما لديه من الأشياء الأخرى
فالرسول ﷺ بدأ يعدد عليهم هذه النعم وبدأ بواحدة لا يعدل بها شيء، (ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله؟) هل نسيتم يوم دعوتكم للإسلام وكنتم تسجدون لأصنام صنعتموها بأيديكم؟
نسيتم كيف كانت أحلامكم؟ وكيف كانت حياتكم؟ وكيف كانت نظراتكم للحياة بصفة عامة؟
نسيتم الجاهلية؟!
نسيتم التربية الإسلامية لكم يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة؟!
نسيتم كيف انتقلتم بالإسلام من الظلمات إلى النور؟!
نسيتم كيف صار لكم ذكر وشأن ليس في الجزيرة فقط بل في العالم أجمع وليس في زمانكم فقط بل وإلى يوم القيامة؟!
أليست هذه مكاسب واقعية؟!(آلم آتكم ضلالاً فهداكم الله؟)
وأنتم لم تربحوا فقط الآخرة لقد غمرتكم النعم أيضاً في الدنيا.(آلم آتكم عالة فأغناكم الله؟).
ها أنتم الآن دولة لها كيان ومركز ومكانة لكم جيوش هنا وهناك لكم معاملات مع جميع العرب لكم انتصارات مع دول العالم لكم تجارة هنا وهناك لكم صولات وجولات وغنائم وانتصارات أهكذا كان وضعكم قبل الإسلام؟! يثرب قبل الإسلام كانت مدينة عادية بسيطة جداً ليس لها تأثير على حياة العرب فضلاً على حياة العالم.
ثم قال بعد ذلك:(ألم آتكم أعداء فألف الله بين قلوبكم؟) أنسيتم حروبكم الدامية؟
أنسيتم دماء الأوس والخزرج التي سالت أعواماً على أرض يثرب؟!
أنسيتم يوم بعاث؟!
أنسيتم الكراهية والحقد والضغينة التي كانت تملأ قلوبكم قبل الإسلام؟!
من المؤكد أن الجميع لم ينس ذلك الأمر هذا هو النصف المملوء من الكوب فلماذا نظرتم إلى النصف الفارغ وتركتم هذه النعم والإيجابيات؟!
الحقيقة هذه كلمات ثقيلة جداً وقعت كالصخر على أسماع الأنصار رضي الله عنهم ردتهم إلى أرض الواقع
لم يجد الأنصار إلا أن يقولوا:(لله ولرسوله المن والفضل)
أذهلتهم الكلمات وأثقلتهم النعم لكن الرسول الحنون ﷺ نظر إليهم بحب وعطف وإشفاق مقدراً لموقفهم لكن كان لا بد أحياناً أن يكون العلاج مؤلماً جداً
والأنصار ما زالوا في حالة صمت بعد هذه الكلمات يمنعهم أدبهم من ذكر أفضالهم على الدولة الإسلامية ويمنعهم كذلك اقتناعهم أن الإسلام نعمة لا يعدلها شيء لكن الرسول ﷺ كان مشفقاً عليهم جداً فقال لهم في حنان ظاهر:(ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟!) ما ردكم على هذا الكلام
فرد الأنصار بأدب جم وبصوت منخفض قالوا: (بماذا نجيبك يا رسول الله؟! لله ولرسوله المن والفضل) يعني:نعترف بكل ما قلت وما أخذناه أكثر بكثير مما منع منا وبعد ذلك خاطبهم بوسيلة أخرى من وسائل علاج مثل هذه الأزمات الكبيرة وهي وسيلة رفع الروح المعنوية للطرف صاحب الأزمة وإشعاره بقيمته وإقناعه بأن القائد مقدر قيمته ومقدر جهده ولا يجحد فضله قال ﷺ في تواضع وهو يرفع جداً من قيمة الأنصار:(أما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدّقتم:أتيتنا مكذباً فصدقناك ومخذولاً فنصرناك وطريداً فآويناك وعائلاً فأغنيناك)
يعني:إن كان أدبكم أيها الأنصار يمنعكم من ذكر فضلكم علي أنا شخصياً لا أنكره ولا أجحده بل أعترف به وأقدره بغيركم لم تكن هناك دولة وبدونكم لم يكن هناك نصرة صدقتموني ونصرتموني وآويتموني وأغنيتموني فأحس الأنصار حينها بحرج شديد من هذه الكلمات ولم ينطقوا بكلمة
فاستغل ﷺ هذا الصمت ودخل مباشرة في وسيلة ثانية جميلة جداً وهي تهوين حجم الخسارة في عيون الناس وهذه الأزمة التي تظنون أنها أزمة ليست أزمة وإنما هي شيء يسير جداً قال ﷺ في رقة شديدة:(أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا) (لعاعة) يعني:شيء يسير جداً (تألفت بها قوماً ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم)
وبعد ذلك دخل في وسيلة أخرى مهمة جداً إنها وسيلة تحريك عواطف الأنصار ونداء المشاعر المرهفة التي يتميز بها الأنصار قال:(أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله ﷺ إلى رحالكم)
يعني:إن كانوا هم قد كسبوا النوق والشياه فأنتم قد كسبتم رسول الله ﷺ، {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا }[مريم:73]
ثم أقسم ﷺ(فوالذي نفس محمد بيده! لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار ولو سلك الناس شعباً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار)
ثم بدأ ﷺ يدعو قال:(اللهم! ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار. فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم) يعني:ابتلت لحاهم رضي الله عنهم بالدموع.
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين المحـ42ـاضرة:
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ42ـاضرة:[ اسلام هوازن ]
        ∫∫‏ الـحـ446ـلـقـة∫∫‏
_
💎 #تتمة كيف تعامل الرسول مع الأنصار في موقفهم من توزيع غنائم حنين:
ثم الوسيلة الأخيرة هي التذكير بالآخرة هناك سيكون التعويض الرئيسي عن كل ألم أو تعب قال ﷺ:(إنكم ستلقون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض) الجنة ثمنها غال قد نعطش في حياتنا لنروى من الحوض قد يؤثرون علينا غيرنا فنقبل طمعاً فيما عند الله وقد نبيع الدنيا بكاملها لنشتري الآخرة(ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة)
ولذلك الأنصار بعدما سمعوا هذه الكلمات قالوا بمنتهى الصدق:(رضينا برسول الله ﷺ قسماً وحظًا) وخرج المسلمون من الأزمة ونجح الرسول ﷺ في منهجه التربوي وعلم الأنصار بعد هذه التربية أن كل هذه الغنائم الهائلة إنما هي لعاعة وإنها لكذلك.
إذاً:تعالوا بنا لنراجع المنهج التربوي النبوي البارع للخروج من مثل هذه الأزمات أزمة خروج مجموعة من الجنود من الصف المسلم وهي عشر نقاط:
١-حل الأزمة بسرعة،وعدم التغافل عن النار تحت الرماد وعدم التسويف
٢-الحيلولة دون انتشار الأزمة،وحل الأزمة مع أهلها فقط
٣-لقاء أصحاب الأزمة بصورة مباشرة دون وساطة
٤-الصراحة والوضوح وراء الفعل الذي أغضب أصحاب الأزمة وذكر السبب الحقيقي للفعل
٥-النظر بتوازن إلى الموضوع،لفت أنظار أصحاب الأزمة إلى ما حصلوه من إيجابيات
٦-الاعتراف بقيمة أصحاب الأزمة وفضلهم ورفع معنوياتهم
٧-تهوين حجم الخسارة التي خسرها
أصحاب الأزمة إن كانت هينة
٨-تحريك عواطف ومشاعر أصحاب الأزمة،إلى جوار إقناع عقولهم
٩-الدعاء المخلص لهم أن يرحمهم الله وأن يثبت أقدامهم
١٠-التذكير بالآخرة وأن المرء في الدنيا لا يعدم أن يخسر شيئاً ليكسب الجميع فتلك عشرة كاملة.
وهكذا نرى أن السيرة النبوية منهج عملي للخروج من كل أزمة في حياتنا مهما تفاقمت وصدق الرسول الكريم ﷺ حين قال:(تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي) مع العلم أن هذه الوسائل العشر ما كان لها أبداً أن تجدي لولا أن قلوب الأنصار مخلصة وأن درجة إيمانهم عالية وأن هدفهم الجنة وأن حياتهم بكاملها كانت في سبيل الله
وانتهت قصة الغنائم على خير والحمد لله فألف ﷺ قلوب البعض واسترضى آخرين وحلت كل الأزمات وكانت هذه الأيام من أسعد أيام المسلمين في الفترة النبوية.

💎قدوم وفد هوازن مسلماً:
بعد انتهاء توزيع الغنائم بكاملها ورضا كل فريق بما أخذ حدثت مفاجأة ضخمة غير متوقعة جاء وفد من قبيلة هوازن أو بالتحديد من بطون بني نصر وبني سعد وكل بطون هوازن الأخرى باستثناء قبيلة ثقيف جاءوا جميعاً إلى وادي الجعرانة
لماذا جاءوا إلى هذا المكان الآن؟جاءوا للإسلام جاء وفد هوازن يعلن إسلامه بين يدي رسول الله ﷺ وكان الوفد مكوناً من أربعة عشر نفراً يمثلون بطون هوازن المختلفة باستثناء ثقيف كما قلنا
وجدوا أنفسهم خسروا كل شيء خسروا نساءهم وأبناءهم وأموالهم وأنعامهم خسروا حاضرهم وسيخسرون أيضاً مستقبلهم إن هم بقوا على الشرك ومثلما ذكرنا قبل ذلك أنهم كانوا قد فروا إلى الطائف مع ثقيف وما استطاعوا الخروج لحرب المسلمين وكان أمامهم بعد فقد كل هذه الممتلكات أن يفقدوا أيضاً ديارهم ويعيشوا عمرهم لاجئين عند ثقيف في الطائف كان موقفهم صعباً جداً
ففكروا لو أنهم عادوا إلى رسول الله ﷺ فقد يقبل منهم إسلامهم وقد يعيد إليهم بعض الممتلكات وواضح جداً أنهم لم يأتوا حباً في الإسلام لكن معظم الذين يدخلون الإسلام لأجل شيء دنيوي يحبونه بعد فترة من الزمان تقصر أو تطول فهم في النهاية بعد أن يعيشوا الإسلام سيشعرون بقيمته
جلس وفد هوازن مع الرسول ﷺ وأعلنوا إسلامهم ثم قالوا:(يا رسول الله! إنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا منّ الله عليك)
ثم قام خطيبهم زهير بن صرد فقال:(يا رسول الله! إنما في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك- يعني منهم بنو سعد الذين أرضعوا الرسولﷺ ثم أنشد شعراً كان منه:
امنن علينا رسول الله في كرم فإنك المرء نرجوه وننتظر)
فماذا يفعل الرسول ﷺ في موقف مثل هذا؟ الموقف في غاية الحرج ها هي القبيلة الضخمة هوازن تأتي لتعلن إسلامها وكما ذكرنا أنهم ما أتوا حباً في الإسلام ولكنهم جاءوا لأنهم خسروا كل شيء ولم يعد أمامهم من سبيل إلا أن يسلموا فيستردوا شيئاً من ممتلكاتهم فماذا يحدث إن لم تعد لهم نساؤهم وأموالهم؟
إن ردتهم محتملة جداً بل هي الأغلب وهذا هو المتوقع في نفس الوقت الرسول ﷺ قسم كل شيء في الغنائم على الجيش أربعة أخماس الغنائم تقسمت على أفراد الجيش العام وقسم كذلك الخمس المتبقي على سادة القبائل والزعماء وطلقاء مكة وغيرهم من المؤلفة قلوبهم فالرسول ﷺ أعطى هذه العطايا ليتألف قلوب الناس لو أخذ منهم هذه الأشياء فقد يرتدون عن الإسلام فماذا يعمل؟
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55