قناة

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds
9.9k
عددالاعضاء
38
Links
Files
8
Videos
65
Photo
وصف القناة
《وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ》 فريق سيبراني إسلامي حر، لا نتبع لأي جهة ونعمل على مُناصرة المسلمين في كل مكان ونحارب العدو الصهيوني بالصاروخ الرقمي. contact us : @ForceElectronicQuds_bot #فيلق_القدس_الإلكتروني
#الخلافة_العثمانية { الـحـ31ـلـقـة } 〰〰
{ الـحـ32ـلـقـة }
___
💎 تتمة.. تيمورلنك

💫سيواس

وردًا على قتل الرسل، أوعز تيمور إلى عثمان قرابيلوك زعيم الاق قوينلو (الخراف البيض) بمهاجمة سيواس. وهو ما حدث في سنة 1392م، 800هـ، وقتل برهانَ الدين وفرض نفسه حاكمًا على المدينة، ووضع في المدينة السيف بعد حصار دام ثمانية عشر يومًا وعاث فيها فسادًا. وبرر تيمورلنك هذا الخراب والفساد والقتل والذبح على النهج التتري القديم بقوله بأن سكانها أرسلوا بعض الهدايا إلى سلطان مصر، ولذلك وجب معاقبتهم. إلا إنه اضطر إلى الفرار منها بعد ذلك، عندما رفض السكان الإقرار له بالطاعة واستدعوا السلطان العثماني بايزيد الأول ليحكم المدينة، فسار إليها وترك فيها قوة عسكرية كبيرة وحاشية تضم عددًا من القادة العسكريين.

ثم تقدم بايزيد بعد ذلك إلى “ملطية” وانتزعها من أيدي المماليك، مستغلًا اضطراب الأوضاع في بلاد الشام. ثم “أرزنجان”، وكان حاكمها طهارتن مواليًا لتيمورلنك، فطلب منه أن ينبذ طاعته ويقر بالتبعية للعثمانيين فامتنع، وأبلغ تيمور بذلك على الفور، فاعتبر تيمور ذلك تدخلًا في شئونه. ثم تلا هذه الأحداث استيلاء تيمورلنك على بغداد في عام 1393م، فلجأ حاكمها أحمد بن أويس، وحليفه قره يوسف إلى بايزيد، الذي آواهما وأقطع أحمد “كوتاهية”، وأنعم على قره يوسف بـ”اقسرا”. فخشى تيمورلنك من قيام تحالف عثماني جلائري تركماني قد تنضم إليه المماليك بعد ذلك، فطلب من بايزيد تسليمه أحمد وقره يوسف؛ فرفض بايزيد، وقال إن هذا يخالف تقاليد الضيافة التركية.

💫الأسباب الرئيسية للخلاف بين تيمور وبايزيد

والواقع أن الأسباب الرئيسية التي أججت الخلاف بين تيمورلنك وبايزيد الصاعقة هي كالتالي

الرغبة التوسعية لكلا الطرفين، وانتهاز الفرصة للانقضاض على الآخر.
الاختلاف في الهدف من التوسع؛ فبايزيد يريد نشر راية الإسلام في ربوع الأرض، أما تيمور فيريد إعادة ملك المغول مرة أخرى؛ لذلك لا يلتقيان أبدًا.
العصبية القومية، وخصوصًا لدى تيمورلنك، فهو متعصب للمغولية ويريد إحياءها، بغض النظر عن الإسلام أو غيره، بل كما ذكرنا فهو كان يطبق تعاليم الياسا الوثنية، وإن كان الاسم ظاهريًا مسلمًا.
لجوء أحمد وقره يوسف إلى بايزيد وتحميسه للقضاء على تيمور، وكذلك لجوء أمراء شرق الأناضول إلى تيمور، وتحميسه ضد بايزيد.
نظرة تيمورلنك العدائية لبايزيد واعتبار نفسه تركي الأصل، أما بايزيد فغير ذلك.
خشية تيمورلنك من اتساع ملك العثمانيين؛ فيجب القضاء عليهم وهم في هذه المرحلة، حتى أنه كان يقول: “إنه يجب ألا يوجد سوى سيد واحد على الأرض طالما أنه لا يوجد إلا إله واحد في السماء”.
تشجيع النصارى بكامل قوتهم لتيمورلنك بشن الحرب على بايزيد الذي يُزيد عليهم الخناق ويرغب في فتح القسطنطينية.
الرسائل النارية بين الطرفين.
ختامًا

فكل هذه العوامل والأحداث التي حدثت خلال هذه الفترة كانت سببًا في تأجيج الصراع، ولكن يبدو أن السبب الرئيسي الظاهر في هذا الأمر، أو القشة التي قصمت ظهر البعير، هو ما حدث من قره يوسف من مهاجمة إحدى قوافل الحجاز، فالتجأ من نالهم الأذى إلى تيمورلنك، على الرغم أنه كان يجب الالتجاء إلى حاميه، وهو بايزيد ليقتص لهم. ولكن الالتجاء تم إلى تيمورلنك، الذي انتهز الفرصة حيث وجد ضالته التي يبحث عنها لبدء الحرب بينه وبين بايزيد الذي أُنهك في حرب نيقوبوليس، وبالتالي سوف يكون في حالة أضعف منه، ولذلك فهذه فرصة جيدة لحربه والانتصار عليه.

وبدأت المراسلات بينهم على وجوب معاقبة قره يوسف، وأن يستفيق بايزيد من غفلته وما إلى ذلك من الأمور. وفى الحقيقة أن المراسلات لمن يطالعها يجد أنها كانت في طريقها للصلح، إلا أن تيمورلنك أصر إصرارًا كبيرًا، وهو ما لم يكن مجاله في هذه المسألة إلا لمن أراد أن يفسد المفاوضات؛ إذ أصر على تسليم قره يوسف، وهو يعلم رد بايزيد؛ فاشتعل الأمر من جديد، وفشلت كل المراسلات، بل تحولت الأمور إلى طامة كبرى، أو هكذا أرادها تيمورلنك؛ ولذلك فلم يكن هناك مفر سوى الحرب.

ولكن لابد من سؤال هام يُطرح في هذا الصدد، ألا وهو: ما موقف القوى النصرانية من هذا الصراع؟
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
{ الـحـ32ـلـقـة } ___ 💎 تتمة.. تيمورلنك 💫سيواس
#الخلافة_العثمانية
{ الـحـ33ـلـقـة }
〰〰〰〰〰〰〰
💎تتمة ..تيمورلنك…

💫موقف النصارى

يقول رب العزة عز وجل:

﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾

سبحان الله! فهذا هو الواقع الذي عايشناه على مر التاريخ ونحياه الآن، ولكن للأسف الشديد لا يفقه الحكام هذا، أو على الأقل يتناسونه ويقيمون معهم المفاوضات بانتكاسات وخضوع وخنوع، ولو على حساب إخوانهم من المسلمين. وهذا ما فعله النصارى في هذا الموقف، ففور قرع طبول الحرب، شجعها العالم النصراني؛ إذ أن هذا ما كان يتمناه البابا والحكام الأوروبيون، والإمبراطور البيزنطي، بأن تشتعل الحرب بين العثمانيين والمغول من جديد.

ومع اشتعال الصراع، شعرت أوروبا بتنفس الصعداء، وخاصة القسطنطينية. بل أجرى الإمبراطور البيزنطي مفاوضات مع تيمورلنك على الفور، وحذا حذوه شارل الخامس ملك فرنسا، حتى إن إمارة «طرابزون» الصغيرة، أعلنت استعدادها للسماح لتيمورلنك باستخدام مينائها الوحيد، وكذلك وعده أهالي «جنوه» الذين يديرون منطقة «بيزا» الواقعة عند القرن الذهبي لإرسال سفنهم ومنع أي إمدادات عسكرية للعثمانيين إذا ما حاولت العبور إلى آسيا الصغرى في حال ما بدأت الحرب . وكان كل هذا سعيًا للقضاء التام على الدولة العثمانية، بل وإجلائها بالكامل من أوروبا. فأي حقد هذا في قلوب هؤلاء!

💫معركة أنقرة

كان بايزيد يخطط أن تكون المعركة بينه وبين تيمور خارج حدود الدولة، لا سيما وقد اقترب موسم حصاد الفاكهة، ولا يريد تخريب طعام وتجارة المدينة. أما تيمورلنك فكان يخطط للتوغل السريع بقواته ولمسافات بعيدة في الأراضي العثمانية، وذلك بهدف إرباك بايزيد وقواته؛ حتى تتشتت ولا تعرف أين تقاتل أهنا أم هناك.

وعلى هذا، زحف تيمورلنك باتجاه الأناضول، وقد حرص على إخفاء قواته خلف الجبال، وأتلف المزروعات أثناء طريقه، ودمر البلاد التي مر بها خلال عملية الزحف، وكانت حجته في هذا إيجاد وجمع الأعلاف للخيول.

تقدم تيمورلنك إلى «سيواس» -والتي كما ذكرنا كان يعتبرها نقطة جوهرية بالنسبة له-؛ فاحتلها وأباد حاميتها، والتي كان يقودها الأمير أرطغرل بن بايزيد، فكما لو أنه أراد أن يفتك بسيواس على رفضها الدخول في طاعته من قبل، وأن ينتقم من بايزيد في ابنه أرطغرل رحمهما الله.

💫وقفة

يجب ألا نعجب أبدًا من هذه الحجج التافهة التي تتردد على المسامع من تدمير المدن والزروع لأجل إيجاد طعام للخيول، ألم يكن يستطيع أن يجمع الأعلاف لهم دون حرق المحاصيل ودون قتل البشر ودون تخريب المدن؟! ولكن لا نعجب من هذه الأمور، والتي على إثرها يُذبح المسلمون ويُقتَّلون ويُشرَّدون ويصبحون لاجئين في دول الغرب النصراني، فأوَّاهُ على سوريا اليوم!

💫المعركة

التقى الجيشان قرب أنقرة، حيث يتضح أن المعركة ستكون هناك، ولذلك أرسل تيمور طليعة من جيشه لردم الآبار من اتجاه بايزيد، وترك بعضها الآخر مسمومًا حتى يُقتل الجيش المسلم شر قتلة، ثم قام بتحويل نهر صغير كان يروي أنقرة لاتجاه آخر حتى لا يصل لقوات بايزيد أي مدد من طعام أو شراب، خصوصًا وهو الجيش المُنهَك بقوة بعد معركة نيقوبوليس.

ولما علم بايزيد بذلك اضطر لأن يتجه في اتجاه الغرب بمسيرة ثمانية أيام تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف الحارق؛ ما أنهك الجيش العثماني بقوة، وحالت قوات تيمور بينهم وبين الماء عندما وصلوا إلى أرض المعركة، فاستغل تيمور هذه الأمور وسارع في البدء بالمعركة .

أظهر بايزيد في المعركة شجاعة وبسالة لا مثيل لها، حتى أن تيمور ذاته أُعجِب بها وهو خصمه اللدود، ولكن ما حدث من خيانات قلبت موازين المعركة رأسًا على عقبٍ.

فقد راسل تيمورلنك أمراء المغول في جيش بايزيد، والذين كانوا يمثلون ثلثي الجيش، فكاتبهم حتى استمالهم بالعصبية المغولية، وبأمور أخرى كتمنيتهم بالحكم في مناطق أوسع، وغير ذلك من الأمور التي جاءت بنتيجة معهم وجعلتهم ينسحبون عند بدء المعركة، كما انسحبت القوات التركية التي انضمت إليه حديثًا، وتركوا بايزيد وحده يلاقي حتفه ومن بقي معه من قوات الصرب.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
#الخلافة_العثمانية { الـحـ33ـلـقـة } 〰〰〰〰〰〰〰
#الخلافة_العثمانية
{ الـحـ34ـلـقـة }
〰〰〰〰〰〰〰
💎تتمة ..تيمورلنك…
ورغم هذا كله، وهذه الظروف المعاكسة، استمر بايزيد في الحرب التي اشتد وطيسها إلى أعالي السماء، وأثبتت القوات الانكشارية قوتها وبراعتها بشكل منقطع النظير. ولكن المعركة كانت واضحة المعالم، وأنها محسومة لتيمور، خصوصًا بعد هذه الانسحابات المتتالية من جيش بايزيد، حتى أن ابنه الأمير سليمان بن بايزيد والصدر الأعظم علي باشا طلبا من بايزيد أن يفر، إلا أنه استمر في الحرب دون تقدير للنتائج، ولم يُعِرْ التفاته لطلب ابنه والصدر الأعظم علي باشا؛ لذلك انسحب الاثنان باتجاه بورصة، كما انسحبت القوات الصربية سريعًا إلى أماسيا.

وكان واضحًا أن العثمانيين سيُهزَمون لا محالة. وهنا يبرز خطأ بايزيد، وهو استمراره في المعركة حتى هذه اللحظة، وهو ذو الخبرة العسكرية الكبرى، والوعي والفهم الكبيرين الذين جعلا من اسمه صاعقة على رؤوس الأعداء، إلا أنه أخطأ خطأ كبيرًا كلفهُ هزيمةً ساحقةً حلت به في هذه المعركة نتيجة الاستمرار فيها رغم ما يحدث من انسحابات وخيانات كبرى في جيشه.

وفى الليل، طوقت قوات تيمورلنك ما تبقى من قوات بايزيد، وأخذت القائد العظيم بايزيد الصاعقة أسيرًا لدى تيمور، وانتهت المعركة بانتصار تيمورلنك الساحق على بايزيد الصاعقة.

وبعد هذا الانتصار الساحق لتيمور، تقدم باتجاه بورصة فدخلها وأحرقها ، وحمل معه من المدينة المكتبةَ البيزنطية والأبواب الفضية، كما انتزع “أزمير” من أيدي فرسان رودوس وأقام في “إقسوس” .

وأخيرًا، عاد تيمورلنك إلى سمرقند بعد أن حاول إزالة النقمة الموجودة في قلوب المسلمين نتيجة الانتصار على بايزيد، ونتيجة المذابح التي أقامها في سيواس، وما يفعله من مخالفة للأحكام الاسلامية؛ فحاول أن يشن هجمات على النصارى حتى يستعطف قلوب المسلمين.

وسبحان الله، كانت الفرصة مواتية لتيمور في دخول الأناضول، إلا أن الله تعالى أعماه عن ذلك، وجعله يعود كما لو أن الله يريد أن يعطي الفرصةَ مرة أخرى للعثمانيين لاستعادة توازنهم وإقامة العدل في ربوع الدنيا من جديد، فعاد تيمورلينك ورغبته هي فتح الصين كلها لتكون تحت ملكه.

💫وفاة بايزيد الصاعقة رحمه الله

عاش السلطان بايزيد أسيرًا لدي تيمور مدة 7 أشهر و12 يومًا، وتُوفي قرب مدينة قونية في 3 مارس عام 1403 م، وأُرسِل جثمانه إلى بورصة. وعلى إثر وفاته أطلق تيمورلينك سراح موسى جلبي، أحد ابني بايزيد الذي أُسرَ معه.

💫نهاية تيمورلنك

ولم يكد يستقر في سمرقند حتى أعد العدة لغزو الصين في خريف (807هـ / 1404م)، وكان الجو شديد البرودة حين خرج لغزوته الأخيرة، وعاند نصائح أطبائه واستمر بحملته، وعانى جيشه قسوة البرد والثلج، ولم تتحمل صحته هذا الجو القارس فأصيب بالحمى التي أودت بحياته. ويقال إنه مات بفعل مستحضر معمول من تقطير الخمر صنعه له أطباؤه بناء على أوامره ليقاوم البرد حيث أذاب كبده في 17 من شعبان 807 هـ / 18 من فبراير 1405 م، وبعد وفاته نُقِل جثمانه إلى سمرقند، حيث دفن هناك في ضريحه المعروف بـ«كور أمير»، أي مقبرة الأمير.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
#الخلافة_العثمانية { الـحـ34ـلـقـة } 〰〰〰〰〰〰〰
#الخلافة_العثمانية
{ الـحـ35ـلـقـة }
〰〰〰〰〰〰〰
💎تتمة ..تيمورلنك…

💫مسألة الأسر للسلطان بايزيد

بعد أن انتصر تيمورلنك على بايزيد الأول الصاعقة رحمه الله وغفر له، حمله معه إلى سمرقند أسيرًا، وقد عامله بكل إجلال واحترام على الرغم من سابق الرسائل المتبادلة بين الطرفين، وأمر بفك أغلاله وأجلسه إلى جانبه، وأكد له بأنه سيبقى على حياته، ولكن أسيراً لديه؛ فأصدر تعليماته بأن تنصب ثلاث خيام فخمة لحاشيته، وعندما حاول بايزيد الهرب احتجزه في غرفة ذات نوافذ مسدودة بالحواجز. وبالغت الأساطير فذكرت أنه قفص من الحديد . وقد مرض بايزيد بعد ذلك وتُوفي وهو في الأسر.

وقد ثارت أمور يذكرها بعض المؤرخين بأن السلطان بايزيد عُومِل معاملة قاسية في الأسر وعُذِّب أشد العذاب، إلا أن الراجح من الأقوال أن هذا لم يحدث، غير أن هذا لا يمنع من كون الأسر في ذاته عذابًا، خصوصًا لرجل مثل بايزيد رحمه الله.

الأمر الثاني تجده في بعض كتب المؤرخين، وخصوصًا الناقلين من الغرب، أنهم يحاولون الابتعاد عن لفظة “الحبس” أو “الأسر”، فيقولون إن تيمور وضع بايزيد على حصانين أثناء نقله، بغرفة مقفلة شبابيكها بقضبان من حديد. فالسؤال المهم: أليس هذا حبسًا وأسرًا؟! إذًا فلماذا نجمّل اللفظ؟!

وتجد البعض الآخر ينحون منحى أبعد من ذلك؛ نظرًا لأن بعض المؤرخين الأتراك أطلقوا لفظ “التختروان” أي القفص، فلما نقل المترجمين الغرب عنهم هذا اللفظ ظنوا أن تيمور وضعه في قفص مثل الوحوش، أي معاملة المعذبين والعبيد. ومن إجمالي الأقوال كما ذكرنا آنفًا، أن السلطان بايزيد عومل معاملة جيدة، ولكن بتشديد الحراسة عليه إلى أن مات في الأسر رحمه الله.

وبأي حال، فالمُوهَوِّنون من أسره قد وقعوا في الخطأ، والذين بالغوا في تعذيبه قد أخطأوا هم أيضًا.

💫فرية انتحار بايزيد رحمه الله

من أغرب الفريات التي ذُكرت على بايزيد الصاعقة، وهو من أكثر السلاطين العثمانيين تعرضًا للأقاويل، أنه مات منتحرًا. ويرجع ذلك إلى هزيمته أمام تيمورلينك والتي أرجعت الدولة إلى الوراء بشكل كبير جدًا، بعد أن كانت متقدمة تقدمًا بارزًا وقويًا، بل كانت من أقوى الدول على الساحة الدولية، حتى أنها كانت قاب قوسين أو أدنى من فتح القسطنطينية.

💫وبخصوص وفاته رحمه الله فنجد لها ثلاث روايات:

الرواية الأولى: أن بايزيد رحمه الله أصيب بحمي شديدة وضيق في التنفس وأمراض أخرى ألمت به نتيجة الغم الشديد والحزن العميق للمصيبة الكبرى التي أصابته. ونرى أن هذه هي الصحيحة، وأن إسناد تصرف الانتحار هذا ما هو إلا افتراء عليه، ويؤكد هذه الرواية المعاصرون للسلطان نفسه، وعلى رأسهم المؤرخ عربشاه، صاحب كتاب عجائب المقدور. ولهذا فإننا نرى أن هذه هي أصح الروايات التي قيلت في وفاته رحمه الله.

الرواية الثانية: تقول إن تيمورلنك كان عازمًا على إطلاق سراحه، إلا أنه تراجع عن ذلك مرة أخرى؛ فأصاب بايزيد اليأس فتجرع السم ومات. ويستند أرباب هذا القول إلى ما ذكره لطفي باشا وعاشق باشا زاده ومؤلف كتاب تواريخ آل عثمان: “إنه ما إن سمع السلطان بايزيد أنه سيذهب إلي سمرقند حتى اعتل غاية العلة” فكيف تفسر هذه الكلمات على أنه سينتحر، أو حتى قوله رحمه الله: “اللهم أمتني إن كان الممات خيرًا لي”. فربما المستشرقون معذرون لأنهم لا يعرفون هذه القولة في الإسلام، أو أنها جائزة في بعض الأحيان، مثلما كان بايزيد رحمه الله. ولكن العرب والمسلمين ما عذرهم لينقلوا مثل هذه الفرية على الصاعقة ويفسرون ذلك على كونه انتحارًا؟ .
الرواية الثالثة: وتقول إن تيمور قد دس له السم، إلا أن الواقع التاريخي يؤكد عكس ذلك، بل إن غالبية المؤرخين لا يلتفتون إلى هذه المقولة نهائيًا.
وخلاصة القول فقد تُوفِي بايزيد الصاعقة تاركًا الدولة في حالة من الشتات، وتحتاج إلى من يلملمه بحكمة وحنكة وحذر، فهل حدث ذلك فعلًا؟! هذا ما سنعرفه عند الحديث عن الشخصية التالية.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
#الدولة_السلجوقية 💫 {الـحـ8ـلـقـة} __ وفي عهد ا
#نهضة_دولة_السلاجقة_العظمى
{ الـحـ1ـلـقـة}
〰〰〰〰〰〰〰
💫لعبت دولة السلاجقة العظمى دورًا تاريخيًا حاسمًا في القرنين الخامس والسادس الهجريين، حيث تمكنت هذه الدولة الإسلامية من حفظ سلطان الدولة العباسية السنية أمام منازعة الدولة العبيدية الشيعية لها في مصر والشام، وخلصتها من سطوة البويهيين الشيعة الذين جثموا على صدور العباسيين وسيطروا عليهم مستغلين حالة ضعفهم.

كما ساهمت في توجيه الأحداث السياسية في المشرق الإسلامي بشكل بارز، وفي رسم سياسة توسعية باتجاه العالم النصراني، لنشر العقيدة الإسلامية .

وشكلت حصنًا منيعًا أمام الغزوات الصليبية الغربية، ولقنت دروسًا عظيمة للجيوش البيزنطية ومرتزقتها، واستمرت كذلك لعقود إلى انهيارها، ويكفي دلالة على دورها المصيري، النظر إلى تاريخ أول حملة صليبية على بلاد المسلمين في الشرق، حيث انطلقت في عام 491 هـ بأوامر من البابا أوربان الثاني في كليرمونت جنوب فرنسا من أجل انتزاع القدس وعموم الأراضي المقدسة من أيدي المسلمين وذلك بعد نحو 6 سنوات فقط من وفاة سلطان السلاجقة ملكشاه بن ألب أرسلان في عام 485 هـ أي بعد أن دخلت الدولة السلجوقية في مرحلة الانهيار والتنازع والانقسام مباشرة بعد وفاته.

كما لا ننسى إنجازات الدولة السلجوقية الفكرية وتقدمها في كثير من علوم الحضارة، وازدهار الحركة العلمية في عصرها حيث نشط العلماء في دحض شبهات الفرق الشاذة والمنحرفة والمبتدعة كالرافضة والإسماعيلية بالتوازي مع الجهود العسكرية في القضاء عليهم، مما ساهم في تقوية صف أهل السنة.

كما لمعت خلال حكمهم نجوم أسماء العديد من العلماء منهم أبو إسحاق الشيرازي وأبو حامد الغزالي وعبد الملك الجويني وغيرهم.

وبلغ أكبر امتداد لدولة السلاجقة العظام في عصرها الذهبي في عصر السلطان ملكشاه حيث حكم السلاجقة من حدود الصين شرقًا إلى البحر المتوسط غربًا، وضمت أقاليم ما وراء النهر وإيران وآسيا الصغرى والعراق والشام، وخضع لها  قياصرة الروم فدفعوا الجزية المفروضة عليهم بشكل سنوي دون إخلاف أو تسويف، لكن كثرة التنازع على الملك بعد وفاة ملكشاه تسببت في تقلص رقعة الدولة السلجوقية وانقسامها.

ثم لابد أن نشير إلى أن السلاجقة انقسموا إلى عدة فروع رئيسة وهي:

السلاجقة العظام: وهم طغرلبك، وألب أرسلان، وملكشاه، حيث استقرت وازدهرت الدولة في عصورهم، وبعض المؤرخين أضاف لهم أبناء ملكشاه بركياروق ومحمد وسنجر أحمد رغم كثرة التنازع في عصرهم وتسلل الضعف لأركان الدولة.

سلاجقة العراق: وهم أمراء السلاجقة الذين سيطروا على العراق والري وهمذان وكردستان واستمر نفوذهم من سنة (511هـ- 1117م) إلى سنة (590هـ- 1194م) وانتهى عصرهم بتمكن الخوارزميين من القضاء عليهم.

سلاجقة كرمان: تركز نفوذهم في الجنوب الشرقي لفارس وفي بعض مناطق الوسط سنة (433هـ- 1042م) واستمر حتى سنة (583هـ- 1187م) وانتهى عصرهم بقضاء التركمان عليهم.

سلاجقة الشام: تمركز نفوذهم في المناطق التي استولى عليها السلاجقة من العبيديين أو الروم في الجزيرة والشام وانتهى نفوذهم سنة (511هـ- 1117م) على أيدي أتابكة الشام والجزيرة.

سلاجقة الروم: تمركز نفوذهم في أراضي الروم التي فتحها السلاجقة في آسيا الصغرى واستمر نفوذهم حتى سنة (700هـ- 1301م) وانتهى عصرهم بصعود العثمانيين الذين قضوا عليهم.

ونسافر الآن مع قصة البداية والنهاية منذ قيام دولة السلاجقة العظام إلى غاية سقوطها، لنستخلص العبر ونستلهم الدروس، (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).

💫الواقع قبيل قيام الدولة السلجوقية

كان العالم الإسلامي يعيش حقبة التنازع بين الخلافة العباسية السنية في بغداد، والدولة العبيدية الشيعية في مصر والشام، ثم الدولة الأموية السنية في قرطبة بالأندلس، كما برزت على ساحة العالم الإسلامي دولًا أخرى كان أبرزها، الدولة الغزنوية في بلاد ما وراء النهر والهند والدولة السامانية الفارسية.

وعانت كل هذه المكونات لمشهد الواقع، قبيل قيام الدولة السلجوقية، من الاضطرابات الداخلية والخارجية والتي انتهت إلى تهيئة الأرض لظهور الدولة السلجوقية على مسرح الأحداث مع كل يوم تزداد فيه قوة.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
#نهضة_دولة_السلاجقة_العظمى { الـحـ1ـلـق
#نهضة_دولة_السلاجقة_العظمى
{ الـحـ2ـلـقـة}
〰〰〰〰〰〰〰
ومما يجدر تسجيله هنا أن دولة السامانيين (204 – 395 هـ)، والتي ينحدر مؤسسوها من أسرة فارسية عريقة. وموطن أهلها الأصلي مدينة بلخ، قد دخلت في مرحلة الضعف والانهيار للدولة، منذ منتصف القرن الرابع الهجري، وانقسمت الأسرة السامانية الحاكمة، وتزامن هذا الضعف مع صعود البويهيين الشيعة والذين كانوا قد تمكنوا من العراق، وتطلعوا للسيطرة على أملاك الدولة السامانية، واشتبك الطرفان في سلسلة حروب شرسة انتهت بسقوط الدولة السامانية، فتقاسم تركتها ما وراء النهر القرخانيون وما تبقى ملكه الغزنويون.

أما الدولة الغزنوية (351 – 582 هـ) فأصل تسميتها من مدينة غزنة إحدى مدن أفغانستان أسسها سبكتكين بعد أن تولى منطقة غزنة من قبل السامانيين ثم مد سلطانه في الشرق وضم إليه خراسان سنة 384 هـ مكافأة له من الدولة السامانية على قمع حركات الخارجين عليها في بلاد النهر وقتاله للبويهيين الذين رغبوا في الاستيلاء على خراسان من أملاك السامانيين.

لكن طموحات سبكتكين اتجهت به نحو الهند فانطلق نحو الحدود الهندية وفتح القلاع وحفر الملاحم البطولية، فتمكن في الأرض وملك السلطان وخلفه من بعده ابنه محمود بن سبكتكين الغزنوي الذي عظم أمره مسطرًا سيرة بطل فاتح من كبار الفاتحين وذاع صيته في الآفاق لبطولاته وفتوحاته.

وفي ظل هذه المعطيات ظهر السلاجقة.

💫أصل السلاجقة

أسس السلاجقة دولتهم في القرن الخامس الهجري فكان لها الأثر البالغ في تغير الأوضاع السياسية في العالم الإسلامي. ولكن اسم السلاجقة ظهر لأول مرة تاريخيًا منذ أواخر القرن الرابع هجري (العاشر الميلادي).

وينحدر السلاجقة من قبيلة “قنق” التركمانية، وتشكل مع ثلاث وعشرين قبيلة أخرى من القبائل التركمانية ما يعرف بقبائل “الغز”  وكانت مواطنهم الأولى في منطقة ما وراء  النهر وهي تركستان اليوم، وهي مساحة ممتدة من هضبة منغوليا وشمال الصين شرقًا إلى بحر الخزر (بحر قزوين) غربًا، ومن السهول السيبيرية شمالًا إلى شبه القارة الهندية وفارس جنوبًا.

وفي النصف الثاني من القرن السادس ميلادي، تحركت هذه القبائل باتجاه آسيا الصغرى في أسراب ضخمة مهاجرة، واختلفت الروايات التاريخية في تحديد سبب هذه الهجرة، فمنها من أرجعتها لأسباب اقتصادية بحثًا عن مصادر للعيش الكريم ومنها من فسرتها بأسباب سياسية، بحثًا عن الاستقرار والأمن.

واستمرت تلك القبائل المهاجرة في التوجه غربًا، ونزلت بالقرب من شواطئ نهر جيحون ثم استقرت بعض الوقت في طبرستان، وجرجان، فأصبحت بمحاذاة الأراضي الإسلامية التي فتحها المسلمون بعد معركة نهاوند وسقوط الدولة الساسانية في بلاد فارس سنة 21ﻫ – 6411م.

وبدأت قصة السلاجقة من جدهم دقاق الذي خدم مع أسرته أحد ملوك الترك، يعرف باسم بيغو ، وكان دقاق بمثابة شيخ قبائل الأتراك الغز، يأتمرون بأمره ويمضون بوصيته، وظهرت عليه أمارات القيادة الفذة، فأشعلت هذه الصفات نيران المكر في قلب زوجة الملك، وأوغرت صدره عليه لكي يقتله فلا يكون له منافسًا في يوم ما، خاصة مع تزايد شعبية دقاق وإقبال الناس عليه، فبلغ مسامع الأخير الخبر، فجمع كل من معه ورحل إلى دار الإسلام وأقام بنواحي جند قريبًا من نهر سيحون، حيث أعلن سلجوق إسلامه وأعلن الجهاد على الكفار الترك.

واستمر سلجوق كذلك إلى أن توفي في جند، وأكمل أولاده مسيرته من بعده في غزو الترك الوثنيين وحماية ثغور المسلمين، وقد تمرسوا فنون القتال والغزو فازدادت قوتهم وتوسعت أراضيهم وكسبوا احترام الحكام المسلمين المجاورين لهم ولا شك أن مقابل هذه الانجازات كان هناك التضحية والصبر والإصرار الذي غذى الرغبة في إقامة دولة لهم، وهذا ما تحقق بالفعل في عام 429ﻫ.

💫الصراع الغزنوي السلجوقي

بعد سقوط الدولة السامانية ارتفع ذكر الدولة الغزنوية، وهي دولة ذات آثار جليلة تستوجب تأليفًا منفردًا، ولمع نجمها بشكل لافت في عصر السلطان محمود الغزنوي الذي تمكن  من توسيع حدود دولته فامتدت من شمال الهند في الشرق إلى العراق في الغرب، ومن خراسان وطخارستان وجزء من بلاد ما وراء النهر في الشمال إلى سجستان في الجنوب، وكانت مدينة لاهور مقرًا لحكمه في الهند حيث عين نائبًا له هناك.

لكن قوة السلاجقة في بلاد ما وراء النهر بدأت بالتعاظم في بداية القرن الخامس الهجري مما آثار مخاوف السلطان محمود الغزنوي وقرر في سنة 415ﻫ أن يكبح جماح السلاجقة فعبر نهر جيحون لمقاتلتهم، ونجح في القبض على زعيمهم أرسلان وولده قتلمش وعدد من كبار أصحابه ثم بعث بأرسلان إلى الهند وسجنه هناك حتى قضى نحبه بعد أربع سنوات من السجن .

وفي عام 419ﻫ خرج السلطان محمود لقتال السلاجقة مرة أخرى وأنزل بهم هزيمة ساحقة حفظت سلطان دولته من  تهديد دولة ناشئة.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
Forwarded From 📚 من عمق التاريخ الإسلامي 📚
#دولة_الحشاشين_الشيعية
{الـحـ1ـلـقـة}

💫 متى ظهرت فرقة الإسماعيلية؟

ظهر الإسماعيليون على مسرح التاريخ إثر وفاة الإمام جعفر الصادق في العام 148هـ/765م، وكان من نتائج هذه الوفاة الصراع بين أولاده ومريديه، ومن ثم الانقسام إلى عدد من الجماعات المنفصلة، ومن هؤلاء الإسماعيليون الأوائل.

وهناك اتفاق عام بين الدارسين لشؤون الإسماعيلية أن خطّا من القادة المركزيين المتحدّرين من جعفر الصادق قد عملوا في تلك الفترة المبكرة من عدة مراكز قيادية، على تنظيم حركة شيعية مناوئة للحكم العباسي، باعتبارهم "مغتصبين" للحقوق الشرعية للأسرة العلوية في زعامة الأمة.

ومنذ القرن الثالث الهجري حققت "الدعوة الهادية" نجاحًا بشكل خاص في العراق وفارس وشرقي الجزيرة العربية واليمن، فقد دعا هؤلاء الدعاة إلى إمامة "المهدي الإسماعيلي" الذي سيخلّصهم من مظالم العباسيين، كما أن حكمه سيؤذن بعودة الخلافة إلى العلويين المخلوعين، وتوّج انتصار الشيعة الإسماعيلية المبكّرة بإقامة الخلافة العبيدية ( الفاطمية ) سنة 297هـ/909م في شمال أفريقية، عندما تم تنصيب الإمام الإسماعيلي في تلك الآونة في منصب جديد، وكان الأول من نوعه "الخلافة الشيعية".

💫 انقسام الإسماعيلية

حقّقت الدولة العبيدية الإسماعيلية تطلعاتها السياسية والفكرية بل والعسكرية في ميدان الصراع أمام العباسيين في العراق، فقد أضحت مصر التي دخلها الفاطميون سنة 358هـ/969م، مركز الدعوة والدولة الشيعية في منطقة الشرق العربي، وبالتوازي مع هذا التطور السياسي والتوسعي، ازدهر الفكر الإسماعيلي، والدعوة الإسماعيلية التي تمكنت من تحقيق نجاحات مؤثرة في المشهد السياسي والفكري آنذاك.

وقد كُلل هذا النجاح بحركة البساسيري الشهيرة في العام 450هـ، حين انقلب القائد العسكري أبو الحارث أرسلان البساسيري على الدولة العباسية، وحين هرب الخليفة العباسي القائم بأمر الله، فأضحت بغداد مركز الخلافة العباسية السنية تابعة لأول مرة إلى الخلافة الفاطمية في تحول بدا كارثيًا وغير متوقع آنذاك، لكن سرعان ما دخل السلاجقة إلى بغداد وطهروا العراق بل ومعظم بلاد الشام من الوجود الفاطمي، وتمكنوا من إعادة الأمور إلى نصابها، وحملوا على عاتقهم منذ ذلك الحين همّ مناوأة الفاطميين على الصعيدين السياسي والعسكري.

وفي العام 487هـ/1094م توفي الخليفة العبيدي المستنصر، فانقسم الإسماعيليون بوفاتِه إلى جماعتين متنافستين النزارية والمستعلية، وذلك بعد أن نجح الوزير العبيدي القوي الأفضل الجمالي صاحب السلطة المطلقة والفعلية حينذاك، في تنصيب الابن الأصغر للمستنصر ولقّبه بلقب المستعلي بالله (487- 495م/1094 - 1101م)، حارمًا بذلك نزار الابن الأكبر للمستنصر وولي العهد من حقه الشرعي في ولاية الخلافة، وقد اعترف إسماعيليو مصر والمناطق التابعة للنظام العبيدي في تلك الفترة بإمامة المستعلي بعد المستنصر فصاروا يُعرفون بالمستعلية، في حين اعتراف إسماعيليو إيران ( الحشاشين ) بإمامة نزار، فعُرفوا به.
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
Forwarded From 📚 من عمق التاريخ الإسلامي 📚
#دولة_الحشاشين_الشيعية
{الـحـ2ـلـقـة}
_____
💫كان ظهور طائفة الحشاشين -على يد مؤسسها الحسن بن الصباح الإسماعيلي -واستيلاؤهم على قلعة أَلَموت في بلاد فارس- وبالتحديد في جنوب غرب بحر قزوين منذ عام 483هـ/1090م- عاملاً كبيرًا من عوامل القضاء على السلاجقة وإضعاف العباسيين فضلا عن خطرهم الداهم الذي استمر يصارع القوى السنية المحيطة بهم مثل الزنكيين والأيوبيين والخوارزميين، فضلاً عن الغارات الكبيرة التي كانت تقوم بها هذه المجموعات على المناطق المحيطة والتي كان يسكنها على الأغلب السكان المسلمون السنة.

"شملت دعوة ابن الصباح يزد وكرمان وطبرستان ودامغان وولايات أخرى من إيران لم يدخل في عدادها مدينة الري؛ لأنه كان يتجنبها اتقاء لشر الوزير نظام الملك الطوسي"

ولد الحسن بن الصباح بالري في إيران عام 430هـ/1039م، وقد ذكر بعض المؤرخين أنه ولد في مدينة قُم معقل الشيعة الاثني عشرية، ثم انتقلت عائلته إلى الري مركز نشاطات طائفة الإسماعيلية فاتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17 سنة.

لقد استمر ابن الصباح في قراءة كتب الإسماعيلية، ناهلاً منها معارفه وأطروحاته، كما حرص على تلقي علوم الإسماعيلية من علمائها، ثم ما لبث ابن الصباح أن أدى يمين الولاء للدولة الفاطمية ودعوتها أمام داعٍ إسماعيلى نائب عن عبد الملك بن عطاش كبير الدعاة الإسماعيليين حينئذ في غرب إيران والعراق، وفى عام 464هـ/1072م وصل عبد الملك بن عطاش لمدينة الري، فلقيه حسن الصباح وقد وافق ابن عطاش على انضمام الصباح للدعوة الإسماعيلية، وحدد له مهمة معينة في جسم هذه الدعوة/الحركة، ثم طُلب منه السفر إلى مصر لكي يسجل اسمه في بلاط الخليفه الفاطمي بالقاهرة.

وخرج الحسن بناء على ذلك إلى مدينة أصفهان في سنة 467هـ/1075م فأقام بها سنتين يشتغل بالدعوة وكيلا لابن العطاش، ثم خرج منها إلى مصر التي وصلها في الثلاثين من أغسطس سنة 471هـ/1079م، وقد استقبله بها داعي الدعاة "أبو داؤود" استقبالا حافلا شاركه فيه جماعة من النبلاء والأعيان الفاطميين، وسرعان ما شمله المستنصر برضاه، وأغدق عليه، وأمره أن يدعو الناس إلى إمامته، فقال له الحسن "فمن الإمام بعدك؟ فأشار إلى ابنه نزار".

ومنذ تلك اللحظة دان ابن الصباح بالولاء لنزار بن المستنصر، وإن كان قد أقام بالقاهرة ثمانية عشر شهرا كاملا كثرت فيها دسائس "المستعلي" وأعوانه، وخاصة قائد الجيش بدر الجمالي، فاضطر إلى مغادرة مصر وركب السفينة من الإسكندرية في شهر رجب سنة 472هـ/1080م، ووصل في النهاية -بعد رحلة خطرة كاد يغرق فيها أمام شواطئ الشام- إلى مدينة أصفهان في ذي الحجة سنة 473هـ/1081م.

ومنذ ذلك الوقت أخذ ابن الصباح يدعو لنزار (أكبر أولاد الخليفة المستنصر الفاطمي) فشملت دعوته يزد وكرمان وطبرستان ودامغان وولايات أخرى من إيران لم يدخل في عدادها مدينة الري؛ لأنه كان يتجنبها اتقاء لشر الوزير نظام الملك الطوسي الذي كان يتحرق إلى القبض عليه، كما دلت على ذلك أوامره التي أصدرها.

💫دولة الحشاشين الإسماعيلية بإيران!

تنقل الصباح داخل إيران مستكشفا لها لمدة تسع سنوات، ثم قرر نشر الدعوة منطلقًا من إقليم الديلم ومازندران، كما كان يتفادى المدن في تنقلاته ودعوته، ويفضل أن ينتقل عبر الصحراء، حتى استقر في منطقة دامغان وحوّلها إلى قاعدة للدعوة الإسماعيلية النزارية، يبعث منها الدعاة إلى المناطق الجبلية لجذب الناس إلى هذه الدعوة، واستمر على ذلك  لمدة 3 سنوات حتى أصبح خطرًا داهمًا على الوجود السلجوقي في إيران، وقد اتخذ الوزير نظام الملك الطوسي قرارًا باعتقال ابن الصباح؛ لكنه تمكن من الهرب إلى صوب قزوين.

لم يكن كل هم حسن الصباح في تنقلاته نشر دعوته وكسب الأنصار فحسب؛ بل أيضاً للعثور على مكان مناسب يحميه من مطاردات السلاجقة الدائمة، ويتمكن من خلاله من جعله قاعدة مستقرة وآمنة لنشر دعاته في إيران؛ لذا عزف الصباح عن المدن لانكشافها وسيطرة السلاجقة عليها؛ وسرعان ما وقع على بُغيته التي وجدها في قلعة ألموت المنيعة.
 
وهذه القلعة كانت حصنًا قديمًا فوق صخرة عالية في منطقة وعرة وسط الجبال على ارتفاع ستة آلاف متر أو يزيد، وقد بُنيت بطريقة شديدة الإحكام، فليس لها إلا طريق واحد فقط للوصول إليها؛ مما يصعّب على الغزاة اقتحام هذه الطريق الوعرة، ولم يعرف على وجه الدقة أول من بنى هذه القلعة، ويقال إن من بناها هو أحد ملوك الديلم القدماء وأسماها (ألوه أموت) ومعناها عش النسر، ثم جددها أحد حكّام المنطقة المحليين وكان علويا سنة 246هـ/860م، وبقيت في أيدي عقبهِ حتى استيلاء الإسماعيلية عليها بقيادة ابن الصباح في 7 رجب سنة 483هـ/1090م.
 #يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
Forwarded From 📚 من عمق التاريخ الإسلامي 📚
#دولة_الحشاشين_الشيعية
{الـحـ3ـلـقـة}
__
💫وقد روى ابن الأثير قصة دخولهم هذه القلعة قائلاً "إن الحسن الصباح كان يطوف على الأقوام يُضلّهم فلما رأى قلعة ألَموت واختبر أهل تلك النواحي، أقام عندهم وطمع في إغوائهم ودعاهم في السر وأظهر الزهد ولبس المسح فتبعه أكثرهم، والعلوي صاحب القلعة حسن الظن فيه يجلس إليه يتبرك به، فلما أحكمَ الحسنُ أمره دخل يومًا على العلويّ بالقلعة فقال له ابن الصباح‏: اخرج من هذه القلعة فتبسّم العلوي وظنه يمزح فأمر ابن الصباح بعض أصحابه بإخراج العلوي فأخرجوه إلى دامغان وأعطاه ماله وملَك القلعة".

"أُطلق عليهم لقب الحشاشين لأنهم كانوا يختفون وسط الحشائش لاغتيال معارضيهم، وقيل لشربهم "الحشيش" قُبيل عمليات الاغتيال حتى لا يتراجعوا عنها وسط تأثير هذه المادة المخدّرة."

ظل الحسن الصبّاح في هذه القلعة الحصينة بقية حياته، فلم يخرج منها طوال 35 عامًا حتى وفاته، وكان جل وقته يقضيه في القراءة والمطالعة، والتخطيط لنشر المذهب الباطني الإسماعيلي النزاري، ومراسلة الدعاة وتجهيز الخطط، وكان همّه الأول والدائم كسب الأنصار والمؤيدين الجدد، والسيطرة على القلاع والبقاع الجديدة التي تسهم -هي الأخرى- في توسيع النفوذ الباطني في تلك النواحي.

لذلك استمر بإرسال الدعاة إلى القرى المحيطة برودبار المجاورة، كما أرسل مليشياته للسيطرة على القلاع المحيطة تارة عن طريق الخدع الدعائية، وتارة بالأساليب الدموية والمجازر، وحين تمكن الحسن الصباح من الاستيلاء على قلعة لمبسر عن طريق هجمات مليشياته عليها ما بين عامي 489هـ و495هـ/1096- 1102م بقيادة عامله "كيا بزرجميد" والتي دام حكمه لها عشرين عاما، وقد كانت قلعة استراتيجية مهمة وقائمة على صخرة مدورة تطل على منطقة شاه رود بوسط إيران؛ تمكن من الاستيلاء على كافة منطقة رودبار في شمال إيران.

وفي سنة 484هـ/1091م بعث ابن الصباح دعاته إلى منطقة قوهستان الجبليه القريبة من قلعة الألموت، ومن ثم استطاع دعوة سكان تلك المنطقة عن طريق استغلال حالة التذمر التي كانوا عليها ضد حكم السلاجقة فصارت تابعة للإسماعيليين.

في المقابل لم يتحمل أهل منطقة أبهر القريبة هجمات الإسماعلية فأرسلوا استغاثة إلى السلطان السلجوقي بِركيارق بن ملك شاه كانت السبب في إرساله فرقة عسكرية لمحاصرتها واستمر الحصار ثمانية أشهر، وتمكّن من الاستيلاء عليها سنة 489هـ/1096م وقتل من كان بها من الإسماعلية؛ لذا كان العداء مستحكمًا بين السلاجقة والإسماعيلية.

💫 دموية الحشاشين

لُقب الإسماعيلية بالباطنية؛ "لدعواهم أن لظواهر القرآن والأخبار بواطن تجري في الظواهر مجرى اللب من القشر... وهي عند العقلاء والأذكياء رموز وإشارات إلى حقائق معيّنة"، وأن من يملك فهم هذه الحقائق والإشارات هم الذين سقط عنهم التكليف. أما لقبهم "الحشّاشين" أو "الحشّاشية"؛ فقد أُطلق عليهم هذا اللقب لأنهم كانوا يختفون وسط الحشائش لاغتيال معارضيهم، وقيل لشربهم "الحشيش" قُبيل عمليات الاغتيال لمعارضيهم حتى لا يتراجعوا عنها وسط تأثير هذه المادة المخدّرة.

لقد كانت فرقة الحشاشين شديدة الدموية والجرأة في مواجهة الخصوم، وكان السنة والصليبيون على السواء يخافون من غيلتهم ودمويتهم، ومهاراتهم غير المتوقعة في الإجهاز والقتل، ففي تقرير أرسله أحد المبعوثين للإمبراطور الألماني فردريك بربروسا سنة 570هـ/1175م قال "لهم سيد يلقي أشد الرعب في قلوب كل الأمراء العرب القريبين والبعيدين على السواء، وكذلك يخشاه كل الحكام المسيحيين المجاورين لهم؛ لأن من عادته أن يقتلهم بطريقة تدعو للدهشة"!

وأمام هذا الخطر الداهم للوجود الإسماعيلي في إيران، وهي منطقة نفوذ ووجود سلجوقي سني بالأساس، كان العام 485هـ/1092م هو البداية الحقيقية لمواجهة السلاجقة للحسن الصباح؛ حيث بعث السلطان ملكشاه السلجوقي حملتين واحدة على قلعة ألموت والثانية على قوهستان القريبة؛ لكن الفرق العسكرية الإسماعيلية المدرّبة تصدت للسلاجقة، وبمساعدة من الأهالي المتعاطفين معهم في رودبار وقزوين اضطر السلاجقة إلى الانسحاب، خاصة بعد وفاة السلطان ملكشاه في شوال من العام ذاته.
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
Forwarded From 📚 من عمق التاريخ الإسلامي 📚
#دولة_الحشاشين_الشيعية
{الـحـ4ـلـقـة}

💫بل استطاع الحسن الصباح أن يضرب ضربته الكبرى باغتيال الوزير الشهير نظام الملك الطوسي بعد عدة أسابيع فقط من وفاة السلطان ملكشاه من نفس العام 485هـ/1092م، وقد كان اغتيال نظام الملك من أوائل عمليات الاغتيال الكبرى التي قام بها الحشاشون، وهي فرقة فدائية كانت رأس حربة الإسماعيلية في الانتقام من خصومهم؛ بل كانت بداية لسلسلة طويلة من الاغتيالات التي قاموا بها ضد ملوك وأمراء وقادة جيوش ورجال دين، استمرت حتى احتل هولاكو قلعة ألموت وقضى على شوكتهم في الشرق، والتي استمرت حوالي القرنين من الزمان.

توفي ابن الصباح عام 518هـ/1124م في الألَموت، واختلفت المصادر عن مصير ذريته فبعض المصادر تذكر أنه قتل أولاده في حياته، إلا أن جل المصادر التاريخية وأغلبها أجمعت على أنه مات من غير تلك الجناية، وقد وخلفه بزرك أميد (برزجميد) في زعامة الطائفة، وكان قد كلف آخرين بشؤون الدعوة والإدارة وقيادة القوات الإسماعيلية قُبيل وفاته، وطلب منهم التعاون والتآزر حتى ظهور الإمام المستتر بحسب العقيدة الإسماعيلية.

وبالرغم من وفاة ابن الصباح فقد استمرت الصراعات المسلحة بين الإسماعيلية الباطنية والسلاجقة وتوسعت مناطقهم، وتمكن الحشاشون من الاستيلاء على قلاع جديدة؛ لكن السلاجقة استطاعوا احتواء خطرهم سنة 500هـ/1107م عندما استولى السلطان محمد السلجوقي على قلعة شاه دُز بالقرب من أصفهان، وقتل عددًا كبيرًا منهم من ضمنهم ابن العطاش كبير دعاتهم في إيران وولده، لكن بقي خطرهم قائمًا بوجود قلعة الألموت الحصينة.

💫 باطنية الشام

كان أول ظهور للحشّاشين الإسماعيلية في بلاد الشام سنة 498هـ/1105م عندما أرسل الحسن الصباح داعيته لنشر المذهب، ولإفساد علاقة الأخوين (دقّاق حاكم دمشق ورضوان حاكم حلب ابني تُتش بن ألب أرسلان السلجوقي)، فتحالف الداعية الإسماعيلي مع رضوان واستماله إلى المذهب الإسماعيلي، وأقام دارا للدعوة الإسماعيلية في حلب، ولكن موت رضوان جعل خلفه ألب أرسلان الأخرس ينقلب على الإسماعيلية في تلك المنطقة؛ بل تمكن من قتل رئيسهم أبي طاهر الصائغ، ولم يجد البقية إلا الهرب والنجاة.

على أن نفوذهم اشتد أيام داعيتهم بهرام في دمشق وما جاورها في الربع الأول من القرن السادس الهجري، لكن غضب أهل دمشق على هذه الدعوة اضطر بهرام للهرب مع أتباعه، فتمكن من الاستيلاء على قلعة بانياس غربي دمشق، ولم يلبث إلا قليلاً حتى بدا خطره ماثلاً من جديد على هذه المنطقة، وكان الأتابك طغتكين -الذي وقف بجوارهم بادئ الأمر- قد أفاق على صدمة هذا الخطرالقريب منه شخصيًا، غير أنه توفي قبل مواجهتهم، وقد خلفه ابنه تاجُ الملوك بوري على حكم دمشق، وفي عهده أفرط وزيره المزدقاني الموالي للباطنية في حماية رفاقه، حتى إنه عرض على الصليبيين تسليمهم دمشق غيلة مقابل إعطائه هو والباطنيين مدينة صُور بديلا عنها، وحدّد الطرفان أحد أيام الجُمع لتنفيذ ذلك الاتفاق، وقت انشغال أهل دمشق بصلاة الجمعة.

لكن تم كشف المؤامرة قبل موعدها فقتَل الأمير بوري وزيره الخائن، وأصدر قراره بتعقب الباطنية في كافة بلاده، وهو الأمر الذي تحمس له العامة قبل القادة، ولم يأت منتصف رمضان سنة 523هـ/1129م حتى قُتل ستة آلاف باطني، وعند ذلك استنجد داعيتهم إسماعيل العجمي بالصليبيين الذين كانوا يتمركزون في الساحل الشامي، طالبًا منهم الحماية واللجوء مقابل تسليمهم قلعة بانياس، وقد كانت هذه الأحداث بمثابة كلمة النهاية للوجود الباطني في الشام.
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55