5- في السجن حين يرتفع صوتك، تنظف الصحون هذه الليلة..
ووقت دخولك لأول مرةً له، سيرحب بك الجميع ويرددون: "الله يفك أسرك"، وسوف تقول "شكرًا" أو أن تبتسم فقط..
ستظل تتفحص المكان بعينك دون نطقك لحرف واحد، وأنما سيكون لك أعداء أيضًا إن لم تجلس هادئًا كما يريدُون..
وحين تطول مدة مكوثك في تلك الزنزانة، سوف تعمل خادمًا، تنظف الصحون، تدفع لكي تأكل، وتنتظر موعد موتك..
ستتعلم هناك أن كل شيء ليس له مدة صلاحية،
إن خرجت ستتحرر..
وإن بقيت ستتضرر..
سوف تنظر للضوء من طرف الشباك وتودُّ الخروج، لكنك تتذكر أنك بقفص لايمكنك الهروب منه..
ستخلد للنوم وأنت تفكر بالكثير من الأشياء، وتتنهد صباحًا أنك لن تستطيع فعلها..
فقط في السجن سيأخذُون منك كل شيء، حريتك، أهلك، أصدقائك، ولن يبقى معك سوى صورة وذكرى وخدوش..
ستتعلم أن كل موقع يكون مُمتلئ بالجرائم، سيكون كالجحيم..
وأن الحياة تعطي الفرص بالمجان، أما أن تتسابق لكي تكسبها أو تخسرها، وأن كل طعنة تخترق جسدك، ستبقى كأثر لا يزول، وأن المكان الذي يكون مُمتلئ بأصحاب الطعنات والرصاص وأصحاب سرقات البنُوك والبيوت، يعلمك الحفاظ على ذاتك والعودة لرشُدك، وأن دخولك لنفس الزنزانة كل يوم، كسباق الرصاص على أصابة الهدف..
وأن صراخك أنك بريء لن يُفيد، وأن نفس الروتين المتكرر يهلك، وأن الوحدة تصنع الشيء الجيد أحيانًا..
وأن كل مظلوم مُذنب/ وكل مسجون يصرخ يحترق.
#وجدان_العتيبي.