قناة

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds
9.9k
عددالاعضاء
38
Links
Files
8
Videos
65
Photo
وصف القناة
《وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ》 فريق سيبراني إسلامي حر، لا نتبع لأي جهة ونعمل على مُناصرة المسلمين في كل مكان ونحارب العدو الصهيوني بالصاروخ الرقمي. contact us : @ForceElectronicQuds_bot #فيلق_القدس_الإلكتروني
شيخ الإخوان في رافات

لبى يحيى عياش دعوة الإخوان المسلمين وبايع الجماعة في بداية العام 1985م وأصبح جنديا مطيعا وعضوا عاديا بإحدى أسر الإخوان المسلمين في مدينة رام الله وعمل بجد ونشاط وقام بكافة التكاليف وأعباء الدعوة الإسلامية سواء داخل الجامعة أو في مدينة رام الله أو قريته رافات ووظف المهندس سيارة والده التي اشتراها في خدمة الحركة الإسلامية حين دأب على السفر إلى رافات وقام بإرساء الأساسات وشكل أنوية لمجموعات من الشباب المسلم الملتزم.
وحينما انفتح الأفق على حركة المقاومة الإسلامية حماس كانت هذه المجموعات في طليعة السواعد الرامية خلال سنوات الانتفاضة المباركة الأولى ونظرا للدور الريادي الذي قام به وحكمته وأدبه وأخلاقه فقد اعتبرته الفصائل الفلسطينية (شيخ الإخوان في رافات) ترجع إليه في كافة الأمور التي تتعلق بالفعاليات أو الإشكاليات خلال الأعوام (1988-1992).
مسيرة التاريخ ورحلة الحياة

بين أزقة قرية رافات وفي السادس من آذار/مارس، سنة 1966م ولد يحيى عبد اللطيف عياش، وفي كنف بيت متدين عاش طفولة هادئة إذ كان مثالا للطفل المؤدب الهادئ حتى أن أحد أعمامه يقول: "كان هادئا أكثر من اللزوم ولا يحب الاختلاط كثيرا بغيره من الأطفال حتى أنني كنت أعده انطوائيا بعض الشيء"
كبر الطفل يحيى ودخل المدرسة الابتدائية في قريته عند بلوغه السادسة من عمره وبرز بذكائه الذي لفت إليه أنظار معلميه إذ أنه لم يكن يكتفي بحفظ الدروس المقررة للصف الأول بل كان يحفظ دروس الصف الثاني أيضا.
حصل يحيى على شهادة الدراسة الثانوية من مدرسة بديا الثانوية عام 1984م وكان معدله 92,8% والتحق بجامعة بيرزيت لدراسة الهندسة الكهربائية وكان من أنشط الشباب في كلية الهندسة ضمن إطار الكتلة الإسلامية وشارك إخوانه في كافة المواقع ومراحل الصراع والاحتكاكات المباشرة سواء مع سلطات الاحتلال أو مع الكتل الطلابية المنافسة.
تخرج من الجامعة عام 1991م بتفوق وتزوج من ابنة خالته بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر، 1992م ورزق منها طفله الأول براء في 1 كانون الثاني (يناير) 1993م وكان حينها مطاردا، وقبل استشهاده بيومين فقط رزق بابنه الثاني عبد اللطيف تيمنا باسم والده غير أن العائلة أعدت يحيى إلى البيت حين أطلقت على الطفل عبد اللطيف اسم يحيى.
رغم مرور 23 عاماً على رحيل المهندس الشهيد القائد يحيى عياش؛ إلا أن ذكراه الطيبة وعطاءه وروحه ما زالت تحلق في سماء فلسطين المحتلة؛ وهو ما يؤرق سلطات الاحتلال؛ وأجهزة أمن السلطة التي تعتقل بين الفينة والأخرى نجله براء.
وتحيي المقاومة الفلسطينية وكل أحرار وشرفاء العالم اليوم، ذكرى استشهاد المهندس يحيى عياش؛ الذي ارتقى إلى العلا بتاريخ (5-1- 1996).

عنوان الأسطورة

حين يكتب تاريخ فلسطين –الشعب والقضية- بأيد منصفة وأمينة ستدرك الأجيال المتعاقبة أن يحيى عياش أو (المهندس) كما عرف في حياته يحتل مكانا بارزا بعد أن سطر ملحمة تاريخية خالدة من أجل دينه ووطنه وقتل في سبيل الله ومن أجل فلسطين فوق أرضية صلبة من الفهم العميق بطبيعة القضية الفلسطينية.
فقد أدرك يحيى معادلة التعامل مع العدو منذ أن لمست يداه أول سيارة مفخخة أعدها لاستنهاض الشعب الفلسطيني بكافة قطاعاته ومختلف تياراته نحو مقاومة شاملة للاحتلال الذي لا يفهم إلا لغة المقاومة ومفردات القوة. ولذلك أعلن زعماؤه وقادته يأسهم واعترفوا قائلين: "ماذا نفعل لشاب يريد الموت".
"المهندس" هو عنوان الأسطورة الفلسطينية الحقيقية التي جددت الأمل وقتلت اليأس وأعادت الحياة إلى روح الجهاد والمقاومة في فلسطين. بما كتبته من صفحات مشرقة في حكاية الصمود والجهاد البطولي في ظل أسوأ الظروف.
في عمره القصير صنع يحيى عياش الكثير فقد أدرك منذ البداية أنه يسابق الزمن حين قرر العمل على نسف جدار الأمن الشاهق الذي أقامه الصهاينة مستغلين ترسانتهم العسكرية وخبراتهم المتراكمة في مواجهة شعب أعزل محاصر، وكان مبادرا حيث لا فائض من الوقت لدى شعب يعيش واحدة من أكثر مراحل تاريخه المعاصر حرجا.
فعاش هذا العملاق لشعبه ودينه ومن أجلهما، ورحل في وقت كان يتصارع فيه البغاث على فتات يظنون أنه مغانم حرب وضعت أوزارها
📚معارك إسلامية خالدة...معركة ذات الصواري

هي معركة بحرية وقعت في عام 35 هجرية الموافق لعام 655 ميلادية بين المسلمين والإمبراطورية البيزنطية، وانتهت بنصر المسلمين، ومثلت هذه المعركة نهاية سيطرة الدولة البيزنطية على البحر الأبيض المتوسط. في وقت قصير استطاع المسلمون بناء اسطول بحري برز بقوة في البحر المتوسط.

جمع قسطنطين الثاني أسطولاً كبيراً تراوح عدده من 700 إلى 1000 سفينة شراعية، وتحرك به نحو سواحل الشام، واستعد المسلمون لهذا اللقاء جيداً، وتعاون الأسطولان في مصر والشام، لرد هذا العدوان، وأسندت قيادتهما إلى عبد الله بن سعد بن أبي السرح والي مصر، وكان الأسطول الإسلامي وقتها مكونا من 200 سفينة أقلعت من شواطئ سورية قرب موضع يقال له «فونيكس».

والتقى الأسطول الإسلامي بقيادة بن أبي السرح بالأسطول البيزنطي بقيادة الإمبراطور قسطنطين الثاني في شرقي البحر المتوسط، جنوبي شاطئ آسيا الصغرى - تركيا حالياً-، ونزلت نصف قوة المسلمين إلى البر بقيادة بُسر بن أبي أرطأة للقيام بواجبات الاستطلاع وقتال البيزنطيين المرابطين على البر.
التوابيت وبدأ القتال بين الأسطولين عندما أصبحت المسافة بينهما في مرمى السهام بالتراشق بالسهام، وبعد أن نفدت السهام جرى التراشق بالحجارة، ومن أجل ذلك كانوا يجعلون في أعلى الصواري صناديق مفتوحة من أعلاها يسمونها التوابيت يصعد إليها الرجال قبل استقبال العدو، فيقيمون فيها ومعهم حجارة صغيرة في مخلاة معلقة بجانب الصندوق يرمون العدو بالأحجار وهم مستورون بالصناديق، وبعد أن نفدت الحجارة ربط المسلمون سفنهم بسفن البيزنطيين، وبدأ القتال المتلاحم بالسيوف والخناجر فوق سفن الطرفين، وانتهت المعركة بعد قتال شديد بنصر عظيم للمسلمين، وهزيمة ساحقة للأسطول البيزنطي، ونجا عبد الله بن سعد قائد الأسطول الإسلامي من الأسر الذي كاد يقع فيه. كما نجا الإمبراطور البيزنطي من القتل بأعجوبة، ونتيجة لهذه الهزيمة لم يرجع الإمبراطور قسطنطين الثاني إلى القسطنطينية بعد المعركة، وإنما ذهب إلى جزيرة صقلية قبالة شاطئ تونس، في محاولة منه لحماية ما تبقى من دولة الروم في شمال إفريقيا، لكنه قتل في صقلية سنة 68 هجرية.


♦ مراكب المسلمين .

وفي روايته عن المعركة يقول المؤرخ العربي ابن عبدالحكم: «إن عبد الله بن سعد لما نزل ذات الصواري، أنزل نصف الناس مع بسر بن أبي أرطأة سرية في البر، فلما مضوا أتى آتٍ إلى عبد الله بن سعد فقال: ما كنت فاعلاً حين ينزل بك هرقل - يقصد قسطنطين - في ألف مركب فافعله الساعة». أي: أنه يخبره بحشد قسطنطين لأسطوله لملاقاته، وإنما مراكب المسلمين يومئذ مائتا مركب ونيف، فقام عبد الله بن سعد بين ظهراني الناس، فقال: قد بلغني أن هرقل قد أقبل إليكم في ألف مركب، فأشيروا علي، فما كلّمه رجل من المسلمين، فجلس قليلاً لترجع إليهم أفئدتهم، ثم قام الثانية، فكلمهم، فما كلمه أحد، فجلس ثم قام الثالثة فقال: إنه لم يبق شيء فأشيروا علي، فقال رجل من أهل المدينة كان متطوعاً مع عبد الله بن سعد: أيها الأمير إن الله جل ثناؤه يقول: «كم من فئةٍ قليلةٍ غلبتْ فئةً كثيرةً بإذن اللهِ والله مع الصابرين»، فقال عبد الله: اركبوا باسم الله، فركبوا، وإنما في كل مركب نصف شحنته، وقد خرج النصف إلى البر مع بُسْر، فلقوهم - أي أسطول البيزنطيين - فاقتتلوا بالنبل والنشاب.

فقال: غلبت الروم ثم أتوه، فقال: ما فعلوا؟ قالوا: قد نفد النبل والنشاب، فهم يرتمون بالحجارة وربطوا المراكب بعضها ببعض يقتتلون بالسيوف، قال: غُلِبَتْ. وكانت السفن إذ ذاك تقرن بالسلاسل عند القتال، فقرن مركب عبد الله يومئذ، وهو الأمير، بمركب من مراكب العدو، فكاد مركب العدو يجتر مركب عبد الله إليهم - أي يجذبه نحوهم - فقام علقمة بن يزيد العطيفي، وكان مع عبد الله بن سعد في المركب فضرب السلسلة بسيفه فقطعها».



♦ صفوف الروم

أما المؤرخ البيزنطي تيوفانس فيقول في روايته: ضم - أي قسطنطين - صفوف الروم إلى المعركة، وأخذ يتحرش بالعدو، فنشبت المعركة بين الطرفين، وهزم الروم واصطبغ البحر بدمائهم، فغيّر الإمبراطور ملابسه مع أحد جنوده، وقفز أحد الجنود على مركبه واختطفه وذهب به هنا وهناك ونجا بمعجزة».

ويرجع بعض المؤرخين سبب تسمية المعركة بذات الصواري إلى كثرة عدد صواري السفن التي اشتركت فيها من الجانبين، وبعضهم الآخر يذكر أن هذا الاسم نسبة إلى المكان الذي دارت قريباً منه، مثل قول الطبري: «فركب من مركب وحده ما معه إلا القبط حتى بلغوا ذات الصواري، فلقوا جموع الروم في خمسمئة مركب أو ستمئة». ويضاف إلى ذلك أن المكان الذي دارت المعركة قريباً منه اشتهر بكثرة الأشجار التي تستخدم أخشابها في صناعة صواري السفن.
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚

https://telegram.me/gghopff55
🔸 قصة بطل 🔸


أشرف نعالوة لم يكن مقاتلاً عادياً نفّذ عمليته المباركة ثم ارتقى على الفور شهيداً، أو عاد بسلام بعد تنفيذ العملية إلى مناطقه “الآمنة” دون ملاحقة أو متابعة أمنية شديدة ومكثّفة، في الحقيقة أن الأمر على خلاف ذلك تماماً، فهذا البطل ومنذ تنفيذه لعمليته الجريئة ونجاحه في الإفلات من الاجراءات الأمنية المعقّدة، التي تتمثل بعشرات الحواجز ونقاط التفتيش ومئات كاميرات المراقبة المنتشرة في معظم شوارع الأراضي المحتلة، أصبح كابوساً مزعجاً أرّق قادة العدو وحطّم منظومتهم الأمنية المتطورة، ليبدأ مرحلة جديدة من مراحل حياته ويُصبح المُطارد والمطلوب الأول لدى جيش العدو في الضفة الغربية المحتلة، فمن هو أشرف نعالوة؟؟

◾️▫️◾️

أشرف وليد نعالوة (23 عامًا)، هو أحد أبناء ضاحية شويكة في محافظة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، كان شابًا عاديًا ولم يكن يظهر عليه أي توجهات فكرية ثورية قد تُثير الريبة والشكوك لدى العدو، تقول شقيقته: “لم يظهر على أشرف أي نشاط سياسي أو حزبي منذ البداية، ولم يشعر أحد بشيء، فقد كان كتوماً، وكانت العملية مفاجئة و صادمة للجميع، حتى للاحتلال الذي منحه إذناً للعمل داخل المغتصبات”. إذاً فقد نجح بطلنا في تضليل العدو وانتزاع “تصريح عمل” في الأراضي المحتلة، ليبدأ التخطيط لتنفيذ عمليته البطولية، فيراقب تفاصيل المنطقة بشكل جيد، ويتعرف على مداخلها ومخارجها وثغراتها ونقاط الضعف فيها، ويرسم لنفسه خطة مُحكمة لتنفيذ الهجوم ثم الانسحاب بسلام، فكان له ما أراد.

⚡⚡⚡⚡

بسلاحه محلي الصنع من نوع “كارلو” الذي أدخله للمستوطَنة عبر حقيبة كان يحملها على ظهره، وفي دقائق معدودة حوّل أشرف المصنع إلى ساحة قتال حقيقية، ، فما إن بدأت الرصاصات تزغرد حتى سادت حالة من الخوف والرعب في أوساط المغتصبين الصهاينة الذين لاذوا بالفرار فور سماع طلقات الرصاص التي عاجلت اثنين منهم فأردتهم صرعى وأصابت ثالث بجراح خطيرة، وعلى الرغم من أن المغتصبين الصهاينة كيانٌ عسكري مسلّح، أفراده مدرّبون على مواجهة العمليات الفردية، إلا أنهم قوم جبناء يعشقون الحياة ويهربون من الموت ولا يجرؤون على مواجهة شابٍ وحيد يواجه دولة بأكملها بسلاحٍ بدائي.

✨✨✨✨

يقول يوسي داغان رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات “شمرون”: إن “المستوطِنة التي قُتلت تم العثور عليها مكبلة اليدين”، مشيرا إلى أن المنفذ ربط يديها ومن ثم أطلق النار عليها فقتلها، من جهتها ذكرت القناة الصهيونية العاشرة، أن “المنفذ صعد إلى الطابق الثاني الذي يتواجد فيه الإداريون وقتل اثنين منهم وأصاب ثالثة”، ليُنهي بطلنا المهمة بنجاح ويمرّغ أنوف الصهاينة في التراب ويغرق المغتصبين المحتلين في دمائهم وينسحب من المكان بسلام، لتبدأ رحلة أشرف نعالوة مع المُطارَدة ويتحوّل اسمه إلى “أسطورة” أعادت إلينا أمجاد يحيى عياش وعماد عقل ومحمود أبو الهنود.

💫💫💫

خمسٌ وستون يوماً من المطاردة والملاحقة اليومية والعمليات العسكرية والمُداهمات لمدن وقرى الضفة المحتلة، مدعومة بكتائب عسكرية ووحدات خاصة ووسائل تكنولوجية متطورة وطائرات استطلاع حديثة، تخللها حملات اعتقال وتحقيق واسعة بين الأهالي سعياً للظفر بمعلومات قد تدل الاحتلال على مكان الأسد الرابض في عرينه دون جدوى، فقد لاحق الفشل جيش العدو في كل مرة كانوا يحاصرون فيها بيتاً من بيوت المواطنين ظناً منهم أن أشرف متواجداً فيه، ثم يعودوا أدراجهم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة، حتى أصبح جيش الاحتلال يتعامل معه كإبرة اختفت في كومة قش، فجميع المعلومات الاستخبارية التي جمعها العدو منذ تنفيذ العملية كانت عبارة عن سراب، ولم تحقق لقيادة العدو أي انجاز
يُذكر.

➖➖➖



الحاضنة الشعبية للمقاومة أبلت بلاءً حسناً في دعم البطل المُطارد، ونجحت إلى حد كبير في أن تكون درعاً حصيناً وسداً منيعاً لحمايته وتضليل أجهزة أمن العدو وعملائه عن الوصول إليه، من خلال خروج الشباب الثائر بشكل يومي للتصدي لآليات العدو التي تقتحم المدن والبلدات ورجمهم بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة، كذلك الدعوات التي أطلقها رواد مواقع التواصل الاجتماعي لحث أصحاب الشركات والمؤسسات والمحلات والبيوت على إتلاف أجهزة التخزين الخاصة بكاميرات المراقبة التي قد تساعد العدو في تتبع تحركات “أشرف” وتساهم في اعتقاله، وهنا يبرز دور الاهتمام بالحاضنة الشعبية والعمل على رفع مستوى الوعي لدى الشعوب بأهمية تبني خيار الجهاد والمقاومة واحتضان أبطال الأمة الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل حرية وكرامة شعوبهم.


من مقال بقلم: أحمد قنيطة


قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚

https://telegram.me/gghopff55
*الإخوان المسلمين والماسونية*

الحالمة أونلاين - أقلام

*كتب| صدام الحريبي*

اختلف المأرخون في موضوع أصل الماسونية وتأسيسها، فمنهم من يرجعها إلى زمن بناء هيكل النبي سليمان، ومنهم من يردها إلى "فرسان الهيكل" الذين شاركوا في حروب الصليبيين، وهناك الكثير من الآراء، لكن الأكثر صوابا هو أن تاريخ الماسونية يعود إلى زمن بناء هيكل سليمان حسب العديد من الكتب المتخصصة في هذا الموضوع.

تعتبر الماسونية منظمة سرية يهودية صهيونية، لكنها تتخذ من معتنقي المسيحية واجهة لها، حتى أن البعض يفكر بأن الماسونية هي منظمة مسيحية، لكن من يدير الماسونية هي عائلات يهودية صهيونية سيطرت على المال والذهب والإعلام والسياسة في العالم.

تسيطر الماسونية حاليا على العالم، فهي تدير الآلاف من زعماء ورؤساء وملوك العالم، ومن لم تستطع الماسونية إدارته مباشرة تقوم بإدراته عبر مسؤولين في نظامه وهم بدورهم يديرون الدول والأنظمة كما تشاء الماسونية، وكذلك هناك بعض الدولة الصغيرة والفقيرة، لم تشرف عليها الماسونية بشكل مباشر ولا عن طريق مسؤولين فيها، بل عن طريق دول وأنظمة أخرى تقوم بالسيطرة على قرار هذه الدول البسيطة لصالح الماسونية العالمية.

يعتقد البعض بأن الماسونية عبارة عن منظمة لها عقيدة وأخلاق محددة، لكنها ليست كذلك، فدينها وعقيدتها وهدفها هو السيطرة على العالم سياسيا واقتصاديا وثقافيا، فهي تقبل اليهود والمسيحيين وحتى المسلمين والملحدين واللادينيين والنساء، والأهم عند هذه المنظمة هو كيفية السيطرة على العالم من خلال كل هؤلاء.

واجهت الماسونية منذ نشأتها العديد من العقبات في السيطرة على العالم، وقد كانت "الإمبراطورية العثمانية" هي آخر القلاع التي صمدت في وجه الماسونية، وقد عملت هذه المنظمة بكل جد وتعب وقدمت الكثير من المال والرجال من أجل إسقاط الدولة العثمانية، وبالفعل أسقطتها بعد جهود مضنية بعد أن ذاقت الماسونية العلقم في 1922م.

بعد سقوط الدولة العثمانية خلت الساحة للمنظمة الماسونية، فاحتلت معظم بقاع الأرض عبر الأنظمة التي تديرها، ووصل نفوذ هذه المنظمة إلى كل بقاع الأرض، وأي دولة أو ملك أو رئيس يرفض الرضوخ لآيادي هذه المنظمة يتم خلعه أو الثورة عليه وإسقاطه أو قتله أو محاربته كما حصل سابقا مع "روسيا" التي حاولت أن تخرج قليلا عن تعليمات البيت الماسوني، ليسقط الاتحاد السوفيتي سقوطا مروعا رغم قوته، فقد كانت الماسونية إلى جانب أمريكا وحلفائها.

امتد النفوذ والتوسع الماسوني من مشارق الأرض إلى مغاربها، ولم تكن توجد أي فكرة لمواجهة هذا المد، أو منافسته والسعي لما يسعى إليه هذا الامتداد.

في مارس 1928م تأسست حركة الإخوان المسلمين، ولم يأبه أحد لهذه الحركة في البداية، كونها مثل باقي الحركات الدينية والإسلامية التي تبتعد عن الممارسة السياسية والسعي للوصول إلى سدة الحكم، لكن هذه الحركة كانت أكثر شمولية بمعنى انها تشمل كل المجالات الدينية والسياسية والفكرية والثقافية والاقتصادية.

شارك الإخوان المسلمين في حرب فلسطين عام 1948م وعادوا منتصرين، وقد انظم إليهم آلاف المصريين تتويجا لانتصاراتهم وإعجابا بأفكارهم المعتدلة ونظرتهم الواعية للدين الإسلامي، لكن ذلك أزعج الملك فاروق في مصر وبدأ يفكر في احتمالية ازدياد عدد أفراد هذه الجماعة وسطوتها على الدولة رغم أن ولاءها كان مطلقا للملك، ليتم حل الجماعة فور عودة أفرادها منتصرين من فلسطين في نفس العام من خلال إعلان حلها على لسان رئيس وزراء مصر آنذاك محمود فهمي النقراشي، وقد تم اعتقال الإخوان الذين انتصروا في حرب فلسطين، وقد وثقت كتب التاريخ بأن جواسيس يتبعون الموساد في مصر هم من حرضوا على الإخوان للانتقام منهم وأقنعوا الملك ورئيس حكومته بأن الشعب سيلتف حول الإخوان وسيطيحون به وبحكومته.

عادت حركة الإخوان المسلمين في مصر لممارسة عملها بعد سنوات وأسست لها فروع في معظم الدول العربية والإسلامية وانتشر صيتها، لتشارك وبقوة في تأسيس تنظيم الضباط الأحرار والمشاركة في الثورة ضد الملكية في مصر، حيث كان العقيد "جمال عبدالناصر" أحد أهم أعضاء التنظيم، ليستولي على الحكم بعد مضايقته للرئيس المصري محمد نجيب وتقديم استقالته.

توسعت جماعة الإخوان وظل الرئيس "جمال عبدالناصر" يحاربها بشراسة وقد قتل أكثر من 350 من أعضائها تحت التعذيب خلال فترة وجيزة، إلى جانب تنفيذ الإعدامات في حق قيادات إخوانية مهمة من بينها المفكر سيد قطب الشاذلي، لتصبح حركة الإخوان المسلمين حديث العالم العربي والإسلامي.

بعد اغتيال مؤسس الجماعة وتطور رؤيتها، شاركت الحركة في الحياة السياسية وقد لاقت ترحبيا شعبيا وجماهيريا كبيرا في الدول العربية والإسلامية، الأمر الذي استدعى تركيز الماسونيين على هذه الجماعة وسرعة انتشارها ووصولها إلى سدة الحكم في بعض الدول، لتشعر الماسونية بخطر هذه الجماعة، وتبدأ بمحاربتها.

في فبراير 1982م شن الرئيس السوري آنذاك "حافظ الأسد" مجزرة تاريخية على "الإخوان
المسلمين" في مدينة "حماة" السورية، حيث قتل ما يقارب 40 ألف مواطن وتهدم بسبب المجزرة أكثر من 88 مسجدا، حسب تقارير المرصد السوري، وذلك بعد أن توسعت جماعة "الإخوان المسلمين" وأصبحت أقوى معارض سياسي يقف أمام حزب البعث التابع للأسد، وقد تم تنفيذ المجزرة بتحريض من المخابرات الخارجية التي تديرها الماسونية والتي من شأنها أقنعت الأسد على تنفيذ المجزرة بحجة أن الإخوان سينفذون انقلابا عليه وسيستولون على الحكم.

تتحدث كذلك بعض المراجع عن قيام الملك السعودي عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بتنفيذ مجزرة ضد الإخوان في مارس 1929م في مملكته تحت مبرر مخالفة أوامره والهجوم على قبائل عراقية، فقد كان الملك ينصت كثيرا للمد الوهابي الذي شارك في تأسيس المملكة بقيادة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.

في عام 1992م فاز الإخوان المسلمين في الانتخابات في الجزائر، لكن ذلك أزعج الماسونيين كثيرا، فدفعوا بأياديهم هناك لتحريض الجيش الجزائري لإلغاء النتائج وتنفيذ حملات اعتقالات وقتل بحق أفراد وأعضاء الإخوان المسلمين وارتكاب المجازر واتهام الإخوان بارتكابها.

في فبراير 1997م نفذ الجيش التركي انقلابا على "الإخوان المسلمين" بعد فوزهم في الانتخابات بقيادة "نجم الدين أربكان"، وتم حل حزبهم "الرفاة"، وقد ذكر قادة أتراك بأن عملية الانقلاب نظمتها "باتي كاليسما جروبو" (جماعة دراسة الغرب)، وهي جماعة سرية كانت داخل الجيش، لها ارتباط كبير بالمنظمة الماسونية.

حاربت الماسونية الإخوان بشكل شرس، ففي عام 2002م تقريبا أعلن الرئيس "علي عبدالله صالح" آن ذاك تخليه عن حزب التجمع اليمني للإصلاح "إخوان اليمن" من خلال إعلانه أمام لجنة حزبه الدائمة بأن حزب الإصلاح كان مجرد كرت وقد انتهى واحترق، ليقوم بعد ذلك بإغلاق "المعاهد العلمية" التي قام قادة من الإخوان بتأسيسها، وذلك بإيعاز شديد من دول غربية مقابل الاستمرار في دعم الرئيس صالح، فقد اتُهم الإخوان في اليمن بأنهم يقومون بتنشئة الطلاب في هذه المعاهد.

بعد اندلاع ثورات الربيع العربي وتصدر الإخوان الواجهة بحكم جماهريتهم وتنظيمهم وعملهم السياسي والتنظيمي، جندت الماسونية دولا عربية لمحاربة هذا الربيع، خصوصا في الدول التي ينتهي فيها الأمر بإجراء انتخابات واتفاقات يصل من خلالها الإخوان إلى سدة الحكم.

تَعتبِر الماسونية الإخوان حركة ناجحة بشكل مذهل، وتعتبرها ندا لها وذلك من خلال اعتقاد الماسونية بأن الإخوان تنظيم سري يمارس نفس أساليب الماسونية القاضية بإدارة الأنظمة من خلف الستار، وإن لاحظتم فإن المظاهرات التي خرجت ضد الرئيس محمد مرسي كانت تردد : يسقط يسقط حكم المرشد، وللتأكد عودوا إلى الفيديوهات واسمعوا هذه العبارة، وهذه العبارة لم تأت من فراغ، فقط أطلقها قادة لهم علاقة بأنظمة تتبع الماسونية، في إشارة إلى أن هناك من يدير الرئيس مرسي ونظامه من تحت الطاولة وهو مرشد الإخوان.

تعتقد الماسونية كذلك حسب دراسات أجرتها بأنه وبعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، استعادت العائلات العثمانية أنفاسها وبحثت عن حراك سياسي قوي فأسست حرجة الإخوان وجعلت الإمام الشهيد حسن البنا في الواجهة.

فاز الرئيس محمد مرسي في انتخابات مصر في مايو 2012م، لكن ذلك لم يعجب الماسونية، فجنَّ جنونها، خصوصا أن مصر قريبة من الجغرافية التي يحتلها الكيان الصهيوني، فحركت كل أياديها والأنظمة التي هي تحت إدارتها في الشرق الأوسط بقيادة السعودية في عهد الملك عبدالله ودولة الإمارات ليتم تنفيذ انقلاب عسكري ضد الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013م بقيادة الفريق عبدالفتاح السيسي الذي دعمته الإمارات والسعودية آنذاك.

بعد تصدُّر الإخوان في "ليبيا" أوعزت الماسونية للإمارات، لتقم بدعم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، ليواجه الإخوان عسكريا ويقضي عليهم.

في "تونس" حاربت الماسونية عن طريق الإمارات مرشح الإسلاميين والإخوان "منصف المرزوقي" ودعمت بشكل مهول "الباجي قائد السبسي" رغم يسارية المرزوقي، ليتصدر مرشح الإمارات والماسونية الواجهة في تونس.

أما في اليمن فقد حاولت الإمارات العربية المتحدة اليد الأطول للماسونية إعادة نظام الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" أو أحد أفراد أسرته، ولم تستطع، وما زالت إلى اليوم تعرقل المسار السياسي في اليمن وتحاول تجزئته واحتلال موانيه وجزره من خلال ادعائها بدعم الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي" الذي يدعمه إخوان اليمن.

في 2014م ألقت قوات الأمن القبض على موظف تابع للهلال الأحمر الإماراتي وهو يتجسس عن أماكن إطلاق الصواريخ إلى إسرائيل، الأمر الذي أثار سخطا على الإمارات التي تعمل لصالح الماسونية.

كانت الماسونية تعتمد اعتمادا كليا على النظام السعودي السابق، لكنها سحبت البساط على السعودية وذلك بعد ممارسة الملك سلمان بعض الأساليب التي أزعجت الماسونيين، خصوصا بعد استقبال قادة الإخوان المسلمين في المملكة _ بعد أن كانت محرمة عليهم_ أبرزهم "خالد مشغل" و"القرضاوي" و"الغنوشي" وكذلك عدم الاهتمام با