🌺#المحـ١٠ـاضرة [ عين جالوت ]
∫∫ الحـ١٠٧ــلقة ∫∫
- -
💎أحداث ليلة ويوم ٢٥ رمضان سنة ٦٥٨هـ:
انتهى يوم ٢٤من رمضان،وقضى المسلمون هذه الليلة في القيام والابتهال والدعاء،وكانت هذه من أعظم ليالي السنة
أولاً: لأنها ليلة وترية، وثانياً وهذا هام جداً: لأنها ليلة تسبق يوم الجهاد في سبيل الله، وفي صباحها سيكون اللقاء العظيم الذي يثأر فيه المسلمون لدماء الملايين من المسلمين التي سفكت على أيدي هؤلاء التتار الهمج، فكانت ليلة خالدة حقاً، ومتعة حقيقية لا يشعر بها إلا المجاهدون في سبيل الله،
كان قطز قد اجتهد كثيراً في تربية الزرع وغداً هو يوم الحصاد، وستكون نتائج جميع الأعمال الضخمة التي قام بها قطز قبل ذلك
جاء وقت الفجر، وصلى المسلمون الفجر في خشوع، ورتبوا صفوفهم بعد الصلاة واستعدوا، وما هي إلا لحظات وأشرقت الشمس، وكان ذلك اليوم يوم الجمعة،فهو عيد في السماء وعيد في الأرض، وسيكون عيداً للنصر من أعظم أعياد المسلمين إن شاء الله.
فيوم الجمعة (٢٥) من رمضان سنة (٦٥٨هـ) تاريخ من الواجب على جميع المسلمين ألا ينسوه، فهو من أعظم تواريخ المسلمين مطلقاً، وبشروق الشمس أضاءت الدنيا ورأى المسلمون من بعيد جيش التتار من اتجاه الشمال
جاء الجيش التتري المهول الذي دوّخ العالم، واقترب من سهل عين جالوت،وعلى أبواب السهل في الناحية الشمالية وقف الجيش التتري في عدده الرهيب وعدته القوية
ولم يكن بالسهل أحد من رجال المسلمين، فقد كان السهل خالياً تماماً،فكل المسلمين كانوا مختبئين خلف التلال،حتى المقدمة التي كان على رأسها ركن الدين بيبرس كانت مختبئة في ذلك الصباح
💎نزول مقدمة الجيش الإسلامي إلى عين جالوت ورعب التتار منهم:
بدأت القوات الإسلامية بعد أن أشار لهم قطز تنزل إلى سهل عين جالوت بالتدريج أمام الجيش التتري،لم تنزل مقدمة الجيش دفعة واحدة، وإنما نزلت على مراحل وفي صورة عجيبة
واسمعوا وصف صارم الدين أيبك الرجل المسلم الذي في جيش التتار، والذي انضم بعد ذلك إلى جيش المسلمين بعد انتهاء الموقعة، وكان يقف إلى جوار كتبغانوين القائد النصراني للجيوش التترية، فوقف يصف هذا النزول لمقدمة الجيش المسلم
ويقول:فلما طلعت الشمس ظهرت عساكر الإسلام - وكان أول سنجق أحمر وأبيض -وسنجق يعني: كتيبة، فأول كتيبة نزلت كانت لابسة أحمر وأبيض- وكانوا لابسين العدد المليحة،فكان موقفاً في غاية الروعة
نزلت الكتيبة الإسلامية الأولى وهي تلبس ملابس أنيقة جداً حمراء وبيضاء،وكان كل الفرقة لها زي خاص بها،وكانوا يلبسون العدد المليحة.
يعني: أن الدروع والسيوف والرماح والخيول كانت في هيئة جميلة، فنزلوا بخطوات ثابتة وبنظام بديع إلى ساحة المعركة في غاية الأناقة، وكأنهم في عرض عسكري،لهم هيبة وعليهم جلال، يوقعون في قلوب من يراهم الرهبة،هذه هي الكتيبة الأولى
يقول صارم الدين أيبك وهو يتكلم عن كتبغا السفاح التتري الجبار:فبُهت كتبغا وبُهت من معه من التتار،{فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[البقرة:٢٥٨].
وهذه أول مرة يرى فيها كتبغا جيش المسلمين على هذه الصورة،وقد كان معتاداً أن يراهم وراء الحصون والقلاع يرتجفون،أو يراهم وهم يتسارعون إلى الهروب،أو يراهم وهم يسلمون رقابهم للذبح الذليل بسيوف التتار،كان كتبغا معتاداً على رؤية المسلمين في أحد هذه الصور المهينة، أما أن يراهم في هذه الهيئة المهيبة العزيزة فهذا ما لم يحسب له حساباً أبداً
قال كتبغا في فزع وهو يسأل صارم الدين أيبك: يا صارم! رُنك من هذا؟ ورُنك: كلمة فارسية تعني: لون، أي: كتيبة من هذه؟ إنها كتيبة مرعبة.
فقال صارم الدين أيبك: رُنك سنقر الرومي، أحد أمراء المماليك
ومهما صورنا من عظمة هذه الفرقة وحلاوة تنظيمها وإبداع نزولها، فلا يمكن أبداً أن نفهم أن القائد التتري السفاح الجبار صاحب الجيش المهول يُرعب من رؤية كتيبة هي إحدى فرق المقدمة،
ولا يمكن أبداً أن نفسر هذا الرعب إلا في ضوء ما ذكرناه قبل ذلك من قوله ﷺ(نُصِرت بالرعب مسيرة شهر)فالله هو الذي ألقى الرُعب بنفسه سبحانه وتعالى في قلب كتبغا وقلب الجيش التتري الرهيب
ثم بعد قليل نزلت كتيبة ثانية تلبس الملابس الصفراء،وعليها من البهاء والجمال ما لا يوصف، فتزلزل كتبغا وقال لـ صارم: هذا رُنك من؟ فقال صارم: هذا رُنك بلبان الرشيد أحد أمراء المماليك الآخرين
ثم تتابعت الكتائب الإسلامية، وكل هذا كان مقدمة ركن الدين بيبرس تنزل على دفعات، وكل كتيبة تنزل بلون آخر، وكلما نزلت كتيبة يسأل كتبغا: رُنك من هذا؟ يقول صارم الدين أيبك: فصار أي شيء يجري على لساني قلته.
أي: أنه بدأ يقول أسماء مخترعة، ويذكر أسماء لا أصل لها، يريد أن يكثّر من أسماء المماليك؛ لكي يوهم كتبغانوين أن هذا اتحاد المماليك المصرية والشامية وغيرها، فيوقع الرهبة في قلبه
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك في التلجرام👇
https://telegram.me/gghopff55