#المؤسس_عثمان_بن_أرطغرلمؤسس الدولة العثمانية
http://T.me/gghopff55 ∫∫ الــحـ5ـلـقـة الخامسة ∫∫
____
💫البراعة العسكرية
سعى عُثمان بعد فتحه قلعتيّ “بيله جك” و”يار حصار” إلى القضاء على صاحب “إینهگول” الذي حالف عامل “قراجة حصار” على العُثمانيين سابقًا؛ كي يحول دون إبرام أي تحالُفٍ آخر بين بقايا الإمارات البيزنطيَّة في الأناضول. وقاد جيشه “طورغود ألب”، فحاصر قلعة إینهگول، ثُمَّ التحق عثمان به وتمكَّن من فتحها. وتقول بعض المصادر التاريخية إنَّ عُثمان منح هذه القلعة إلى طورغود ألب، ولِذلك سُميت البلدة فيما بعد “طورغود” تيمُنًا بأوَّل أميرٍ مُسلمٍ عليها.
وعاش عثمان حالة عداء قصوى مع المغول، ويعتقد أن صراعه مع المغول والكرميانيين كان أشد في أوائل عهد الإمارة. إلا أن عثمان سدد ضربات قاصمة للقوات المغولية في منطقته، فجهّز جيشًا بقيادة ابنه أورخان، وسيّره لقتال المغول قبل تحالفهم مع النصارى فأوقع بهم هزيمة كبيرة شتتت شملهم وقتلت فكرة الاتحاد مع البيزنطيين في مهدها. فأحبط بذلك مكر الروم وتخطيطاتهم.
ومن المهم الإشارة إلى أن عثمان بعد أن رتب بيته الداخلي واستتب له الأمر، ونال شرف الفتوحات المتتالية للحصون والبلدات، أرسل إلى جميع أمراء الروم بِبلاد آسيا الصُغرى يُخيِّرهم بين ثلاثة أُمور: الإسلام، أو الجزية، أو الحرب. فأسلم بعضهم وفي مُقدمتهم صديقه “كوسه ميخائيل”، والذي أصبح من خاصة عثمان، وجاءت منه ذُريَّته المشهورة في التاريخ العُثماني باسم عائلة “ميخائيل أوغلو”.
واستجاب بعض الروم بدفع الخراج والجزية والبعض الآخر بالقتال، وتبع ذلك تشكيل الأُمراء البيزنطيّين في كل من بورصة ومادانوس وأدرهنوس وكته وكستله في سنة 700هـ المُوافقة لِسنة 1301م حلفًا صليبيٍّا لِمُحاربة عُثمان والقضاء على إمارته، وحينها كان تخطيط عثمان للوصول إلى بورصة -أكثر المُدن الروميَّة تحصينًا وأهمية في الأناضول- واضحًا كهدف من أهدافه الطموحة.
وفي ربيع سنة 1302م، زحف الإمبراطور البيزنطي ميخائيل التاسع برجاله حتَّى وصل جنوب منطقة مغنيسيا وهو يعتزم الاشتباك مع العُثمانيين وطردهم من مناطق التُخوم، لكن العُثمانيين تجنّبوا القتال المباشر مع البيزنطيين وأنهكوهم بالإغارة على البلدات والمواقع البيزنطيَّة الصغيرة لينتزعوها الواحدة تلو الأُخرى حتَّى تمكنوا من تطويق الإمبراطور البيزنطي وعزلوه في مغنيسيا، فتفكك جيشه دون قتال، وانسحب أغلب الروم عائدين إلى القُسطنطينيَّة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أسلوب عثمان في القتال، حيث كان يتعمد إنهاك عدوه ومحاصرة المدن والبلدات بشكل منفرد ليسيطر عليها بعد عزلها وإضعافها، ثم بعد دخوله وضبط سيطرته يقيم فيها العدل ويحسن معاملة سكانها، مما يكسبه قبولًا وبقاء حكم.
وقد دفع حراك الإمبراطور البيزنطي القُرى والبلدات الإسلاميَّة الحُدوديَّة إلى الالتفاف أكثر حول عُثمان؛ خاصة بعد ما أظهره من قدرات قياديَّة وعسكريَّة عالية ومعاملات إسلامية وقيم راقية، فتحولوا لدعامة قوية لدولة عثمان الأولى.
كما التحق بصفوف عثمان بعضُ القادة الروم الذين اختاروا العمل معه على أن يعودوا لبلادهم، وكان قسمٌ منهم من أسرى الحُروب المعتقين، وقسم آخر من المعتنقين للإسلام الجدد ممن أعجبوا بأخلاق عثمان ومبادئه فأقبلوا على الإسلام.
💫جاذبية مشروع عثمان لم تقف عند هذا الحد، بل جذبت أيضًا الكثير من الجماعات الإسلاميَّة تحت لواء العُثمانيين كجماعة “غُزاة الروم” أو “غزياروم” بالتُركيَّة، وهي جماعةٌ إسلاميَّةٌ كانت تُرابط على حُدود الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة وتصد هجماتهم عن المسلمين منذُ عهد الخليفة العباسي”المهدي بالله”، وقد أكسبتها هذه المرابَطة خبرات فائقة في حرب الروم.
دون أن ننسى النواة الأولى لعثمان وهم رفاق دربه من قادة الآخية الفتيان الذين سارعوا إلى الانضمام إليه وملازمته خلال مسيرته الجهادية، ويذكر التاريخ منهم “الغازي عبد الرحمٰن”، و”آقچه خوجة”، و”قُونور ألب”، و”طورغود ألب”، و”حسن ألب”، و”صالتوق ألب”، و”آيكود ألب”، و”آق تيمور”، و”قره مُرسل”، و”قره تكين”، و”صامصا چاويش”، و”الشيخ محمود”، وغيرهم من قادة الآخية وقُدامى المحاربين الذين خاضوا المعارك تحت قيادة عُثمان، وحتى تحت قيادة والده أرطُغرُل.
وانضمَّ إلى صفوف عثمان أيضًا جماعة “حاجيَّات روم” أي “حُجَّاج أرض الروم”، وهي جماعة معنيَّة بالعلم الشرعي وتفقيه المسلمين بأمور الدين، وكان لها هدفٌ جانبيّ يتمثَّل في معاونة المجاهدين، خُصوصًا في القتال.
#يتبع... قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/gghopff55