قناة

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds
9.9k
عددالاعضاء
38
Links
Files
8
Videos
65
Photo
وصف القناة
《وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ》 فريق سيبراني إسلامي حر، لا نتبع لأي جهة ونعمل على مُناصرة المسلمين في كل مكان ونحارب العدو الصهيوني بالصاروخ الرقمي. contact us : @ForceElectronicQuds_bot #فيلق_القدس_الإلكتروني
سيرة الزعيمين محمد إدريس السنوسي وعمر المختار
يمكنكم اضافة اصدقائكم لجروب المناقشة والدعوة عبر الرابط👇
لمن لديه استفسار او ملاحظة او منشور او اقتراح، فليتفضل عبر جروب المناقشة ليستفيد الجميع،
https://t.me/joinchat/AAAAAFRtgygmT7KqzvCGhQ
📝دروس وعبر في قيام وسقوط الدولة العثمانية ( تقرير )

✍احمد الشجاع 
{الـحـ1ـلـقـة}
💫تمهيد
تقف الدولة العثمانية وسط تاريخ البشرية شامخةً؛ إذ حملت لواء الإسلام طوال ما يزيد على ستة قرون، وفتحت به أرجاء أوروبا وآسيا، وأقامت للإسلام دولة عظيمة، ظلَّت أوروبا الصليبية تخشاها وترهبها قروناً عدة، وظلت أوروبا كذلك تُعد العدة للقضاء عليها، وتتحين الفرصة تلو الفرصة، لكن الدولة العثمانية وقادتها كانوا يكيلون لهم الضربات تلو الضربات حتى إذا أخلد العثمانيون إلى الأرض، وتخلوا عن الحكم الإسلامي الصحيح، والأخذ بأسباب القوة؛ انقضت عليهم أوروبا الصليبية فمزقتها، وأشاعت الماسونية بين شبابها وقادتها، حتى سقطت الخلافة التركية، وأُلغِيَت على يد مصطفى كمال أتاتورك. 

💫تشويه التاريخ
يقول الدكتور علي الصلابي إن المؤرخين الأوروبيين واليهود والنصارى والعلمانيين الحاقدين أساؤوا إلى تاريخ الدولة العثمانية، فاستخدموا أساليب الطعن والتشويه والتشكيك فيما قام به العثمانيون من خدمة للعقيدة والإسلام، وسار على هذا النهج الباطل أغلب المؤرخين العرب بشتى انتماءاتهم واتجاهاتهم القومية والعلمانية، وكذلك المؤرخون الأتراك الذين تأثروا بالتوجه العلماني الذي تزعمه مصطفى كمال، فكان من الطبيعي أن يقوموا بإدانة فترة الخلافة العثمانية، فوجدوا فيما كتبه النصارى واليهود ثروة ضخمة لدعم تحولهم القومي العلماني في تركيا بعد الحرب العالمية الأولى.

كان الموقف من التاريخ العثماني بالنسبة للمؤرخ الأوروبي ناتجاً بسبب تأثره بالفتوحات العظيمة التي حققها العثمانيون، وخصوصاً بعد أن سقطت عاصمة الدولة البيزنطية (القسطنطينية) وحولها العثمانيون دار إسلام وأطلقوا عليها إسلام بول (أي دار الإسلام)؛ فتأثرت نفوس الأوروبيين بنزعة الحقد والمرارة المورثة ضد الإسلام فانعكست تلك الأحقاد في كلامهم وأفعالهم وكتابتهم وحاول العثمانيون مواصلة السير لضم روما إلى الدولة الإسلامية ومواصلة الجهاد حتى يخترقوا وسط أوروبا ويصلوا إلى الأندلس لإنقاذ المسلمين فيها، وعاشت أوروبا في خوف وفزع وهلع ولم تهدأ قلوبهم إلا بوفاة السلطان محمد الفاتح.

وكان زعماء الدين المسيحي من قساوسة ورهبان وملوك يغذون الشارع الأوروبي بالأحقاد والضغائن ضد الإسلام والمسلمين، وعمل رجال الدين المسيحي على حشد الأموال والمتطوعين لمهاجمة المسلمين (الكفرة على حد زعمهم) البرابرة، وكلما انتصر العثمانيون على هذه الحشود ازدادت موجة الكره والحقد على الإسلام وأهله، فاتهم زعماءُ المسيحيين العثمانيين بالقرصنة، والوحشية والهمجية، وعلقت تلك التهم في ذاكرة الأوروبيين.

💫قيام الدولة العثمانية وفتوحاتها
ينتسب العثمانيون إلى قبيلة تُركمانية كانت عند بداية القرن السابع الهجري الموافق الثالث عشر الميلادي تعيش في كردستان، وتزاول حرفة الرعي، ونتيجة للغزو المغولي بقيادة جنكيزخان على العراق ومناطق شرق آسيا الصغرى، فإن سليمان - جد عثمان- هاجر في عام 617هـ الموافق 1220م مع قبيلته من كردستان إلى بلاد الأناضول فاستقر في مدينة (أخلاط) ثم بعد وفاته في عام 628هـ الموافق 1230م خلفه ابنه الأوسط أرطغرل، والذي واصل تحركه نحو الشمال الغربي من الأناضول، وكان معه حوالي مائة أسرة وأكثر من أربعمائة فارس.

وحين كان ارطغرل والد عثمان فاراً بعشيرته - التي لم يتجاوز تعدادها أربعمائة عائلة - من ويلات الهجمة المغولية، فإذا به يسمع عن بُعد جلبة وضوضاء، فلما دنا منها وجد قتالاً حامياً بين مسلمين ونصارى، وكانت كفة الغلبة للجيش البيزنطي، فما كان من أرطغرل إلا أن تقدم بكل حماس وثبات لنجدة إخوانه في الدين والعقيدة؛ فكان ذلك التقدم سبباً في نصر المسلمين على النصارى وبعد انتهاء المعركة قدر قائد الجيش الإسلامي السلجوقي هذا الموقف لأرطغرل ومجموعته، فأقطعهم أرضاً في الحدود الغربية للأناضول بجوار الثغور في الروم، وأتاحوا لهم بذلك فرصة توسيعها على حساب الروم، وحقق السلاجقة بذلك حليفاً قوياً ومشاركاً في الجهاد ضد الروم.

وشرع أرطغرل يهاجم باسم السلطان السلجوقي علاء الدين ممتلكات الدولة البيزنطية في الأناضول، وضم إلى المدينة التي يحكمها مدينة "أسكي شهر".
وقد قامت بين هذه الدولة الناشئة وبين سلاجقة الروم علاقة حميمة نتيجة وجود عدو مشترك لهم في العقيدة والدين، وقد استمرت هذه العلاقة طيلة حياة أرطغرل، حتى إذا توفي سنة 699هـ - 1299م خلفه من بعده في الحكم ابنه عثمان الذي سار على سياسة أبيه السابقة في التوسع في أراضي الروم، وسميت الدولة الجديدة باسمه.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
📝دروس وعبر في قيام وسقوط الدولة العثمانية ( تقرير
دروس وعبر في قيام وسقوط الدولة العثمانية
{الـحـ2ـلـقـة}
〰〰〰〰〰〰〰
💫بروزالعثمانيين
ولِد عثمان بن أرطغرل عام (656 هـ/ 1258م)، وهو العام الذي هجم فيه التتار على العالم الإسلامي، وقد تولَّى الإمارة بعد وفاة والده "أرطغرل"، وصحب السلطان السلجوقي علاء الدين، وساعده في فتح مدن منيعة، وقلاع حصينة، ولما قُتِل السلطان السلجوقي، وسقطت دولته على أيدي التتار، التفَّ الناس حول "عثمان"، وبايعوه حاكماً عليهم، وذلك عام (699 هـ/ 1300م)، وقد حكم بين الناس بالعدل، وحقَّق انتصارات متتالية على البيزنطيين، وأصبحت الدولة العثمانية في عهده مستقلة استقلالاً تاماً.

وكانت حياته جهادًا ودعوةً في سبيل الله، وكان علماء الدين يحيطون به، ويشيرون عليه، ولقد حفظ لنا التاريخ وصية عثمان لابنه "أورخان" وهو على فراش الموت، وكانت تلك الوصية فيها دلالة حضارية، ومنهجية شرعية سارت عليها الدولة العثمانية فيما بعد؛ إذ فيها حثٌّ على تقريب أهل الشريعة من العلماء المخلصين، والعدل التام بين الرعية، وعدم الغرور بالجاه أو السلطان، والحرص على رضا الله، والحثِّ على الجهاد لرفع راية الإسلام، وأيضًا الزهد في الدنيا، والاستعداد للقاء الله تعالى.

وكانت تلك الوصايا الرائعة دستوراً سار عليه العثمانيون في سياستهم في استكمال التأسيس والبناء للدولة العثمانية، ثم الانتشار والتوسع.

💫مرحلة الانطلاق
يعتبر عهد أرطغرل وابنه عثمان عصر ظهور وبداية للدولة العثمانية، على أن وَضْعَ الأسس لهذا البنيان الشاهق، الذي امتد زماناً ومكاناً، كان في عهد السلطان أورخان غازي بن عثمان والذي استمر عهده خمساً وثلاثين سنة (726 – 762هـ) استطاع خلالها وبمساعدة خيرة القادة والأعوان أن يضع القوانين ويسنَّ الأنظمةَ التي سارت عليها الدولة بعد ذلك، كما قام بتقوية الجيش وترتيبه وإعادة بنائه، وجعله دائماً وليس استثنائياً أو وقت الحرب فحسب، كما كان قبل ذلك.

وقد كانت النشأة وما تلاها لمدة ثلاثة قرون تمثل عصر القوة في الدولة العثمانية، ويمتد عصر القوة من هذا السلطان حتى نهاية حكم سليمان القانوني سنة (974هـ/1566م).

وقد امتاز هذا العصر بإنجازات رائعة حققها العثمانيون، ومن أهم هذه الإنجازات التوسع في الفتوحات الإسلامية ورفع راية الجهاد مرة أخرى، وتنظيم الدولة وتقويتها والانتقال بها من مرحلة الدولة إلى مرحلة الخلافة، وقد ساعد على هذا مجموعة من العوامل التي بدونها لم يكن ليتحقق شيء من هذا كله، وهذه العوامل هي:


أولاً: قوة الإيمان
من السمات المميزة لمؤسسي الدولة العثمانية وولاتها في عهد قوتها، قوة الإيمان بالله تعالى، والحرص على طاعته، وتنفيذ أوامره، ويظهر هذا الأمر واضحًا جليًّا في سلوكهم وتصرفاتهم، بل ويوصون به أبناءهم وشعوبهم، فهذا عثمان بن أرطغرل المؤسس للدولة يقول في وصيته الشهيرة لابنه: "غايتنا هي إرضاء الله رب العالمين". وفي موضع آخر من الوصية: "إياك أن تفعل أمرًا لا يُرضِي الله"، ويقول: "واعلم يا بُني أنَّ طريقنا الوحيد هو طريق الله".

وهذا السلطان مراد الأول (761 - 791هـ/1360 - 1389م) يقول في دعائه قبل معركة (قوصوه) مناجياً ربه سائلاً إياه الشهادة في سبيله – وقد نالها –: "يا إلهي، إنني أقسم بعزتك وجلالك أنني لا أبتغي من جهادي هذه الدنيا الفانية، ولكنني أبتغي رضاك، ولا شيء غير رضاك يا إلهي، إنني أقسم بعزتك وجلالك أنني في سبيلك فزدني تشريفًا بالموت في سبيلك".

وهذا مراد الثاني (824 - 855هـ/ 1421- 1451م) كان معروفًا لدى جميع رعيته بالتقوى، والعدالة والشفقة، ومن أقواله: "تعالوا نذكر الله؛ لأننا لسنا بدائمين في الدنيا". وقال عنه يوسف آصاف: "كان تقيًّا صالحًا وبطلاً صنديدًا محبًّا للخير، ميَّالاً للرأفة والإحسان".

أما ابنه محمد الملقب بالفاتح، فقد كان من الإيمان بمكان، ولقد أسهمت في تربيته تلك البيئة الإيمانية التي وفَّرها له والده السلطان مراد الثاني، ومن ثَمَّ نشأ على حب الإسلام، والعمل بالقرآن وسنة النبي، وقد اتصف بالتُّقى والورع، وممن أشرف على تلك التربية الإيمانية للفاتح العلامة أحمد بن إسماعيل الكوراني والشيخ آق شمس الدين، وهما ممن شُهد لهم بالفضيلة التامَّة.

وهذه التربية الإيمانية كانت عاملاً أساسيًّا من عوامل فتح القسطنطينية، فقد أصَّل الشيخ آق شمس الدين عن فتح القسطنطينية "لَتفتحن الْقُسْطَنْطِين ِيَّةُ، وَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ"، وقد رافق الشيخ آق شمس الدين السلطان الفاتح في أرض المعركة، وكان معه كالوقود الإيماني الذي يغذي السلطان والجيش حتى تحقق وعد الله، وتم فتح المدينة.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
دروس وعبر في قيام وسقوط الدولة العثمانية
دروس وعبر في قيام وسقوط الدولة العثمانية
{الـحـ3ـلـقـة}
〰〰〰〰〰〰〰

💫وكان هذا قوة إيمانية دفعت هذا الجيش المؤمن لتحقيق النصر ونيل هذه الصفة التي وصفهم بها الرسول في تلميذه السلطان محمد الفاتح أنه المعني بحديث رسول الله..ويظهر كذلك إيمان "الفاتح" وحرصه على رعيته، وتحمُّله للمسؤولية، من خلال تلك الوصية الرائعة التي أوصى بها ولده، والسلطان من بعده (بايزيد الثاني)، ومما جاء في هذه الوصية قوله: "قدِّم الاهتمام بأمر الدين على كل شيء، ولا تفتر في المواظبة عليه".

وقوله أيضًا: "وإياك أن تميل إلى أي عمل يخالف أحكام الشريعة؛ فإن الدين غايتنا، والهداية منهجنا".وأيضًا أوصاه بقوله: "واعمل على تعزيز هذا الدين وتوقير أهله".

وإذا نظرنا إلى السلطان بايزيد الثاني (856 - 918هـ/ 1452 - 1512م) وجدنا من صفاته أنه كان ورعًا تقيًّا، يقضي العشر الأخيرة من شهر رمضان في العبادة والذكر والطاعة، وكان يتصف بعمق الإحساس بعظمة الله تعالى..ومما أُثِر عنه أيضًا أنه كان يجمع في كل منزل حلَّ فيه من غزواته ما على ثيابه من الغبار ويحفظه، ولما دنا أجله، أمر بذلك الغبار فضُرِب منه لبنة صغيرة، وأمر أن تُوضع معه في القبر تحت خده الأيمن.

إن هذه السمة (قوة الإيمان) والتي تكاد تنطبق على أكثر ولاة الدولة العثمانية في عهد قوتها، كانت سببًا رئيسيًّا في علو شأن هذه الدولة، وعظمة مكانتها،فإن الإيمان بالله تعالى طاقة عظيمة تدفع إلى الرقي والتقدُّم في كافة مجالات الحياة، ومما لا شك فيه أن الشعوب الإسلامية في تلك الآونة كانت قوية الإيمان بالله تعالى، عظيمة التعلُّق به؛ وذلك لاهتمام الولاة بهذا الأمر، ولأن استقامة الحاكم سبب أساسي في استقامة المحكومين.
ثانيًا: الاهتمام بالجهاد وفتح البلدان 


إذا نظرنا إلى تأسيس الدولة العثمانية وجدنا أنها قد نشأت نشأة جهادية صحيحة وسليمة، بل إن حِرْص مؤسسي هذه الدولة على الجهاد هو أحد الأسباب الرئيسية لنشأتها، فلا ننسى وقوفهم بجانب سلطان السلاجقة المسلم ضد أعدائه، مما كان سببًا في انتصاره، وحينها منحهم أرضًا، كانت تلك الأرض هي بؤرة المملكة الشاسعة التي امتدت شرقًا وغربًا، وشمالاً وجنوبًا.

وقد ساعد هذا المكان الذي نشأت فيه الدولة العثمانية على تَبَنِّي سياسة الجهاد في سبيل الله، فقد كانت في الشمال الغربي للأناضول، على حافَّة العالم المسيحي، وعلى حافة العالم الإسلامي؛ مما جعلها مقدمة الجهات التي يطمع العالم المسيحي في احتلالها عند الحرب مع المسلمين، وقد استطاع الأمير عثمان أن يحرز انتصاراتٍ عسكريةً على البيزنطيين، وكانت التحرُّكات الحربية التي قام بها العثمانيون في هذه المرحلة الأولى من تاريخهم نتاج عدة عوامل أهمها الروح الدينية الجياشة، والطبيعة العسكرية الصارمة، والموقع الجغرافي للإمارة العثمانية، ثم الأوضاع السياسية في المنطقة المحيطة بالأتراك العثمانيين.
ومنذ بداية تأسيس الدولة العثمانية أُطلق على زعيمها لقب الغازي – أي المجاهد في سبيل الله – وظل هذا اللقب الرفيع يتقدم كل الألقاب والنعوت بالنسبة للسلاطين العظماء، وكانت غاية الدولة العثمانية الدفاع عن الإسلام ورفع رايته على الأنام.

لقد كان اهتمام السلاطين العثمانيين بالجهاد أمرًا واضحًا للغاية، فقد كانت حياتهم كلها جهادًا في سبيل الله، وتوسيعًا لرقعة الدولة الإسلامية، وقد بدأت هذه الدولة بداية حقيقية بهذا الرجل العظيم عثمان بن أرطغرل، والذي ورث أباه في صفة الجهاد هذه، وقد اتَّسم بوضوح الهدف والغاية، فلم تكن فتوحاته من أجل مصالح اقتصادية أو عسكرية، أو غير ذلك، بل كانت فرصة لتبليغ دعوة الله ونشر دينه، ولذلك وصفه المؤرخ أحمد رفيق في موسوعته (التاريخ العام الكبير) بأنه كان متدينًا للغاية، وكان يعلم أن نشر الإسلام وتعليمه واجب مقدَّس، وكان مالكًا لفكر سياسي واسع متين، ولم يؤسس عثمان دولته حبًّا في السلطة، وإنما حبًّا في نشر الإسلام.

ويقول مصر أوغلو: لقد كان عثمان بن أرطغرل يؤمن إيمانًا عميقًا بأن وظيفته الوحيدة في الحياة هي الجهاد لإعلاء كلمة الله، وقد كان مندفعًا بكل حواسه وقواه نحو تحقيق هذا الهدف..وقد ترك عثمان الأول الدول العثمانية ومساحتها تبلغ 16000 كم2، واستطاع أن يجد لدولته الناشئة منفذًا على بحر مرمرة، واستطاع بجيشه أن يهدد أهم مدينتين بيزنطيتين في ذلك الزمان وهي أزنيق وبورصة.

أمّا أورخان بن عثمان فقد كان حب الجهاد لا يفارقه على الإطلاق، وقد حاول تحقيق بشرى رسول الله بفتح القسطنطينية، واتخذ في ذلك خطوات عملية، وذلك من خلال وضع خطة إستراتيجية تستهدف محاصرة العاصمة البيزنطية من الغرب والشرق في آنٍ واحد، وأرسل ابنه سليمان لعبور مضيق الدردنيل والاستيلاء على بعض المواقع في الناحية الغربية، وقد استفاد من جاء بعده بهذه الإنجازات في فتح القسطنطينية.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
دروس وعبر في قيام وسقوط الدولة العثمانية
دروس وعبر في قيام وسقوط الدولة العثمانية
{الـحـ4ـلـقـة}
〰〰〰〰〰〰〰
💫تأسيس الجيش العثماني الإسلامي

كان من أهم أعمال أورخان تأسيسه للجيش الإسلامي، وقد حرص على إدخال نظام جديد للجيش وتطويره وتحديثه حتى يؤدي دوره على أحس وجه؛ فقام بتقسيم الجيش إلى وحدات، كل وحدة تتكون من عشرة أشخاص، أو مائة، أو ألف، وخَصَّصَ خُمُسَ الغنائم للإنفاق منها على الجيش، وجعله جيشًا دائمًا وليس استثنائيًّا، فقد كان قبلُ لا يجتمع إلا وقت الحرب، كما أنشأ كذلك مراكز خاصة يتم فيها تدريب الجيش والارتقاء بالجنود، وتعليمهم مهارات القتال.

لقد احتلَّ الجيش مكانة بالغة الأهمية في حياة الدولة العثمانية، فهو أداة للحكم والحرب معًا، إذ كانت الحكومة العثمانية جيشًا قبل أي شيء آخر، وكان كبار موظفي الدولة هم في نفس الوقت قادة الجيش، ومن هنا جاء القول الشائع بأن الحكومة العثمانية والجيش العثماني وجهان لعملة واحدة.

لقد استطاع أورخان أن يؤسس جيشًا إسلاميًّا نظاميًّا دائم الاستعداد للجهاد، وقد كان هذا الجيش يتكون من فرسان عشيرته، ومن مجاهدي النفير الذين كانوا يسارعون لإجابة داعي الجهاد، ومن أمراء الروم وعساكرهم الذين دخل الإسلام في قلوبهم، وحسن إسلامهم.
وقد عمل أورخان كذلك على زيادة عدد جيشه الجديد بعد أن ازدادت تبعات الجهاد ومناجزة البيزنطيين، فاختار عددًا من شباب الأتراك، وعددًا من شباب البيزنطيين الذين أسلموا وحسن إسلامهم، فضمهم إلى الجيش واهتم بهم اهتمامًا كبيرًا، وربّاهم تربية إسلامية جهادية، ولم يلبث الجيش الجديد أن تزايد عدده، وأصبح يضم آلافًا من المجاهدين في سبيل الله...لقد كان هذا الجيش الذي أسسه ونظَّمه وطوَّره أورخان بن عثمان أول جيش نظامي في تاريخ العالم..وقد اتسعت رقعة الدولة العثمانية في نهاية عهده إلى 95.000 كم2، وكان قد تسلمها من والده وهي لا تزيد على 16.000 كم2، كما ذكرنا سابقًا.
أمَّا السلطان مراد الأول (726 - 791هـ/ 1326 - 1389م) فقد كان محاربًا قديرًا، شغوفًا بالجهاد، وقد جمع إلى جواره مجموعة من خيرة القادة والخبراء العسكريين، واستطاع أن يمضي في عملياته الحربية في أوروبا وآسيا الصغرى في وقت واحد.

ففي أوروبا هاجم الجيش العثماني أملاك الدولة البيزنطية، ثمَّ استولى عام (762 هـ/ 1360م) على مدينة أدرنة ذات الأهمية الإستراتيجية في البلقان، وكانت ثاني مدينة في الإمبراطورية البيزنطية بعد القسطنطينية، وقد اتخذها السلطان مراد عاصمة للدولة العثمانية منذ عام (768 هـ/ 1366م)، وبذلك انتقلت عاصمة الدولة من آسيا إلى أوروبا، وسرعان ما تركزت في هذه العاصمة الجديدة جميع المقومات اللازمة للنهوض بالدولة وأصول الحكم، فتكوَّنت فيها فئات من الموظفين وفرق الجيش، وطوائف رجال القانون، وعلماء الدين، وأقيمت دور المحاكم، كما تَمَّ تشييد المعاهد المدنية والعسكرية، وقد ظلت "أدرنة" على هذا الوضع السياسي والعسكري والإداري والثقافي والديني، حتى تم فتح القسطنطينية بعد ذلك، فاتخذوها عاصمة لدولتهم.

لقد قاد السلطان مراد الشعب العثماني ثلاثين سنة بكل حكمة ومهارة لا يضاهيه فيها أحد من ساسة عصره؛ قال المؤرخ البيزنطي "هالكونديلاس" عن مراد الأول: قام مراد بأعمال مهمة كثيرة، دخل سبعًا وثلاثين معركة، سواءً في الأناضول أو في البلقان، وخرج منها جميعًا ظافرًا.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
دروس وعبر في قيام وسقوط الدولة العثمانية
دروس وعبر في قيام وسقوط الدولة العثمانية
{الـحـ5ـلـقـة}
〰〰〰〰〰〰〰
💫الإنكشاريون
في عهد أورخان ظهرت فرقة الإنكشارية، وكانوا فرقة من المشاة المحترفين، لها امتيازاتها الخاصة، وقد تلقوا تدريبًا وتعليمًا خاصًّا، حتى أصبحوا من أهم فرق الجيش العثماني، وكانوا يقومون بخدمة السلطان بغيرة وحماس..وقد اكتسبت هذه الفرقة صفة الدوام والاستمرار في عهد السلطان مراد الأول سنة (761هـ/ 1360م)، وكانت قبل ذلك تُسرَّح بمجرد الانتهاء من عملها.

وامتاز الجنود الإنكشاريون بالشجاعة الفائقة، والصبر في القتال، والولاء التام للسلطان العثماني باعتباره إمام المسلمين، وكان هؤلاء الجنود يُختارون في سن صغيرة من أبناء المسلمين الذين تربوا تربية إسلامية، أو من أولاد الذين أُسِروا في الحروب أوِ اشْتُرُوا بالمال.
وكان هؤلاء الصغار يُرَبَّون في معسكرات خاصة بهم، يتعلمون اللغة والعادات والتقاليد التركية، ومبادئ الدين الإسلامي، وفي أثناء تعليمهم يُقسَّمون إلى ثلاث مجموعات: الأولى تُعَد للعمل في القصور السلطانية، والثانية تُعد لشغل الوظائف المدنية الكبرى في الدولة، والثالثة تعد لتشكيل فرق المشاة في الجيش العثماني، ويطلق على أفرادها الإنكشارية، أي الجنود الجدد، وكانت هذه المجموعة هي أكبر المجموعات الثلاث وأكثرها عددًا.

وقد ازدادت مكانة الإنكشاريين في عهد السلطان محمد الفاتح، فقد جعل لقائدها حق التقدم على بقية القواد، فهو يتلقَّى أوامره من الصدر الأعظم، الذي جعل له السلطان القيادة العليا للجيش.

وقد تميز عصر السلطان محمد الفاتح – بجانب قوة الجيش البشرية وتفوقه العددي – بإنشاءات عسكرية كثيرة ومتنوعة، فأقام دور الصناعة العسكرية لسدِّ احتياجات الجيش من الملابس والسروج والدروع ومصانع الذخيرة والأسلحة، وأقام القلاع والحصون في المواقع ذات الأهمية العسكرية، وكانت هناك تشكيلات عسكرية متنوعة في تمام الدقة وحسن التنظيم من فرسان ومشاة ومدفعية وفرق مساعدة، تمد القوات المحاربة بما تحتاجه من وقود وغذاء وعلف للحيوان وإعداد صناديق الذخيرة حتى ميدان القتال، وكان هناك صنف من الجنود يُسمَّى لغمجية وظيفته الحفر للألغام، وحفر الأنفاق تحت الأرض أثناء محاصرة القلعة المراد فتحها، وكذلك السقاءون كان عليهم تزويد الجنود بالماء، ولقد تطورت الجامعة العسكرية في زمن الفاتح، وأصبحت تخرَّج الدفعات المتتالية من المهندسين والأطباء والبيطريين وعلماء الطبيعيات والمساحات، وكانت تمد الجيش بالفنيين المتخصصين، وقد أكسب هؤلاء العثمانيين شهرة عريضة في الدقة والنظام.

كما اهتم العثمانيون كذلك بالمدفعية منذ أيامهم الأولى، وأنشئوا فرقة خاصة بالمدفعية (طوبجي) بلغ عددها ألف رجل في عهد بايزيد الثاني (886- 918هـ/ 1481- 1512م)، وفي عهد سليمان القانوني (926- 974هـ/1520- 1566م) تشكلت فرقة أخرى من المدفعية الثقيلة، كما اهتم العثمانيون أيضًا ببناء أسطول قوي بعد توسُّعِ دولتهم، بحيث يستطيع التصدِّي لأسطول البنادقة، ووصل عدد سفنه إلى 300 سفينة في عهد سليمان القانوني، واستطاع قائده خير الدين بربروسا أن ينشر الفزع والرعب في نفوس الأوروبيين.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
دروس وعبر في قيام وسقوط الدولة العثمانية
دروس وعبر في قيام وسقوط الدولة العثمانية
{الـحـ6ـلـقـة}
〰〰〰〰〰〰〰
ثالثًا: الاهتمام بالعلم وتقريب العلماء
كان من عوامل قوة الدولة العثمانية كذلك اهتمامها بالعلم والعلماء، ومعرفتهم بأهمية العلم في نهضة الدولة والارتقاء بها بشكل دائم، فكانوا أشدَّ ما يكونون حرصًا على احترام العلماء؛ فهذا عثمان مؤسس الدولة يقول في وصيته لابنه أورخان: "يا بُني أوصك بعلماء الأمة، أدم رعايتهم، وأكثر من تبجيلهم، وانزل على مشورتهم، فإنهم لا يأمرون إلا بخير". وقد عمل أورخان بن عثمان بوصية والده فكان أول من أقام جامعة إسلامية في الدولة العثمانية.

وهكذا كان ولاة وسلاطين العثمانيين حال قوة دولتهم، بل كانوا هم أنفسُهم حريصين على تعلُّم العلم، وتربية أبنائهم وشعبهم على العلم؛ وذلك من خلال إنشاء المعاهد المتخصصة في العلوم المختلفة، وقد ذكرنا منها سلفًا المعاهد المتخصصة في الجوانب العسكرية، فقد كان إلى جوارها معاهد أخرى متخصصة في العلوم الشرعية والحياتية، مما أضفى على الدولة في تلك الآونة المكانة العلمية الكبيرة.

وكلَّما ازداد الاهتمام بالعلم وتوقير العلماء حققت الدولة مزيدًا من التقدُّم والرقي في كافة مجالات الحياة، فهذا محمد الفاتح كان للعلماء عنده مكانة خاصة، فرفع قدرهم، وشجعهم على العمل والإنتاج، وبذل لهم الأموال، ووسَّع لهم في العطايا والمنح والهدايا؛ ليتفرغوا للعلم والتعلُّم، وكان يكرمهم غاية الإكرام، ولو كانوا من خصومه، فبعد أن ضمَّ إمارة القرمان إلى الدولة، أمر بنقل العمال والصُنَّاع إلى القسطنطينية غير أن وزيره روم محمد باشا ظلم الناس، ومن بينهم بعض العلماء وأهل الفضل، ومن بينهم العالم أحمد جلبي ابن السلطان أمير علي، فلما علم السلطان محمد الفاتح بأمره اعتذر إليه، وأعاده إلى وطنه مع رفقائه معزَّزًا مكرمًا.

وكان كذلك لا يسمع عن عالم في مكانه أصابه عوز وإملاق إلا بادر إلى مساعدته، وبَذَلَ له ما يستعين به على أمور دنياه..وكان من عادته في شهر رمضان أن يأتي إلى قصره بعد صلاة الظهر بجماعة من العلماء المتبحرين في تفسير القرآن الكريم، يقوم في كل مرة واحد منهم بتفسير آيات من القرآن الكريم، ثم تبدأ النقاشات حولها، وكان يشارك في هذه النقاشات بنفسه، كما كان يشجعهم بالعطايا والهدايا والمكافآت المالية الجزيلة.

رابعًا: العدل بين الرعية
من أهم مقوِّمات قيام الدولة العثمانية وقوتها واستمرارها لمدة طويلة، توفُّرُ العدل فيها، وحِرْصُ حكامها على إرساء مبادئه بين الشعوب التي حكموها، يظهر ذلك جليًّا واضحًا من المواقف العملية التي اتخذها هؤلاء الحكام في عهد قوة الدولة، كما يظهر كذلك واضحًا من خلال وصية الولاة والسلاطين لأبنائهم بالعدل بين الرعية.

ولهذا قيل: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة. ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام. وقد قال النبي: "لَيْسَ ذَنْبٌ أَسْرَعُ عُقُوبَةً مِنَ البَغْي وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ".

وتروي معظم المراجع التركية التي أرَّخت للعثمانيين أن أرطغرل عَهِدَ لابنه عثمان مؤسس الدولة العثمانية بولاية القضاء في مدينة (قره جه حصار) بعد الاستيلاء عليها من البيزنطيين في عام (684 هـ/ 1285م)، وأن عثمان حَكَمَ لبيزنطي نصراني ضد مسلم تركي، فاستغرب البيزنطي وسأل عثمان: كيف تحكم لصالحي وأنا على غير دينك؟! فأجابه عثمان: بل كيف لا أحكم لصالحك، والله الذي نعبده يقول لنا: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا". وكان هذا العدل الكريم سببًا في اهتداء الرجل وقومه إلى الإسلام.

ثم هو أيضًا يقول لابنه أورخان في وصية طويلة: "اعدل في جميع شئونك". وكذلك من جاء بعده من الولاة والسلاطين كانوا يأمرون بالعدل ويحثُّون عليه، وينهون عن الظلم، ويعاقبون من يرتكبه؛ وهذا مما ساعد على استقرار دولتهم وتعاون شعوبهم معهم في أمور الجهاد، وكذلك في الارتقاء بالدولة الإسلامية وتوسيع رقعتها، وعدم وجود انشقاقات أو خلافات حول الحكام طوال فترة قوة الدولة العثمانية.

تلك كانت أهم عوامل قوة الدولة العثمانية، وهذه العوامل كفيلة إن وُجدت في أي أمة من الأمم أن ترتقي وتسمو على ما حولها من الأمم، إنها قوة الإيمان، والحرص على الجهاد، والاهتمام بالعلم والعلماء، والعدل بين الرعية، ويندرج تحت هذه العوامل كل ما فيه خير للأمة في دينها ودنياها.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
دروس وعبر في قيام وسقوط الدولة العثمانية
دروس وعبر في قيام وسقوط الدولة العثمانية
{الـحـ7ـلـقـة}
〰〰〰〰〰〰〰 
💫نشرالإسلام
ثم كان التوسع السريع في البلقان والأناضول معاً، وذلك في معركة نيكوبوليس (791هـ/ 1389م)، إلا أنهم مُنُوا بهزيمة أمام قوات تيمور لنك في أنقرة سنة (804هـ/ 1402م) إذ كانت هناك عوامل وأسباب أسهمت في إيجاد صراع بين تيمورلنك وبايزيد، منها أن أمراء العراق لجئوا إلى بايزيد بعد أن استولى تيمورلنك على بلادهم، كما لجأ إلى تيمور بعض أمراء آسيا الوسطى يستنصرون به على بايزيد، وكذلك شجع النصارى تيمورلنك ودفعوه للقضاء على بايزيد، وكانت هناك رسائل نارية بين الطرفين (بايزيد - تيمورلنك)، وقد كان كلا الزعيمين يسعى لتوسيع دولته، وتقدمت جيوش تيمورلنك، والتقت بجيوش بايزيد قرب أنقرة في عام (804هـ/ 1402م)، وكانت جيوش بايزيد تبلغ 120 ألفًا من المجاهدين، وكان مع تيمورلنك قوات جرارة لا تقل عن 800 ألف، ونظراً لاندفاع بايزيد وعجلته، وعدم اختياره لمكان جيد ينزل فيه بجيشه، مات الكثير من جنوده عطشاً، بينما فرَّ كثيرون أيضاً – خاصة من الجنود التتار والإمارات الآسيوية المفتوحة حديثًا - وانضموا إلى جيش تيمورلنك، وكانت الهزيمة الساحقة، وتمَّ أسر بايزيد وظل يرسف في أغلاله حتى وافاه الأجل في السنة التالية. وتلت هذه الهزيمة فترة اضطرابات وقلاقل سياسية.

💫الضعف المؤقت
مرَّت الدولة العثمانية في تلك الآونة بفترة ضعف شديدة، حتى استطاع أحد أبناء بايزيد الأول وهو السلطان محمد الأول أو محمد جلبي (781- 824هـ/ 1379- 1421م) النهوض بالدولة من جديد، ليظل عهد القوة مستمرًّا بعد ذلك ما يزيد على مائة عام.

وبعد أن استعادت الدولة توازنها، تواصلت سياسة التوسع في عهد مراد الثاني ثم محمد الفاتح، وبهذا التوسع أصبح العثمانيون القوة الرائدة في العالم الإسلامي، وحاولوا فتح جنوب إيطاليا سنوات (885، 886هـ/ 1480، 1481م)، وقد تمكن السلطان سليم الأول من فتح العراق سنة (920هـ/ 1514م)، وكل بلاد الشام وفلسطين (922هـ/ 1516م)، ومصر (923هـ/ 1517م)، ثم جزيرة العرب وأخيرًا الحجاز، وقد انتصر على الصفويين في معركة "جالديران" واستولى على أذربيجان، ثم بلغت الدولة أوجها في عهد ابنه سليمان القانوني، والذي واصل فتوح البلقان ثم حصار فيينا، وفتح اليمن عام (938هـ/ 1532م)، واستولى بعدها على الساحل الصومالي من البحر الأحمر، واستطاع بناء أسطول بحري ليبسط سيطرته على البحر المتوسط بمساعدة "خير الدين بربروسا"، ثم تمَّ بعد ذلك إخضاع دول المغرب الثلاث: الجزائر، وتونس، ثم ليبيا، فأصبحت الدولة العثمانية تمتدُّ على معظم ما يشكل اليوم العالم العربي باستثناء وسط الجزيرة ومراكش وعُمان، إضافةً إلى امتدادها في وسط آسيا وجنوب شرق أوروبا.

لقد قضى السلطان سليمان القانوني مدة ثماني وأربعين سنةً في الجهاد بعد أن نظَّم السلطنة، وقسَّم جيش الإنكشارية إلى ثلاث فرق حسب سني الخدمة، تاركًا جيشًا نظاميًّا عدده خمسون ألف جندي نظامي، وقوى مساندة تزيد على 250 ألف جندي، ومَدَافع برية تُقدَّر بـ 300 مدفع، وسفنًا حربية تُقدَّر بـ 300 سفينة مزودة بـ 800 مدفع بحري.

لقد كان عهد السلطان سليمان القانوني يمثل رأس الهرم بالنسبة لقوة الدولة العثمانية ومكانتها بين دول العالم آنذاك، وهو العصر الذهبي للدولة العثمانية؛ إذ شهدت سنوات حكمه توسعًا عظيمًا لم يسبق له مثيل، وأصبحت أقاليم الدولة العثمانية منتشرة في ثلاث قارات عالمية.
وكان هذا التوسع الضخم للدولة مؤهلاً لها أن تنتقل من مرحلة الدولة إلى مرحلة الخلافة، ومسألة انتقال الخلافة إلى العثمانيين لها ارتباط وثيق بفتحهم لمصر، ويقال: إن آخر خلفاء بني العباس في مصر قد تنازل للسلطان سليم عن الخلافة، على أن ذلك لم يثبت تاريخيًّا، ولم يُشِرْ إليه المؤرِّخ ابن إياس والذي عاصر ضمَّ مصر لدولة العثمانيين، كما لم ترد أية إشارة في رسائل السلطان سليم لابنه سليمان بهذا الشأن، وقد كان السلطان سليم يطلق على نفسه لقب "خليفة الله في طول الأرض وعرضها" منذ عام (920هـ/ 1514م) أي قُبَيل فتحه للشام ومصر وإعلان الحجاز خضوعه لآل عثمان، وقد أحرز السلطان سليم وأجداده نظرًا لجهادهم وفتوحاتهم مكانة عظيمة لدى المسلمين جميعًا، يستحقون بها لقب الخلافة، بينما كان الخليفة العباسي في مصر لا يُعْتَد به.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55