قناة

📚قصص||روايات||منوعة📚

📚قصص||روايات||منوعة📚
23.9k
عددالاعضاء
218
Links
2,827
Files
17
Videos
767
Photo
وصف القناة
قصص و كتب pdf 💚📚 محبي القراءة في نعيم لا يدركه غيرهم... لا تشيخ أرواحهم وعقولهم ولو شاخت أجسادهم.💚 فهرس القصص👇🏻💗 @rwayattt للتواصل @Rwayate_BOT بإدارة💙✨ ⴅÂÐЄĦÂ حسابي الانستغرام💚🌿👇🏻 https://instagram.com/madeha_alyan?igshid=YmMyMTA2M2Y=
#في_علم_الغيب_قصص
#في_علم_الغيب_8 #في_علم_الغيب
الحلقة الثامنة
Telegram:@rwayate
رجعت على البيت.. أمي حضنتني وصارت تبكي.. وكنت شايف نظرات حادة وقويّة من ريان.. اما بابا كان خايف عليّه.. وعزة بتبكي.. قالتلي أنا آسفة.. قلتلهم ما تخافوا عليّه هداك الموضوع ما حد عرف فيه.. وأنا من اليوم ما دخلني بشي.. دخلت لأنام وتأكدت من وجود كمال برا.. سكّرت برادي البرندة وكان الجو هادي وبارد.. جابتلي أمي شراشف أكثر وحكتلي ناديني بس بدك شي.. نمت وبعد ساعة ونص قمت.. كانت لسه الساعة وحدة وعشرين دقيقة بالليل.. كنت مستغرب من عدم وجود أي أحلام.. رفعت مخدتي ونفضت الشرشف وكنت بتطلع بالغرفة بالعتمة.. ما شفت أي ريشة.. تغطيت وغمضت عيوني.. كنت حاسس الغرفة سخنة وبنفس الوقت أنا بردان.. طلعت رجلي من تحت الشرشف.. وغمضت عيوني.. قبل لأغفى دعيت أشوف خنساء.. وبقيت أردد إسمها.. سمعت صوت خفيف بردد معي.. خنساء.. خنساء.. وكل ما كنت أسكت يسكت!.. شعرت إني بدأت أنام وإنه راسي تعبان.. بس من جواتي كنت متأكد إنه في صوت عم بكرر الكلام بس أنا أكرره.. نمت.. وخلال وقت غير معلوم فتحت عيوني.. شفت الشراشف كلهم على الأرض.. وأنا مكشف وبردان.. استغربت لأني بالعادة ودائماً نومي هادي وما برفّس ولا بوقع الغطى عني!.. نزلت أجيبهم لأتغطى شفت إيد ممدودة من تحت التخت بتفتح وبتسكّر وكأنها بتقلّي تعال.. تراجعت لورا.. ولفيت للجهة التانية من التخت لأشوف مين تحت!.. نزلت راسي بهدوء لأشوف.. طلعلي خفاش أسود وتلبّس وجهي.. حاولت اشيله وأبعّده بس ما كان يبعد وبسبب صوته المزعج ما خلاّني أصرّخ لأنه رجليه كانت على شفايفي.. قمت وأنا مو شايف شي وصرت بخبّط على الباب.. وقعت على الأرض وسحبت باب البرندة وفتحته.. امي فتحت باب الغرفة وشافتني واقف والخفاش طار لبعيد.. اتطلعت عليّه وانصدمت وقالتلي شو هاد ليه وجهك مجروح!.. عالجتلي وجهي واستغربت من وجود خفاش!.. وحكتلي انت عملت بحالك هيك؟.. حاولت اقنعها بس ما اقتنعت وأنا طلبت ابقى لوحدي.. ضويت الضو وبقيت بتفحص الغرفة.. الريش الأبيض ما عاد اله وجود.. وخفافيش سود كيف طلعتلي!.. قرأت كتاب نوراني.. وحاولت أفكّر بالشي العظيم يلي ممكن أعمله لحتى الملائكة تقرّب مني!.. وصلني رسالة على تلفوني.. استغربت من رسالة الساعة تنتين وربع الفجر!.. توقعت بنان أو وسام.. بس الغريب كان إنه الرقم مو مسجّل عندي.. وكله أصفار ومفتاح البلد كمان مو معروف لأي دولة.. وباللغة الأجنبية قرأت المكتوب.. مرحباً بك قتيبة معك زيكاس!.. رديت على الرسالة وكتبت من معي؟.. وصلني رد.. نحن من الفضاء الخارجي.. لماذا أفشيت سرنا وتكلمت عنّا.. هل تريدون المجيء إلينا أيها الحشرات الأرضية؟.. رديت.. هل تمازحني؟!.. من أنت؟.. بعتلي أنا زيكاس.. رميت التلفون وحكيت أنا شو يلي جبته لنفسي!.. الناس عملتني مسخرة!.. وأكيد سرّبو رقمي!.. كيف لازم أخلص من هالورطة!.. حاولت أحظر الرقم بس ما انحظر!.. بعتلي.. لا تحاول حظري.. أنا لا أحظر.. هل تعتقد أنك أقوى منّا ؟!.. فكّرت أتصل بالشرطة وأحكيلهم في رقم مزعج عم بحكي معي بس ما قدرت.. صرت بتصفح مواقع التواصل الخاصة حتى أنسى الرقم الغريب المزعج.. فعلاً الصور قدروا الشرطة يحذفوهم!.. بس في ناس كانو عم ينشرو روابط أجنبية من مواقع معروفة جداً.. فتحت رابط لقيت صورتي!.. ومكتوب خبر بالخط العريض.. سر مخطوطة فوينج ومكانها في جعبة هذا الشاب العربي!.. ومواقع بتطالب الشرطة الدولية بالقبض عليّه.. لسبب معرفتي بأسرار السجون وأماكن المفقودين بالأسماء!.. في معلقين إتهموني بإني ماسوني وأدعو للماسونية في بلدي!!!.. كنت مصدوم وبالفعل أنا ما عرفت ليه وصلت لهون وكيف وصلت!.. طلبات الصداقة صارت تزداد عندي وكان الظاهر إنه إسمي بدأ ينتشر وينعرف.. قررت أغلق مواقعي الشخصية واختفي تماماً.. ما قدرت أنام أبداً.. وقمت بسرعة وطلعت على الجامعة.. بابا كان خايف على كمال لأنه حسّ إني ظلمته لهيك بقي خافيه عن الأنظار من أي شخص غريب بقرّب على البناية.. وصلت الجامعة وبنان حاولت تستجوبني بس انا ما كنت بعطي أي معلومة.. وكنت بتهرّب منها.. كانت تسنيم مطلوبة لمكتب دكتورة زينب وحكتلي أجي معها حتى تخلص القصة.. قلتلها لا تنسي المواصفات يلي حكيتيهم المرة الماضية.. ما بدنا حد يشك.. تقريباً اليوم رح يكونو مجمعين صور كل البنات يلي إسمهم خنساء.. انتي بتشوفيهم كلهم وبتقولي إنك ما بتعرفي ولا وحدة فيهم.. أما أنا فبكون بشوف الصور كمستطلع وبس.. طلعنا على المكتب وزينب جابت صور البنات.. وحكت هدول الصور مع كل المعلومات.. حاولي تركزي فيهم وتشوفي إذا موجودة.. تسنيم صارت تقلّب فيهم وأنا اخد الصورة وأشوف وراها.. كنت بتفحصهم وحدة وحدة لوصلنا لآخر صورة.. أكتر من سبعمية صورة ما كان فيهم ولا صورة لخنساء يلي شفتها بأحلامي!.. اقتنعت بشكل جذري إنه خنساء مو بالجامعة.. Telegram:@rwayate بس كنت متأكد إنها بالبلد.. وقررت أخرب الدنيا كلها لألاقيها..
تقريباً الشر كان مسيطّر ليوصلني لمبتغاي.. خبرتني زينب إنه الأمن الجامعي تواصل مع الشرطة حتى نروح على بيت دانيا.. ولازم يتم التحقيق مع مرت أبوها وأبوها وأي حد من عيلتها.. وأنا أكون موجود معهم.. ساعات قليلة وكنا فبيتهم.. قعدنا كلنا مع مرت أبوها فادية وأبوها وأختها الصغيرة جنى يلي من مرت أبوها.. شفنا مرت أبوها عاقدة حواجبها بعصبية وما كان عاجبها القعدة.. قالت البنت ما كان إلها صاحبات غير هي يلي قاعدة وما كانت بتختلط بحد.. تسنيم لأنها عايشة حدنا فكانت قريبة منها وكانو مع بعض بالمدرسة.. بس إنو تطلع البنت مع أحزاب سياسية متهمة بتخريب البلد هاد يلي أبداً ما كنا نتوقّعه.. أبوها قال لمرته.. فادية ما تحكي!.. حاول يدافع عن بنته وقال بنتي ما إلها بهالقصص أبداً ومستحيل تعمل هيك شي أنا بعرف كيف ربيّتها.. كانت كتير مسكينة ومستحيل تعملها.. حكاله الشرطي يعني متأكد إنها ما كانت على علاقة ببنت إسمها خنساء؟.. قلهم أنتو فتشتو تلفونها وشفتو انو ما فيه أي شي غلط.. وبحياتنا كلها ما سمعنا إنها بتعرف بنت إسمها خنساء.. حكت مرته فادية.. نحنا ما بنعرف.. بس بيت أسرارها وصديقتها يلي كانت متل أخت يمكن بتكون بتعرف.. هاد إذا ما كانت من ضمن الحزب!.. قالتلها تسنيم خالتو فايدة شو هالكلام أنا ممكن أعمل هيك شي!.. إنتي بتعرفي مين نحنا وشو عيلتنا.. بمجرد آلة موسيقية ما كان بابا راضي فيها.. بدك يرضى أعمل هيك شي!.. قالت ما برضى صحيح بس يمكن انتي تكوني بتشتغلي بالسر!.. أنا حكيتلهم خلص يبقى ما بعرفو بنت إسمها خنساء.. خلونا نمشي.. فجأة حكت بنت فادية الصغيرة جنى وقالت.. لأ.. كانت بتعرف بنت إسمها خنساء!.. انا انصدمت.. وحكا الشرطي للبنت.. تعالي عمو لعندي.. قامت وعيونها لعندي.. وحكتله.. عمو اختي كانت بتعرف بنت إسمها خنساء.. والبنت شعرها أسود طويل وعيونها عسلية.. وجبهتها عريضة وعندها غمازة بخدها اليمين.. والبنت متوسطة الطول ولو شفتها رح أعرفها!.. أنا كنت بقمة الصدمة!.. البنت وصفت خنساء!.. وصفت البنت يلي بشوفها بأحلامي!.. كنت مذهول لأنه الأوصاف كلها صحيحة.. قررت أسمع بدون لأتكلم.. حكالها الشرطي ووين هيه هلأ؟.. قالت ماتت.. استغرب الشرطي وأنا بديت أتعرق بعز البرد.. وأديه ترجف.. حكالها كيف ماتت وانتي كيف عرفتي؟!.. يعني ما شفتيها بعينك ميّته.. حكت بشوف أختي دانيا كل يوم بالحلم بتحكيلي إنو في واحد إسمه قتيبة هوه يلي خلاّها تنتحر.. وخبرتني تقلّه إنه خنساء ماتت وما رح تظهر بحياته.. كل الشرطة إتطلعو عليّه.. وتسنيم مذهولة من كلام جنى.. الشرطي قلّي شو علاقتك بدانيا ؟.. ومين خنساء يا سيد قتيبة؟!.. حكيتله سيدي ما بعرف.. هي طفلة وبتهذي ومستحيل هالكلام يكون صحيح!.. قالت جنى لأ صحيح.. انت قتلت أختي.. وهلأ عم تمشي بجنازتها.. هيك حكتلي!.. هيك وصّفلي.. وبالعلامة طلبت مني أعطيك شي!.. الشرطي حكالها شو؟.. وشو مخبّية بجيبتك.. طلّعت شي من جيبتها وقالت هي.. أنا صرت أضحك.. واقلهم مو طبيعية يا حبيبتي انتي شو حلوة ونغشة.. طلبت منك تعطيني هي الريشة؟!.. ليه أنا شو بدي فيها.. حكتلي لتصدق إنك إنت يلي قتلتها.. قتلتها من جوا ألف مرة من قتلها لنفسها!.. الشرطي أستغرب واحتار وبطّل عارف البنت عم تمزح أو بتحكي جد لأنه ملامحها كانت صادقة جداً.. وكانت منفعلة وخايفة وحاقدة جداً.. بس مع كل هاد الشرطي بقي حاطط عينه عليّه وكأنه حس إني متوتر وخايف ومخبي شي!.. طلعنا من بيتهم وكنت عارف إني رح أرجع مرة تانية.. صارت الإشارات توصل من خلال الأطفال متل ما نبّهني نوراني!.. والرسائل الغريبة ما توقفت بتلفوني.. حاولت اشغل الشرطة عن موضوع جنى والهيهم فيهم.. وقلتلهم بتوصلني رسائل من أرقام خارجية غير معروفة.. أنا مو عارف كيف عرفو رقمي!.. والغريب الكلام يلي فيها.. حكا موضوعك إنتشر وما بعرف إذا المخابرات الأمريكية رح تطالبنا بتسليمك دولياً لأنه نحنا كمان عم يوصلنا رسائل وإيميلات شخصية عنك!.. لهيك كون جاهز لأي شي!.. كنت بفكّر معقول الإشارة تكون صحيحة.. وخنساء تكون ميّتة!.. معقول كلام جنى صحيح!.. طلعت على المستشفى لأجيب نتيجة فحص الدم يلي طلبته غنى مني بسبب الإشارة يلي وصلتها.. وقبل لأخد ورقة الفحص رن التلفون.. كان بابا بلهث وخايف.. بقلّي لقينا كمال مقتول ورا البيت ورقبته منحورة وامك بس شافته اغمى عليها والظاهر إنها انجلطت وما عم تتحرّك إنت وين إرجع على البيت بسرعة!.. سكّرت التلفون وقبل لأطلع فتحت الورقة لأشوف نتيجة الفحص.. قرأت كان مكتوب نتيجة فحص الدم.. مريض باللوكيميا سرطان الدم
يتبع..
Mahmoud Salloum
#في_علم_الغيب_قصص
#في_علم_الغيب_9 #في_علم_الغيب

الحلقة التاسعة
Telegram:@rwayate
خبّرني والدي إنهم نقّلو أمي على المستشفى.. حكولي إسم المستشفى ويلي صدّمني إنهم جاييني عالمستشفى يلي أنا فيه هلأ!.. مسكت الورقة ومزعتها.. وبقيت أستنى أمي لوصلت على المستشفى.. تبيّن إنه عندها جلطة على الدماغ ورح تنشل وتبطّل قادرة تتحرك ووضعها رح يكون صعب جداً الفترة الجاية يعني رح تحتاج عناية حادة.. قلت لبابا أنا رح أضل معها.. بقيت طول اليوم معها بالمستشفى وأنا جنبها ومعها.. ريّان طلعني من غرفتها بعد ما نامت وحكالي الشرطة بدها تحقق معك بسبب كمال.. الشرطة عرفو إنه كمال هوه الشخص المطلوب يلي كان بجامعتك!.. فيك تفهمني شو رح تحكيلهم؟!.. سألته شو يلي صار بالتفصيل؟.. قلي لقيناه ميّت جنب باب المستودع وما عرفنا مين دخل البيت وشو السبب لقتله!.. إنت جبتلنا الزعران والإرهابيين على البيت وموت كمال كان بسببك!.. تذكر هالشي قتيبة!.. ولو أمي ماتت أنا رح أنهيك بإيدي!.. أجا الشرطي وطلبني للتحقيق.. جاوبت على كل الأسئلة وانكرت معرفتي بكمال.. وحكيتلهم إسألو غادة قريبته!.. كنت متطمن إنه غادة صعب تضحّي فيني عشان واحد مات.. علاقتنا كانت عُمر كامل وحنيتها عليّه بطفولتي ما نسيتها كأني إبن لإلها حتى تزوّجت وجابت غنى.. وكان صعب إنها تحكي عني أي شي حتى لو شاكة.. بس حققّو معها كانت بقمة صدمتها وما توقعت كمال يعمل هيك وليه لينشر الخوف بالجامعة عنا وبصفته مين!.. بسبب ميولي السياسية المحايدة بنظرها حسيت بعيونها نظرة شك.. بس ما كانت بتعرف أنا شو مخبّي.. بهاللحظة كنت ندمان.. وندمي كان كبير لأني كنت السبب بموت كمال وحزن غادة الكبير.. وتأكدت إنه الملاك ما رح يرجع أبداً.. ولو شو ما عملت وبأي وسيلة.. مسحت كل يلي صار من ذاكرتي تماماً.. وتناسيت أحلامي بخنساء والمستقبل الحلو يلي شفته.. وقررت أبقى مع أمي.. خلال يومين من وجودي بالمستشفى خبرني الدكتور إنه أمي لازم تطلع.. نفسيتها ساءت بالمستشفى ووجود البيت يلي اعتادت عليه بين ولادها كان بمثابة شفاء معنوي لإلها.. رجعنا على البيت.. تلفوني بقي يرن.. وسام بده يشوفني.. وضع الجامعة تأزّم وأحزاب ثانية بدأت تثور وإسمهم يوصل لبرا.. وكان بده نطلع معهم مظاهرات ونحكي بالعالي خصوصاً إنه الوضع محمّس ومشجّع وما بده يصمت!.. ما بعرف ليه كنت متخيّل إني بحاجة السلام يلي شفته من الملاك ولوجود أجزاء من ريش بشوفه كل فجر على مخدتي وبين ملابسي وبشراشفي!.. تعودت على وجوده وكان بدي متل ما بيحكو أكفّر عن ذنبي ليرضى عليّه ربي يلي بأمره كان وجود ملاكي بحياتي.. بدأت أشعر بخروج دم من أنفي وأشوف مخدتي البيضة الصبح مغرّقة باللون الأحمر.. كنت بغيّر غطاها وبكبّه فوراً.. وبروح جنب أمي وبطلب من عزة تعطيني مهمة خدمة أمي.. كنت عم بخدمها بقلبي قبل ما يكون بإيدي.. أطعميها وألبسها وأضحّكها وأبكي عليها بحرقة بالغرفة وبس أطلع لعندها برسم إبتسامة عريضة لأحسسها بالتفاؤل وإني جنبها ومعها ورح تشفى.. كل صبح كنا نطلع سوا ونمشي بالحديقة وأمشّيها بالعرباية وأركض فيها.. وبس أشوف شارع فيه مظاهرات أغيّر الطريق وأبعد فيها حتى ما أدخّل الطاقة السلبية لقلبها.. كنت بعمل كل شي حتى تعيش.. بالوقت يلي كان لازم فيه أتعالج.. بيوم كنا برا وكانت الرسائل لسه بتوصلني.. شخص بدّعي إنه فضائي إسمه زيكاس.. وناوي على قتلي.. ومواقع امريكية بتطالب فيني.. بدهم يعرفو وين مخطوطة فوينج.. أنا كنت بعرف.. وكنت بعرف فك الشيفرات.. بس كنت مهمل كل الرسائل والتهديدات.. لأني كنت خايف يوصلو لأمي.. ويقتلوها وينحرق قلبي قبل ما تموت من ربّها!.. كان صعب عليّه أعيش الموت وأنا عايش وأكون ميّت من جوا وأنا عم بمثّل لأمي إني عايش مبسوط.. فكّرت أطلع من البيت وأروح لشقة فاضية.. وبالحقيقة من خوفي على أمي وأختي أخدنا شقة بحي قديم وشعبي وتركنا البيت.. بقيت عزة مع أمي بالبيت وأنا كنت بروح بخلّص أموري بالجامعة من تأجيل الفصل حتى ما يفصلوني.. أول ما وصلت الجامعة انهال عليّه طلاب الإعلام وصحفيين من خارج الجامعة وجماهير غفيرة من الطلاب لحقوني.. وسام حمّاني وانهالي أموري وطلعني.. باللحظة يلي كنا فيها برا شفت حسام.. حكالي بنان عم تضحك عليك.. أنا عرفت علاقتكم وللأسف كان صعب عليّه أفهمك هالكلام.. بدك تقول عني كذاب قول.. بس هالبنت هيّه السبب بسرقة الأوراق ووصول أمرك لقضية رأي عام.. بدك تتأكد تعال معي على السيارة لتسمع هالتسجيل.. طلعت انا ووسام معه بسيارته وفتح تسجيل.. كان فيه صوت بنان عم تحكي مع واحد وبتقله.. الوراق صارو معك.. اذا اليوم ما وصلني المبلغ على الحساب رح تندم!.. وسام قلّه انت كيف جبت هالتسجيل؟.. وانت ليه لتقعد معها بالجامعة!.. قال أنا صحفي وبدرس صحافة وهالشغلة شغلتي كان بدي أعرف البنت عن قريب بس ما عرفت إنها بتعرف قتيبة إلا جديد.. وحكتلي عنك وعن ميولك السياسي وعن الحزب!.. لا تستغرب.. حكتلي!..
وأنا لأني بعمل تحقيقات استقصائية بعرف من أين تؤكل الكتف!.. فيك تواجهها بهالتسجيل بس لا تتهوّر.. يمكن البنت وراها حد خطير.. رجعت بذاكرتي.. لليوم يلي ضاع فيه مفتاح بيتي!.. المفتاح لمّا كان معها ما كان من فراغ!.. كان لسبب!.. بنان سرقته وأعطته لحد دخل بيتنا.. بالتأكيد دخل من البرندة!.. قلت لوسام معقول أنا مغفّل لهالدرجة!.. حكالي خلينا نمشي.. وصلتني رسالة جديدة من زيكاس.. نحن ننظر إليكم من الفضاء.. متى ستخرجون من السيارة الزرقاء؟!.. قلّي وسام مين عم ببعتلك؟.. قلتله في واحد صرله اسبوع عم يشتغل فيني.. بس هلأ بدأت أقلق.. صاحب الرقم عارف إنه نحنا بسيارة زرقة وشايفنا.. بالرغم من أنه رقم خارجي غريب وما إله أي مفتاح لأي دولة!.. حسام استغرب وحسيته مفكرني عم بعمل هيك بس لأخوّفه.. طلب يشوف التلفون.. وقال زيكاس؟.. شو هالإسم!.. وبالفعل هاد مو مفتاح دولة!.. قلتلهم عم يقول إنه شخص فضائي وهددني بالموت.. بس قصة إنه عرف إنو نحنا بسيارة زرقة قلقني!.. حكالي وسام اعطيني التلفون وأنا هلأ رح أجبلك راسه.. اخد التلفون وبعتله رسالة.. أين انت؟.. قلّه يا وسام لماذا اخذت الهاتف من صديقك الروائي المعتوه؟.. هل تظن أننا لا نراكم؟.. انظر إلى السماء!.. أنا كنت بشوف شو رح يصير ومو عارف شو رح يحكي معه.. اتطلع وسام للسما.. وفجأة نزلت قذيفة من طيارة.. كانت قريبة من أرض كبيرة منّا.. قبل لتوقّع وبسبب صوتها الرهيب المخيف.. وسام طلب منّا نطلع من السيارة.. طلعنا وهربنا لجوا الجامعة سوا.. والقذيفة انفجرت بحد بيت واتدمر نصّه.. بدأت الطيارات تلف حوالين الجامعة.. والقصف كان قريب منها بحد المظاهرات وأصوات الرصاص والهتافات في الشوارع الخلفية البعيدة.. كنا بالجامعة والطلاب عم يتجادلو بالموضوع.. تسنيم حاولت تطلع.. طلبت منها ما ترجع على البيت.. بإيدها الساكسفون وكان بدي ما يتحقق الحلم.. كان بدي أحميّها بس بعدتني عنها.. وقالتلي متل ما قالتلك جنى.. إنت يلي قتلت دانيا وروحها ما رح تسامحك!.. وهلأ اتركني أرجع على البيت.. لأنه أمي عم تبكي دم من خوفها عليّه.. طلعت برا الجامعة وكان لسه في قصف.. كانت بداية حرب أهلية بالبلد.. وملامح وجهي كانت تفسير كامل لكل شي كان عم يصير.. وسام صدّقني بهاللحظة وقلّي حتروح معي ولا لأ!.. نحنا بنكون جبناء لو بنترك مبادئنا وآرائنا.. مو بدنا التغيير؟!.. كلو اجا لعنا.. سارة قالت نفس الكلام وكانت جاهزة لتتطلع من الجامعة على أقرب مظاهرة.. وحكت هدول الحزب التاني يلي بنعرفهم ويلي اخدنا منهم تلاتة لحزبنا.. نحنا كلنا جاهزين وبلا ما نكون جبناء متلك!.. ما كان ببالي شي غير إني أرجع لأمي.. كانت بآخر أيامها وكنت حاسس بهالشي.. صوت نوراني كان بدماغي متل الصدى.. اعمل شيء عظيم لتقرّبهم منك!.. الملاك اختفى من حياتي بس عرف إني فقدت نقائي وروحي الحلوة الحنونة يلي كانت فيني وصرت بتحوّل لوحش بس لأوصل للمستقبل يلي شفته.. بقيو يحكو وفجأة صرت أكح.. كحيت دم!.. الأرض تغرّقت دم!!.. كلهم بحالة صدمة.. تسنيم ووسام وسارة وحسام!.. حكولي انت تعبان؟!.. مريض!!.. قلتلهم روحو.. كلّه صار على العلن وبطلّتو خايفين بس أنا بدي أرجع عند أمي!.. تركتهم وبين أصوات القصف والرصاص العالي.. رجعت على البيت.. شفت عزة عم تبكي وبتقلي أمي ماتت!.. توسّلت لإلها وصرت ببوس برجليها لتقوم.. بس ما قامت ولا شعرت بإني حدّها ومعها متل ما كانت تحب.. مر يومين من بعد دفن أمي.. ورجعنا على البيت.. بابا مرض على غياب أمي وكان عم يوصلني تهديدات قوية من جهات مختلفة.. والشرطة زارتنا وقالت إني ممكن اتعرض للإغتيال أو الإختطاف!.. لازم يحموني.. حطو دورية شرطة جنب البيت.. وكنت أنا وعزة جنب بابا.. عم نحاول ما نخسره متل ما خسرنا أمي.. عزة اكتشفت إنه شراشفي كلها دم وبقيت تلح عليّه لأحكي ليه بنزف كل يوم الصبح وبغسل الشراشف بدون لتشوف.. حكيتلها انا مريض باللوكيميا سرطان الدم.. ويمكن أيامي معدودة.. انهارت وحكت ليه ما قلتلنا.. من متى!؟.. حكيتلها من شهرين.. حكت شهرين وانت جنب أمي وعم تعتني فيها وناسي نفسك!.. انا شو كنت عم بعمل!.. ليه ما رحت تتعالج من شهرين وتركت مهمة عنايتها لإلي!.. انت ليه عملت هيك!.. صارت تبكي تحت رجلي وانا ابكي معها.. حضنتها وقلتلها مستقبلي طلع وهم.. بس بتمنى من ربي يكون رضي لأني ظلمت كمال ودانيا وخرّبت أشياء لأوصل لمستقبل مجهول وساهمت بخراب البلد يلي موت شعبها صار أسهل من موت أي حشرة صغيرة.. طلبت مني أتعالج.. بعد فترة من بداية علاجي أمري انفضح بالبلد.. وانعرف من بعد ما قبضو على وسام إني متورط ومساهم بخراب البلد.. فبالنسبة للشرطة أجاهم هالشيء على طبق من ذهب.. ليسلموني لأمريكا بكل راحة.. هربت للبيت يلي استأجرته ببداية مرض أمي.. وحرقت تلفوني!.. من بداية هاليوم بدأت الأشياء الغريبة تحصل معي.. أشوف خفافيش حوالين البيت.. وأحس بحد عم يمشي جوا البيت.. كنت لوحدي وحسّيت إني بتوّهم.. بس ما كنت بتوهّم..
كنت بحس بدعسات رجلين جوا الغرف.. وأصوات متل حف الحديد بنص الليل برا.. وبس أفتح الباب تختفي.. صدّقت الرسائل يلي كانت توصلني أو بدأت أصدّقها.. أصوات بتشبه الأقمار الصناعية بالفضاء.. وكوابيس مخيفة لأشكال مخلوقات فضائية ترعبني بنص الليل.. وبس أقوم أشوف البيت فاضي وهادي بعتمة ساكنة.. كانت بالنسبة لإلي بداية الجنون وأنا عارف إني مطارد من الشرطة ورح يتم تسليمي للأميركان.. والحرب الأهلية بدأت متل ما حلمت.. ما كنت قادر أطلع من البيت.. وعزة ما كانت قادرة تيجي لعندي.. كنت بموت من الجوع بشكل تدريجي وأنا مو عارف أطلع أشتري شي.. لأنه صوري موزعة بالشوارع وبكل مكان وفي مبالغ نقدية كبيرة رح يوخدها الشخص يلي رح يلاقيني!.. أنا مطلوب.. ومهدد!.. في ليلة كنت بحاول أطلع فيها من البيت لأشتري شي من أي بقالة حتى اكله واهرب بسرعة للبيت متل الحرامية بدون ما اكون ملاحق.. قررت أطلع.. قربت من باب البيت.. وقبل لأفتحه رن الجرس!.. بقيت واقف وخايف أفتح.. الجرس رجع رن.. قلت بصوت واطي مين!.. سمعت صوت ناعم بحكي أنا.. إفتح ما تخاف.. قلت مين!.. حكت جنى!.. فتحت عيوني مصدوم.. وفتحت الباب بهدوء.. قلتلها انتي كيف عرفتي البيت؟.. شفتها لوحدها وعيونها عم تلمع بالليل وبإيدها كيس!.. قلتلها كيف جيتي لهون انتي لوحدك وين أمك!.. مين معك؟؟.. قالت لوحدي بسيارة أجرة من جنب بيتنا.. هربت وسرقت مصاري من ماما واشتريت هدول لإلك.. قلتلها جنى انتي متأكدة حبيبتي؟!.. حكت متأكدة خدهم.. فتحت الكيس.. لقيت خبز وجبنة وعصير وشوكولاته وأشياء تانية!.. قلتلها مين قلك اني جوعان.. اتطلعت فيّه وابتسمت وهربت من البيت.. ناديتها ما ردت وركضت للشارع برا.. سكّرت الباب وابتسمت!.. عرفت انه الملاك رضي عليّه.. الشيء العظيم يلي عملته اني خدمت أمي وتذللت لرجليها لأساعدها بالشفاء.. هاد كان أعظم شيء ممكن يقدمه أي إنسان.. الملاك رجع ويمكن يساعدني!.. جرّيت أثاث البيت كله وسكّرت الباب فيه.. وقعدت أكل.. لقيت شي تاني بالكيس.. طلعته كان تلفون!.. جنى سرقت تلفون حد من اهلها وحطتلي ياه وأكيد هالشيء كان لسبب!!.. قررت أحذف صفحة الفيس بوك الخاصة نهائياً حتى ما يتم ملاحقتي فيها.. وكان واضح إنه الجهاز لأبوها مو لأمها.. قبل لأحذفها كان عندي آخر أمل لألاقي خنساء.. بحثت على إسمها وبقيت ببحث ساعة كاملة.. كحيت دم وغرّقت الخبز.. وفجأة شفت حساب خنساء!.. خنساء يلي كنت بشوفها بأحلامي!!.. نفسها بتفاصيلها بشكلها يلي شفته!.. بس كانت أصغر بالعمر وأصغر بالملامح والشكل!!.. كنت بقمة الصدمة.. فرح وحزن ومشاعر مخربطة مش مفهومة!.. قررت أبعثلها رسالة وقبل لأكبس على زر الرسائل لمحت المعلومات.. وكان مكتوب الحالة الإجتماعية متزوجة!!
يتبع..
Mahmoud Salloum
#في_علم_الغيب_قصص
#في_علم_الغيب_10 #في_علم_الغيب
الحلقة الأخيرة (1)
Telegram:@rwayate
وقعت بصدمة وحيرة وضياع.. عرفت إنه خنساء موجودة بحياتي الواقعية وبالمدينة يلي أنا فيها!.. كان هالشيء حتماً متوقع لأنه أحلامي جميعها تحققت وظهورها بحياتي كان شيء لا بد من حدوثه.. كان ضروري أغلق حسابي الشخصي بس بقيت بقلّب بصورها ناسي الوقت.. التلفون فجأة رن.. كان واضح إنه والد جنى عم يرن ليعرف وين تلفونه.. شكيت بهالأمر لأنه رقم التلفون ما حد بعرفه.. بس بالتأكيد ممكن يلاقوني من خلاله لو شكّو إنه معي!.. وصلتني رسالة من نفس الرقم.. إفتح الباب.. إنصدمت ومشيت على أصابعي بهدوء لوصلت الباب.. حطيت أذني عليه.. وما كنت سامع أي صوت.. وصلت رسالة ثانية.. أنا خنساء!.. إفتحلي!.. الباب كان باب حديد قديم وما كان فيه عين ساحرة وما كنت بعرف لو لعبة الخيال يلي دخلت فيها ممكن توصل فيني لهون.. قلت مستحيل.. وبصوت خافت حكيت في حد ورا الباب؟.. ما كان في صوت!!.. رجعت انبعتت رسالة.. انا خنساء صدقني إفتح وما تخاف!.. إتشجعت وفتحت الباب بالكامل.. شفت الشرطة مع ريّان.. طلعوني من البيت وأخدوني بسيارتهم.. وكنت بالقسم بعد دقايق معدودة.. صرت أصرّخ وأحكيلهم أخوي ليه سلّمني!.. أنا بدي أشوفه!.. حكولي بتشوفه وبتحكي معه بس قبل كل هالكلام لازم تحكيلنا وين المخطوطة وكيف عرفت أسماء المساجين وأماكنهم وكل المعلومات الغامضة.. حكيتلهم ما بحكي.. هددوني بتسليمي لأمريكا بكرا.. ووقعوني بين نارين.. بين إني أحكي كل شي وأعترف بشيفرات المخطوطة ومكانها وبين إني أنسجن وأتعرض للائحة تهم طويلة أنا مو عاملها.. قلتلهم بس أعرف ليه أخوي سلّمني بحكي.. طلع مدير القسم والشرطة وطلبو من ريّان يدخل.. كنت بقمة غضبي وقلتله انت ليه عملت هيك؟.. أنا أمّنت فيك كيف بتبلغ عني ومين ساعدك؟!.. قال تسنيم.. وأنا ما سلمتك لأنتقم منك عالخراب يلي عملته.. أنا عم بحميك حتى من نفسك.. لو تم تسليمك بكرا رح تنتهي.. ما شفت البلد شو صاير فيها.. وإنت مطلوب يعني ممكن حتى ما تطلع.. لهيك إحكي كل المعلومات وخليهم يحموك.. قلتله تسنيم بشو ساعدتك؟.. قلي اهل جنى فقدوها.. وحكو مع تسنيم لتحكي معك.. بس رقمك كان مغلق.. شكّو إنها راحت لعندك بسبب هلاوسها طول الليل فيك.. وكلامها بإنها رايحة تشوفك قلقهم.. حكت مع عزة وعزة رفضت تحكيلها مكان البيت بس أنا كنت بعرفه.. اتفقت مع تسنيم نروح لبيت دانيا لناخد وراقها العلاجية بحجتنا بالكلام عن جنى.. أخدتهم بطريقتها الخاصة من غرفتها بحجة بسيطة.. ورحت بلغت الشرطة وقلتلهم انك بالبيت.. لقينا جنى عم تمشي بالشارع قريب من البيت وسلّمناها للشرطة.. حكتلنا إنها اعطتك التلفون.. حكينا مع أبوها وقلناله إنها معنا وطلبنا رقمه لنتواصل معك.. ولحتى تفتح الباب كان لازم نبعتلك رسالة تشوّقك لتقتنع!.. تسنيم قالتلي أكتبله هيك وشوف كيف رح يفتح.. والظاهر إنه هالبنت الخيالية يلي إسمها خنساء طلعت بتعنيلك كتير!.. قرّب من وجهي وحكا بصوت واطي أكيد رح تسألني ليه أتفقت مع تسنيم.. أنا أخدت وراق دانيا العلاجية لنعملهم بإسمك.. أكيد فاهمني؟.. قلتله رح تطلعني مجنون؟!.. قلّي إنت مو هيك أكيد بس أنا بدي أحميك ما في غير هالطريقة لتطلع من هون.. ما بدنا حد يشك وخليك ماشي معي.. حكيتله بصوت عالي بس أنا مو هيك.. ومو مريض متل دانيا.. طلب مني أهدى وحكالي وطّي صوتك لو انعرف إنه زوّرنا هيك وراق علاجية رح أنحبس معك.. أنا خاطرت بمستقبلي عشانك.. قلتله أنا مو مريض واترك البنت مرتاحة بقبرها.. قليّ إنت أصلاً مريض متلها.. ومرض دانيا نفسه مرضك!.. اتطلعت فيه وقلتله بنبرة صادمة نعم؟!.. انت كذبت الكذبة وصدقتها وبدك مني أصدقها كمان؟!.. قال لأ.. إنت كنت مريض.. وتقريباً بعدك.. بس إنت ما بتعرف.. أنا يلي بعرف وأمك بتعرف وأبوك بعرف!.. بس الفرق بينك وبينها إنها حاولت تتعالج وبابا رفض علاجك.. قلتله إنت أكيد عم تخبّص.. إطلع برا وإتركني أواجه مصيري بنفسي!.. صار يحكي بسرعة وقلّي إنت مريض قتيبة.. إنت مريض بالهوس الإكتئابي المزاجي الحاد.. إنت مفكّر إنك مختلف عن البشرية كلها وأكثر إنسان غريب على وجه الأرض بشخصيتك وأسئلتك وفضولك بس فعلياً هاد كله من مرضك.. نحنا عرفنا من زمان بس بدأ جنونك يكبر يوم بعد يوم وفضولك يوسع ويتعمق بأمور غريبة خارجة عن المألوف والطبيعة وكنا مفكرين الأمر عادي.. بس طلع مو عادي.. جبنالك دكتور نفسي على البيت.. وأقنعناك إنه أستاذ موسيقى.. ما بتتذكر في يوم كنت حابب تثبت لطلاب صفك إنك متميّز عنهم وإنك فيك تحقق شغلة بحياتك ما جربتها.. بهاليوم قعدت تكسّر بأغراض غرفتك بسبب حزنك على إستهزاءهم بقدراتك وتفكيرك الواسع.. ومع أول درس موسيقى تبيّن مرضك.. بابا قال أنا ما رح أعالجه بدي أخليه يتعالج من نفسه.. وبس سألته أمي كيف.. قال الدنيا بتعالجه من التجارب يلي رح يعيشها.. ما بنعرف لو كان معه حق أو لأ.. بس يلي بنعرفه إنك كنت مريض.. وكان مرضك نفس مرض هالبنت يلي ماتت..
مزاجك ما تغيّر لليوم قتيبة.. وبقيت عم تكتئب لأي سبب وتفرح بسرعة بدون سبب.. لحتى انعكس كل هالشي عليك بأحلام غريبة.. إنت فيك تثبت للشرطة هالشي بدون أوراق دانيا بس لو إنت قررت!.. قمت وصرّخت عليه ودقيت على الباب وطلبت الشرطة.. حكالي لا تحكي شي يا مجنون.. قلتله أنا مو مجنون.. وبدي أحكي إنك زوّرت.. حكالي أنا بحميك.. فجأة صرت بنزف وملابسي كلها صارت دم.. كان عم ينزل من تمّي وأنفي.. ريّان إنصدم وبس دخلو الشرطة شافوني غرقان بالدم طلبو الإسعاف.. وصلت المستشفى والدكتور خبّر ريّان إني مريض باللوكيميا من مدة طويلة والعلاج رح يكون صعب بسبب تأخّري بس لازم نبدا فيه.. يمكن هالمرض كان نجاة من ربي لحتى أخلص من الإتهامات ومن الشرطة ومن الدول الخارجية يلي بتتطالب فيني.. ريّان قدّم الوراق للشرطة وقلّهم إني مريض.. وكل شي شفته وحكيته كان بسبب جنوني ومرضي.. صرت أصرّخ عليه وأحكيله.. إنت واحد نذل ومو أخو!.. عزة طلبت مني أرد عليه لحتى يحميني وحلفتلي إنها ما بتعرف عن المرض.. طلبت منها يجي بابا على المستشفى وكان بدي أسأله لأتأكد.. وأنا على فراش العلاج دخل بابا الغرفة.. ودموعة لخّصت الكلام.. كان خايف أموت.. من بعد ما تطوّرت الأحداث وصار الموت شيء عادي زاد خوفه عليّه بس ما توقع تكون النهاية بهالشكل.. قرّب مني وصار يبكي.. سألته عن الماضي وعن التفاصيل يلي قالها ريّان.. كان متردد وخايف وحكالي كلامه صحيح.. بس يلي ما حكالك ياه ريّان ويلي ما كان بعرفه إنك كنت بتتعالج!.. قلتله أنا كنت بتعالج؟!.. حكالي أيوه ومزاجك كان دائماً تحت السيطرة.. يمكن لو ما كنت بتتعالج كان هلأ مصيرك متل دانيا.. قلتله أنا بعمري ما شفت دكتور نفسي كيف كنت بتعالج!.. قال كل هالسنين الماضية انت كنت تاخد دوا بدون ما تعرف.. أمك يلي كانت تعطيك ياه بناءاً على كلام الدكتور يلي كنا نشوفه.. أمك كانت تهرسه وتحطلك ياه بالأكل وبالعصير.. وانت كنت تشربه وإنت معنا على طاولة الأكل المعتادة.. ولو أكلت برا ورجعت كانت بتعطيك ياه بأي طريقة.. بقطعة كيك تعملّك ياها أو بكاسة مي تشربها من إيدها.. وآخر فترة بس اضطرب مزاجك بشكل مو طبيعي كانت حريصة إنت تاخد الدوا بإنتظام لأنها عارفة إنك عم تمر بظروف نفسية.. بتتذكر الليلة يلي أجا فيها صاحبك وسام عنا وإنت كنت برا البيت ورجعت تعبان وعيونك حمرة.. ما لاحظت إصرار أمك عليك عشان تتعشى وتاخد الدوا قديش كان قوي؟!.. وإنت صرّخت فيها وبعدتها ودخلت مع وسام للغرفة وتركتها عم تعصر بشريط الدوا بجيبتها.. حبيبي قتيبة.. إنت وقفت مع أمك شهرين بفترة علاجها وما تركتها وهيّه وقفت معك عُمر كامل وهيّه حريصة لتاخد دواك عالموعد بدون ما تعرف.. كانت خايفة عليك لأنه هالمرض لو زاد نسبة الإكتئاب فيه فوق الحد الطبيعي.. بتفقد نفسك وممكن تقتلها.. وعشان ما تضيّع كل لحظة أمك وهبتها لإلك بخوفها وحرصها عليك.. اتعالج واتفائل لتعيش لحتى تكون روحها متطمنة عليك.. من غاية هاليوم ومن بعد ما عرفت حقيقة كانت بعلم الغيب في حياتي.. ويمكن كانت من أقرب الحقائق مني يلي ما قدرت أكتشفها أو أعرفها.. عانيت كثير وتعبت أشهر طويلة لقدرت أتخطى هالمرحلة.. كنت عايش بالخوف من تهديدات كبيرة وتحقيقات مستمرة وبنفس الوقت خايف أموت وأضيّع كل يلي عملته أمي علشاني.. عرفت قيمة الكلام يلي قاله نوراني.. والشيء العظيم يلي كان لازم أعمله.. الشي العظيم يلي عملته لأمي كان الشيء الصحيح الوحيد يلي كان لازم ينعمل.. الملاك كان برسلّي إشارات لأقدّم لأمي ربع يلي قدّمتلي ياه.. إلتزمت عالدوا والعلاج.. وعزة وقفت معي مدة أشهر العلاج الصعب والمؤلم يلي ما كان إله وقت أو نهاية معروفة.. لوقت ما أجاها شب وتقدملها.. ارتاحتله ووافقت عليه وكان زواجها سريع بسبب الحرب يلي اتطورت بشكل كبير.. كنت عم بشوف ملامح المرضى بالمستشفى بس يسمعو صوت القصف قريب منهم.. ما كنت بعرف إذا خوفهم من مرضهم كان أكبر من خوفهم من الموت تحت القصف أو العكس!.. برغم فترة علاجي ووعدي لأمي بالشفاء إلا إني كان بدي أعرف كل الحقائق المخبّية.. وحتى الرسائل الغريبة يلي كانت توصلني من الفضاء.. والشعور الغريب يلي كنت أحسه بالبيت لوحدي.. من خوف وأصوات غير مألوفة.. وكانت ما زالت تظهر كل ما أكون لوحدي بغرفة المستشفى بالليل!.. كان هالشيء غريب جداً وتكرر ليالي كثيرة.. ما كنت أعطيه إهتمام بس الموضوع صار مو مجرد فضول وبس.. كنت بطلع من المستشفى بعد العلاج وببقى تحت مراقبة الشرطة بكل إتجاه بروحه.. بعد ما أخد جسمي طاقة وبدأت أتعافى وأقدر أتحرّك براحتي.. حكيت مع بنان وطلبت أشوفها بعد ما أشتريت تلفون بعد إنقطاع أشهر طويلة.. قالتلي قتيبة إنت عايش!!.. أنا صرلي أشهر قلقانة عليك إنت وين؟!.. وليه تلفونك بقي مغلق طول هالأشهر.. أنا فكرتك محبوس أو!!.. قلتلها متت؟!.. إنتي عرفتي إني مريض؟!.. قالت لأ!.. وسام محبوس وسارة وأنا ما بقدر أزور أهلك لأنك ما بتحبني أتدخّل.. قلتلها لأ كان فيكي تزوريهم..
بس إنتي كنتي خايفة على نفسك.. خليني أشوفك وبس نقعد رح نتفاهم!.. طلعنا وقعدنا.. كانت مذهولة من شكلي.. وجه باهت مريض وجسم هزيل وشعر متساقط شبه كامل.. وصوت مبحوح.. صارت تبكي وقالتلي ما كنت بعرف سامحني قتيبة!.. فتحت التلفون وسمّعتها التسجيل الصوتي.. استغربت وما اهتمت.. وقالت تسجيل عادي شو فيه؟.. قلتلها تسجيل عادي وانتي سرقتي الورق وفضحتيني وانكشفت أسراري وأفكاري.. وصرت مهدد بالإغتيال والتهديد والإختطاف من أمريكا.. مين يلي عم تشتغلي معه مقابل الفلوس!.. صارت تضحك وبعيونها دمعة وقالتلي قتيبة حبيبي والله هاد تسجيل عادي.. أنا ما سرقت أي ورق من بيتك.. أنا كنت عم بحكي مع طالب سربتله اوراق إمتحان مقابل مصاري.. وخفت يفضحني لهيك طلبت منه المبلغ يوصلني على حسابي.. أنا آسفة بعترف إني بروح على مكاتب الدكاترة وبتلاطف معهم عشان أسرق الأوراق وأبيعهم للطلاب.. بس أبداً ما سرقت أي أوراق شخصية لإلك!.. سألتني كيف حصلت على التسجيل.. قلت من حسام.. كيف سجّله!.. حكت مو معقول!.. حسام يلي بعت هدول الطلاب لإلي حتى يسجّلي هالتسجيل.. انت شفته؟.. قلتلها بنان لا تكذبي!.. حسام حكا معي وقلّي.. وهوه راقبك.. وإنتي ما سرقتي مفتاح بيتي بس لحتى توتريني.. سرقتيه حتى تعطيه للأشخاص يلي دخلو بيتي وسرقو الوراق.. حكت وأنا من متى بعرف عن الوراق أو بعرف أي شي عنك!.. انت ما بتحكيلي قتيبة!.. أقسملك إني ما سرقت ولا أعطيت مفتاحك لحد وما بعرف أي شي عن الاوراق يلي بتقول عنهم!.. وحياة أمك الغالية عليك.. أنا ممكن أكون سيئة بنظرك بطريقة تعاملي مع الشباب والدكاترة وكل هاد الشي يلي خبيّته بس أبداً ما بعرف أي شي عن يلي بتقوله!.. كنت مصدوم وتوقعاتي طلعت غير ما توقعت وما عندي أي دليل يدين حسام.. قلتلها والكلام يلي قاله حسام!.. حكت هاد صحفي ومستعد يعمل أي شي ليثبت نفسه.. وأكيد استغل هالتسجيل حتى يحكي عنك وعن اوراقك بشي جريدة أو موقع.. ويمكن واحد من الطلاب سجّله ليهددني وقدر حسام يحصل عليه ليستغله من خلال هالموضوع!.. قمت من على الطاولة وتركتها.. حاولت تلحقني بعّدتها.. كنت بمشي بصعوبة.. وبعرف إنه الشرطة عم تتبعني وين ما رحت.. لحقتني بنان وركضت وراي وقالتلي تذكرت شي!!
يتبع..
Mahmoud Salloum