💫المحاضرة الثالثة:عهد الولاة
✍ ∫∫ الحـــــ19ـــلقة ∫∫
- - - - - - - -
💎طارق بن زياد على أبواب طيطلة :
لكن طارق بن زياد وجد الطريق أمامه مفتوحاً إلى طليطلة العاصمة، وهي أحصن مدن النصارى على الإطلاق، وفيها من الضعف الشديد للنصارى، فلو هاجمها فقد تفتح، وإن امتنع عن فتحها كما هو رأي موسى بن نصير فقد لا يستطيع أن يفتحها مرة أخرى، فاجتهد طارق بن زياد رحمه الله فخالف رأي الأمير الأعلى موسى بن نصير ،
والأفضل في هذا الموقف أن يستشير طارق بن زياد مرة أخرى موسى بن نصير ، ويرسل له رسالة يبين له فيها أنه يرى أن الطريق مفتوح، وأنه سوف يفتح طليطلة، فما رأيه وما رده على ذلك،
لكن طارق بن زياد أسرع في اتجاه طليطلة دون استئذان من موسى بن نصير رحمه الله، فعلم موسى بن نصير بتقدم طارق بن زياد إلى طليطلة، ولكن لطول المسافات لم يستطع أن يلحق بـطارق بن زياد إلا بعد أن وصل إلى طليطلة، فوجد طارق بن زياد طليطلة المدينة الحصينة جداً من أحسن وأحصن مدن الأندلس على الإطلاق، محاطة بجبال طبيعيجد طارق بن زياد طليطلة المدينة الحصينة جداً من أحسن وأحصن مدن الأندلس على الإطلاق، محاطة بجبال طبيعية ضخمة جداً من اتجاه الشمال والغرب والشرق، وليس فيها إلا خط مفتوح من اتجاه الجنوب عليه حصن ضخم كبير جداً، ومع ذلك لما وصل طارق بن زياد إلى طليطلة فتحت المدينة أبوابها وصالحت على الجزية، فهذا نصر من الله سبحانه وتعالى وفتح مبين،
لكن موسى بن نصير لم يعجبه هذا الأمر؛ لأن فيه تهوراً، فقد كان موسى بن نصير رحمه الله يتميز بالأناة والحكمة والحنكة في فتوحاته في شمال أفريقية حتى وصل إلى المغرب، فأرسل رسالة شديدة اللهجة إلى طارق بن زياد رحمه الله يأمره فيها بالكف عن الفتح وبالانتظار حتى يصل إليه، خشية أن تلتف حوله الجيوش النصرانية،
💎موسى بن نصير يأتي بالمدد :
وبدأ موسى بن نصير رحمه الله يجهز العدة لكي يمد طارق بن زياد بالمدد بعد أن انطلق إلى تلك الأماكن البعيدة الغائرة في وسط الأندلس، وجهز موسى بن نصير رحمه الله من المسلمين ثمانية عشر ألفاً، فقد انهمر الناس من مشارق الأرض الإسلامية ومغاربها على أرض الأندلس لما علموا أن فيها جهاداً، وكان جل الذين فتحوا الأندلس مع طارق بن زياد من البربر، أما هؤلاء الثمانية عشر ألفاً فهم من العرب، فقد جاءوا من اليمن والحجاز والشام والعراق .. وغيرها، انطلقوا كل تلك المسافات وقطعوها حتى وصلوا إلى بلاد المغرب، وعبروا مع موسى بن نصير رحمه الله إلى بلاد الأندلس نصرة ومساعدة لـطارق بن زياد رحمه الله،
ولما عبر القائد المحنك موسى بن نصير هذه البلاد وجد ما توقع؛ وهو أن إشبيلية التي صالحت على أن تدفع الجزية وتدخل في عهد المسلمين قد نقضت العهد بعد أن انطلق طارق بن زياد إلى منطقة طليطلة، وجهزت العدة كي تلتف من خلف طارق بن زياد ، فإذا بها تفاجأ بجيش موسى بن نصير رحمه الله يحاصر إشبيلية، فهو قائد محنك له نظرة واعية وبعد نظر ثاقب، وليس كما يدعي الناس أنه عطل طارق بن زياد عن الفتح حسداً، إذ إنه فتح بلاد الأندلس وحده، وأراد منه أنه ينتظره حتى يشركه في الأمر معه، وطارق بن زياد من عمال موسى بن نصير ، وحسنات طارق بن زياد جميعاً في ميزان موسى بن نصير رحمه الله، فقد دخل طارق بن زياد في الإسلام على يد موسى بن نصير ، وقد هداه للإسلام بفضل الله سبحانه وتعالى، فـموسى بن نصير كان يريد النصر للمسلمين وعدم الهلكة لهذا الجيش في تلك الأراضي الغريبة عن المسلمين،
فحاصر موسى بن نصير منطقة إشبيلية شهوراً، وصبرت على هذا الحصار ثم فتحت أبوابها بعد شهور من حصار موسى بن نصير ، كانت من أشد المدن حصانة في الأندلس، ثم إن موسى بن نصير لم يفتح المناطق التي فتحها طارق بن زياد ، بل اتجه إلى منطقة الغرب التي لم يدخلها طارق بن زياد .
إذاً: هو دخل هذه البلاد لتكملة الفتح ولمساعدة طارق بن زياد رحمه الله وليس لأخذ النصر والعزة والشرف منه، ما كان لـموسى بن نصير أن يتصرف بهذا المنطلق، وهو الذي علمناه تقياً ورعاً مجاهداً صابراً محتسباً عند الله سبحانه وتعالى.
فقد فتح مناطق عظيمة جداً حتى وصل إلى منطقة 《نردة》، وهي منطقة من المناطق التي تجمع فيها كثير من القوط، وحاصرها شهوراً، كل هذا وطارق بن زياد ينتظر في طليطلة حتى يأتي إليه موسى بن نصير رحمه الله، وآخر شهور هذا الحصار كان في شهر رمضان وفي عيد الفطر فتحت المدينة أبوابها.
انظر كيف كانت الأعياد عند المسلمين، فإن العيد السابق كان في يوم من أيام وادي برباط، وهذا العيد فتحت فيه مدينة مردا العظيمة وصالح أهلها المسلمين على الجزية بعد صبر طويل
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للاشتراك تيليجرام
https://telegram.me/gghopff55