عندما قدمت الحملة الصليبية الاولى كان في دمشق مدرسة شرعية واحدة فقط، ولكن عندما كان صلاح الدين كان ما يقارب مائة مدرسة
وعلى ميمنة صلاح الدين كان ابن قدامه رحمه الله صاحب كتاب المغني ،
وكان ابن تيمية في وسط معمعة التتار يحرض المسلمين.
وغيرها من الامثله كثير
هذا يؤدي الى ان الامه تعي وتعلم بإهمية العلم والرجوع للعلم
عندما قدمت الحملة الصليبية الاولى كان في دمشق مدرسة شرعية واحدة فقط، ولكن عندما كان صلاح الدين كان ما يقارب مائة مدرسة شرعية
وعلى ميمنة صلاح الدين كان ابن قدامه رحمه الله صاحب كتاب المغني ،
وكان ابن تيمية في وسط معمعة التتار يحرض المسلمين.
وغيرها من الامثله كثير
هذا يؤدي الى ان الامه تعي وتعلم بإهمية العلم والرجوع الى العلم الشرعي
يصف المستشرق الفرنسي الشهير جوستاف لوبون بشاعة الحروب الصليبية قائلاً: "وكان سلوك الصليبيين حين دخلوا القدس غير سلوك الخليفة الكريم عمر بن الخطاب نحو النصارى حين دخلها منذ بضعة قرون، حيث عقد الصليبيون مؤتمرًا أجمعوا فيه على إبادة جميع سكان القدس، من المسلمين الذين كان عددهم نحو ستين ألفًا، فأفنوهم عن بَكْرَةِ أبيهم في ثمانية أيام، ولم يستثنوا منهم امرأة ولا ولدًا ولا شيخًا!!.. فقد قطعت رءوس بعضهم، وبقرت بطون بعضهم، وحرق بعضهم في النار، فكانوا يضطرون إلى القذف بأنفسهم من أعلى الأسوار!" وهذا المنهج دام طوال سنوات الحروب الصليبية ولم يتغير يوما..
💫💫💫💫💫💫
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
https://telegram.me/gghopff55
💫💫💫💫💫💫
الحلقة الخامسة 5
استمرار للحلقة الرابعة في توضيح خيانة الفاطميين للامة الاسلامية يتضح أن الروافض حين يمتلكون دولة يكونوا حربا على الاسلام سلما لليهود والنصارى ..
تابعو معنا خياناتهم وافعالهم .
الفاطميون والفرنجة
• صلاح الدين الأيوبي لما تولى وزارة العاضد الفاطمي وكان قد ولاه لصغر سنه وضعفه كما ظن به قوى نفوذه في مصر وأخذت سلطة العاضد في الضعف حتى ثقلت وطأة صلاح الدين على أهل القصر الفاطمي وتجلى استبداده بأمر الدولة وإضعاف الخلافة الفاطمية حنق عليه رجال القصر ودبروا له المكائد وأتفق رأيهم على مكاتبة الفرنجة ودعوتهم إلى مصر فإذا ما خرج صلاح الدين إلى لقائهم قبضوا على من بقي من أصحابه بالقاهرة وانضموا إلى الفرنجة في محاربتهم والقضاء عليه.
• جاء الفرنجة إلى مصر وحاصروا دمياط في سنة 565هـ وضيقوا على أهلها وقتلوا جاءوا إليها من البر والبحر رجاء أن يملكوا الديار المصرية وخوفًا من استيلاء المسلمين على القدس وأرسل إلى عمه نور الدين محمود بدمشق يستنجده فأمده وبعث صلاح الدين جيشًا بقيادة ابن أخيه وخاله شهاب الدين وأمدهما بالسلاح والذخائر واضطروهم للبقاء في القاهرة خشية أن يقوم رجال القصر الفاطمي وجند السودان الناقمين بتدبير المؤامرات ضده.
• وكان من فضل الله أن رد كيد الفرنجة والشيعة الذين كاتبوهم ففشلت هذه الحملة وانصرف الفرنجة عن دمياط لما تسرب إليهم قلق من جراء ما عانوه في سبيل تموين قواتهم ووقع الخلاف بين قوادهم على الخطة التي يتبعونها في مهاجمة المدينة فضلاً عن ذلك بلغهم أن نور الدين محمود قد غزا بلادهم وهاجم حصن الكرك وغيره من نواحيهم وقتل خلقًا من رجالهم وسبي نسائهم وأطفالهم وغنم من أموالهم.
ومن خياناتهم
• لما ضعفت دولتهم أيام العاضد وصارت الأمور إلى الوزراء وتنافس شاور وضرغام فكر شاور في أن يثبت ملكه ويقوي نفوذه فاستعان بنور الدين محمود فأعانه ولما خلا له الجو لم يف له بما وعد بل أرسل إلى أملريك ملك الفرنجة في بيت المقدس يستمده ويخوفه من نور الدين محمود إن ملك الديار المصرية فسارع إلى إجابة طلبه وأرسل له حملة أرغمت نور الدين على العودة بجيشه إلى الشام ولكن سرعان ما عاود نور الدين المحاولة في عام 562هـ فاستنجد شاور بالفرنجة مرة ثانية وكاتبهم وجاءت جيوشهم خشية أن يستولي نور الدين على مصر ويضمها إلى بلاد الشام فيهدد مركزهم في بيت المقدس.
• لما وصلت عساكر الفرنجة إلى مصر انضمت جيوش شاور والمصريين إليها والتقت بجيوش نور الدين بمكان يعرف بالبابين (قرب إلمنيا) فكان النصر حليف عسكر نور الدين محمود ثم سار إلى الإسكندرية وكانت الجيوش الصليبية تحاصرها من البحر وجيوش شارو وفرنجة بيت المقدس من البر ولم يكن لدى صلاح الدين القائد من قبل نور الدين من الجند ما يمكنه من رفع الحصار عنها فاستنجد بأسد الدين شيركوه فسارع إلى نجدته ولم يلبث الفرنجة وشيعة شاور إلى أن طلبوا الصلح من صلاح الدين فأجابهم إليه شريطة ألا يقيم الفرنجة في البلاد المصرية.
• غير أن الفرنجة لم تغادر مصر عملاً بهذا الصلح بل عقدت مع شاور معاهدة كان من أهم شروطها أن يكون لهم بالقاهرة حامية صليبية وتكون أبوابها بيد فرسانهم ليمتنع نور الدين محمود عن إنفاذ عسكره إليهم. وكما اتفق الطرفان على أن يكون للصليبيين مائة ألف دينار سنويًّا من دخل مصر.
• عاد الفرنجة مرة أخرى عام 564هـ.
فيها طغت الفرنج بالديار المصرية وذلك أنهم جعلوا شاور شحنة لهم بها وتحكموا في أموالها ومساكنها أفواجًا أفواجًا ولم يبق شيء من أن يستحوذوا عليها ويخرجوا منها أهلها من المسلمين وقد سكنها أكثر شجعانهم فلما سمع الفرنج بذلك أتوا من كل فج وناحية في صحبة ملك عسقلان في جحافل هائلة فأول ما أخذوا مدينة بلبيس وقتلوا من أهلها خلقًا وأسروا آخرين ونزلوا بها وتركوا أثقالهم موئلاً لهم ثم تحركوا نحو القاهرة فأمر الوزير شاور رجاله بإشعال النار فيها على أن يخرج منها أهلها فهلكت للناس أموال كثيرة وأنفس وشاعت الفوضى واستمرت النيران أربعة وخمسين يومًا عندئذ بعث العاضد إلى نور الدين بشعور نسائه يقول أدركني واستنقذ نسائي من الفرنج والتزم له بثلث خراج مصر فشرع نور الدين في تجهيز الجيوش لتسييرها إلى مصر فلما أحس شاور بوصول جيوش نور الدين أرسل إلى ملك الفرنج يقول: قد عرفت محبتي ومودتي لكم ولكن العاضد لا يوافقني على تسليم البلد فاعتذر لهم وصالحهم على ألف ألف دينار وعجل لهم من ذلك ثمانمائة ألف ليرجعوا فانتشروا راجعين خوفًا من عساكر نور الدين وطمعًا في العودة إليها مرة أخرى وشرع شاور في مطالبة الناس بالذهب الذي صالح به الفرنج وتحصيله وضيق على الناس .
فإنا لله وإنا إليه راجعون
ومن خياناتهم
• في سنة 562هـ لما أقبلت جحافل الفرنج إلى الديار المصرية وبلغ ذلك أسد الدين شيركوه استأذن الملك نور الدين محمود في الذهاب إليها وكان كثير الحنق على الوزير شاور فأذن له وسار ومعه ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب..
• لما بلغ الوزير شاور قدوم أسد
الدين والجيش معه بعث إلى الفرنج فجاءوا إليه وبلغ أسد الدين ذلك من شأنهم وأن معهم ألف فارس فاستشار من معه من الأمراء فكلهم أشار عليه بالرجوع إلى نور الدين إلا أميرًا واحدًا يقال له شرف الدين برغش فإنه قال من خاف القتل والأسر فليقعد في بيته عند زوجته ومن أكل أموال الناس فلا يسلم بلادهم على العدو وقال مثل ذلك صلاح الدين فعزم الله لهم فساروا نحو الفرنج فاقتتلوا قتالاً عظيمًا قتلوا من الفرنج مقتلة عظيمة وهزموهم.
تعاونهم مع الفرنجة لانتزاع الإسكندرية من صلاح الدين
• أسد الدين شيركوه لما أظفره الله بالفرنجة بمصر برغم خيانة الخونة رأى أن يفتح الإسكندرية ففتحها واستناب عليها صلاح الدين ثم توجه إلى الصعيد فملكه
• عندئذ اتفق الفاطميون مع الفرنجة على حصار الإسكندرية لانتزاعها من يد صلاح الدين في أثناء غياب أسد الدين شيركوه فامتنع فيها صلاح الدين أشد الامتناع لكن ضاقت عليهم الأقوات والحال جدًّا فسار إليهم أسد الدين شيركوه فصالحه الوزير شاور عن الإسكندرية بخمسين ألف دينار فأجابه وخرج منها وسلمها للمصريين ثم عاد إلى الشام وقرر شاور للفرنجة على مصر في كل سنة مائة ألف دينار وأن يكون لهم حامية بالقاهرة
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
الحلقة السادسة 6⃣
هذه الحلقة الاخيرة من خيانات الدولة الفاطمية التي تناولناها في ثلاث حلقات ماضية .
خيانة الطواشي
• لما طغت الفرنجة بالديار المصرية عندما جعل لهم شاور حامية بالقاهرة وتحكموا في البلاد والعباد استنجد الخليفة الفاطمي العاضد بنور الدين محمود أن ينقذه ونساءه من أيدي الفرنجة وكان الفاطميون هم الدين مكنوا لهم وكاتب شاور الفرنجة وصالحهم على مال جزيل ثم جاءت جيوش نور الدين بقيادة أسد الدين شيركوه وصلاح الدين واستقر لهم ملك الديار المصرية.
• قام الطواشي مؤتمن الخلافة الفاطمية بالكتابة من دار الخلافة بمصر إلى الفرنجة ليقدموا إلى الديار المصرية ليخرجوا منها الجيوش الإسلامية الشامية ولكن حامل الكتاب لقيه في الطريق من أنكر حاله فحمله إلى صلاح الدين فقرره فأخرج الكتاب وانكشفت المؤامرة فأمر بقتل الطواشي فثار له خدم القصر من السودان كانوا نحو خمسين ألفا وقاتلوا جيش صلاح الدين بين القصرين فهزمهم وأخرجهم من القاهرة وقتل منهم خلقا.
بين المعز والإمام أبو بكر النابلسي :
• كان يدعي إنصاف المظلوم من الظالم ويفتخر بنسبه وأن الله رحم الأمة بهم وهو مع ذلك متلبس بالرفض ظاهرًا وباطنًا.
• أحضر بين يديه الزاهد العابد الورع أبو بكر النابلسي فقال له المعز بلغني عنك أنك قلت لو أن معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ورميت المصريين بسهم؟
فقال النابلسي: ما قلت هذا فظن أنه رجع عن قوله فقال له كيف قلت؟ قال قلت ينبغي أن نرميكم بتسعة ثم نرميهم بالعاشر قال: ولم؟ قال: لأنكم غيرتم دين الأمة وقتلتم الصالحين وأطفأتم نور الإلهية وادعيتم ما ليس لكم.
فأمر بإشهاره في أول يوم ثم ضرب في الثاني بالسياط ضربًا شديدًا مبرحًا ثم أمر بسلخه وهو حي وفي اليوم الثالث جيء بيهودي فجعل يسلخه وهو يقرأ القرآن قال اليهودي فأخذتني رقة عليه فلما بلغت تلقاء قلبه طعنته بالسكين فمات رحمه الله فكان يقال له الشهيد.
نهاية الدولة الفاطمية(العبيدية):
• الدولة الفاطمية ملكت 280سنة كان أول من ملك منهم المهدي وكان من سلمية حدادًا اسمه عبيد وكان يهوديًّا فدخل بلاد المغرب وتسمى بعبد الله وادعى أنه شريف علوي فاطمي وقال عن نفسه إنه المهدي.
• وآخر خلفائهم العاضد بن يوسف بن المستنصر بن الحاكم قال عنه ابن كثير: " كانت سيرته مذمومة وكان شيعيًّا خبيثًا لو أمكنه قتل كل من قدر عليه من أهل السنة.." .
كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالا وكانوا من أغنى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم وأنجس الملوك سيرة وأخبثهم سريرة ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد وكثر بأرض الشام النصرانية والدرزية والحشيشية وتغلب الفرنج على سواحل الشام بأكمله حتى أخذوا القدس ونابلس وعجلون والغور وبلاد غزة وعسقلان وكرك الشوبك وطبرية وبانياس وصور وعكا وصيدا وبيروت وصفد وطرابلس وأنطاكية وجميع ما والي ذلك إلى بلاد إياس وسيس واستحوذوا على بلاد آمد والرها ورأس العين... وبلاد شتى، وقتلوا من المسلمين خلقًا وأمما لا يحصيهم إلا الله، وسبوا ذراري المسلمين من النساء والولدان .
• حين زالت أيامهم وانتقض إبرامهم أعاد الله عز وجل البلاد كلها إلى المسلمين بحوله وقوته.
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت
💫 #المحـ4ـاضرة [خطة غزو العراق]
∫∫ الحـ٣٦ــلقة ∫∫
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
💎إيقاف التتار لحروبهم التوسعية في عهد ملكهم كيوك بن أوكيتاي ومراسلة النصارى له:
قرر كيوك بن أوكيتاي خاقان التتار الجديد أن يوقف الحملات التوسعية؛ وأن يتفرغ لتثبيت الأقدام في أجزاء المملكة الواسعة، وكانت مدة حكمه سبع سنوات من سنة ٦٣٩ إلى سنة ٦٤٦، ولم يدخل التتار في هذه السنوات السبع أي بلد جديد.
لما رأى الصليبيون في غرب أوروبا هذا النهج غير التوسعي عند كيوك تجددت آمالهم في التعاون معهم ضد المسلمين،
فأرسل البابا الكاثوليكي إنوسنت الرابع من روما سفارة برسالة إلى كيوك في منغوليا في سنة ٦٤٣هـ -والمسافة بين روما وقراقورم عاصمة منغوليا ١٢ ألف كيلو متر ذهاباً فقط- يعرض عليه التوحد مع التتار لحرب المسلمين في مصر والشام، ولم يكن من هم هذه السفارة مطلقاً أن ترفع الظلم عن نصارى أوروبا وروسيا، فهذا لم يكن في اعتبار البابا الكاثوليكي بالمرة؛ لأن معظم البلاد الأوروبية وروسيا التي سقطت كانت بلادًا أرثوذكسية،
فلما وصل الوفد الصليبي الكاثوليكي إلى قراقورم سلم رسالة البابا إنوسنت الرابع إلى كيوك بن أوكيتاي خاقان التتار، فلما قرأ كيوك رسالة البابا وجد أن البابا بالإضافة إلى طلبه توحيد العمل العسكري ضد المسلمين فهو يدعوه إلى اعتناق النصرانية، أي: أن البابا إنوسنت الرابع القضية عنده عقائدية، فهو يحارب من أجل مبدأ.
فاعتبر خاقان التتار هذا تعدياً خطيراً من البابا، إذ كيف يطلب من خاقان أعظم دولة في الأرض في ذلك الزمن أن يغير من ديانته؟ مع أن الديانة النصرانية كانت قد بدأت تتغلغل في البلاط المغولي.
فاعتبر هذا تعدياً كبيراً جداً على خاقان التتار، فرد السفارة الصليبية ورفضها إلا أن يأتي أمراء الغرب الأوروبي جميعاً -إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها- إلى منغوليا؛ لتقديم فروض الولاء والطاعة للخاقان التتري، ثم بعد ذلك يتعاونون ويتفاهمون، فرفض ملوك أوروبا هذا الطرح، وبذلك فشلت السفارة الأوروبية الأولى.
لكن البابا الكاثوليكي إنوسنت الرابع لم ييأس، فأخذ يبحث في قواد الجيش التتري في مناطق العالم المختلفة على من عنده رغبة وحمية في غزو العالم الإسلامية، فوجد ضالته في قائد المنطقة الغربية من دولة التتار بيجو الذي هو كان متمركزاً في ذلك الوقت في منطقة أذربيجان وفارس، وكان من أشهر القواد التتريين في سنة ٦٤٥،
فأرسل البابا إنوسنت الرابع رسالة جديدة إلى بيجو في فارس بعد السفارة الأولى بسنتين، وكان عنده حب شديد للعدوان والهجوم، وكان يتوسع في أراضي المسلمين، وتلقى ترحيباً كبيراً جداً من بيجو، وتوقع بيجو أن هجوم الصليبيين على الشام ومصر سوف يشغل المسلمين في هذه المناطق عن الدفاع عن الخلافة العباسية، وبذلك يستطيع أن يتقدم داخل أراضي العراق، ولكنه لم يكن عنده الصلاحيات الكافية لإجراء المعاهدات والمفاوضات مع إنوسنت الرابع أو غيره، فاتصل بـ كيوك، ولكنه كان ما زال على رأيه في عدم التوسع، ومصراً على قدوم ملوك أوروبا إلى قراقورم لتقديم فروض الولاء والطاعة، ففشلت أيضاً هذه السفارة الثانية.
وفي هذا الوقت كان لويس التاسع ملك فرنسا يجهز الحملة الصليبية المشهورة على مصر، والمعروفة بالحملة الصليبية السابعة، وكان متمركزاً في جزيرة قبرص؛ لتجميع الجيوش الفرنسية وغيرها لغزو بلاد الإسلام، وذلك في سنة ٦٤٦ من الهجرة، يعني: بعد سنة من السفارة الصليبية إلى بيجو، ولم ينقطع أمله بعد في التعاون مع التتار،
فأرسل سفارة صليبية ثالثة من قبرص إلى منغوليا لـ كيوك يعرض عليه من جديد التعاون، وزود هذه السفارة بالهدايا الثمينة وغيرها، فوصلت هذه السفارة إلى العاصمة التترية قراقورم، فوجدت أن كيوك قد مات سنة ٦٤٦، وتولى الحكم بعده أرملته أوغول قيميش؛ لأن أولاده الثلاثة كانوا صغاراً جداً لا يصلحون للحكم، فتولت الوصاية عليهم، وبالتالي تولت حكم التتار ثلاث سنوات من سنة ٦٤٦هـ إلى سنة ٦٤٩هـ،
فتوجهت السفارة الصليبية الثالثة المرسلة من لويس التاسع إلى ملكة التتار، فاستقبلتها بحفاوة، ولكنها اعتذرت عن إمكانية التعاون مع السفارة الصليبية؛ لأنها مشغولة بالمشاكل الضخمة التي طرأت في مملكة التتار نتيجة موت كيوك،
بالإضافة إلى أن عامة قواد جيوش التتار وقواد المدن لم يكونوا موافقين ببساطة على أن يحكم دولة التتار امرأة، فدولة التتار تعتمد في الأساس على البطش والإجرام والقوة، وكانت الأوضاع غير مستقرة في منغوليا وفي غيرها من البلاد، فمطلوب أن يتولى القيادة رجل حازم، فردت السفارة الصليبية الثالثة وعادت دون نتيجة تذكر.
ومع ذلك أصر لويس التاسع على الحرب وغزا بالفعل مصر ونزل سنة ٦٤٧ في دمياط واحتلها، وبدأت الحملة الصليبية السابعة،
#يتبع....👇
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للاشتراك تيليجرام
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت
🎗المحـ6ـاضرة [سقوط سوريا ]
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحاضرة السادسة_سقوط سوريا
اجتاح التتار العراق وبلاد الشام في زمن يسير، ساعدهم على ذلك تعاون بعض أمراء المسلمين الخونة معهم، وكذلك تحالف النصارى، وتفرق المسلمين فيما بينهم، وعدم وجود روح الأخوة بين الشعوب المسلمة لمساعدة إخوانهم المحاصرين.
💎أهم العنواين الرئيسية :
-موالاة أمراء المسلمين للتتار
-حصار التتار لمدينة ميافارقين
-أسباب قعود الشعوب المسلمة عن نصرة المسلمين المحاصرين في ميافارقين
-موقف الناصر يوسف من حصار ميافارقين
-رسالة هولاكو إلى الناصر يوسف
-دعوة الناصر يوسف للجهاد ضد التتار
-ازياد قوة العلاقة بين التتار والنصارى
-محاصرة هولاكو لحلب
-سقوط ميافارقين ومقتل أميرها
-استسلام حلب للتتار
-تقليد هولاكو إمارة حلب للأشرف الأيوبي
-جمع هولاكو لإمراء المناطق الموالين له
-استسلام حماة للتتار
-توجه التتار إلى دمشق
-استسلام دمشق للتتار
-موت منكوخان زعيم التتار
-دخول التتار لمدينة دمشق
-تسلط النصارى في دمشق
-احتلال التتار لفلسطين
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للاشتراك تيليجرام
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين _جالوت
🎗 #المحـ6ـاضرة [سقوط سوريا ]
∫∫ الحـ٥٧ــلقة ∫∫
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
💎حصار التتار لمدينة ميافارقين:
ظهرت مشكلة أمام هولاكو، وهي أن أحد الأمراء الأيوبيين رفض أن يرضخ له، ورفض أن يعقد معاهدات السلام مع التتار، وقرر أن يجاهدهم حتى النهاية،
فاعتبر هولاكو أن هذا الرجل إرهابي، يريد زعزعة الاستقرار في المنطقة، ولا شك أن هولاكو قال: إنه يعلم أن هذا الرجل لا يمثل دين الإسلام؛ لأن الإسلام دين السماحة والرحمة والحب والسلام، وهولاكو ليس عنده أي اعتراض على الإسلام، ولكنه معترض على هذا الذي يريد زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وهذا الأمير المسلم الذي ظل محتفظاً بمروءته وكرامته ودينه، هو (الأمير الكامل محمد الأيوبي) رحمه الله أمير منطقة ميافارقين وهي تقع الآن في شرق تركيا إلى الغرب من بحيرة وان، وجيوش الكامل محمد رحمه الله كانت تسيطر على شرق تركيا، بالإضافة إلى منطقة الجزيرة، وهي المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات من جهة الشمال، فهذا الرجل كان يسيطر على شرق تركيا، وعلى الشمال الغربي من العراق، والشمال الشرقي من سوريا.
كان هولاكو يريد احتلال سوريا، فكان عليه أن يجتاز منطقة الجزيرة الواقعة تحت سيطرة الكامل محمد رحمه الله، وأن يمر في شمال العراق، وعلى الرغم من خنوع وخضوع معظم أمراء المنطقة، إلا أن إخضاع إمارة ميافارقين بالقوة أصبح أمراً لازماً،
ومدينة ميافارقين حصينة جداً، وتقع بين سلسلة جبال الأسود، واحتلالها صعب جداً، وكان هولاكو لا يريد أن يدع أي شيء للمفاجآت، فحتى يخرج من هذا المأزق بدأ بالطرق السهلة وغير المكلفة، فحاول إرهاب الكامل وإقناعه بالتخلي عن فكرة الجهاد الطائشة،
فأرسل إليه رسولاً يدعوه فيه إلى التسليم غير المشروط، والدخول فيما دخل فيه غيره، فكل الأمراء الذين حوله قد استسلموا، وهو المعارض الوحيد؛
وقد كان هولاكو في منتهى الذكاء في اختيار الرسول، فلم يرسل رسولاً تترياً، وإنما أرسل رسولاً عربياً نصرانياً اسمه قسيس يعقوبي، فهذا الرسول من ناحية يستطيع التفاهم مع الكامل محمد بلغته، وأن ينقل إليه أخبار هولاكو وقوته وبأسه،
ثم هو من ناحية أخرى نصراني فيلفت بذلك نظر الكامل محمد إلى أن النصارى متعاونون مع التتار، وهذا الأمر خطير بالنسبة للكامل محمد جداً، وله بعد إستراتيجي في منتهى الأهمية؛
لأن إمارة ميافارقين الواقعة في شرق تركيا يحدها شرقاً مملكة أرمينيا النصرانية، وهي متحالفة مع التتار، ويحدها من الشمال الشرقي مملكة الكرج النصرانية، وهي أيضاً متحالفة مع التتار،
فإذا ما اعترض الكامل محمد رحمه الله على هولاكو فإنه سيصبح كالجزيرة المحصورة في خضم هائل من المنافقين والمشركين والنصارى، وسيحاصر من كل الجهات،
فمن الشرق سيحاصر بمملكة أرمينيا النصرانية، ومن الشمال الشرقي بمملكة الكرج النصرانية، التي هي جورجيا الآن، ومن الجنوب الشرقي بإمارة الموصل العميلة للتتار، فالجانب الشرقي كله محاط بعملاء وبنصارى، وفي الغرب إمارات السلاجقة العميلة للتتار أيضاً، ففي وسط وغرب تركيا كيكاوس الثاني وقلج أرسلان الرابع، وهما عميلان للتتار، ومن الجنوب الغربي إمارة حلب الخاضعة للناصر يوسف الأيوبي، وهي عملية للتتار أيضاً،
فلا يوجد أي منفذ للكامل محمد من أي طريق، سواءً من بلاد المسلمين أو من بلاد النصارى، وفوق كل هذا فجيش التتار سيأتي لمحاصرة المنطقة، فالموقف في منتهى الخطورة.
ولكن الكامل محمد رحمه الله أمسك الرسول النصراني قسيس يعقوبي وقتله، وقد كانت الأعراف تقضي ألا يقتل الرسل، ولكن الكامل محمد قام بذلك؛ ليكون إعلاناً رسمياً للحرب على هولاكو، وكنوع من شفاء الصدور للمسلمين؛ انتقاماً من ذبح مليون مسلم منذ أيام؛ ولأن التتار ما احترموا أعرافاً في حياتهم، وكان قتل قسيس يعقوبي رسالة واضحة من الكامل محمد إلى هولاكو،
فأدرك هولاكو فوراً أنه لن يدخل الشام إلا بعد القضاء على الكامل محمد تماماً، فاهتم هولاكو جداً بهذا الموضوع، فهذا أول صحوة في المنطقة، ولم يضيع الوقت، بل جهز بسرعة جيشاً كبيراً جداً، ووضع على رأسه ابنه( أشموط) بن هولاكو مباشرة، فتوجه الجيش التتاري إلى ميافارقين مباشرة بعد أن فتح له أمير الموصل العميل بدر الدين لؤلؤ أرضه للمرور، فحاصر جيش التتار ميافارقين حصاراً شديداً،
وكما هو متوقع جاءت جيوش مملكتي أرمينيا والكرج لتحاصر ميافارقين من الناحية الشرقية، وكان بداية الحصار الشرس في شهر رجب سنة (٦٥٦ هـ)، أي: بعد حوالي أربعة أشهر من تدمير بغداد، فصمدت المدينة الباسلة
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للاشتراك تيليجرام
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت
🎗 #المحـ6ـاضرة [سقوط سوريا ]
∫∫ الحـ٥٨ــلقة ∫∫
- - - - - -
💎أسباب قعود الشعوب المسلمة عن نصرة المسلمين المحاصرين في ميافارقين:
أنا لا أتعجب كثيراً من فعل الأمراء المسلمين؛ لكونهم خونة مطلقاً، ولكني أتعجب من رد فعل الشعوب، فأين كانت الشعوب في هذه البلاد المسلمة؟
فقد كان هناك من تربطه صلات رحم بأولئك الذين يعيشون في ميافارقين، فحتى الفطرة تقضي عليهم أن يساعدوهم، وأن يمدوهم بالطعام والسلاح والدواء، وإذا كان الحكام على هذه الصورة الوضيعة من الأخلاق، فلماذا سكتت الشعوب، ولم تتحرك لنجدة إخوانهم في الدين والعقيدة، بل وإخوانهم في الدم والنسب كما ذكرنا؟
لقد سكتت الشعوب، وسكوتها مرده إلى أمور خطيرة:
📌أولاً: لم تكن الشعوب تختلف كثيراً عن حكامها، فقد كانت تحب الحياة، أي حياة وبأي صورة.
📌ثانياً: كانت هناك عمليات غسيل مخ مستمرة لكل شعوب المنطقة، فالحكام والوزراء وعلماء الحكام، كانوا يقنعون الناس بحسن سياسة الحكام وحكمة إدارتهم، ولا شك أن هؤلاء الحكام أيضاً كانوا يلومون الكامل محمد على تهوره ودفاعه عن كرامته ودينه وكرامة شعبه، بل وعن كرامة المسلمين جميعاً،
ولا شك أنهم كانوا يقولون مثلاً: أما آن للكامل محمد أن يتنحى ليجنب شعبه ويلات الحروب ودمارها؟ ومنهم من يقول: لو سلم الكامل محمد أسلحته لانتهت المشكلة، ولكنه يخفي أسلحته عن عيون الدولة الأولى في الأرض التتار، وهذا خطأ يستحق إبادة شعب ميافارقين بكامله.
ولا شك أن هولاكو كان يرسل برسائل يقول فيها: إنه ما جاء إلى هذه المدينة المسالمة ميافارقين إلا لإزاحة الكامل محمد عن الحكم، وأما شعب ميافارقين فليس بينه وبينهم عداء، ونريد أن نتعايش سلمياً إلى جوار بعضنا البعض، وعمليات غسيل المخ المستمرة تهدئ من حماسة الشعوب، وتقتل المروءة والنخوة.
📌ثالثاً: من لم تقنعه الكلمات والخطب والحجج والبراهين، فالإقناع له يكون بالسيف، وقد تعودت الشعوب في هذه المناطق على القهر والبطش والظلم من الولاة، وتعودوا على الكراهية المتبادلة بين الحكام والمحكومين، وعلى الظلم.
في ظل هذه الملابسات المخزية والأوضاع المقلوبة نستطيع أن نفهم كيف تم حصار إمارة ميافارقين، وتعرض شعبها المسلم للموت أحياء، ولم يتحرك لها حاكم ولا شعب من الإمارات الإسلامية المجاورة جداً لها.
💎موقف الناصر يوسف الأيوبي من حصار ميافارقين:
إذا كنا نفهم الخزي والعار الذي كان عليه أمير الموصل وأمراء السلاجقة، فإننا لا نستطيع أن نتخيل الخزي والعار الذي وصل إليه الناصر يوسف الأيوبي حاكم حلب ودمشق، فقد كانت تربطه بـ الكامل محمد علاقات في منتهى الأهمية فوق علاقات الدين والعقيدة، والجوار، وبينهما علاقات إستراتيجية هامة جداً
فإمارة ميافارقين تقع شمال شرق حلب، ولو سقطت فإن الخطوة القادمة للتتار مباشرة حلب، وفوق كل هذه الأمور فهناك علاقات الدم والرحم، فكلا الأميرين من الأيوبيين، وعهدهما قريب جداً بجدهما البطل الإسلامي العظيم صلاح الدين الأيوبي، فلم يمر على وفاته إلا (٧٠) سنة فقط، فقد توفى سنة (٥٨٩هـ)، ووقفاته ضد أعداء الأمة لا تنسى،
فكيف يكون الحفيد الناصر يوسف بهذه الصورة المخزية؟ فليس هناك للناصر يوسف أي مبررات للتخاذل عن نصرة ميافارقين، لا من ناحية الشرع ولا من ناحية العقل.
سبحان الله، {وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ} [النحل:٨]
طلب الأمير الكامل محمد رحمه الله من الناصر يوسف الأيوبي إمداده، بالغذاء والسلاح والأدوية
ولكن الناصر يوسف الأيوبي رفض رفضاً قاطعاً صريحاً، ولم يتردد أو يفكر، فقد باع كل شيء واشترى ود التتار، وما علم وقت أن فعل ذلك أن التتار لا عهد لهم ولا أمان، حتى لو صدق التتار في عهودهم أيبيع المسلمين للتتار ولو بكنوز الدنيا؟! ولكنه هكذا فعل.
💎تغيير العلاقة بين هولاكو والناصر يوسف الأيوبي:
لم يكتف الناصر يوسف بمنع المساعدة عن الكامل محمد ولا في المشاركة في حصار ميافارقين، بل أرسل رسالة إلى هولاكو مع ابنه العزيز -الذي حاصر بغداد مع جيش التتار ليساعد في إسقاطها- يطلب منه أمراً عجيباً في هذا التوقيت الغريب
فقد طلب من هولاكو أن يعينه بفرقة تترية للهجوم على مصر والاستيلاء عليها من المماليك؛
في هذه الظروف يطلب الناصر يوسف من التتار الهجوم على مصر! ولم ينس الناصر يوسف أن يحمل ابنه العزيز بالهدايا الثمينة والتحف النفيسة إلى صديقه الجديد هولاكو،ولكن {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر:٤٣]، وعلى نفسها جنت براقش
فقد استكبر هولاكو أن يرسل الناصر يوسف ابنه العزيز ولا يأتي بنفسه، فكل الأمراء جاءوا بأنفسهم إلا هو
وأيضاً فقد رأى هولاكو أن هناك مشكلة كبيرة جداً: فكيف يطلب مساعدة هولاكو في فتح مصر للناصر فـ هولاكو يريدكل شيء له، فلاحظ أن الناصر يوسف بدأ يرى نفسه، وهولاكو لا يريد أحداً مطلقاً إلى جواره.
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للاشتراك تيليجرام
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت
🎗 #المحـ6ـاضرة [سقوط سوريا ]
∫∫ الحـ٦٢ــلقة ∫∫
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
💎محاصرة هولاكو لحلب:
وصل هولاكو إلى حلب في المحرم من سنة (٦٥٨هـ)، وحاصرت الجيوش التترية المدينة المسلمة من كل الجهات، فرفضت التسليم، مع أن زعيمها (الناصر يوسف) غير موجود فيها، وهو على بعد (٣٠٠) كيلو متر منها.
وتزعم المقاومة فيها(توران شاه)
عم الناصر يوسف الأيوبي، وهو غير توران شاه التابع لمصر، فهذا سيأتي ذكره إن شاء الله في الدرس القادم، وكان تورانشاه هذا شيخاً كبيراً، ولكنه كان مجاهداً بحق، وليس كابن أخيه.
نصبت المجانيق التترية حول مدينة حلب، وبدأ القصف المتوالي من التتار على المدينة، ولم يفكر أبداً الناصر يوسف في إرسال أي مساعدة لأهل حلب، مع أنها كانت من أهم المدن التي يملكها الناصر يوسف.
💎سقوط ميافارقين أثناء حصار هولاكو لحلب ومقتل الكامل أمير ميافارقين:
في أثناء حصار حلب، والشعب يحاول رد بأس التتار، وصل خبر أليم مفجع إلى المسلمين في حلب، وهو أنه قد سقطت مدينة ميافارقين، ودخلت جيوش التتار الهائلة داخل المدينة بعد حصار بشع استمر عاماً ونصف عام متصلاً بالنضال والكفاح والجهاد، دون أن تتحرك نخوة في قلب أمير من الأمراء أو ملك من الملوك، مدة (١٨) شهراً والناصر والأشرف والمغيث وغيرهم من الأسماء الضخمة يراقبون الموقف ولا يتحركون، ولما سقطت المدينة الباسلة استبيحت حرماتها تماماً، وجعلها أشموط بن هولاكو عبرة لكل بلد تقاوم في هذه المنطقة، فقد قتل أشموط كل سكان ميافارقين، واحتفظ منهم بالأمير الكامل محمد رحمه الله حياً؛ ليزيد من عذابه، وذهب به إلى أبيه السفاح هولاكو وهو في حصار مدينة حلب وسلمه إياه.
فاستجمع هولاكو كل شره في الانتقام من الأمير البطل الكامل محمد الأيوبي رحمه الله، فقيده وصلبه، ثم بدأ يقطع أطرافه وهو حي رحمه الله، ثم أجبره على أن يأكل لحمه، فكان يدس لحمه في فمه رغماً عن أنفه، فكان يقطع من جسمه ويضعه في فمه، وظل على هذا التعذيب البشع إلى أن أذن الله عز وجل للروح المجاهدة أن تصعد إلى بارئها، {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:١٦٩ - ١٧١].
قتل الكامل محمد الذي قاوم كما قتل الخليفة المستعصم بالله الذي سلم دون مقاومة، ولكن شتان بين من مات رافعاً رأسه ممسكاً بسيفه، ومن مات ذليلاً منكسراً مطأطأ رأسه رافعاً يده بالتسليم، وشتان بين من مات بسهم في صدره مقبلاً، ومن مات بسهم في ظهره مدبراً.
والكامل محمد رحمه الله مات في الموعد الذي حدده له رب العالمين، لم يتقدم أو يتأخر لحظة، وكذلك مات المستعصم بالله في الموعد الذي حدده له رب العالمين، لم يتقدم أو يتأخر لحظة، وكذلك سيموت الناصر يوسف الأيوبي الذي خان الأمة بكل أنواع الخيانة في الموعد الذي حدده له رب العالمين، لن يتأخر أو يتقدم لحظة، ولن يطيل الجبن عمراً، ولن تقصره الشجاعة، ولكن أين اليقين؟
استشهد البطل الأمير الكامل محمد الأيوبي، والذي كان بمثابة شمعة مضيئة في عالم كبير جداً من الظلام، وقطع السفاح هولاكو رأسه ووضعه على رمح، وأمر أن يطاف برأسه في كل بلاد الشام، وذلك ليكون رعباً لكل المسلمين، وانتهى المطاف بالرأس بعد ذلك إلى دمشق، وعلِّقَت رأسه فترةً على أحد أبواب دمشق وهو باب الفراديس، ثم انتهى به المقام أن دفن في أحد المساجد، والذي عرف بعد ذلك بمسجد الرأس.
ونسأل الله أن يكون من أهل الجنة.
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للاشتراك تيليجرام
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت
🎗 #المحـ6ـاضرة [سقوط سوريا ]
∫∫ الحـ٦٣ــلقة ∫∫
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
💎استسلام حلب للتتار:
اشتد القصف التتري على حلب، وزادت حماسة التتار جداً بقتل الكامل محمد وسقوط ميافارقين، وفي ذات الوقت خارت قوى المسلمين نتيجة الضرب المكثف، وهبوط المعنويات لمقتل الأمير البطل الكامل محمد رحمه الله.
واستمر الحصار التتري لمدينة حلب سبعة أيام فقط، ثم أعطى التتار الأمان لأهلها إذا فتحوا الأبواب دون مقاومة كعادة التتار،
ولكن زعيمهم( توران شاه)قال لهم: إن هذه خدعة، التتار لا أمان لهم ولا عهد، ولكن الشعب الحلبي كان قد أصيب بالإحباط الشديد من كل شيء، من سقوط ميافارقين، وعدم مساعدة أميرهم الناصر يوسف لهم وتركهم دون مساعدة، وجلوسه على بعد (٣٠٠) كيلو متر هو والجيش الأصلي الذي كان مفروضاً عليه الدفاع عن حلب، ولم تساعدهم أي مدينة مجاورة لهم، وهم خذلوا قبل ذلك ميافارقين، كما تدين تدان.
فهذا الإحباط قاد الشعب إلى الرغبة في التسليم، واتجه عامتهم إلى فتح الأبواب لـ هولاكو، لكن قائدهم (توران شاه)وبعض المجاهدين رفضوا، واعتصموا بالقلعة داخل المدينة.
انهمرت جيوش التتار داخل مدينة حلب، وما إن سيطروا على محاور حلب حتى ظهرت النوايا الخبيثة، ووضح لشعب حلب ما كان واضحاً من قبل لمجاهدهم البطل توران شاه، ولكن للأسف كان هذا الإدراك متأخراً جداً،
فقد أصدر هولاكو أمراً واضحاً بقتل المسلمين في حلب وترك النصارى، وهذه ولاشك خيانة متوقعة، والخطأ هو خطأ الشعب الذي بنى قصوراً من الرمال على الرمال، وهكذا بدأت المذابح البشعة في رجال ونساء وأطفال حلب، وتم تدمير المدينة تماماً.
💎تقليد هولاكو إمارة حلب للأشرف الأيوبي:
استقر الوضع لـ هولاكو في حلب، وخمدت كل مقاومة، وهدمت كل الأسوار والقلاع، فأراد الانتقال إلى مكان آخر في الشام، فاستقدم الأشرف الأيوبي أمير حمص، وهو ممن والى هولاكو قبل ذلك، فأظهر له هولاكو كرماً غير عادي، وأعطاه إمارة مدينة حلب إلى جوار مدينة حمص؛ وذلك ليضمن ولاءه التام له،
ولكنه وضع عليه إشرافاً تترياً دقيقاً من بعض قادة الجند التتر، فأصبح الأمير الأشرف الأيوبي وكأنه الحاكم الإداري للمدينة، يعني: أصبح صورة حاكم أمام الشعب، بينما كان الحاكم الفعلي هو الحاكم العسكري التتري لحلب، فهو الذي بيده كل مقاليد السلطة والحكم والقوة.
بعد إسقاط مدينة حلب اتجه هولاكو إلى الغرب، وذهب إلى حصن حارم المسلم والذي يقع على بعد حوالي (٥٠) كيلو متر من حلب، وحاصره ثم اقتحمه وذبح كل من فيه.
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للاشتراك تيليجرام
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_الخلفاء_الراشدين
[الـحــ17ــلـقـة]
💫اجتماع المحكمين في دومة الجندل:
جاء شهر رمضان سنة (37هـ), فأرسل عليُّ بن أبي طالب إلى دومة الجندل 400 فارس, معهم أبو موسى الأشعري, وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما, وأمَّر عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ على الصلاة. وأرسل معاوية 400 فارس إلى أرض دُومَة الجندل، معهم عمرو بن العاص ، وكان معهم من رءوس الناس عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما، والمغيرة بن شعبة ، وكان معهم أيضًا عبد الله بن عمر بن الخطّاب ، ولم يكن مع معاوية في القتال، ولكنه كان ممن اعتزل الفتنة، وإن كان يرى أن عليًّا على الحقِّ, وإنما كان حينئذٍ في الشام، فجاء مع الوفد الذي أرسله معاوية للتحكيم. وقد تمَّ اختيار دُومَة الجندل للتحكيم؛ لأنها تقع في مسافة متوسِّطة بين الكوفة، والشام فهي على بُعْد تسع مراحل من كلٍّ منهما.
وتجمَّع المسلمون على اتِّفاق خلاصته أنهم سيلتقون تارة أخرى في العام المقبل بدُومَة الجندل, وحتى هذا العام يظلُّ لكل من عليٍّ ومعاوية رضي الله عنهما ما تحت أيديهم من بلاد المسلمين، إلا أن الخوارج -عليهم من الله ما يستحقُّونه-لم يَرُقْهم هذا الأمر, ولم يرضَوْا بالتحكيم, بل اشتدَّ أمرهم وخطرهم أكثر, وبلغ بهم الأمر لدرجة تكفير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب , واستباحة دمه، هو وكل مَن رضي بالتحكيم.
جمَّع الخوارج قواهم في مكان يُسمَّى النهروان, وقرَّروا الخروج إلى المدائن في شمال شرق الكوفة, لكنهم غيَّروا وجهتهم لقوَّة المدائن ومَنْعَتِها واتَّجهوا إلى مكان آخر قريب من الكوفة، وبدءوا يعيثون في الأرض فسادًا فيقطعون الطرق, ويقتلون المسلمين بحجة أن من رضي بالتحكيم فهو كافر مرتدٌّ يجب قتله، وقتلوا عبد الله بن خباب بن الأرتِّ, وقتلوا زوجته مع أنها كانت حاملاً.
💫موقعة النهروان:
فلما زاد فُحشهم وكثرت جرائمهم قرَّر عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه، أن يقاتلهم, فخرج لهم بجيش كبير, ولكنه قبل أن يدخل معهم في قتال أراد أن يجنِّب المسلمين شرَّ القتال بعد ما حدث في موقعتي الجمل وصفِّين, التي قُتِلَ فيهما أعداد كبيرة من المسلمين, فأرسل إليهم مَن يدعوهم للعودة إلى طاعة أميرهم, يحكم بينهم فيَقْتُل مَنْ قَتَل أحدًا من المسلمين, ويعفو عن مَنْ لم يقتل، ولكنهم لم يرتدعوا, ولم يتراجعوا, بل أصرُّوا على موقفهم, وكان عددهم لا يتجاوز أربعة آلاف رجل, وبدأ القتال بين الفريقين, وثبتوا ثباتًا عجيبًا حتى قُتل منهم ستمائة, وجُرح أربعمائة, وبعد انتهاء المعركة سريعًا, سلَّم علي بن أبي طالب الأربعمائة إلى ذويهم ليداووهم, وردَّ أسلابهم, وأعطاهم فرصة أخرى للتوبة, وسُمِّيت هذه المعركة معركة النهروان (38هـ).
أما في الشام فكان الوضع مختلفًا,؛ فجيش معاوية يطيعه تمامًا, ولم يكن هناك أي حالة خروج عليه , كأن هذا ابتلاء من الله تعالى لعلي بن أبي طالب .
💫استشهاد علي رضي الله عنه،
لم يكفَّ الخوارج الخروج على عليٍّ وقتاله, بل تآمروا على قتله أيضًا!! فاجتمع ثلاثة منهم على مؤامرة قتل الثلاثة الذين قاموا بالتحكيم, وهم (عليٌّ، وعمرو، ومعاوية رضي الله عنهم), وكان هؤلاء الثلاثة هم: عبد الرحمن بن ملجم الكندي, والبرك بن عبد الله التميمي, وعمرو بن بكر التميمي, وتواعد ثلاثتهم على يوم واحد هو يوم السابع عشر من شهر رمضان لتنفيذ مخطَّطهم، وانتظر عبد الرحمن بن ملجم فجر اليوم الموعود (17 من رمضان سنة 40هـ) حتى خرج عليُّ بن أبي طالب من بيته لصلاة الفجر, وأخذ يمرُّ على الناس يوقظهم للصلاة, وكان لا يصطحب معه حُرَّاسًا, حتى اقترب من المسجد فضربه شبيب بن نجدة ضربة وقع منها على الأرض, لكنه لم يمُتْ منها, فأمسك به ابن ملجم, وضربه بالسيف المسموم على رأسه, فسالت الدماء على لحيته، ومات شهيدًا ، في حين فشل الآخرون في قتل معاوية وعمرو بن العاص.
💫الحسن خليفة للمسلمين:
لما استُشهد عليُّ بن أبي طالب اجتمع أهل العراق، وبايعوا الحسن بن عليٍّ رضي الله عنهما؛ ليكون خليفةً للمسلمين، فكان ورعًا تقيًّا عالمًا مجاهدًا، حيث جاء قيس بن سعد بن عبادة -وكان تحت إمرته على أَذْرَبِيجَان أربعون ألف مقاتل كلهم قد بايع عليًّا على الموت قبل استشهاده- فجاء يقول للحسن : امددْ يدك نُبَايِعْك. فلم يردَّ عليه الحسن، ولم يرضَ بهذا الأمر، ولم يكن يريده؛ لأنه يعلم أن وراءه الدماء الكثيرة، ولكن مع إصرار قيس بن سعد بن عبادة قَبِل البيعة (17 من رمضان سنة 40هـ)، وهو يوم واستشهاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
أمَّا أهل الشام فبعد استشهاد عليِّ بن أبي طالب لم يجدوا بديلاً لخلافة المسلمين غير معاوية بن أبي سفيان ، فبويع بالخلافة من قِبَل أهل الشام، وأصبح للمسلمين -ولأول مرَّة- خليفتان؛ أحدهما في الشام، والآخر في العراق، وهذا لا يستقيم شرعًا، ولا يصحُّ في الإسلام، بل ينبغي أن يكون للمسلمين خليفة واحد، يسمع له الجميع ويطيع.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
https://telegram.me/gghopff55
#مختصر_الحملات_الصليبية
💎[الـحـ2ـلـقـة]
وعندما وصل “بطرس الناسك” الذي كان يمتطي حماره في مقدمة جيشه إلى مدينة “نيش” التي تقع على الحدود البيزنطية خاف قائد الحامية البيزنطية على مدينته من التصرفات الحمقاء لهذه الجموع، فاتخذ تدابير لمواجهتهم عند الضرورة بأخذ بعض الرهائن منهم، لكن الصليبيين عاودوا أعمال السلب والنهب وتخريب القرى والمدن، ولم يجد البيزنطيون بُدًّا من مهاجمة بطرس الناسك، وقتل كثير من رجاله، وأسر عدد آخر، والاستيلاء على الأموال والتبرعات التي كان الراهب قد جمعها من أغنياء غرب أوروبا، لكن ذلك لم يؤثر في مسيرة الجيش الصليبي، وسار صوب مدينة “صوفيا”، وهناك لقيه مندوبون عن الإمبراطور البيزنطي، وأبلغوا “بطرس” ومن معه باستياء الإمبراطور، وبأوامره التي تقضي بألا يمكث الصليبيون في أي مدينة بيزنطية أكثر من ثلاثة أيام.
💫على أسوار القسطنطينية
وصلت الشراذم المتبقية من حملة بطرس الناسك إلى أسوار القسطنطينية في (شعبان 489هـ = يوليو 1096م)، وأرسل الإمبراطور البيزنطي في طلب بطرس الناسك، وعرض عليه أن ينتظر بقواته خارج المدينة حتى تأتي القوات الصليبية الرئيسية في الموعد الذي حدده البابا لتجمع القوات الصليبية، لكن بطرس رفض عرض الإمبراطور ونصائحه التي أسداها إليه، وأغرته كثرة أتباعه وأنصاره.
وواصل الصليبيون أعمالهم الهمجية في القسطنطينية، وارتكبوا كثيرًا من المخازي، ومارسوا السلب والنهب، واضطر الإمبراطور البيزنطي أو أن يتخلص من هذا الشر المستطير بنقلهم بسرعة عبر المضايق إلى آسيا الصغرى، وفي الوقت نفسه كرر نصائحه للصليبيين بالتروي والانتظار عند أحد المراكز الحصينة بالقرب من “البسفور”، حتى تأتيهم الإمدادات والجيوش النظامية المدربة من الغرب، لكنهم لم ينصتوا إلى نصائحه، ولم يستطيعوا ضبط أنفسهم، والكف عن السلب والنهب، والاعتداء على المزارع والضياع والقرى والكنائس القريبة.
💫نهاية محتومة
أخذ الصليبيون يوسعون دائرة أعمالهم الهمجية، وواصلوا زحفهم إلى “نيقية” قاعدة السلطان السلجوقي “قلج بن أرسلان”، وكان عدد الصليبيين خمسة وعشرين ألفا، منهم خمسمائة من الفرسان -على أكثر تقدير-، والباقون من المشاة المعدمين الذين لا يربطهم نظام، ولا توحد صفوفهم قيادة مؤهلة، ولم يجد الأتراك السلاجقة صعوبة في الإيقاع بهذا الجيش الهمجي والإجهاز عليه تمامًا، حتى إنه لم ينج من ذلك الجمع الحاشد من الصليبيين سوى ثلاثة آلاف، وعندما وصلت أنباء هذه الهزيمة إلى الإمبراطور أرسل بعض سفنه تحمل إمدادات إلى الصليبيين، لكن ذلك كان بعد فوات الأوان، فحملت فلولهم إلى القسطنطينية وظلوا في رعاية الإمبراطور حتى وصول الحملة الرئيسية التي شاءت لها الأقدار أن تؤسس الإمارات الصليبية في الشرق، وتستولي على بيت المقدس.
وهكذا انتهت حملة الرعاع فوق تراب الشرق، وضاع الحلم الذي راودهم، وحرك فيهم مشاعر الطمع والاستمتاع بخيرات الأرض التي تفيض باللبن والعسل.. لكن الهزيمة لم تمنع من تكرار المحاولة، وبدأت سلسلة الحملات الصليبية على الشرق الإسلامي.
💎الحملة الصليبية الاولى
بعد الفشل الذي مُنيت به الحملات الرعاع الشعبية الصليبية، جاء دور الحملات الصليبية المنظمة التي يقوم عليها الفرسان والأمراء، والمزودة بالمؤن والسلاح والعتاد، وكان البابا أوربان قد حدد يوم (21 شعبان 489 هـ= 15 من أغسطس 1096م) موعدًا لرحيل الحملة، واختار القسطنطينية مكانًا لتجمع الجيوش الصليبية.
وتألفت الحملة الصليبية الأولى من أربع جماعات، واحدة منها بقيادة “جودي فري” البويوني، والثانية بقيادة “بوهيموند” النورماندي، والثالثة بقيادة “ريموند” اللوثرنجي، والرابعة بقيادة “روبرت” النورماندي.
ولما بلغوا القسطنطينية طلب منهم إمبراطورها أن يقسموا له بالولاء وإعلان التبعية له فاستجابوا له، ولم يكونوا صادقين فيما نطقت به ألسنتهم، وتعهدوا للإمبراطور البيزنطي بأنهم سيردون لدولته كل الأراضي البيزنطية، التي يتمكنون من الاستيلاء عليها من المسلمين، وتعهد الإمبراطور أن يقدم لهم يد العون والمساعدة من أجل تحقيق أهدافهم.
💫سقوط نيقية
بعد أن قضى الصليبيون بجحافلهم الجرارة في العاصمة البيزنطية أسبوعين تحت بصر الإمبراطور ورعايته، عبرت قواتهم إلى آسيا الصغرى، والتحم بهم ما بقي من حملة الرعاع التي قادها بطرس الناسك فاجتمع لهم عدد ضخم من الجند قدره المؤرخون بمليون شخص.
وتحركت تلك الجحافل الهائلة إلى مدينة نيقية، حاضرة الأمير السلجوقي “قلج أرسلان”، وضربوا حولها حصارًا شديدًا، فصمدت المدينة عشرين يومًا أمام هذا العدد الهائل، ثم سقطت في (3 رجب 490هـ= 26 من يونيو 1097م) وكان هذا أول انتصار للصليبيين في حملتهم البربرية الأولى، وما كادت تصل أنباء هذا النصر إلى أوروبا حتى عم الفرح والسرور، ونشط وصول الجند والإمدادات إلى الحملة.
#يتبع...
قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#قصة_الدولة_الزنكية
{الـحـ06ـلـقـة}
💫نور الدين محمود
ولد نور الدين محمود في (17 من شوال 511هـ = 11 من فبراير 1118م) وهو ثاني أولاد عماد الدين زنكي بعد سيف الدين غازي، وقد تأثر أبناء عماد الدين بما كان لأبيهم من خلال وفضائل، فكانوا جميعا من رجال الجهاد وفرسانه، على تفاوت في ذلك بينهم.
وبعد وفاة عماد الدين زنكي اقتسم ولداه: سيف الدين غازي ونور الدين محمود دولته، فاستقر الأول بالموصل وثبّت أقدامه بها، وانفرد الآخر بحكم حلب، وكان الحد الفاصل بين أملاك الأخوين هو نهر الخابور، وكان كلا الأخوين مؤهلا لما وجهته له الأقدار، فكان سيف الدين غازي صاحب سياسة وأناة، على حين كان نور الدين مجاهدا مخلصا جياش العاطفة صادق الإيمان، ميالا إلى جمع كلمة المسلمين وإخراج الأعداء من ديار المسلمين، مفطورا على الرقة ورهافة الشعور؛ وهو ما جذب الناس إليه، وحبب القلوب فيه.
وكان على نور الدين أن يواصل سياسة أبيه في جهاد الصليبيين، يدفعه إلى ذلك طبيعته المفطورة على حب الجهاد، وملازمته لأبيه في حروبه معهم. وقرب إمارته في حلب من الصليبيين جعله أكثر الناس إحساسا بالخطر الصليبي.
💫 الجهاد ضد الصليبيين
استهل نور الدين حكمه بالقيام ببعض الهجمات على إمارة إنطاكية الصليبية، واستولى على عدة قلاع في شمال الشام، ثم قضى على محاولة “جوسلين الثاني” لاستعادة الرها التي فتحها عماد الدين زنكي وكانت هزيمة الصليبيين في الرها أشد من هزيمتهم الأولى، وعاقب نور الدين من خان المسلمين من أرمن الرها، وخاف بقية أهل البلد من المسيحيين على أنفسهم فغادروها.
وكان نور الدين دائم السعي إلى استمالة القوى الإسلامية المتعددة في شمال العراق والشام وكسب ودها وصداقتها؛ لتستطيع مواجهة العدو الصليبي، فعقد معاهدة مع “معين الدين أنر” حاكم دمشق سنة (541هـ = 1147م) وتزوج ابنته، فلما تعرض أنر لخطر الصليبيين وكانت تربطه بهم معاهدة وحلف لم يجد غير نور الدين يستجير به، فخرج إليه، وسارا معا واستوليا على بصرى وصرخند قبل أن يقعا في يد الصليبيين، ثم غادر نور الدين دمشق؛ حتى يبعث في قلب حاكمها الأمان، وأنه لا يفكر إلا في القضاء على الصليبيين؛ فتوجه إلى حصون إمارة إنطاكية، واستولى على أرتاح وكفر لاثا وبصرفوت.
وعلى أثر ذلك ملك الرعب قلوب الصليبيين من نور الدين، وأدركوا أنهم أمام رجل لا يقل كفاءة وقدرة عن أبيه عماد الدين، وكانوا قد ظنوا أنهم قد استراحوا بموته، لكن أملهم تبدد أمام حماسة ابنه وشجاعته، وكانت سنه إذ ذاك تسعا وعشرين سنة، لكنه أوتي من الحكمة والتدبير خيرا كثيرا.
وفي سنة (542هـ = 1147م) وصلت الحملة الصليبية الثانية على الشام بزعامة لويس السابع وكونراد الثالث، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها وتعرضت لخسائر هائلة، وعجزت عن احتلال دمشق، ويرجع الفضل في ذلك لصبر المجاهدين واجتماع كلمة جيش المسلمين ووحدة صفهم، وكان للقوات التي جاءت مع سيف الدين غازي وأخيه نور الدين أكبر الأثر في فشل تلك الحملة، واستغل نور الدين هذه النكبة التي حلّت بالصليبيين وضياع هيبتهم للهجوم على إنطاكية بعد أن ازداد نفوذه في الشام، فهاجم في سنة (544هـ=1149م) الإقليم المحيط بقلعة حارم الواقعة على الضفة الشرقية لنهر العاصي، ثم حاصر قلعة إنب، فنهض “ريموند دي بواتيه” صاحب إنطاكية لنجدتها، والتقى الفريقان في (21 من صفر 544هـ= آخر يونيو 1149م) ونجح المسلمون في تحقيق النصر وأبادوا الصليبيين عن آخرهم، وكان من جملة القتلى صاحب إنطاكية وغيره من قادة الفرنج وكان فرح المسلمون بهذا النصر عظيما.
#يتبع...
〰〰〰〰〰〰〰
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
https://telegram.me/gghopff55
#خلفاء_وقادة
💫الـحـ1ـلـقـة
أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدى
〰〰〰〰〰
💫 النسب والقبيلة أبو يوسف يعقوب المنصور الموحديأبو يوسف يعقوب بن عبد المؤمن بن علي القيسي الكومي، الملقب بالمنصور الموحدي.
💫المولد والنشأة ولد سنة 554هـ، ولاه أبوه الوزارة فاستفاد من ذلك معرفة بأحوال الناس وسياسة الحكم، ولما مات أبوه اجتمع الموحدون وبنو عبد المؤمن على توليته، فبايعوه وعقدوا له الولاية ولقبوه بالمنصور[1].
💫أهم المعارك ودوره فيها (موقعة الرك) غزا أبو يوسف يعقوب بن عبد المؤمن، صاحب بلاد المغرب والأندلس، بلاد الفرنج بالأندلس؛ وسبب ذلك أن ألفنش ملك الفرنج بها، ومقر ملكه مدينة طليطلة، كتب إلى يعقوب كتابًا نسخته: باسمك اللهم فاطر السموات والأرض؛ أما بعد أيها الأمير، فإنه لا يخفى على كل ذي عقل لازب، ولا ذي لب وذكاء ثاقب، أنك أمير الملة الحنيفية، كما أنا أمير الملة النصرانية، وأنك من لا يخفى عليه ما هم عليه رؤساء الأندلس من التخاذل والتواكل، وإهمال الرعية، واشتمالهم على الراحات، وأنا أسومهم الخسف وأخلي الديار، وأسبي الذاراري، وأمثل بالكهول، وأقتل الشباب، ولا عذر لك في التخلف عن نصرتهم، وقد أمكنتك يد القدرة، وأنتم تعتقدون أن الله فرض عليكم قتال عشرة منا بواحد منكم، والآن خفف الله عنكم، وعلم أن فيكم ضعفًا، فقد فرض عليكم قتال اثنين منا بواحد منكم، ونحن الآن نقاتل عددًا منكم بواحد منا، ولا تقدرون دفاعًا، ولا تستطيعون امتناعًا. ثم حكي لي عنك أنك أخذت في الاحتفال، وأشرفت على ربوة القتال، وتمطل نفسك عامًا بعد عام، تقدم رجلاً وتؤخر أخرى، ولا أدري الجبن أبطأ بك أم التكذيب بما أنزل عليك. ثم حكي لي عنك أنك لا تجد سبيلاً للحرب لعلك ما يسوغ لك التقحم فيها، فها أنا أقول لك ما فيه الراحة، وأعتذر عنك، ولك أن توافيني بالعهود والمواثيق والأيمان أن تتوجه بجملة من عندك في المراكب والشواني، وأجوز إليك بجملتي وأبارزك في أعز الأماكن عندك، فإن كانت لك فغنيمة عظيمة جاءت إليك، وهدية مثلت بين يديك، وإن كانت لي كانت يدي العليا عليك، واستحققت إمارة الملتين، والتقدم على الفئتين، والله يسهل الإرادة، ويوفق السعادة بمنه لا رب غيره، ولا خير إلا خيره. فلما وصل كتابه وقرأه يعقوب كتب في أعلاه هذه الآية: {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لاَ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} [النمل: 37]، وأعاده إليه، وجمع العساكر العظيمة من المسلمين وعبر المجاز إلى الأندلس. وقيل: كان سبب عبوره إلى الأندلس أن يعقوب لما قاتل الفرنج سنة ست وثمانين وصالحهم، بقي طائفة من الفرنج لم ترض الصلح، كما ذكرناه، فلما كان الآن جمعت تلك الطائفة جمعًا من الفرنج، وخرجوا إلى بلاد الإسلام، فقتلوا وسبوا وغنموا وأسروا، وعاثوا فيها عيثًا شديدًا، فانتهي ذلك إلى يعقوب، فجمع العساكر، وعبر المجاز إلى الأندلس في جيش يضيق عنهن الفضاء، فسمعت الفرنج بذلك، فجمعت قاصيهم ودانيهم، وأقبلوا إليه مجدين على قتاله، واثقين بالظفر لكثرتهم، فالتقوا، تاسع شعبان، شمالي قرطبة عند قلعة رياح، بمكان يعرف بمرج الحديد، فاقتتلوا قتالاً شديدًا، فكانت الدائرة أولاً على المسلمين، ثم عادت على الفرنج، فانهزموا أقبح هزيمة وانتصر المسلمون عليهم، {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40]. وكان عدد من قتل من الفرنج مائة ألف وستة وأربعين ألفًا، وأسر ثلاثة عشر ألفًا، وغنم المسلمون منهم شيئًا عظيمًا، فمن الخيام مائة ألف وثلاثة وأربعون ألفًا، ومن الخيل ستة وأربعون ألفًا، ومن البغال مائة ألف، ومن الحمير مائة ألف. وكان يعقوب قد نادى في عسكره: من غنم شيئًا فهو له سوى السلاح؛ وأحصى ما حمل إليه منه، فكان زيادة على سبعين ألف لبس، وقتل من المسلمين نحو عشرين ألفًا. ولما انهزم الفرنج اتبعهم أو يوسف، فرآهم قد أخذوا قلعة رياح، وساروا عنها من الرعب والخوف، فملكها، وجعل فيها واليًا، وجندًا يحفظونها، وعاد إلى مدينة إشبيلية. وأما ألفنش، فإنه لما انهزم حلق رأسه، ونكس صليبه، وركب حمارًا، وأقسم أن لا يركب فرسًا ولا بغلاً حتى تنصر النصرانية، فجمع جموعًا عظيمة، وبلغ الخبر بذلك إلى يعقوب، فأرسل إلى بلاد الغرب مراكش وغيرها يستنفر الناس من غير إكراه، فأتاه من المتطوعة والمرتزقين جمع عظيم، فالتقوا في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، فانهزم الفرنج هزيمة قبيحة، وغنم المسلمون ما معهم من الأموال والسلاح والدواب وغيرها،
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#خلفاء_وقادة
💫الـحـ2ـلـقـة
السمح بن مالك الخولاني
〰〰〰〰〰〰
💫نشأته السمح بن مالك الخولانينشأ السمح بن مالك الخولاني بين ثلة من السلف الصالح ، فنهل من أخلاقهم وتربى على أيديهم، حتى صار علمًا من الأعلام، وكان من عادة بني أمية إذا أتاهم الخراج لا يضعوه في بيت المال حتى يشهد عليه عشرة من المسلمين أنه ليس غلول، وأن الجند أخذوا حقهم. ولما وصل خراج ولاية إفريقية واستحلفوا الشهود، فأقسم ثمانية ولم يشهد اثنان هما إسماعيل بن عبيد الله والسمح بن مالك الخولاني، فأعجب عمر بن عبد العزيز بنزاهتهما وكان حاضرًا في مجلس سليمان بن عبد الملك، فلما تولى أمر المسلمين استعان بهما في ولاية الأمصار، فأرسل السمح بن مالك إلى الأندلس.
💫جهاده وأهم المعارك ودوره فيها لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة استعمل على الأندلس السمح بن مالك الخولاني، وأمره أن يميز أرضها ويخرج منها ما كان عنوةً ويأخذ منه الخمس، ويكتب إليه بصفة الأندلس، وكان رأيه إقفال أهلها منها لانقطاعهم عن المسلمين. فقدمها السمح سنة مائة في رمضان، وفعل ما أمره عمر[1]. وما إن استقرت الأوضاع في الأندلس حتى عزم السمح بن مالك على الجهاد فعبأ الجيوش للغزو ونشر دين الله U طالبًا الشهادة، مشتاقًا إلى جنة الرحمن، فاخترقت جيوش السمح جبال ألبرت من الشرق، وسيطر على عدد من القواعد هناك، واستولى على "سبتمانيا" في جنوبي فرنسا، وأقام بها حكومة إسلامية، ووزع الأراضي بين الفاتحين والسكان، وفرض الجزية على النصارى، وترك لهم حرية الاحتكام إلى شرائعهم، ثم زحف نحو الغرب ليغزو "أكوتين". وكانت مملكة الفرنج حينما عبر المسلمون إلى غاليا (فرنسا) تفتك بها الخلافات والحروب بين أمرائها، غير أن الأمير "أدو" دوق أكوتين كان أقوى أمراء الفرنج في غاليا، وأشدهم بأسًا، نجح في غمرة الاضطراب الذي ساد المملكة أن يستقل بأكوتين، ويبسط نفوذه وسلطانه على جميع أنحائها في الجنوب من اللوار إلى البرنية. فلما زحف السمح بن مالك إلى الغرب ليغزو أكوتين قاومه البشكنس -سكان هذه المناطق- أشد مقاومة، لكنه نجح في تمزيق صفوفهم، وقصد إلى تولوشة أو تولوز. وفي أثناء سيره جاءت الأخبار بأن الدوق "أدو" أمير أكوتين جمع جيشًا كبيرًا لرد المسلمين، وإخراجهم من فرنسا، فآثر السمح بن مالك ملاقاة عدوه -على كثرة عددهم- عن مهاجمة تولوشة، والتقى الفريقان بالقرب منها، ونشبت بينهما معركة هائلة في (9 من ذي الحجة 102هـ/ 9 من يونيو 721م)، سالت فيها الدماء غزيرة، وكثر القتل بين الفريقين، وأبدى المسلمون -رغم قلتهم- شجاعة خارقة وبسالة وصبرًا. وتأرجح النصر بين الفريقين دون أن يحسم لصالح أحد من الفريقين، حتى سقط "السمح" شهيدًا من على جواده، فاختلت صفوف المسلمين، ووقع الاضطراب في الجيش كله، وعجز قادة الجيش أن يعيدوا النظام إلى الصفوف، وارتد المسلمون إلى "سبتمانيا"، بعد أن فقدوا زهرة جندهم، وسقط عدد من كبار قادتهم. وفاته أخذ السمح الخولاني في استكمال الفتوح في جنوب غرب فرنسا، وفي ذات الوقت أرسل يعلِّم الناس الإسلام، سواء في فرنسا أو في الأندلس، إلى أن لقي ربه شهيدًا في معركة تولوز بطرسونة يوم عرفة سنة 102هـ/ 9 من يونية 721م[2]. قالوا عنه وصفه الحميدي بحسن السيرة والعدل في قسمة الغنائم[3]. [1] ابن الأثير: الكامل في التاريخ 3/14. [2] المقري التلمساني: نفح الطيب 3/15، ابن عذاري: البيان المغرب 2/26. وذكر الحميدي في جذوة المقتبس أنه استشهد في يوم عرفة سنة 103هـ. 6/236، 237. [3] المقري التلمساني: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب 3/16.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#خلفاء_وقادة
💫الـحـ4ـلـقـة
آق سنقر البرسقي
〰〰〰〰〰〰
💫نسبه ومولده آق سنقر البرسقي
سيف الدين قسيم الدولة أبو سعيد البرسقي مولى الأمير برسق غلام السلطان طغرلبك، ترقت به الحال إلى أن ولاه السلطان محمود إمرة الموصل والرحبة، ثم ولاه شحنمكية بغداد.
💫نشأته نشأ آق سنقر البرسقي وتربى في أحضان الدولة السلجوقية فقد كان مملوكًا للسلطان طغرلبك، ومن الواضح أن لآق سنقر مميزات أهلته ليترقى من كونه مملوكًا إلى محاربًا في الجيوش إلى ان يكون واليًا على الموصل من قبل السلطان محمود السلجوقي، ويقول عنه ابن الأثير في كتابه الكامل إنه كان في خدمة السلطان محمود، ناصحًا له، ملازمًا له في حروبه كلها، ولا شك أنه هذه الصفات نشأ وتربى عليه منذ صغره.
قامت الدولة السلجوقية بدور هام في الحروب الصليبية فهي أول من تصدى لهذه الحملات التي استهدفت بلاد الشام للقضاء على الإسلام والمسلمين، فجهز السلطان محمود السلجوقي آق سنقر البرسقي إلى الموصل بعد قتل الأمير ممدود لمحاربة الصليبيين.
💫جهاده
وأهم المعارك ودوره فيها كان البرسقي كثير الحركة دائب النشاط فلم تعرف نفسه يومًا الكسل فقد كان يحارب الباطنية، وكاد أن يقضي عليهم وحار الصليبيين في الشام وكان السلطان محمود قد أمره بتجهيز نفسه إلى الموصل ليصبح واليًا ومقاتلاً للصليبيين وذلك بعد مقتل الأمير ممدود، فلم يأخذ قسطًا من الراحة بعد أن تولى ولاية الموصل بل قام بمحاربة الصليبيين ونشر العدل بين أهل الموصل، فبدأ بالدفاع عن حلب بعد أن ضايقها الفرنج بالحصار ثم عاد إلى الموصل وأقام بها إلى أن قتل. صورة "الجهاد في سبيل الله" طمعت الفرنجة وقويت نفوسهم ومنوا أنفسهم في الاستيلاء على بلاد الشام بعد أن تملكوا مدينة صور، فاستكثروا من الجموع خاصة بعد أن وصل إليهم دبيس بن صدقة صاحب الحلة، فأطمعهم طمعًا ثانيًا في بلاد الشام، وخاصة حلب ظنًّا منه أن أهل هذه البلاد على نفس مذهبه الشيعي، ومتى رأوه مالوا إليه وسلموا له البلد، فسار معه الفرنج بعد أن بذل لهم بذولاً كثيرة وصار مطيعًا لهم ونائبًا عنهم، فحاصروا حلب وقاتلوهم قتالاً شديدًا. ولقد وطن الصليبيون أنفسهم على دخول المدينة فبنوا بيوتًا تقيهم من الحر والبرد،
يقول ابن العديم: ولقد طال حصار حلب وأشرف الفرنج على الاستيلاء عليها، وبلغ بهم الضر إلى حالة عظيمة حتى أكلوا الميتات والجيف، ووقع فيهم المرض، فحكى لي والدي أنهم كانوا في وقت الحصار مطرحين من المرض في أزقة البلد، فإذا زحف الفرنج، وضرب بوق الفزع قاموا كأنما نشطوا من عقال، وقاتلوا حتى يردوا الفرنج، ثم يعود كل واحد من المرضى إلى فراشه، وما زالوا في هذه الشدة إلى أن أعانهم الله بقسيم الدولة آق سنقر البرسقي، وكان مريضًا بالحمى فعاهدهم إن عافه الله لينصرنهم، فما لبث ثلاثة أيام حتى عوفي، فأمرهم بتسليمه القلعة لنوابه، وما إن أشرف عليها حتى رحل الفرنج عنها، وهو يراهم، فأراد من في مقدمة عسكره أن يحمل عليهم، فمنعهم هو بنفسه وقال: قد كفينا شرهم، وحفظنا بلدنا منهم، والمصلحة تركهم حتى يتقرر أمر حلب ونصلح حالها، ونكثر ذخائرها، ثم حينئذ نقصدهم ونقاتلهم.
فلما رحل الفرنج خرج أهل حلب ولقوه، وفرحوا به، وأقام عندهم حتى أصلح الأمور وقررها.
ومن أهم المعارك التي خاضها مع الفرنجة معركة كفر طاب فقد جمع البرسقي عساكره وسار إلى الشام، وقصد كفر طاب وحصرها، فملكها من الفرنج، وسار إلى قلعة عزاز، وهي من أعمال حلب من جهة الشمال، وصاحبها جوسلين، فحصرها، فاجتمعت الفرنج فارسها وراجلها، وقصدوه ليرحلوه عنها، فلقيهم وضرب معهم مصافًا، واقتتلوا قتالاً شديدًا صبروا كلهم فيه، فانهزم المسلمون وقتل منهم وأسر كثير.
وكان عدد القتلى أكثر من ألف قتيل من المسلمين، وعاد منهزمًا إلى حلب، فخلف بها ابنه مسعودًا، وعبر الفرات إلى الموصل ليجمع العساكر ويعاود القتال.
كان البرسقي صاحب بأس شديد على الفرنجة وعلى الباطنية، وما استطاعوا هزيمته إلا بعد صولات وجولات وبعد أن هزمهم في كفر طاب وبعد أن أجلاهم عن حلب.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#خلفاء_وقادة
💫الـحـ4ـلـقـة
آق سنقر البرسقي
〰〰〰〰〰〰
💫وفاته قتل قسيم الدولة آق سنقر البرسقي، صاحب الموصل، بمدينة الموصل، قتلته الباطنية يوم جمعة بالجامع، وكان يصلي الجمعة مع العامة، وكان قد رأى تلك الليلة في منامه أن عدة كلاب ثارت به، فقتل بعضها، ونال منه الباقي ما آذاه، فقص رؤياه على أصحابه، فأشاروا عليه بترك الخروج من داره عدة أيام، فقال: لا أترك الجمعة لشيء أبدًا، فغلبوا على رأيه، ومنعوه من قصد الجمعة، فعزم على ذلك، فأخذ المصحف يقرأ فيه، فأول ما رأى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب: 38]، فركب إلى الجامع على عادته، وكان يصلي في الصف الأول، فوثب عليه بضعة عشر نفسًا عدة الكلاب التي رآها، فجرحوه بالسكاكين، فجرح هو بيده منهم ثلاثة، وقتل -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته.
وكانت وفاته سنة عشرين وخمسمائة لما انفتل من الصلاة في جامع الموصل، أثخنه الباطنية جراحًا في ذي القعدة؛ لأنه كان قد تصدى لاستئصال شأفتهم وقتل منهم عصبةً.
قالوا عنه قال عنه الذهبي: وكان ديّنًا عادلاً عالي الهمة.
ويقول ابن الأثير في كتابه الكامل: حكى لي والدي -رحمه الله- عن بعض من كان يخدمه قال: كنت فراشًا معه، فكان يصلي كل ليلة كثيرًا، وكان يتوضأ هو بنفسه، ولا يستعين بأحد، ولقد رأيته في بعض ليالي الشتاء بالموصل، وقد قام من فراشه، وعليه فرجية صغيرة وبر، وبيده إبريق، فمشى نحو دجلة ليأخذ ماء، فمنعني البرد من القيام، ثم إنني خفته، فقمت إلى بين يديه لآخذ الإبريق منه، فمنعني وقال: يا مسكين! ارجع إلى مكانك، فإن برد، فاجتهدت لآخذ الإبريق، فلم يعطني، وردني إلى مكاني ثم توضأ وقام يصلي.
وكان مملوكًا تركيًّا، خيرًا، يحب أهل العلم والصالحين، ويرى العدل ويفعله، وكان من خير الولاة يحافظ على الصلوات في أوقاتها، ويصلي من الليل متهجدًا.
ويقول عنه صاحب بغية الطلب في تاريخ حلب: لما ملك حلب وأحسن إلى أهلها، وعدل فيهم، وأزل المكوس والمظالم، ووقع إلي نسخة التوقيع الذي كتبه لأهل حلب بإزالة المكوس والضرائب وتعفية آثار الظلم والجور، وكان -رحمه الله- على ما يحكي حسن الأحوال، كثير الخير، جميل النية، كثير الصلاة والتهجد والعبادة والصوم وقال أبو الحسن عليّ بن محمد بن عبد الكريم الجزري: كان آق سنقر البرسقي خيرًا، عادلاً، لين الأخلاق حسن العشرة من أصحابه[1].
[1] المراجع: العبر في خبر من غبر - الوافي بالوفيات - الكامل في التاريخ - بغية الطلب في تاريخ حلب.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#خلفاء_وقادة
💫الـحـ5ـلـقـة
أسد الدين شيركوه
〰〰〰〰〰〰
💫التعريف بـ أسد الدين شيركوه ونشأته أسد الدين شيركوه هو أسد الدين شيركوه بن شاذي بن مران بن يعقوب، الملك المنصور أسد الدين وزير العاضد؛ مولده بدوين من أذربيجان بطرفها. نشأ بتكريت إذ كان أبوه متولي قلعتها؛ وقال ابن الأثير: أصلهم من الأكراد الروادية، هم فخذ من الهذبانية، وأنكر هذه النسبة جماعة من بني أيوب وقالوا: إنما نحن عرب وتزوجنا من الأكراد[1].
💫أهم معارك أسد الدين شيركوه ودوره فيها في جمادى الأولى من سنة تسع وخمسين وخمسمائة،أرسل نور الدين محمود بن زنكي عسكرًا كثيرًا إلى مصر، وجعل عليهم الأمير أسد الدين شيركوه بن شاذي، وهو مقدم عسكره، وأكبر أمراء دولته، وأشجعهم، وسنذكر سنة أربع وستين سبب اتصاله بنور الدين وعلو شأنه عنده إن شاء الله تعالى.
وكان سبب إرسال هذا الجيش أن شاور وزير العاضد لدين الله العلوي، صاحب مصر، نازعه في الوزارة ضرغام، وغلب عليها، فهرب شاور منه إلى الشام، ملتجئًا إلى نور الدين ومستجيرًا به، فأكرم مثواه، وأحسن إليه، وأنعم عليه، وكان وصوله في ربيع الأول من السنة، وطلب منه إرسال العساكر معه إلى مصر ليعود إلى منصبه ويكون لنور الدين ثلث دخل البلاد بعد إقطاعات العسكر، ويكون شيركوه مقيمًا بعساكره في مصر، ويتصرف هو بأمر نور الدين واختياره؛ فبقي نور الدين يقدم إلى هذا العرض رجلاً ويؤخر أخرى، فتارة يحمله رعاية لقصد شاور بابه، وطلب الزيادة من الملك والتقوِّي على الفرنج، وتارة يمنعه خطر الطريق، وأن الفرنج فيه؛ وتخوف أن شاور إن استقرت قاعدته ربما لا يفي.
ثم قوى عزمه على إرسال الجيوش، فتقدم بتجهيزها وإزالة عللها، وكان هوى أسد الدين في ذلك، وعنده من الشجاعة وقوة النفس ما لا يبالي بمخافة، فتجهز، وساروا جميعًا وشاور في صحبتهم، في جمادى الأولى من سنة تسع وخمسين، وتقدم نور الدين إلى شيركوه أن يعيد شاور إلى منصبه، وينتقم له ممن نازعه فيه.
وسار نور الدين إلى طرف بلاد الفرنج مما يلي دمشق بعساكره ليمنع الفرنج من التعرض لأسد الدين ومن معه، فكان قصارى الفرنج حفظ بلادهم من نور الدين، ووصل أسد الدين ومن معه من العساكر إلى مدينة بلبيس، فخرج إليهم ناصر الدين أخو ضرغام بعسكر المصريين ولقيهم، فانهزم وعاد إلى القاهرة مهزومًا.
ووصل أسد الدين فنزل على القاهرة أواخر جمادى الآخرة، فخرج ضرغام من القاهرة سلخ الشهر فقتل عند مشهد السيدة نفيسة، وبقي يومين، ثم حمل ودفن بالقرافة، وقتل أخوه فارس المسلمين، وخلع عن شاور مستهل رجب، وأعيد إلى الوزارة، وتمكن منها، وأقام أسد الدين بظاهر القاهرة، فغدر به شاور، وعاد كما كان قرره لنور الدين من البلاد المصرية، ولأسد الدين أيضًا، وأرسل إليه يأمره بالعود إلى الشام، فأعاد الجواب بالامتناع، وطلب ما كان قد استقر بينهم، فلم يجبه شاور إليه، فلما رأى ذلك أرسل نوابه فتسلموا مدينة بلبيس، وحكم على البلاد الشرقية، فأرسل شاور إلى الفرنج يستمدهم ويخوفهم من نور الدين إن ملك مصر. وكان الفرنج قد أيقنوا بالهلاك إن تم ملكه لها، فلما أرسل شاور يطلب منهم أن يساعدوه على إخراج أسد الدين من البلاد جاءهم فرج لم يحتسبوه، وسارعوا إلى تلبية دعوته ونصرته وطمعوا في ملك الديار المصرية، وكان قد بذل لهم مالاً على المسير إليه، وتجهزوا وساروا، فلما بلغ نور الدين ذلك سار بعساكره إلى أطراف بلادهم ليمتنعوا عن المسير، فلم يمنعهم ذلك لعلمهم أن الخطر في مقامهم، إذا ملك أسد الدين مصر، أشد، فتركوا في بلادهم من يحفظها، وسار ملك القدس في الباقين إلى مصر.
وكان قد وصل إلى الساحل جمع كثير من الفرنج في البحر لزيارة البيت المقدس، فاستعان بهم الفرنج الساحلية، فأعانوهم، فسار بعضهم معهم، وأقام بعضهم في البلاد لحفظها، فلما قارب الفرنج مصر فارقها أسد الدين، وقصد مدينة بلبيس، فأقام بها هو وعسكره، وجعلها له ظهرًا يتحصن به، فاجتمعت العساكر المصرية والفرنج، ونازلوا أسد الدين شيركوه بمدينة بلبيس، وحصروه بها ثلاثة أشهر، وهو ممتنع بها مع أن سورها قصير جدًّا، وليس لها خندق، ولا فصيل يحميها، وهو يغاديهم القتال ويراوحهم، فلم يبلغوا منه غرضًا، ولا نالوا منه شيئًا.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
الكتب والمواضيع والآراء فيها لا تعبر عن رأي الموقع
تنبيه: جميع المحتويات والكتب في هذا الموقع جمعت من القنوات والمجموعات بواسطة بوتات في تطبيق تلغرام (برنامج Telegram) تلقائيا، فإذا شاهدت مادة مخالفة للعرف أو لقوانين النشر وحقوق المؤلفين فالرجاء إرسال المادة عبر هذا الإيميل حتى يحذف فورا:
alkhazanah.com@gmail.com
All contents and books on this website are collected from Telegram channels and groups by bots automatically. if you detect a post that is culturally inappropriate or violates publishing law or copyright, please send the permanent link of the post to the email below so the message will be deleted immediately:
alkhazanah.com@gmail.com