قناة

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds
9.9k
عددالاعضاء
38
Links
Files
8
Videos
65
Photo
وصف القناة
《وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ》 فريق سيبراني إسلامي حر، لا نتبع لأي جهة ونعمل على مُناصرة المسلمين في كل مكان ونحارب العدو الصهيوني بالصاروخ الرقمي. contact us : @ForceElectronicQuds_bot #فيلق_القدس_الإلكتروني
مغالطات شائعة عن #المسجد_الأقصى

عندما ينشر البعض صورة لقبة الصخرة يسارع آخرون "للتصحيح" بزعمهم أن المسجد القِبلي هو المسجد الأقصى وأن القبة خارجه! والصحيح أن كلاهما جزء من الأقصى.
المسجد الأقصى يشمل كل المساحة الواقعة على الهضبة، أي كل ما هو داخل السور، وهذا يشمل المسجد القبلي وقبة الصخرة والمصلى المرواني ومصلى باب الرحمة والأروقة والقباب والمصاطب وأسبلة الماء والحدائق، وغيرها من المعالم.
أيضا يظن البعض أن النبي سليمان عليه السلام هو باني المسجد الأول، وهذا خطأ. ففي الحديث الصحيح عن أبي ذر: «قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة» [صحيح مسلم].
وبما أن آدم عليه السلام هو أول المسلمين وأول البشر، فهو الذي بنى المسجد الحرام، ثم بني الأقصى على يده أو على يد أحد أبنائه بعد أربعين سنة فقط. ثم توالت العصور واختفى أثر المسجدين، فرفع إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام "القواعد من البيت" وأعادا بناء الكعبة، ثم أعاد سليمان عليه الصلاة والسلام (على الأرجح) بناء الأقصى.

أحمد دعدوش
Forwarded From محمد إلهامي
بمناسبة مفاجأة اليوم عن صاروخ عياش ٢٥٠.. من هو هذا الرجل؟ ولماذا صار أسطورة؟

https://melhamy.blogspot.com/2016/01/blog-post_15.html
بمناسبة مفاجأة اليوم عن صاروخ عياش ٢٥٠.. من هو هذا
الجمعة، يناير 15، 2016

لماذا صار "المهندس" أسطورة؟!

قال حكيم التاريخ ابن خلدون: "واعلم أنّ الهندسة تفيد صاحبها إضاءة في عقله واستقامة في فكره لأنّ براهينها كلّها بيّنة الانتظام جليّة التّرتيب لا يكاد الغلط يدخل أقيستها لترتيبها وانتظامها فيبعد الفكر بممارستها عن الخطإ وينشأ لصاحبها عقل على ذلك المهيع وقد زعموا أنّه كان مكتوبا على باب أفلاطون: «من لم يكن مهندسا فلا يدخلنّ منزلنا» وكان شيوخنا رحمهم الله يقولون: «ممارسة علم الهندسة للفكر بمثابة الصّابون للثّوب الّذي يغسل منه الأقذار وينقّيه من الأوضار والأدران». وإنّما ذلك لما أشرنا إليه من ترتيبه وانتظامه" [المقدمة 1/639، 640 ط دار الفكر].


وقبل أن تفكر في الاختلاف أو الاتفاق مع ابن خلدون، اعلم أننا لا نسوق كلامه في مدح المهندسين، وإنما نتخذه مدخلا للحديث عن "المهندس" الذي صار أسطورة!


إنه.. يحيى عياش!


تمر بنا هذه الأيام ذكرى استشهاد عياش (6/1/1996م)، المعروف بلقبه وحده "المهندس"، فإذا قيل هذا اللقب في سياق الجهاد والمقاومة انصرفت الأذهان إلى شخصه، دون غيره من أجيال المهندسين الذين تلقي بهم الجامعات أفواجا في كل سنة!


فلماذا صار "المهندس" أسطورة؟!


يذكرني يحيى عياش بالصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه، فإن سعدًا كان سيد قومه ولم يزل في العشرينيات من عمره بعد حرب بعاث التي أهلكت صناديد الأوس والخزرج، ثم إنه صاحب الفتح الكبير حين أسلم فكان إسلامه سببا لدخول عشيرته في الدين، وهم الذين كانوا بعدئذ الأنصار.. الأنصار الذين نصر الله بهم هذا الدين، والذين أُمِرْنا بحبهم، والذين يتمنى صاحب كل دعوة وفكرة رجالا مثلهم، والذين حملوا الدين حتى استقرت دولته وارتفعت رايته، ثم لم يخرجوا من هذا الجهاد الطويل كله بشيء من متاع الدنيا!


لم يعش سعد في الإسلام طويلا، خمس سنوات فقط أو تزيد، ثم استشهد في غزوة الأحزاب وهو في السادسة والثلاثين، خمس سنوات فقط ولما مات اهتز لموته عرش الرحمن! فأي همة وأي عظمة وأي مكانة هذه! وكم عاش في الإسلام أناس أعمارا مديدة فلا انتفع الإسلام منهم بشيء، ولا اهتز لموتهم جفن في عين!


من هذا الوجه يشبهه يحيى عياش!


لم يكن عمر عياش في الجهاد سوى أربع سنوات (1992 – 1996م) ولما استشهد اهتزت لموته الأمة كلها، بل واهتز –فرحا- أعداء الأمة الذين تخلصوا من هذا الشاب الضئيل النحيل، الذي لم يكمل الثلاثين عاما بعد (ولد 1966 – استشهد 1996م)!


لما وُلِد كان ضئيلا صغيرا لا يحسب من يراه أنه سيعيش، ولما نما تعلق قلبه بالمساجد وصار ملازما لمسجد قريته، وكان حريصا على الصلاة في الصف الأول، تعلم القرآن، وعُرف بهدوء الطبع ولزوم الخجل، فما كان لأحد من غير ذوي الفراسة أن يبصر النفسية العظيمة في الإهاب الخجول، ولا النار المضطرمة في المطلع الهادئ، واندرج في سلك الدراسة وظهر تفوقه ونبوغه، ثم دخل كلية الهندسة، قسم الكهرباء، وتخرج فيها متفوقا، ثم منعه الاحتلال من الخروج إلى الأردن لاستكمال دراسته العليا، فبقي في الداخل ليذيقهم العذاب، حتى ارتقى شهيدا، فكان اختيار الله له خير من اختياره لنفسه، فلو أنه حصَّل مئات الشهادات العلمية ما كان ليبلغ هذه المكانة!


إلا أن يحيى لم يصر أسطورة بهذا، بل صار أسطورة لما هو آت..


كانت المقاومة الإسلامية لليهود تعاني من نقص في كل شيء، الرجال والمال والسلاح والتنظيم، حتى إن عماد عقل –وهو من رواد المقاومة وبواسلها الكبار قبل يحيى عياش- لما رأى بندقية M16 أخذ يُقَبِّلها ويبكي ويضمها إليه ويقلبها بين يديه كمن رأى كنزا ثمينا، لقد بدأ الأمر ببندقية واحدة تنتقل بين الضفة وغزة، وربما بعض المسدسات الخفيفة التي حُصِّلت من هنا وهناك والتي لا تزيد عن أصابع اليد كما يُفهم ممن أرخوا لتأسيس حماس[1]، ولذلك لم يكن لديهم خيار إلا المهاجمة المباشرة من وضع المواجهة اللصيقة (أو بتعبير العسكريين: من النقطة صفر)، وهذا أشبه بالعملية الاستشهادية مع ضعف النكاية في العدو.


حتى جاء يحيى عياش فصنع قفزة في مسار المقاومة، بتمكنه من تصنيع المتفجرات بأدوات محلية موجودة في البيئة الفلسطينية، كان عياش مخترعا مبتكرا، أقام على ترجمة أبحاث البارود حتى تمكن من الوصول إلى هدفه، وهنا صارت المقاومة تستطيع أن توقع النكاية في العدو مع الحفاظ على عناصرها وكوادرها، أو إن اضطرت فإن العلميات الاستشهادية سيذهب فيها الاستشهادي ولكن بعد أن يوقع في العدو خسائر فادحة.


هنا تغير الميزان بين المقاومة والعدو.. وهنا بدأت أسطورة المهندس في البزوغ!


وجهٌ آخر من أسطورته كامنٌ في قدرته على تضليل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، المدعومة بالأجهزة الأمنية العميلة للسلطة الفلسطينية، فبرغم الرقابة اللصيقة استطاع أن يبقى حرا في الضفة، ثم استطاع الهروب إلى غزة، بل واستطاع تهريب زوجته وابنه إلى غزة، ثم استطاع تهريب والدته فالتقى بها ثم عادت مرة أخرى إلى الضفة، وهذا أمرٌ لا يعرف صعوبته إلا من عاينه وعايشه.
بمناسبة مفاجأة اليوم عن صاروخ عياش ٢٥٠.. من هو هذا
بعد أربع سنوات استطاعت المخابرات الإسرائيلية –بعد مئات الاجتماعات والخطط وتجنيد العملاء- أن تتوصل إلى يحيى عياش من خلال عميل فلسطيني، فسرَّبت إليه هاتفا محمولا مشحونا بمتفجرات خفيفة في بطاريته، وكان الشهيد ينتظر مكالمة من والده فعمل هذا العميل على فصل الخط الأرضي ليضطر الشهيد لاستعمال الهاتف المحمول، وكانت تحوم فوق البيت الذي رُصِد فيه طائرة، فلما تمت المكالمة لم يأخذ الأمر خمس عشرة ثانية حتى تأكد الإسرائيليون من صوت الشهيد ففُجِّر الهاتف، ليتشوه نصف الوجه الأيمن والكف اليمنى للشهيد، ويُكتب ختام الأسطورة!


إن استشهاد عياش كان –للمفارقة- بابتكار هندسي أيضا، بطارية محمول تحتوي متفجرات خفيفة يتم تفجيرها بذبذبات الاتصال، وهو ما يكشف الفارق بين أن تكون مهندسا في ظل سلطة تسعى لنهضة الدولة وبين أن تكون مهندسا في ظل سلطة عميلة!! في الحالة الأولى تستطيع أن تكتب ختام أسطورة تمثل تهديدا خطيرا، وفي الثانية تظل مُطارَدًا مطلوبا حتى ينتهي بك الحال شهيدا أو أسيرا أو طريدا!


لولا العملاء، ولولا السلطة الفلسطينية العميلة التي كان يقودها الهالك المقبور ياسر عرفات، لحققت المقاومة الفلسطينية نجاحات هائلة غير مسبوقة، دليل ذلك أن أهل الضفة ما زالوا يعانون ولا يجدون غير السكاكين رغم أنهم أهل الاستشهاد والفداء، بينما غزة التي تحررت منهم تصنع الصواريخ والطائرات بغير طيار وتنفذ عمليات أمنية في غاية الخطورة ولا يستطيع الوحش الإسرائيلي الذي اغتصب أربعة بلاد عربية في أيام أن يجتاح قطاع غزة الضئيل المكشوف جغرافيا المراقب على مدار الساعة بعد أربعة حروب!! هذا مع أن القطاع مُحاصَر من العملاء في السلطة المصرية والسلطة الفلسطينية، ولولا هذا الحصار لكانت إنجازاته العسكرية والتقنية أكبر بكثير.


استشهاد عياش يفتح ملف هذه الأنظمة العربية العميلة المجرمة التي هي عين العدو وذراعه وسيفه ولسانه، بل هي أشد من العدو، لأنها من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، وهو أمر ينبغي أن يرسخ في يقين الأمة ويقين الحركة الإسلامية، فالواقع الفعلي أن زوال هذه الأنظمة –ولو كان البديل هو الفوضى- أفضل من بقائها، والواقع أن الاحتلال المباشر الصريح لم يفعل فينا ما فعلته هذه الأنظمة، بل لم يستطع أن يستفيد ولا أن يترسخ وجوده إلا بهذه الأنظمة العميلة ذاتها.


هل تعلم مثلا أن حسن سلامة، قائد عمليات الثأر للشهيد يحيى عياش، هو الآن أسير في سجون الاحتلال الصهيوني؟ فهل تعلم أنه كان معتقلا لدى السلطة الفلسطينية أيضا؟ ثم هل تعلم أن هذا الأسير متهم لدى السلطة المصرية بأنه اقتحم الحدود في ثورة يناير وأخرج المساجين، وحاكمه القضاء المصري "الشامخ خدا" ثم حكم عليه بالإعدام؟!!


في بلادنا العربية لا تجد العلماء إلا في القبور أو السجون أو المنافي أو في أحسن أحوالهم يموتون بحسرتهم من العجز والفساد الذي يمنعهم أن يفعلوا شيئا، وأتذكر يوما (ربما في 2002 إن لم تخني الذاكرة) أن قرأت في بريد الأهرام رسالة من أستاذ للهندسة النووية يستعيد فيها ذكرياته حول دفعة قسم الهندسة النووية في جامعة الإسكندرية، ويتذكر كيف صار صديقه الآن أستاذا في أمريكا والآخر في كندا والآخر في استراليا، حتى إذا انتهى طرح السؤال المقصود: ما فائدة قسم الهندسة النووية إذا كان كل خريجيه سيكملون مسيرتهم في الخارج؟


والروايات في شأن من حاولوا اختراع أسلحة أو تطويرها، أو صناعة تطبيقات عسكرية لنظريات مدنية، تفيض بالمآسي المروعة التي لا تُصَدَّق.. لسنا أمة متخلفة ولكن أمة فرضت عليها هذه الأنظمة العميلة أن تكون متخلفة! بقرار واعٍ وعمد وإصرار لا بمجرد الفساد والغفلة والبلاهة، وهو أمر يعرفه من حاولوا حقّ المعرفة.


والآن، لا يعرف أحد حجم النكبة التي نزلت بمصر إلا إن كان يعرف بعض من ماتوا في رابعة أو بعض من هم الآن في السجون، ولقد كان منهم عباقرة ومخترعون ومن يفيضون طاقة ونشاطا في صناعة المستقبل.


كان سيد قطب، ببصيرته النافذة، قد أوصى أهل القدس في مطلع الخمسينات ألا يفكروا في الاعتماد على الجيوش العربية، بل ليعتمدوا على أنفسهم، وهي الكلمة التي رسخت في ذهن وقلب إبراهيم غوشة مؤسس حماس ووعاها منذ صغره، منذ سمعها من الشهيد.


ولو أنك سمعت حلقات شاهد على العصر للشيخ أحمد ياسين، لوجدته في الحلقة الأولى يصرح بأنه لولا الجيوش العربية لما كانت النكبة، ذلك أن الجيوش العربية كانت تدخل القرى الفلسطينية فتسحب السلاح من الناس، فإذا جاءت المواجهة انهزموا وانسحبوا أمام اليهود فتركوا الناس بلا سلاح!!


يمكن أن نفيض في التاريخ العسكري الأسود لهذه الأنظمة العربية التي لم تحقق ولا نصرا واحدا على عدوها، ولئن كان لها انتصار جزئي هنا أو هناك في معارك فرعية فإنه لم يكن إلا بدعم وجهود المقاومة الشعبية، ولولا ذلك لما فعلوا! بينما لم تكن تتردد هذه الجيوش في سحق المدن والبلاد وتنفيذ المجازر في شعوبها فحسب.
بمناسبة مفاجأة اليوم عن صاروخ عياش ٢٥٠.. من هو هذا
وهو ما يعني بالواقع المجرد –لا بمجرد التوقع أو التحليل- أن زوال هذه الأنظمة خير من بقائها في كل الأحوال، وأن المجتمع في أشد لحظات الفوضى لم يأكل بعضه كما كان مأكولا على مذبح هذه الأنظمة!


هذا هو درس الأمة الكبير، الذي يجب ويتحتم على الحركة الإسلامية أن تعيه وتستفيد منه!


ثمة درس آخر.. وهو توظيف المواهب!


إذ يتحتم على الحركة الإسلامية أن تعمل على توظيف المواهب والقدرات، بل أن تسعى في اكتشافها وتنميتها ما استطاعت، ولو أن عياش استهلك في أعمال إدارية أو تنظيمية أو إعلامية أو دعوية أو أي شيء آخر بخلاف موهبته العملية لما صار يحيى عياش، ولما أضاف إلى الأمة ما أضافه.. فالسؤال المرير الآن: كم تقتل الحركة الإسلامية بسوء القيادة من أساطير كان يمكن أن تحقق قفزات كبرى في تاريخها؟ كم يحيى عياش استنزفت موهبته في عمل خيري أو دعوي أو إداري لقصر نظر المسؤولين عنه؟!


لئن كان العدو اغتال المهندس الأسطورة.. فكم أسطورة هي بيننا في حكم الموؤودة؟!!


ويبقى الدرس الأخير لكل صاحب موهبة، لا سيما إن كانت في الجانب العلمي، أن يسعى ليصنع أسطورته الخاصة، وكل موهوب داخله أسطورة تنتظر أن تخرج، لكنها تنتظر بذل الغالي والنفيس من المجهود والأوقات والأموال، ولئن كنا نلوم على من قصر نظره من القيادة فيجب أن نلوم في ذات الوقت من استسلم لقصر النظر وخضع للقرار الخطأ ولم يجاهد ليصنع أسطورته الخاصة فيضع نفسه حيث يرضى الله وحيث تنتفع الأمة على الزمن الطويل والمدى الواسع لا على مستوى التكلفة العاجلة التي يحتاجها التنظيم الآن في القرية أو الحي أو النقابة أو البرلمان.
✍محمد إلهامي
واحة التاريخ والحضارة:
🔸معارك إسلامية خالدة...معركة أجنادين

بعث الخليفة أبي بكر الصديق إلى خالد بن الوليد بأن يقدم إلى الشام ومعه نصف قواته التي كانت معه في العراق، حتى يلتقي بأبي عبيدة بن الجراح ومن معه، ويتسلم القيادة العامة للجيوش كلها، وفي الوقت نفسه كتب الصديق إلى أبي عبيدة يخبره بما أقدم عليه، وجاء في كتابه: “.. فإني قد وليت خالدًا قتال الروم بالشام، فلا تخالفه، واسمع له وأطع أمره، فإني قد وليته عليك، وأنا أعلم أنك خير منه، ولكن ظننت أن له فطنة في الحرب ليست لك، أراد الله بنا وبك سبل الرشاد والسلام عليك ورحمة الله”.

امتثل خالد بن الوليد لأوامر الخليفة، وخرج من الحيرة بالعراق في (8 من صفر 13 هـ = 14 من أبريل 634م) في تسعة آلاف جندي، فسار شمالاً ثم عرج حتى اجتاز صحراء السماوة في واحدة من أجرأ المغامرات العسكرية في التاريخ، وأعظمها خطرًا؛ حيث قطع أكثر من ألف كيلو متر في ثمانية عشر يومًا في صحراء مهلكة حتى نزل بجيشه أمام الباب الشرقي لدمشق، ثم سار حتى أتى أبا عبيدة بالجابية؛ فالتقيا ومضيًا بجيشهما إلى “بصرى”.

تجمعت الجيوش كلها تحت قيادة خالد بن الوليد، وحاصر بصرى حصارًا شديدًا واضطرت إلى طلب الصلح ودفع الجزية، فأجابها خالد إلى الصلح وفتحها الله على المسلمين في (25 من شهر ربيع الأول 13 هـ = 30 من مايو 634م)، فكانت أول مدينة فُتحت من الشام صلحًا على أن يؤمنوا على دمائهم وأموالهم وأولادهم، نظير الجزية التي سيدفعونها.

الاستعداد لأجنادين

بعد سقوط بُصرى استنفر هرقل قواته، وأدرك أن الأمر جد لا هذر فيه، وأن مستقبل الشام بات في خطر ما لم يواجه المسلمون بكل ما يملك من قوة وعتاد، حتى تسلم الشام وتعود طيعة تحت إمرته، فحشد العديد من القوات الضخمة، وبعث بها إلى بصرى حيث شرحبيل بن حسنة في قواته المحدودة، وفي الوقت نفسه جهّز جيشًا ضخمًا، ووجّهه إلى أجنادين من جنوب فلسطين، وانضم إليه نصارى العرب والشام.

تجمعت الجيوش الإسلامية مرة أخرى عند أجنادين، وهي موضع يبعد عن “بيت جبرين” بحوالي أحد عشر كيلو مترًا، وعن الرملة حوالي تسع وثلاثين كيلو مترًا، وكانت ملتقى مهمًا للطرق.

نظم خالد بن الوليد جيشه البالغ نحو 40 ألف جندي، وأحسن صنعه وترتيبه على نحو جديد، فهذه أول مرة تجتمع جيوش المسلمين في الشام في معركة كبرى مع الروم الذين استعدوا للقاء بجيش كبير بلغ 90 ألف جندي.

شكّل خالد جيشه ونظّمه ميمنة وميسرة، وقلبًا، ومؤخرة؛ فجعل على الميمنة “معاذ بن جبل”، وعلى الميسرة سعيد بن عامر، وعلى المشاة في القلب “أبا عبيدة بن الجراح”، وعلى الخيل “سعيد بن زيد”، وأقبل خالد يمر بين الصفوف لا يستقر في مكان، يحرض الجند على القتال، ويحثهم على الصبر والثبات، ويشد من أزرهم، وأقام النساء خلف الجيش يبتهلن إلى الله ويدعونه ويستصرخنه ويستنزلن نصره ومعونته، ويحمسن الرجال.

وتهيأ جيش الروم للقتال، وجعل قادته الرجالة في المقدمة، يليهم الخيل، واصطف الجيش في كتائب، ومد صفوفهم حتى بلغ كل صف نحو ألف مقاتل.

اشتعال المعركة

وبعد صلاة الفجر من يوم (27 من جمادى الأولى 13 هـ = 30 من يوليو 634م) أمر خالد جنوده بالتقدم حتى يقتربوا من جيش الروم، وأقبل على كل جمع من جيشه يقول لهم: “اتقوا الله عباد الله، قاتلوا في الله من كفر بالله ولا تنكصوا على أعقابكم، ولا تهنوا من عدوكم، ولكن أقدموا كإقدام الأسد وأنتم أحرار كرام، فقد أبيتم الدنيا واستوجبتم على الله ثواب الآخرة، ولا يهولكم ما ترون من كثرتهم فإن الله منزل عليهم رجزه وعقابه، ثم قال: أيها الناس إذا أنا حملت فاحملوا”.

وكان خالد بن الوليد يرى تأخير القتال حتى يصلوا الظهر وتهب الرياح، وهي الساعة التي كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحب القتال فيها، ولو أدى ذلك أن يقف مدافعًا حتى تحين تلك الساعة.

أعجب الروم بكثرتهم وغرتهم قوتهم وعتادهم فبادروا بالهجوم على الميمنة؛ حيث يقف معاذ بن جبل، فثبت المسلمون ولم يتزحزح أحد، فأعادوا الكرة على الميسرة فلم تكن أقل ثباتًا وصبرًا من الميمنة في تحمل الهجمة الشرسة وردها، فعادوا يمطرون المسلمين بنبالهم، فتنادى قادة المسلمين طالبين من خالد أن يأمرهم بالهجوم، حتى لا يظن الروم بالمسلمين ضعفا ووهنا ويعاودون الهجوم عليهم مرة أخرى، فأقبل خالد على خيل المسلمين، وقال: احملوا رحمكم الله على اسم الله” فحملوا حملة صادقة زلزلزت الأرض من تحت أقدام عدوهم، وانطلق الفرسان والمشاة يمزقون صفوف العدو فاضطربت جموعهم واحتلت قواهم.

فلما رأى القبقلار قائد الروم أن الأمر خرج من يده، وأن الهزيمة واقعة لا محالة بجنوده قال لمن حوله: لفوا رأسي بثوب، فلما تعجبوا من طلبه قال: يوم البئيس لا أحب أن أراه! ما رأيت في الدنيا يومًا أشد من هذا، وما لبث أن حز المسلمون رأسه وهو ملفوف بثوبه، فانهارت قوى الروم، واستسلمت للهزيمة، ولما بلغ هرقل أخبار الهزيمة أسقط في يده وامتلأ قلبه رعبًا.

بطولة وفداء
وفي هذه المعركة أبلى المسلمون بلاءً حسنًا، وضربوا أروع الأمثلة في طلب الشهادة، وإظهار روح الجهاد والصبر عند اللقاء، وبرز في هذا اليوم من المسلمين “ضرار بن الأزور”، وكان يومًا مشهودًا له، وبلغ جملة ما قتله من فرسان الروم ثلاثين فارسًا، وقتلت “أم حكيم” الصحابية الجليلة أربعة من الروم بعمود خيمتها.

وبلغ قتلى الروم في هذه المعركة أعدادًا هائلة تجاوزت الآلاف، واستشهد من المسلمين 450 شهيدًا.

وبعد أن انقشع غبار المعركة وتحقق النصر، بعث خالد بن الوليد برسالة إلى الخليفة أبي بكر الصديق يبشره بالنصر وما أفاء الله عليهم من الظفر والغنيمة، وجاء فيها: “.. أما بعد فإني أخبرك أيها الصديق إنا التقينا نحن والمشركين، وقد جمعوا لنا جموعا جمة كثيرة بأجنادين، وقد رفعوا صلبهم، ونشروا كتبهم، وتقاسموا بالله لا يفرون حتى يفنون أو يخرجونا من بلادهم، فخرجنا إليهم واثقين بالله متوكلين على الله، فطاعناهم بالرماح، ثم صرنا إلى السيوف، فقارعناهم في كل فج.. فأحمد الله على إعزاز دينه وإذلال عدوه وحسن الصنيع لأوليائه”؛ فلما قرأ أبو بكر الرسالة فرح بها، وقال: “الحمد لله الذي نصر المسلمين، وأقر عيني بذلك”.

✍ بقلم : أحمد تمام
Forwarded From أحمد قنيطة
القائد المجاهد محمد الضيف نموذجاً

كثيرٌ من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يعرفون ويسمعون بـ "كتائب القسام" لكنهم لا يعرفون #محمد_الضيف "ابوخالد" قائد هيئة الأركان في كتائب القسام الذي زلزل أمن الكيان الصهيوني المسخ وأرّق ليل قادته على مدى عقود من الجهاد في فلسطين!

رجلٌ يقود أهم جماعة جهادية في الأمة تقف على أعظم ثغر من ثغور المسلمين "فلسطين" يجاهد تحت قيادته عشرات الآلاف من الجنود الصناديد، وشهد القسام في فترة قيادته نقلة نوعية فريدة على المستوى العسكري "العلمي والتقني والعملياتي"..

رجلٌ يطارده العدو الصهيوني منذ ما يزيد عن الـ 30 عام وتعرّض لعدد من محاولات الاغتيال أصيب في عدد منها كانت إحداها بقنبلة تزن ما يزيد عن الطن من المتفجرات، لكن الله نجاه منها كلها كي يجعله بلسماً لشعبنا المجاهد، ويجعله غصةً وسيفاً يسومُ الله به وبالمجاهدين الصهاينة سوء العذاب..

رجلٌ مغمورٌ عند كثير من أبناء الأمة لا يعرفه الكثيرون منهم، لكن حسبه أن الله وملائكته يعرفونه حق المعرفة، ويعرفون جهاده وتضحايته وصنيعه في الدفاع عن قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم..

قاد ومجلسه العسكري الموقّر مئات العمليات التي أذلت كبرياء كيان الاحتلال المسخ، وحطمت منظومة أمنه الكرتونية كان أبرزها على سبيل المثال - لا الحصر - سلسلة عمليات الثأر المقدس التي كلّف بها "الضيف" الأسير القسامي #حسن_سلامة للإشراف عليها وتجهيز استشهادييها للثأر والانتقام رداً على اغتيال العدو الصهيوني للمهندس #يحيى_عياش، حتى جعلت تلك العمليات المباركة شوارع الكيان تعج بالقتلى والجرحى والدماء نتج عنها ما يزيد عن 50 قتيلاً صهيونياً بالإضافة لمئات الجرحى.

كذلك قاد ووجّه وخطط لعملية أسر الجندي الصهيوني #جلعاد_شاليط الذي أسره المجاهدون في عملية مشتركة في رفح وحرروا بمقابله 1027 أسير وأسيرة من سجون الاحتلال من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية، ناهيك عن قيادته لمعارك #الفرقان #حجارة_السجيل #العصف_المأكول وغيرها من المعارك التي قدّم فيها شعبنا ومجاهدينا نماذج عظيمة في الثبات والإقدام، وقد وفقه الله قبل أيام لقيادة أكبر معركة عسكرية في تاريخ الجهاد الفلسطيني #سيف_القدس، وأكثرها إيلاماً وإساءة لوجه الكيان الصهيوني المسخ

لم نسمع يوماً أن #الضيف انتقد جماعة جهادية أخرى، أو سعى لاسقاط شخصية إسلامية "منافِسة" بالرغم من أن حركته تتعرض في كل يوم لسيل هائل من الهجوم والانتقادات ومحاولات الاسقاط والتشويه، هو رجلٌ يعرف طريقه جيداً، ولم تخطئ بوصلته التي تُشير #نحو_القدس يوماً.

لم ينشغل بفتات الدنيا ولا زخرفها، ولم يبذل وقته وجهده للمناكفات والخصومات، ولم يدنّي نفسه للنزول إلى مستنقع النيل من المنافسين والأقران، بل نذر حياته في سبيل ربه، وقضى عمره دفاعاً عن أمته، وما زال يكافح وينافح لتحقيق آمال شعبه بالتحرر والانعتاق من ظلم وقهر الاحتلال.

حفظك الله "أبا خالد" وأدامك غصةً في قلوب الصهاينة وكابوساً مزعجاً يطاردهم ويقض مضاجعهم.

"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ"



T.me/a2qanita1
تم فتح جروب المناقشة رابط الجروب👇
https://t.me/joinchat/VG2DKCZPsqrO8IaF
تهتم بنشر التاريخ الإسلامي والتعريف بقضاياه المعاصرة،

رابط القناة 👇
https://telegram.me/gghopff55
💫جروب المناقشة👇
https://t.me/joinchat/AAAAAFRtgygmT7KqzvCGhQ

💫للتواصل عبر الخاص
@N_jgop

💫للتواصل عبر بوت القناة👇
@gghopff5bot