فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds

مسجد (الرحمن) في مدينة حلب، بشمال الجمهورية السورية.
وضعت حجرة الأساس للمسجد سنة ١٩٧٦م وبدأت عملية بنائه سنة ١٩٧٨م، ولم يتم الانتهاء منه وافتتاحه إلا سنة ١٩٩٤م، قام أهالي الحي بالتعاون في بنائه، ولعب الميسورون دورا كبيرا في ذلك وفي مقدمتهم الشيخ عبد الرحمن بادنجكي الذي أنفق عليه بكرم بالغ رغم أنه مات في نفس العام الذي بدأ فيه بناء المسجد.
من الواضح أن هذا المسجد متميز بتصميمه وفريد في طريقة بنائه، وقد تم تشييده وفق النظم الحديثة مع الاستفادة من فنون المعمار الإسلامي القديم، كما يبدو من المآذن ذات الأضلاع الرباعية التي تعود إلى العهد الأموي. وهو يليق بالشهباء حلب التي تعد عاصمة الفن على مستوى الوطن العربي.
للمسجد ٦ مآذن متفردة في شكلها وتوزيعها، اثنتان بالغتا الطول وعريضتان في حجمهما، والأربع متوسطة الطول والعرض، وله قبة عريضة وفريدة في شكلها وزخارفها وتوزيع الألوان فيها.
والحقيقة أن هذا المشروع أقرب للمجمع؛ إذ يتضمن جامعاً ومشفى خيرياً وقاعة أفراح وغيرها من الأقسام والإدارات التي تساعده على القيام بوظائفه الاجتماعية والتعليمية والتزكوية.
وقد تم تصميم الجامع بشكل مثمن، كما في العمارة الإسلامية وبالذات الأموية، ويتألف من طابقين متماثلين مساحة كل منهما ٦٥٠م٢ ويتسع كل طابق لـ ١٢٠٠ مصلٍّ، يحيط به رصيف مرصوف بالحجر الأصفر الحلبي تتوسطه مربعات زخرفت بقطع صغيرة من المرمر الملون مشكلة نقوشاً هندسية عربية، أما المشفى فيتكون من عشرة أدوار.
ويحيط بالجامع ٢٥ عموداً مثمن الشكل انسجاماً مع شكله، وجرى تلبيسها بالمرمر الإيطالي والسيراميك الإسباني المزخرف بخطوط عربية.
ويتوسط الضلع القبلي للجامع المحراب الذي زُخرف من الداخل بالمرمر والسيراميك، وكتب على جداره المقعر بخط كوفي مزخرف قوله تعالى: (كلما دخل عليها زكريا المحراب..)، وعلى جانبي المحراب ينتصب منبران متناظران يصعد إليهما بـ ١٣ درجة بشكل حلزوني مخفي، بعد اجتياز باب مزخرف بالخط العربي ونقش داخل كل منهما آية: (كنتم خير أمة أخرجت للناس).
مما يجدر ذكره أن سوريا كانت تضم أكثر من ١٣ ألف مسجد حتى ٢٠١١م، لكن قوات النظام السوري دمرت من بعد الثورة ٢٠٤٤ دار عبادة حتى عام ٢٠١٥م فقط، بحسب ما وثقته الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إذ دُمّر وتضرر عدد من المساجد ذات الطابع التاريخي، كمسجد خالد بن الوليد في حمص، ومساجد الأموي، والكمالية، والسفاحية، والأطروش في حلب، بجانب هذا المسجد نفسه والذي تضرر من قصف النظام ولكن لم أستطع التعرف على حجم الضرر الذي أصابه .
أ.د.فؤاد البنا