___
💎 تتمة.. تيمورلنك
💫سيواس
وردًا على قتل الرسل، أوعز تيمور إلى عثمان قرابيلوك زعيم الاق قوينلو (الخراف البيض) بمهاجمة سيواس. وهو ما حدث في سنة 1392م، 800هـ، وقتل برهانَ الدين وفرض نفسه حاكمًا على المدينة، ووضع في المدينة السيف بعد حصار دام ثمانية عشر يومًا وعاث فيها فسادًا. وبرر تيمورلنك هذا الخراب والفساد والقتل والذبح على النهج التتري القديم بقوله بأن سكانها أرسلوا بعض الهدايا إلى سلطان مصر، ولذلك وجب معاقبتهم. إلا إنه اضطر إلى الفرار منها بعد ذلك، عندما رفض السكان الإقرار له بالطاعة واستدعوا السلطان العثماني بايزيد الأول ليحكم المدينة، فسار إليها وترك فيها قوة عسكرية كبيرة وحاشية تضم عددًا من القادة العسكريين.
ثم تقدم بايزيد بعد ذلك إلى “ملطية” وانتزعها من أيدي المماليك، مستغلًا اضطراب الأوضاع في بلاد الشام. ثم “أرزنجان”، وكان حاكمها طهارتن مواليًا لتيمورلنك، فطلب منه أن ينبذ طاعته ويقر بالتبعية للعثمانيين فامتنع، وأبلغ تيمور بذلك على الفور، فاعتبر تيمور ذلك تدخلًا في شئونه. ثم تلا هذه الأحداث استيلاء تيمورلنك على بغداد في عام 1393م، فلجأ حاكمها أحمد بن أويس، وحليفه قره يوسف إلى بايزيد، الذي آواهما وأقطع أحمد “كوتاهية”، وأنعم على قره يوسف بـ”اقسرا”. فخشى تيمورلنك من قيام تحالف عثماني جلائري تركماني قد تنضم إليه المماليك بعد ذلك، فطلب من بايزيد تسليمه أحمد وقره يوسف؛ فرفض بايزيد، وقال إن هذا يخالف تقاليد الضيافة التركية.
💫الأسباب الرئيسية للخلاف بين تيمور وبايزيد
والواقع أن الأسباب الرئيسية التي أججت الخلاف بين تيمورلنك وبايزيد الصاعقة هي كالتالي
الرغبة التوسعية لكلا الطرفين، وانتهاز الفرصة للانقضاض على الآخر.
الاختلاف في الهدف من التوسع؛ فبايزيد يريد نشر راية الإسلام في ربوع الأرض، أما تيمور فيريد إعادة ملك المغول مرة أخرى؛ لذلك لا يلتقيان أبدًا.
العصبية القومية، وخصوصًا لدى تيمورلنك، فهو متعصب للمغولية ويريد إحياءها، بغض النظر عن الإسلام أو غيره، بل كما ذكرنا فهو كان يطبق تعاليم الياسا الوثنية، وإن كان الاسم ظاهريًا مسلمًا.
لجوء أحمد وقره يوسف إلى بايزيد وتحميسه للقضاء على تيمور، وكذلك لجوء أمراء شرق الأناضول إلى تيمور، وتحميسه ضد بايزيد.
نظرة تيمورلنك العدائية لبايزيد واعتبار نفسه تركي الأصل، أما بايزيد فغير ذلك.
خشية تيمورلنك من اتساع ملك العثمانيين؛ فيجب القضاء عليهم وهم في هذه المرحلة، حتى أنه كان يقول: “إنه يجب ألا يوجد سوى سيد واحد على الأرض طالما أنه لا يوجد إلا إله واحد في السماء”.
تشجيع النصارى بكامل قوتهم لتيمورلنك بشن الحرب على بايزيد الذي يُزيد عليهم الخناق ويرغب في فتح القسطنطينية.
الرسائل النارية بين الطرفين.
ختامًا
فكل هذه العوامل والأحداث التي حدثت خلال هذه الفترة كانت سببًا في تأجيج الصراع، ولكن يبدو أن السبب الرئيسي الظاهر في هذا الأمر، أو القشة التي قصمت ظهر البعير، هو ما حدث من قره يوسف من مهاجمة إحدى قوافل الحجاز، فالتجأ من نالهم الأذى إلى تيمورلنك، على الرغم أنه كان يجب الالتجاء إلى حاميه، وهو بايزيد ليقتص لهم. ولكن الالتجاء تم إلى تيمورلنك، الذي انتهز الفرصة حيث وجد ضالته التي يبحث عنها لبدء الحرب بينه وبين بايزيد الذي أُنهك في حرب نيقوبوليس، وبالتالي سوف يكون في حالة أضعف منه، ولذلك فهذه فرصة جيدة لحربه والانتصار عليه.
وبدأت المراسلات بينهم على وجوب معاقبة قره يوسف، وأن يستفيق بايزيد من غفلته وما إلى ذلك من الأمور. وفى الحقيقة أن المراسلات لمن يطالعها يجد أنها كانت في طريقها للصلح، إلا أن تيمورلنك أصر إصرارًا كبيرًا، وهو ما لم يكن مجاله في هذه المسألة إلا لمن أراد أن يفسد المفاوضات؛ إذ أصر على تسليم قره يوسف، وهو يعلم رد بايزيد؛ فاشتعل الأمر من جديد، وفشلت كل المراسلات، بل تحولت الأمور إلى طامة كبرى، أو هكذا أرادها تيمورلنك؛ ولذلك فلم يكن هناك مفر سوى الحرب.
ولكن لابد من سؤال هام يُطرح في هذا الصدد، ألا وهو: ما موقف القوى النصرانية من هذا الصراع؟
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q