|من الأمور التى ضرَّتِ اللُّغة العربيَّة ضرراً كبيراً، وضيَّقَتْ واسعها، وأذهبَتْ بجمالِها، وأخفَتْ عظمتَها ما يُسمَّى بـ " قلْ ولا تقلْ "، و" الثَّوابت الإعرابيَّة "، ولو تأمَّلْنا هذه الأمور لوجدْنا أنَّ ما يُنشَرُ من هذا يحتاج إلى مراجعةٍ كثيرةٍ، ويضيِّق الأُفق، ويجعل الدَّارس فى غسَقٍ، وأنَّ كلَّ ما ينُشَر من هذا خطأٌ إلَّا شيئاً لا يُذكَرُ، ولا أدرِي لِمَ الإصرار على هذه الأمور؟؛ فمن المعلوم أنَّ اللُّغة واسعةٌ، وأنَّ آراء النُّحاة غير معدودةٍ، وتخريجاتهم النَّحْويَّة وتأويلاتهم غير محدودةٍ، ونحن لم نُحِطْ بعلم النَّحو كلِّه، ولم نطَّلعْ على لغات العرب كلِّها؛ لنردِّد مثل هذه الأمور؛ فأرجو من النَّاشرين هذا أن يكفُّوا عمَّا ينشرونَ، ومن القارئين ألَّا يصدِّقوا كلَّ ما يقرأونَ، ولنتَّقِ اللهَ جميعاً فى لغتِنا الحبيبة.|
[محمَّد عبد النَّبىِّ.]