كل الفتوحات الإسلامية كانت تحمل بصمات الخير والتطور وكلما دخل المسلمون بلدًا طبَّقوا وصيَّة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لهم التي كان يقولها لهم عند خروجهم للقتال والغزو، وهي قوله: “اغْزُوا باسم الله، وفي سبيلِ الله، وقاتلوا مَنْ كفَرَ بالله، اغْزُوا ولا تَغْدِرُوا، ولا تَغُلُّوا، ولا تُمَثِّلُوا، ولا تَقْتُلُوا وَلِيدًا”.
ومن وصايا أبي بكر لأمراء الجُند: “لا تقتلوا امرأةً، ولا صبيًّا، ولا كبيرًا هَرمًا، ولا تقطعوا شجَرًا مُثمرًا، ولا تُخرِّبُنَّ عامرًا، ولا تَعقرنَّ شاةً ولا بعيرًا إلَّا لمأكلة، ولا تُغرقُنَّ نخلًا ولا تحرقنَّه، ولا تغلل، ولا تجبُن.”
وأيضًا نهى النبي صلى الله عليه وسلم، عن الغدر يقول: “إن الغادر يُنصب له لواء يوم القيامة فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان.”
يقول (توماس آرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص99):
لم نسمع عن أية محاولة مُدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام.. أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي من قِـبل المسلمين.
ويقول (ويل ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة 12/131): “لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح: لا نجد لها نظيرًا في البلاد المسيحية في هذه الأيام!! فلقد كانوا أحرارًا في ممارسة شعائر دينهم.. واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم”.
والمسلمون دخلوا الأندلس وأقاموا حضارة عالمية واسمع ماذا يقول المفكر الإسباني (بلاسكوا أبانيز) في كتابه (ظلال الكنيسة) متحدثًا عن الفتح الإسلامي للأندلس:
“لقد أحسنت (إسبانيا) استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية (يعني المسلمين).. وأسلمتهم القرى برمتها بغير مقاومة ولا عداء! فما هو إلا أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى؛ حتى تفتح لها الأبواب، وتتلقاها بالترحاب، فكانت غزواتهم غزوة تمدين وحضارة ولم تكن غزوة فتح وقهر.
ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمنًا عن فضيلة حرية الضمير، وهي الدعامة التي تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب، فقبلوا في المدن التي ملكوها كنائس النصارى وبيع اليهود (جمع بيعة) ولم يخشَ المسجد من معابد الأديان التي سبقته، بل عرف لها حقها، واستقر إلى جانبها، غير حاسد لها، ولا راغب في السيادة عليها!”.
ويقول المـؤرخ الإسباني (أولاغي): “فخلال النصف الأول من القرن التـاسع: “كـانت أقـلية مسيحية مُهمة تعيش في قرطبة وتمارس عبادتها بحرية كاملة!”، ويقـول القس (إيِلوج): “نعيش بينهم دون أنْ نتعرض إلى أيّ مضايقات في ما يتعلق بمعتقدنا”.
هكذا كانت الفتوحات الإسلامية وسجلت التاريخ وبلسان مؤرخي الغرب أن الإسلام يحمل النور والخير في كل بلد يدخلها.
وماذا فعل الغرب بعد دخوله إلى العالم الإسلامي بحملاته الصليبية: الاحتلال الغربي هدفه الوحيد هو القتل والاغتصاب وسرقة ثروات الشعوب المقهورة واستعباد الناس.
استخدموا كل أسلحة لقهر المسلمين ونأخذ مثالًا من كتاب المؤرخ مصطفى المرون حول الغازات السامة التي استعملتها إسبانيا في شمال المغرب «التاريخ السري للحرب الكيماوية في المغرب»، يقول في مقدمة الكتاب، المؤرخ البريطاني سيباستيان بالفور، عن دور سياسي يعتبر مقدسًا في الغرب وهو ونستون تشرتشل، حيث لم يتردد سنة 1920عندما كان يشغل منصب سكرتير الدولة للدفاع والجو في الحكومة البريطانية بالقول حول استعمال الغازات السامة:
أنا موافق تمامًا على استعمال الغازات السامة ضد القبائل غير المتحضرة.
وذلك في قصف الجيش البريطاني لبعض المناطق الأفريقية والعربية وأفغانستان.
كان جندي الغرب ينادي بأعلى صوته، حين كان يلبس خوذة الحرب قادمًا لاحتلال بلاد الإسلام:
أماه…
أتمي صلاتك.. لا تبكي..
بل اضحكي وتأملي..
فرحًا مسرورًا..
سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة…
سأحارب الديانة الإسلامية…
سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن…
وانتصر جيوش الحقد هذه على أمة الاسلام التي قادها أسوأ قادة عرفهم التاريخ.
💫فماذا فعلت هذه الجيوش؟
استباحت الأمة كلها، هدمت المساجد، أو حولتها إلى كنائس، ثم أحرقت مكتبات المسلمين، ثم أحرقت الشعوب نفسها.
💎الأندلس
فتحوا محاكم التفتيش، لقد حُرِّم الإسلام على المسلمين، وفرض عليهم تركه، كما حرم عليهم استخدام اللغة العربية، والأسماء العربية، وارتداء اللباس العربي، ومن يخالف كان يحرق حيًا بعد تعذيبه.
وهكذا انتهى وجود الملايين من المسلمين في الأندلس فلم يبق في إسبانيا مسلم واحد يظهر دينه.
يتبع...
💐 منتدى سواعد الإخاء 🌹
https://t.me/joinchat/AAAAAEUoA9XzdGKaZvs7sA