المسيح عيسى عليه السلام أرسله الله نبيا إلى بني اسرائيل وانزل معه الإنجيل الذي تم تحريفها على مدى القرون أما القرآن فاختص بالحفظ من قبل الله سبحانه وتعالى
هذه اللطائف القرآنية البالغ عددها ٤٤٠ فائدة في التدبر والتفسير من أحب ما جمعت من فوائد وأقربها إلى نفسي وأكثرها نفعاً فيما أرجو وأؤمل .
وهي منتقاة من أكثر من ٢٥٠ كتاب ومرجع في التفسير وعلوم القرآن .
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع ويبارك بها وأن لا يجعل عملنا علينا وبالا ، ويرزقنا النية والإخلاص سبحانه وتعالى .
تنويه :
هناك جزء ثاني لهذه اللطائف قريب من عددها المنشور يأتي قريباً بإذن الله .
أنصحك أخي الفاضل بالإنصاف والاطلاع على كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب في خلوة من الناس واستشعار رقابة الله سبحانه وتعالى عليه ورغبة في سلوك طريق المؤمنين والحذر من معاداة أحد دعاة التوحيد الخالص والخير للناس .
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط
🎗#المحاضرة الأولى:الطريق إلى الأندلس
✍ ∫∫ الحــــ١ــــلقة ∫∫
- - - - - -
💎سنن الله في خلقه لا تتبدل ولا تتغير:
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم،بسم الله الرحمن الرحيم.
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
تاريخ الأندلس من أهم الحقبات في تاريخ المسلمين..
قد يسأل سائل: لماذا الحديث عن التاريخ أصلاً؟ وكثير من الناس يلومون المسلمين عن كثرة الخوض في الحديث عن التاريخ، يقولون: أنتم تبكون على اللبن المسكوب، فهذا ماضٍ قد انتهى فلنعش في حاضرنا ولننظر إلى مستقبلنا
إن ثلث كتاب الله سبحانه وتعالى قصص بأسلوب رباني فريد في التربية، وأنا أنصح أن تشتمل مناهج التربية على ثلث المنهج في صورة قصص حتى تحاكي أسلوب رب العالمين سبحانه وتعالى في تربية الخلق أجمعين
فلماذا ثلث القرآن قصص؟ وما هو أسلوب الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في تعليم الناس وتربيتهم وإرشادهم إلى الطريق؟ قص الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم قصصاً كثيرة من قصص الصالحين والطالحين، وقصص الأنبياء ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وقصص الذين خرجوا عن منهج الله سبحانه وتعالى، وكيف عاقبهم ربهم سبحانه وتعالى؟ وكيف كانت النهاية والخاتمة لهم ولمن كان على شاكلتهم؟ والقرآن الكريم فيه آيات تشير إلى منهج المسلم في تلقي القصص، يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف:١٧٦]، كما يقول سبحانه وتعالى في آية أخرى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ} [يوسف:١١١] أي: لأصحاب العقول والأفهام
وعندما نقص القصص بصفة عامة سواء قصص القرآن، أو التاريخ الإسلامي، أو التاريخ غير الإسلامي لا بد أن نأخذه بمنطلق التفكّر والدراسة والتدبر والنظر في الأمور
فالتحدث عن تاريخ الأندلس، ليس الغرض منه تحريك العواطف، ولا إلهاب المشاعر، ولا البكاء على ما سبق من الحضارات أو البكاء على اللبن المسكوب أو غيره
لكن هو دعوة للتفكر وللتدبر، وهي بداية الطريق لدراسة هذا التاريخ العظيم هو وغيره إن شاء الله من المجموعات اللاحقة
نحاول في هذه المجموعة التي هي بعنوان: الأندلس من الفتح إلى السقوط أن نحلل التاريخ تحليلاً دقيقاً، وأن نقلب صفحات علا عليها التراب أعواماً، وأن نرى أشياء حاول الكثيرون أن يطمسوها، وأن يظهروها الحق في صورة الباطل، أو يظهروا الباطل في صورة الحق، كثير من الناس يحاولون تزوير التاريخ الإسلامي، وهي جريمة خطيرة جداً يجب أن يقف لها المسلمون
وفي هذه المجموعة نتعرف على سنن الله في خلقه، وفي أرضه، فالله سبحانه وتعالى له سنن ثابتة لا تتغير ولا تتبدل كما يقول سبحانه وتعالى: {فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر:٤٣]
فمثلاً: الماء يغلي عند درجة مائة، وسيظل يغلي إلى يوم القيامة عند نفس الدرجة، ومن رحمة ربنا سبحانه وتعالى أن ثبت هذا الأمر، فلو كان هذا اليوم يغلي عند ثلاثين وغداً عند خمسين، وبعد غد عند سبعين، فإن الناس لا تستقيم حياتهم مع هذا الأمر، لأن في كل يوم تغير، والنار تحرق وستظل تحرق إلى يوم القيامة، وهناك استثناءات، والمؤمن الحصيف لا يبني على الاستثناءات، إنما يبني على القواعد الأصولية، وإذا كانت النار لم تحرق إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فليس معنى ذلك أن يضع المؤمن يده في النار ويقول: قد يحدث لي مثل ما حدث لإبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، فلا يقول بهذا أحد
والإنسان بصفة عامة لا يستطيع أن يعيش بغير طعام وشراب، ولو عاش بغير طعام وشراب أياماً كثيرة فلا محالة مآله إلى الموت، فهذه من سنن الله الثوابت
كذلك تغيير الأمم هي سنن ثابتة، والله سبحانه وتعالى جعل سنناً ثابتة لتغيير الأمم من الفاسد إلى الصالح، ومن الصالح إلى الفاسد، إن سارت في طريق معين كانت الخاتمة واضحة جداً، وثابتة عند الله سبحانه وتعالى وعلمها الناس
وعندما تقرأ التاريخ، وتقلب في صفحاته تشاهد سنن الله سبحانه وتعالى في التغيير، فالتاريخ يكرر نفسه بصورة عجيبة، وحين تقرأ أحداثاً حدثت منذ ألف عام أو أكثر فإنك تشعر وكأنها هي نفس الأحداث التي تحدث في هذا الزمن مع اختلاف في الأسماء فقط، وعندما تقرأ التاريخ كأنك تقرأ المستقبل، فالله سبحانه وتعالى بسننه الثوابت قرأ لك المستقبل، وحدد لك كيف ستكون العواقب، والمؤمن الحصيف لا يقع في أخطاء السابقين، والمؤمن الناجح العاقل يكرر ما فعله السابقون ونجح معهم، ولا يقع في أخطاء من عارض منهج الله أو وقع في خطأ من الأخطاء وإن كان غير مقصود.
#يتبع_على👇
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك في التلجرام👇
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط
🎗#المحاضرة الأولى:الطريق إلى الأندلس
✍ ∫∫ الحــــ٣ــــلقة ∫∫
- - -
💎الرد على من قال بأن الإسلام انتشر بالسيف:
السؤال:الأندلس دولة مستقلة تُحكم بحكم النصارى في ذلك الزمن السحيق، والمسلمون دولة أخرى كبيرة جداً مجاورة لهذه البلاد
فلماذا حمل المسلمون سيوفهم واتجهوا إلى فتحها ليعرضوا عليها الإسلام أو الجزية أو القتال، وهذا في الأعراف الدولية والشرعية الدولية يعتبر تجنياً على حدود دولة مجاورة؟ وأصحاب المناهج العلمانية يقولون: كيف أن الإسلام انتشر بحد السيف وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}[البقرة:٢٥٦]؟ فكيف توفق بين هذا الأمر وذاك الأمر؟
لتفسير هذا الأمر نقول: إن الجهاد في الإسلام نوعان: جهاد الدفع، وجهاد الطلب.
📌النوع الأول: جهاد الدفع، وهو الدفاع عن الأرض، فلو أن أحد الأعداء هجم على أرضك فيجب عليك أن تدافع عن أرضك، وهذا أمر مقبول ومفهوم عند عوام الناس، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين.
📌النوع الآخر من الجهاد لا يستوعبه كثير من الناس حتى المسلمين، اسمه: جهاد الطلب، أو جهاد نشر الدعوة، أو تعليم الآخرين هذا الدين، والإسلام هو الدين الخاتم، وهو كلمة الله سبحانه وتعالى الأخيرة للناس، والله سبحانه وتعالى كلّف أمة الإسلام أن تنشر هذا الدين في ربوع العالم، وأن تعلم الناس ما طلبه ربهم منهم سبحانه وتعالى على لسان رسوله الكريم ﷺ
-ومن سنن الله سبحانه وتعالى أن هناك أقواماً يحكمون الشعوب التي لا تدين بالإسلام، فهذه الأقوام -لا محالة- ستقف أمام هذه الدعوة، وستمنع وصول هذه الدعوة إلى غيرها من الناس، فالإسلام شرع للمسلمين أن يتجهوا بسيوفهم وجيوشهم لحماية الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى لنشر هذا الدين وتعليمه للآخرين
فمن لهؤلاء الذين يولدون في بلاد يعلمونهم أن المسيح هو الله؟ ومن لهؤلاء الذين يولدون في بلاد يعلمونهم أن البقرة هي الإله؟ ومن لهؤلاء الذين يولدون في بلاد يتعلمون أنه ليس للكون خالقاً، وأنه خلق من العدم، أو أن الطبيعة هي رب الكون؟! فمن يعلمهم إذا لم يعلمهم المسلمون أصحاب الرسالة الخاتمة؟
وقد جُعل محمد ﷺ نبينا الكريم خاتم الأنبياء والرسل، وليس هناك مبعوث من بعده صلى الله عليه وسلم
فهذه هي مهمة هذه الأمة الشاهدة، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة:١٤٣]،
ستشهد هذه الأمة على الأمم عند الله سبحانه وتعالى أنها شرحت لهم دين الإسلام وعلمّتهم وذهبت إليهم وجاهدت في سبيل الله، فهذه الأمة شاهدة لهذا الجهاد ولإيصال هذه الدعوة
لكن المشكلة أن الحكام سيقفون بسيوفهم وجيوشهم لمنع وصول الدعوة إلى هؤلاء الناس؛ لأنهم مستفيدون من عبادة هؤلاء الناس لغير الله سبحانه وتعالى، فإذا حُكّم شرع الله سبحانه وتعالى انتقلت الحاكمية من هؤلاء الناس إلى الله سبحانه وتعالى، وهم لا يريدون ذلك، فعلى المسلمين أن يقفوا أمامهم بسيوفهم وجيوشهم حتى تنشر الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى
والمسلمون لا يقاتلون الشعوب
كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه يقول للجيوش الفاتحة: اتقوا الله في الفلاحين، اتقوا الله في عموم الناس التي لا تقاتل، التي لا يهمها مصلحة الحاكم هذا أو ذاك، لكن تعيش لتعلم أين الخير وتتبعه، لا تقتلوا إلا من قاتلكم
فكان المسلمون يتجنبون أن يؤذوا ولو أذى بسيطاً أحد الناس الذين لا يقاتلون؛ كالنساء والأطفال، والمعتكفين للعبادة، والضعفاء عن القتال، والأقوياء الذين لا يشاركون في قتال المسلمين، والمسلمون في حروبهم يقاتلون الجيوش فقط، ويقاتلون الحكام الذين عبّدوا الناس لغير الله سبحانه وتعالى
-وقد يقول قائل: وإذا سمحوا بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى في بلادهم فلماذا الجيش؟ ولماذا لا نبعث مجموعة من الدعاة يدعون إلى الله سبحانه وتعالى في بلادهم بالتي هي أحسن، ولا داعي للجيوش لعرض الإسلام أو الجزية أو القتال، اتركوا الناس أحراراً تختار كما تشاء؟!
لماذا المسلمون لم يبعثوا مجموعة من الدعاة لفارس أو الأندلس أو الروم؟ ألم يكف الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى أن الإسلام انتشر بالتجارة في أندونيسيا والفلبين وماليزيا وما إلى ذلك، فلماذا ينشر بالجيوش والحروب وما إلى ذلك؟
-الحقيقة أن هذا افتراض غير واقعي أنهم يذهبون إلى هذه الأماكن بدون جيوش، فهذا افتراض غير عملي مخالف لسنن الله تعالى في أرضه وفي خلقه،
حتى مع دراسة التاريخ والواقع، فنجد أن دولاً ضخمة جداً دخلت في الإسلام عن طريق الفتوحات الإسلامية، والقلة الاستثنائية هي التي دخلت الإسلام عن طريق التجارة، مع أن بعض الناس يصورون الأمر بغير ذلك، حتى من المسلمين حياءً من فتح المسلمين للبلاد الأخرى، فدين الإسلام كامل شامل من عند الله سبحانه وتعالى، ليس فيه ثغرات
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك في التلجرام👇
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط
🎗#المحاضرة الأولى:الطريق إلى الأندلس
✍ ∫∫ الحــــ٥ــــلقة ∫∫
- - -
💎الرد على شبهة من قال أن الأصل ترك الناس يعبدون ما يشاءون ولا حاجة لدعوتهم:
كثير من الناس يقولون: نترك الناس يعبدون ما يشاءون؛ لأنهم لا يريدون الدخول في هذا الدين،
فنقول: إن الله سبحانه وتعالى جعل للمسلم رسالة، لخصها لنا سيدنا ربعي بن عامر رضي الله عنه وأرضاه في حواره اللطيف الذي دار بينه وبين رستم قائد الفرس في موقعة القادسية، فقال: لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة،
وهكذا تحرك الجيش المسلم لمصلحة ومنفعة الناس، وفي صحيح البخاري يقول أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه معلقاً على الآية الكريمة: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:١١٠] قال: خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام.
فمعظم الناس يريدون الدخول في الإسلام، لكن يأتي بهم في السلاسل حتى يدخلوا في الإسلام، فينقذوا من الخلود في جهنم، ومن أن يعيشوا في جور الأديان وفي ظلم الحكام فيدخلوا في عدل الإسلام وفي سعة الدنيا والآخرة،
فلو أن رجلاً رمى بنفسه من الدور العاشر، وأتيت بسرعة وأخذت بيده وأنقذته من أن يرمي بنفسه من الدور العاشر، فهل يلام عليك أنك مسكت يده بقوة حتى آلمته وآذيته؟ أبداً لا، فأنت أنقذت حياته، فالكافر كان سيتردى في هاوية الجحيم، وأنت أنقذته من أن يدخل جهنم وأن يُخلّد فيها، وعلمته هذا الدين، وأتيته بجيش يؤثر فيه حتى يسمع كلام الله سبحانه وتعالى، وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن،
وكثير من الناس لا يسمعون منك إلا إذا كنت محاطاً بقوة وبجيش، فتبدأ تسمع وتفكر، فتجد أن ما كانت ترفضه هو النجاة، وما كانت تريد اتباعه هو الهلكة المحققة التي لا فكاك منها،
فكثير من الأمم دخلت في الإسلام لما فتحها الفاتحون غير مكرهين وغير مضطرين، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة:٢٥٦] فهذه الآية الكريمة لا تتعارض مطلقاً مع هذا الفتح الإسلامي،
والمسلمون كانوا يخيرون أهل تلك البلاد بأن يظلوا على إيمانهم بمعتقداتهم كما يريدون أو يعبدوا الله سبحانه وتعالى، وكانوا يعلمونهم في البداية دين الله سبحانه وتعالى، فإن أرادوا البقاء في ظل الشرك وفي ظلم الجاهلية يتركوا فيها، وإن أرادوا الدخول في نور الإسلام دخلوا فيه وكانت السعادة لهم في الدنيا والآخرة.
وعموم الناس في حاجة إلى الإسلام وإن أبت هذا الأمر، والعالم يتجه إلى كارثة محققة، والدول العظمى التي تتحكم في هذه الأمم في هذا الزمن الذي نعيش فيه تكيل بأكثر من مكيال، وتجعل الظلم قاعدة من القواعد التي ترسّخها في العالم، والأدواء والأمراض الأخلاقية لا حصر لها،
ولعلكم قرأتم آخر مؤتمر عُقد عن مرض الإيدز أنه في غضون العشرين سنة السابقة من سنة ١٩٨٠م إلى سنة ٢٠٠٠م قُتل من البشر عشرين مليون نسمة، وهذا مرض أخلاقي نتج عن غياب دين الله سبحانه وتعالى عن الناس، وإنكارهم منهج الله، وبعدهم عن شرعه سبحانه وتعالى، وأقل معدلات الإيدز في البلاد الإسلامية لأن المسلمين مرتبطون بشرع الله سبحانه وتعالى وإن كان هذا الارتباط ضعيفاً،
وكل الفتوحات والمعارك الإسلامية وما إلى ذلك لا تجد الرقم يقترب من واحد على عشرين أو واحد على مائة من هذه الأرقام المبالغ فيها في الإيدز فقط، غير السبعة والثلاثين مليون حاملي الفيروس، الذين ينتظرون الموت من الإيدز.
والمذابح التي تحدث في أفريقيا وفي أمريكا الجنوبية وفي غيرها من البلاد، بسبب الظلم والانقلابات والقتل في بشاعة منقطعة النظير؛ لأنه ليس هناك إسلام يحكم هذه البلاد،
فالإسلام دين رحمة وعدل وتقريب للناس أن يعيشوا في سعادة في دنياهم وآخرتهم
، وفوق كل هذه الأمور ظلم الإنسان لنفسه بأنه يُشرك بربه غيره سبحانه وتعالى، قال تعالى: {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:١٣].
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك في التلجرام👇
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط
🌷المحاضرة الرابعة:عبد الرحمن الداخل
✍ ∫∫ الحـــــ29ـــلقة ∫∫
- - - - - - - - - - -
💎سبب خوف الكفار أصحاب المصالح في الأندلس:
✍السؤال الثاني :
هل من المعقول أن أهل الأندلس جميعا قد أعجبوا بهذا الدين ودخلوا في الإسلام راغبين، ولم يوجد فيهم رجل واحد يثور ويعترض ويحب ما كان له من السلطان والمصلحة؟
✅الجواب
نعم، كان هناك كثير من الرجال أصحاب المصالح، الذين كان لهم كثير من الأعوان، يريدون أن يثوروا على حكم الإسلام، ويحققوا المصالح السابقة التي كانت لهم، وإنما لم يثر هؤلاء القوم؛ لأن رب العالمين سبحانه وتعالى يقول: {لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون} [الحشر:١٣]،
فالمجاهد المؤمن في الفتوحات الإسلامية كانت له رهبة في قلوب النصارى واليهود والمشركين بصفة عامة، والمؤمن يلقي الله عليه جلالا، فيخافه القريب والبعيد،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (نصرت بالرعب مسيرة شهر).
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب} [الحشر:٢]، هذا الرعب لم يكن متولدا عن بشاعة الحرب، ولا عن إجرام منقطع النظير، ولكن هو هبة ربانية لجنده ولأوليائه ولحزبه سبحانه وتعالى، بل على العكس من ذلك تماما، كانت حرب الإسلام رحمة للناس،
ففي صحيح مسلم عن بريدة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يودع الجيوش كان يقول: (اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا -أي: تأخذوا من الغنيمة قبل قسمتها- ولا تغدروا -أي: في عهد مع المشركين- ولا تمثلوا -أي: ولا تمثلوا بجثة بعد أن تقتل- ولا تقتلوا وليدا) وفي رواية: (ولا تقتلوا شيخا فانيا، ولا طفلا صغيرا، ولا امرأة).
أين هذا من حروب غير المسلمين مع المسلمين؟ أين هذا من قتل مائتي ألف رجل من المدنيين في البوسنة والهرسك وفي كوسوفو؟ أين هذا من فعل الروس في الشيشان، والهنود في كشمير، واليهود في فلسطين؟!
إذا: كانت حروب المسلمين رحمة للناس، ولكن الله سبحانه وتعالى ألقى على أعدائهم رهبة ورعبا من المسلمين، لا لبشاعة في الحرب، ولكن لجلال ألقي على المسلمين، لذلك اعتنق الناس الإسلام اعتناقا، حتى من لم يدخل في دين الإسلام من اليهود والنصارى، فقد سعدوا في ظل الإسلام سعادة وأي سعادة،
قال تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} [الممتحنة:٨]، فقد تركت لهم كنائسهم، وكان لهم قضاء خاص بهم، ولم يفرق بين مسلم ونصراني أو يهودي في مظلمة.
والعجب كل العجب أن يرفض هؤلاء الناس الإسلام وحكم الإسلام، وقد جاء من عند حكيم خبير، فهو سبحانه وتعالى يعلم ما يصلح عبيده وكونه وأرضه.
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للاشتراك تيليجرام
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط
🌸المحاضرة الثامنة :عهد ملوك الطوائف
✍ ∫∫ الحــــ68ـــلقة ∫∫
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
💎 #تتمة سبب انتصار الأمة الإسلامية أو هزيمتها :
والأصل أن سنة الله للمسلمين تكون دائماً قياماً بعد السقوط، لكن أن يحدث سقوط لا يتبعه قيام فهذا ليس من سنن الله سبحانه وتعالى مع المسلمين، وأي أمة من أمم الأرض لا بد لها من سقوط بعد القيام، لكن الاختلاف بين أمم الأرض جميعاً وبين أمة الإسلام أن أمم الأرض قد تسقط ولا تقوم،
فعلى سبيل المثال: أين حضارة الفراعنة؟ فقد اندثروا في الأرض، وماتوا جميعاً، ولم يكن لهم قيام بعد ذلك، وأين حضارة اليونان والرومان؟ وأين حضارة إنجلترا التي كانوا يسمونها الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس؟لكن أمة الإسلام أمة لا تموت، وهذا وعد الله سبحانه وتعالى: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [المجادلة:21]،
فأبشروا وأملوا فقد استمر السقوط للأمة الإسلامية منذ أوائل القرن العشرين لما سقطت الخلافة العثمانية في سنة (1924م) حتى أواخر الستينات أو السبعينات، ثم حدث قيام للأمة الإسلامية في منتصف السبعينات إلى ما نحن فيه، الآن انظر إلى المساجد فكم فيها من الشباب المصلين، وانظر إلى المحجبات في الشوارع في كل أطراف العالم الإسلامي! وانظر إلى المراكز الإسلامية في كل بلاد أوروبا وفي أمريكا!
وانظر إلى جمهوريات روسيا السابقة الجمهوريات الإسلامية هناك أوزبكستان وكازخستان والشيشان، وهي الدولة التي لم تتحرر بعد، والتي ما زالت تقاتل أعداء الإسلام، نسأل الله سبحانه وتعالى لها التوفيق والانتصار على عدوها.
وانظر إلى الإسلام في هذه البلاد بعد احتلال دام أكثر من (300) عام من روسيا النصرانية، ثم روسيا الشيوعية، لكن الإسلام فيه صحوة وفيه قيام، لكن القيام تدريجي وبطيء، وهذه سنة من سنن الله سبحانه وتعالى،
لا تستعجل النصر أبداً، انظر إلى ما فعله عبد الرحمن الداخل وإلى ما فعله عبد الرحمن الناصر وإلى ما فعله اللاحقون لهما،
فـعبد الرحمن الناصر على سبيل المثال كانت له خطوات بطيئة في التغيير، خطوة تتلوها خطوة من تعليم وتربية ونشر للإسلام، ثم الفرج للمسلمين يحدث بعده فتح من الله ونصر مبين.
كان الفرج في عهد عبد الرحمن الناصر حين دخول سرقسطة معه دون قتال، وموت عمر بن حفصون ، فهذه هدايا ربانية للمسلمين تتكرر على ممر العصور، فهي سنة من سنن الله سبحانه وتعالى،
بل إن رسول الله كان مطروداً ومشرداً بعد موت السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها وعمه أبي طالب ، وخرج من مكة ذاهباً إلى الطائف، ورمي بالحجارة، ثم عاد يعرض الإسلام على القبائل المختلفة التي تأتي في الحج فلا يقبل منه أحد، ثم أسلم له ستة من الخزرج فدخلوا بالإسلام إلى المدينة المنورة،
ثم بعد ذلك بيعة العقبة الثانية، وهي فتح من الله ونصر كبير، ويهاجر المسلمون إلى المدينة المنورة، ثم بعدها بسنتين غزوة بدر ثم أحد ثم الأحزاب ثم فتح مكة بعد ذلك.
وهكذا تتوالى الانتصارات حتى يعم الإسلام الجزيرة العربية بكاملها في عشر سنوات إلا قليلاً.وهذا أمر على الإنسان أن يفكر فيه ويتدبر فيه، وهذه سنة متكررة، قال تعالى: فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا [فاطر:43].
إذاً: نحن في مرحلة قيام متدرج، ونريد من الشباب أن يستمروا على هذا القيام ولا يستعجلوا، فإنه لا محالة سيحدث الفرج الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، لكن المهم أين الصابرون والثابتون؟وبعد هذه المقدمة وهذه الأسئلة نعود إلى ما كنا عليه، وهو عهد ملوك الطوائف.
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط
∫∫ الحــــ85ـــلقة ∫∫
- - - - - - - - - - -
💎الرد على من زعم أن المسلمين لا يستطيعون أن يحققوا النصر على الأعداء في ظل الحروب النووية:
السؤال الثاني: كان من الممكن للمسلمين أن ينتصروا سابقا عندما كانت الأسلحة سيوفا وغيرها لكن انتصارهم في هذا الوقت الذي نعيش فيه من الصعب بمكان، وليس كما سبق في تاريخ المسلمين؟
أقول: إن الذي سأل هذا السؤال لم يفهم أمرين هامين من الأمور التي تحدثنا عنها في هذه السلسلة:
الأمر الأول: أن من سنة الله سبحانه وتعالى أن أمة الإسلام لن تموت، وأنه لا بد من قيام بعد السقوط مهما بلغت قوة الباطل وتعاظمت قوة الكافرين، ومهما ضعفت قوة المسلمين، قال تعالى: {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد} [آل عمران:١٩٦].
الأمر الثاني وهو في الحقيقة أمر هام جدا: أنه لم يفهم طبيعة المعركة بين الحق والباطل، فهي ببساطة معركة بين أولياء الله سبحانه وتعالى وأولياء الشيطان، وأولياء الله سبحانه وتعالى هم الذين ينتصرون على أولياء الشيطان مهما تعاظمت قوة أولياء الشيطان، فهل من الطبيعي بالقياسات القديمة والحديثة أن يحقق المسلمون النصر في معاركهم السابقة، فينتصر اثنان وثلاثون ألف مسلم في القادسية على مائتين وأربعين ألف فارسي في بلدهم وفي عقر دارهم، وينتصر تسعة وثلاثون ألف مسلم في اليرموك على مائتي ألف رومي، وثلاثون ألف مسلم في تستر على مائة وخمسين ألف فارسي، فانتصر المسلمون فيما يقرب من ثمانين موقعة متتالية خلال سنة ونصف؟
وهل من الطبيعي كما درسنا في فتوحات الأندلس أن اثني عشر ألف مسلم ينتصرون على مائة ألف في موقعة وادي برباط؟ فهذه أمور ليست من الطبيعي أن تحدث حتى بقياسات الماضي، وهذا لغز صعب جدا لا تفهمه إلا بطريقة واحدة وهي أنك تفهم أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يحارب الكافرين، قال تعالى: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} [الأنفال:١٧].
ويقول سبحانه وتعالى في سورة محمد عليه الصلاة والسلام: {ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض} [محمد:٤].
هكذا فإن الله سبحانه وتعالى يختبر المؤمنين بحربهم مع الكافرين؛ ونحن يجب ألا نظن أن ربنا سبحانه وتعالى محتاج لنصرة المؤمنين، لكي ينتصر على اليهود أو الأمريكان أو الروس أو غيرهم من أمم الأرض الذين اجتاحوا دول المسلمين، فمن فضل الله سبحانه وتعالى ومنه وجوده وكرمه أن من علينا أن نكون جنودا من جنوده سبحانه وتعالى، أنتم تسترون قدرة الله سبحانه وتعالى في هزيمته للكافرين وتأخذون الأجر على ثباتكم في هذا الموقف أمام الكفار،
فالذي يقول: إن الموقف في الماضي مخالف عن الموقف في الحاضر؛ لأن حروب الماضي مختلفة بالكلية عن حروب الحاضر، وهو يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الذي نصر الصحابة ونصر من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، كأنه يقول -وحاشا لله من هذا-: إن الله كان قادرا على عاد وثمود وفارس والروم، لكنه -ونعوذ بالله من ذلك- ليس بقادر على أمريكا وروسيا وإنجلترا واليهود ومن حالفهم وشايعهم من الأمم الحاضرين المقاتلين لأمة الإسلام.
يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون} [فصلت:١٥].
ويصف الله حال الكافرين، فيقول سبحانه وتعالى: {استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا * أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا} [فاطر:٤٣ - ٤٤].
لكن المهم في الموضوع الذي يشغل الإنسان المسلم الحريص على دينه هو: أين دوره في قيام أمة المسلمين اليوم؟ وأين دوره في الانتصار الذي يشبه انتصار الزلاقة أو غيرها من مواقع المسلمين الخالدة؟ إن كان قيام أمة المسلمين بك، فأنت مأجور حتى لو لم تر نصرا، وإن كان القيام بدونك، فقد ضاع عليك الأجر حتى لو كنت معاصرا للتمكين، فالشيء الذي لا بد أن يشغل كل مسلم هو كيف يكون له دور في إعادة بنيان الأمة المسلمة، بعد السقوط الذي تحدثنا عنه في درس سابق.
أما موقعة الزلاقة فقد كانت في سنة (٤٧٩) من الهجرة، وكان قائد النصارى في موقعة الزلاقة هو ألفونسو السادس، الذي مات في بيته بعد الموقعة بشهرين أو ثلاثة كمدا وهما وحزنا بعد الهزيمة الساحقة لجيشه في هذه الموقعة، وقد بترت فيها ساقه، وضاع معظم أو كل الجيش الصليبي في هذه الموقعة،
واستخلف على الحكم ابن ألفونسو السادس ، ومع أن الاستخلاف كان سريعاً إلا أن النصارى لم يستطيعوا أن يقيموا لهم قوة لمدة (20) سنة أو أكثر، وما وقع بين المسلمين والنصارى من المعارك كان بعد سنة (500) هجرية.
يتبع..... على👇
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك تليجرام👇
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط
∫∫ الحــــ90ـــلقة ∫∫
- - - - - - - - - - - - - -
💎التقاء محمد بن تومرت بعبد المؤمن بن علي وفكرة التغيير:
قابل محمد بن تومرت في المهدية رجلا اسمه: عبد المؤمن بن علي وكان له شأن فيما بعد في تاريخ المسلمين في بلاد المغرب والأندلس، وكان في مدينة المهدية في تونس يبغي ما بغاه محمد بن تومرت من قبل، فهو يبحث عن العلم والدين كما فعل محمد بن تومرت برحلته في بلاد المسلمين، فسأله محمد بن تومرت عن سبب تركه لبلاد المغرب العربي وسياحته في البلاد، فقال: أبحث عن العلم والدين فقال: عندي العلم والدين.
فالتقيا وأخذ محمد بن تومرت يعلم عبد المؤمن بن علي من علمه، فأعجب به جدا وتآخيا في الله، فتعلم عبد المؤمن بن علي من محمد بن تومرت العلم مع فظاظة الأسلوب في دعوة الناس إلى المعروف وفي نهيهم عن المنكر، وبدأ الاثنان يدعوان إلى الله سبحانه وتعالى في بلاد المغرب العربي، وانظم إليهما خمسة فصاروا سبعة.
كان يرى محمد بن تومرت أن المنكرات قد كثرت جدا في بلاد المرابطين، فوجد أن الخمور قد فشت في أماكن كثيرة، حتى في مراكش العاصمة التي أسسها يوسف بن تاشفين رحمه الله من قبل، وكانت ثغرا من ثغور الإسلام، ووجد أن السفور والاختلاط قد انتشر، وأن الولاة يظلمون الناس ويفرضون عليهم الضرائب، ويأكلون أموال اليتامى، حتى إنه شاهد من ضمن المشاهدات أن امرأة سافرة تخرج في فوج كبير جدا وحرس وما إلى ذلك من الأمور، فسأل عن هذه المرأة السافرة فوجدها ابنة علي بن يوسف بن تاشفين ابنة أمير المسلمين في ذلك الزمان.
فجلس مع الستة الأفراد الذين معه وعرض عليهم فكرته في التغيير، وقال لهم: إن الأمور قد فشت والمعاصي قد انتشرت في بلاد المرابطين وأرى أن الحل لهذا الأمر هو أن نقصي الحكام عن الحكم، فنبدأ بـ علي بن يوسف بن تاشفين ومن معه من الحكام أو الولاة والجيش، فنخرج عليهم ونقصيهم من الحكم، فنستطيع أن نغير البلاد ونحكمها بشرع الله بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
يعني: هو لا يريد أن يبدأ الطريق الطويل طريق التربية الذي بدأه عبد الله بن ياسين رحمه الله من قبل، والذي سار فيه سنوات حتى تمكن من الأمور، إنما يريد أن يعزل علي بن يوسف بن تاشفين من حكم البلاد عليها، ثم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومن المعلوم أن علي بن يوسف بن تاشفين كان يقيم شرع الله سبحانه وتعالى، وكان يجاهد في سبيل الله، لكن كانت عنده تجاوزات ومخالفات في هذه الفترة ما كان يجوز لـ محمد بن تومرت ومن معه من الرجال -على صدق نواياهم فيما يبدو لنا وعلى تقشفهم وزهدهم وعلمهم الغزير- أن يخرجوا عليه، بل كان عليهم أن يساعدوه على العودة إلى طريق الإسلام الصحيح، وعلى تعليم الناس وتربيتهم.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت عليه الرسالة في أرض مكة ودعا إلى الله سبحانه وتعالى وخالفه المشركون، كان من الممكن أن يفعل الأمر الذي فكر فيه محمد بن تومرت فيأمر سيدنا علي بن أبي طالب، وسيدنا الزبير بن العوام، وسيدنا طلحة بن عبيد الله أن يقتل كل واحد منهم رجلا من صناديد قريش ليتملك الرسول صلى الله عليه وسلم الحكم في مكة، ثم بعد ذلك يقيم شرع الله سبحانه وتعالى، لكن هذه ليست سنة الله سبحانه وتعالى في التغيير، ولذلك لم يتبعها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، بل أخذ يربي الناس بالتدريج في مكة لمدة (١٣) سنة، ثم هاجر إلى المدينة المنورة فبدأ يربي الناس بالتدريج، ثم كانت موقعة بدر مع الكافرين، ثم كانت المواقع التي تتلو ذلك، حتى تمكن رسولنا صلى الله عليه وسلم من السيطرة على الأمور في جزيرة العرب جميعا.
إذا: هذا هو النهج الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي سلكه الشيخ عبد الله بن ياسين رحمه الله في إقامة دولة المرابطين، لكن الذي فعله محمد بن تومرت كان مخالفا للنهج في التغيير، وكانت عنده فظاظة وشدة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يتبع.....
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك تليجرام👇
https://telegram.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :العهد المكي
المحـ9ــاضرة:[ هجرة الحبشة الثانية ]
∫∫ الــحـ87ـلـقـة ∫∫
_
💎 #تتمة إسلام حمزة بن عبد المطلب:
ولك أن تتصور موقف الصحابة في الساعة التي ضرب فيها الرسول ، ثم في الساعة التي آمن فيها حمزة رضي الله عنه وأرضاه! إن هذه رسالة إلى كل الدعاة: لا تحبطوا من الظلم الشديد، فلعله الظلم الذي يسبق نصراً عظيماً للدعوة، هذا الوضع في مكة، وفي تاريخ الدعوة كلها قبل الرسول وبعد الرسول وإلى يوم القيامة، إذا تفاقم الظلم ولّد نصراً للإسلام وللمسلمين.
عاد حمزة إلى بيته يفكر في الكلمة التي قالها هو كرجل صادق مع نفسه ومع مجتمعه، لا يستطيع أن يقول كلمة ثم يعود فيها، وهو في ذات الوقت كرجل صادق مع نفسه ومع مجتمعه لا يستطيع أن يدخل في دعوة لا يؤمن بها، صراع ضخم!
فلجأ إلى الله عز وجل، والعرب بصفة عامة كانت تؤمن بالله وبحكمته وبعظمته وبقوته، لكنهم كانوا يحكمون غيره في حياتهم، هذه هي مشكلتهم، لكن حمزة في هذا الوقت في موقف صعب محتاج لربه سبحانه وتعالى، وهو يعرف أن الله موجود ويسمعه، لكن ما الصحيح في الأمر؟ هل أعبد الله على طريقة الأجداد واللات والعزى وهبل، أم على طريقة محمد صلى الله عليه وسلم؟!
وقف يدعو ربنا وقال في دعائه: اللهم ما صنعت إن كان خيرًا فاجعل تصديقه في قلبي، وإلا فاجعل لي مما وقعت فيه مخرجاً.
صنع شيئاً أشبه ما يكون بصلاة الاستخارة، فألقى الله سبحانه وتعالى في نفسه أن يذهب إلى رسول الله ، فذهب إليه وقال له: يا بن أخي! إني قد وقعت في أمر ولا أدري ما المخرج منه، وإقامة مثلي على ما لا أدري أهو رشد أم غي شديد؛ فحدثني حديثاً فقد اشتهيت يا بن أخي أن تحدثني.
فأقبل عليه رسول الله وحدثه بما كان يحدثه به من قبل، قرأ عليه نفس القرآن، أقبل عليه الرسول فذكره كما كان يذكره، الكلام نفس الكلام، لكن الوعاء المستقبل - حمزة - قد اختلف.
لحظة هداية من ربنا سبحانه وتعالى يختارها بحكمة، في لحظة واحدة دخل الإيمان الحقيقي على قلب حمزة رضي الله عنه وأرضاه، سمع الكلمات من رسول الله فآمن بصدق من ساعته،
قال حمزة رضي الله عنه وأرضاه بصدق: أشهد أنك الصادق، فأظهر يا بن أخي دينك، فوالله ما أحب أن لي ما أظلته السماء، وإني على ديني الأول.
في لحظة واحدة أصبحت الدنيا في عين حمزة لا تساوي شيئاً، لا يتمنى أن يمتلك الدنيا كلها في مقابل دينه الجديد الإسلام، وأصبح حمزة أسد الله عز وجل.
انظروا إلى النقلة الهائلة الضخمة التي نقلها الإسلام لـحمزة رضي الله عنه وأرضاه، من رجل مغمور في صحراء الجزيرة العربية يعيش لحياته وملذاته، يخرج للصيد ثم يعود للأكل والنوم، نقله الإسلام إلى رجل يصبح همه أن يعبِّد الناس كل الناس لرب العالمين سبحانه وتعالى، وأن يظهر الإسلام في مكة وفي غيرها، وأن يحمي المستضعفين، ترقى في القدر من كونه سيداً لمجموعة من الرجال في قرية لا تكاد ترى على الخارطة في فترة قصيرة من عمر الدنيا لا تتجاوز سنوات معدودات، إلى كونه سيداً للشهداء في الجنة على مر التاريخ إلى يوم القيامة.
من أراد أن يعرف قيمة الإسلام فلينظر إلى حمزة قبل الإسلام وبعد الإسلام.
الإسلام هو الذي صنع حمزة والصديق وعثمان
وعمر وعلياً ، وكل الجيل العظيم، وهو الذي يصنع غيرهم على مر التاريخ، إذا كنا نريد رجالاً مثل حمزة فلابد أن نأخذ الإسلام كما أخذه حمزة رضي الله عنه، ونعيشه كما عاشه حمزة وعاشه كل الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
هذه كانت قصة إسلام حمزة رضي الله عنه وأرضاه، سيد الشهداء وفارس المسلمين رضي الله عنه.
سنتعرف على قصة إسلام أعجوبة الإسلام، وأسطورة التاريخ عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ورضي الله عن صحابة رسول الله أجمعين، ونسأل الله عز وجل أن يلحقنا بهم في أعلى عليين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }[غافر:44].
وجزاكم الله خيراً كثيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
#يتبع...
📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
https://t.me/gghopff55
لماذا خلقنا الله
إن الله سبحانه وتعالى خلق الجن والإنس لحكمة عظيمة وغاية حميدة، وهي عبادته تبارك وتعالى كما قال سبحانه وتعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، وقال تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون}، وقال تعالى: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن لله تعالى حكمة بالغة من خلق الجن والإنس وهي عبادته، والعبادة هي: "التذلل لله عز وجل محبة وتعظيماً، بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه"، قال الله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}، فهذه الحكمة من خلق الجن والإنس، وعلى هذا فمن تمرد على ربه واستكبر عن عبادته فإنه يكون نابذاً لهذه الحكمة التي خلق الله العباد من أجلها، وفعله يشهد أن الله خلق الخلق عبثاً وسدى، وهو وإن لم يصرح بذلك لكن هذا هو مقتضى تمرده واستكباره عن طاعة ربه
والعبادة نوعان إما عباده كونية أو شرعية
فالعبادة الكونية تشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر، لقوله تعالى: {إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً}، فكل من في السماوات والأرض فهو خاضع لله سبحانه وتعالى كوناً فلا يمكن أبداً أن يضاد الله أو يعارضه فيما أراد سبحانه وتعالى بالإرادة الكونية.
.
وأما العبادة الشرعية: فهي التذلل له سبحانه وتعالى شرعاً فهذه خاصة بالمؤمنين بالله سبحانه وتعالى القائمين بأمره، ثم إن منها ما هو خاص أخص كعبودية الرسل، عليهم الصلاة والسلام، مثل قوله تعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده}، وقوله: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا}، وقوله: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب}، وغير ذلك من وصف الرسل، عليهم الصلاة والسلام بالعبودية.
.
والعابدون بالعبودية الكونية لا يثابون عليها، لأنهم خاضعون لله تعالى شاؤوا أم أبوا، فالإنسان يمرض، ويفقر، ويفقد محبوبه من غير أن يكون مريداً لذلك، بل هو كاره لذلك لكن هذا خضوع لله عز وجل خضوعاً كونياً.
حق الحرية في القرآن الكريم📘
✍مصطفى إبراهيم الزلمي🌴
إن المتدبر في في آيات الله يرى أن الروح السائدة في القرآن الكريم - من أوله إلى آخره - روح خيّرة رشيدة تدعوا إلى العلم والعمل والحرية والمساواة والعدل والرحمة والهدي والحق والإحسان والإيثار والإنفاق إلى غير ذلك, من الحقوق والفضائل الإنسانية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان وأن يلتزم بها، كما تنهي الآيات القرآنية عن الجهل والكسل والاسغلال والاستعباد والأثرة والشح والبغي والطغيان والظلم والتمايز والتعالي والتطاول، وغير ذلك من المساويء والرذائل التي يجب أن يتخلى عنها الإنسان.
الله الذي خلق البشر من طينة واحدة لم يخلقهم لامتهان فريق وتكريم فريق آخر، بل كرّمهم وفضلهم جميعا فلم يختص بتكريمه وتفضيله أمة على أخرى ولا عنصرا على عنصر ولافردا على فرد إلا بالتقوى والأنفعية, قال سبحانه وتعالى "يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عندالله أتقاكم ...". العلاقات البشرية كلها حقوق والتزامات ولكل فرد حق على الآخر, وعلى كل التزام تجاه الآخر , فالأحتكاك البشري حقوق وألتزامات متقابلة, وحق كل شخص أمانة بذمة الملتزم
#عايزين_نتغير
*الحلقة الحادية عشر*👌
💡حديثنا اليوم بإذن الله عن #ذكر الله سبحانه وتعالي
🌹ذكر الله سبحانه وتعالي هو كالغذاء للروح..هو شفاء القلب..فلا يجد السعادة قلبا لا يذكر الله سبحانه وتعالي👌
قال الله تعالي: "(الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)"
💡فالذكر هو إطمئنان للقلوب❤️
🌹 فضل ذكر الله سبحانه وتعالي🌹
1⃣أولا يكفيك شرفا أنك إذا ذكرت الله ذكرك..قال الله تعالي
"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)
💡سبحانك ربي ما أعظمك..من أنا ومن أنت ياأخي ومن أنتي ياأختي لكي يذكرنا الله سبحانه وتعالي⁉️...نحن لسنا أكثر من عبيد ولكن إذا ذكرنا الله سبحانه وتعالي ذكرنا..هل استشعرت بقلبك هذا الفضل العظيم؟👌..فكيف بعد ذلك تستطيع أن تمر دقيقة عليك بدون أن تذكر حبيبك ومولاك⁉️
2⃣أن ذكر الله فيه حياة لقلبك ولروحك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ) متفقٌ عليه.
3⃣أن بذكر الله تغرس لك نخلة في الجنة👌
روي الترمذي من حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ وصححه الألباني، ولفظه عند الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *"من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة."
ورد في غير الترمذي: "من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة." رواه البزار من حديث عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما.
4⃣أن ذكر الله يمحو به الله الذنوب
خرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".
5⃣وأقرأ معي بقلبك هذا الحديث الرائع الذي يلامس القلب.. فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم؟ وأرفعها في درجاتكم؟ وخير لكم من إنفاق الذهب والورق؟ وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا: بلى، قال: «ذكر الله»."
💡هذه 👆👆كانت بعض فضائل الذكر..لذا بدءا من اليوم عندما تذكر الله سبحانه وتعالي استشعر بقلبك كل هذا الفضائل العظيمة واحتسب الأجر من الله سبحانه وتعالي.
💡ولكن قد يسأل الشخص ما هي الأذكار التي يمكنني أن أحافظ عليها يوميا لتصبح جزءا أساسي من حياتي⁉️
وهذا ما سنعرفه الحلقة القادمة #فانتظرونا بإذن الله
يقول الشيخ فهد الجريوي حفظه الله:
هذه اللطائف القرآنية البالغ عددها ٤٤٠ فائدة في التدبر والتفسير من أحب ما جمعت من فوائد وأقربها إلى نفسي وأكثرها نفعاً فيما أرجو وأؤمل .
وهي منتقاة من أكثر من ٢٥٠ كتاب ومرجع في التفسير وعلوم القرآن .
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع ويبارك بها وأن لا يجعل عملنا علينا وبالا ، ويرزقنا النية والإخلاص سبحانه وتعالى .
تنويه :
♦️♦️♦️🔸🔸🔸
هناك جزء ثاني لهذه اللطائف قريب من عددها المنشور يأتي قريباً بإذن الله .
♦️♦️♦️🔸🔸🔸
ياحبياتي 🌹
ركزوا في قراءة درس اليوم وتأملوا معي احوال الانبياء في الصبر وحال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في تحمل الناس والصبر على آذاهم
نسأل الله سبحانه وتعالى جميعايجعلنا يارب يارب يارب
ممن إن ابتلي صبر،
وإذا أذنب استغفر،
وإذا أُنعم عليه شكر
محاضرة رائعة :
الاستقامة على الدين هي تحقيق العبودية الكاملة لله سبحانه وتعالى، وهي ما ينبغي أن نكون عليه 🌿
📚فوائد دينية في رحاب الزيدية📚
#قصد_السبيل_إلى_معرفة_الجليل
🗓 ❂#درس_الثلاثاء ☟❂🗓
🔰#كتاب الإمامة
🔰#منكرو التفضيل والرد عليهم
❋━━❁ 108 ❁━━❋
✳️ *منكرو التفضيل والرد عليهم*
✍️ *هذا، وقد أنكر كثير من الناس التفضيل، وأرعدوا، وأزبدوا، وما دعاهم إلى ذلك إلا الأنفة والترفع عن الاعتراف والإقرار به، وقد قال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة: ٢٥٣].*
🔹وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٣} [آل عمران].
🔹وقال سبحانه: {يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ٤٧} [البقرة].
🔹وقال سبحانه وتعالى في تفضيل الرجال على النساء: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة:٢٢٨]. {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء:٣٤].
🔸ومن المحسوس المشاهد تفضيل بعض الناس على بعض في الألوان والجمال والقوة والمنطق والأعمار والأرزاق و .. إلخ، وفضل الله المؤمن على الفاسق، والعالم على الجاهل فقال سبحانه وتعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:١١].
{أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ١٨} [السجدة].
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: ٩].
🔸وفضل الله تعالى أزواج النبي على غيرهن من النساء، فقال سبحانه: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ > .. إلى قوله تعالى: .. الآية} [الأحزاب: ٣١ - ٣٢].
🔸وفضل تعالى مريم على نساء العالمين فقال سبحانه: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ٤٢} [آل عمران].
🔹وفضل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابنته فاطمة على نساء العالمين، صحت بذلك الرواية.
وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، كما رواه البخاري.
وفضل الله تعالى أهل بيت نبيه واختصهم برحمته، فقال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ٣٣} [الأحزاب].
وأوجب تعالى مودتهم فقال سبحانه وتعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: ٢٣].
وفي القرآن الكثير، وفي السنة أيضاً، من أمثال ما ذكرنا من الأدلة التي جاءت في الإسلام لتقرر شريعة التفضيل.
🔵 *وينقسم الفضل إلى قسمين، اكتسابي، وغير اكتسابي:*
🔸١) الفضل الاكتسابي: هو الفضل الذي يستحقه المكلف على عمل قام به كالجهاد والسبق إلى الإسلام، والمبادرة إلى الأعمال الصالحة، وترك الأعمال السيئة، قال تعالى: {فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ٩٥ دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً > .. } [النساء:٩٥ - ٩٦] {السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ١١} [الواقعة] {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ١١} [المجادلة] وإلى آخره.
🔸٢) الفضل غير الاكتسابي: وهو الفضل الذي يستحقه صاحبه بغير عمل، بل بمجرد تفضيل الله تعالى، وذلك كفضل الملائكة على البشر، وفضل الرجال على النساء، وكفضل بعض الناس على بعض بزيادة العقل، والذكاء والفهم، وبلاغة المنطق، وجمال الصورة، والشجاعة والسخاء، ونحو ذلك.
وفضل أهل البيت عليهم السلام أساساً هو من النوع الثاني الذي هو غير اكتسابي، بل إنما حصل لهم بمجرد تفضيل الله، ويتمثل ذلك الفضل في:
١ - الاتصال برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنسبهم متصل بنسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهم أقرب الناس إليه، وأشدهم اتصالاً به، وأحبهم إليه.
٢ - اختصاصهم بذهاب الرجس عنهم وطهارتهم، تماماً كما قال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ٣٣} [الأحزاب].
٣ - اختصهم الله تعالى بزيادة الاستعداد الفطري لاكتساب العلوم، وبزيادة الحفظ والفهم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اللهم أجعل العلم في عقبي وعقب عقبي، وزرعي وزرع زرعي» وقال عنهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « .. رزقوا فهمي وعلمي .. ».
٤ - اختصهم الله تعالى بوجوب الصلاة عليهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تشهد الصلوات، فلا تتم صلاة المصلي إلا بأن يقول في تشهده: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ... إلخ
٥ - اختصهم الله تعالى بوجوب مودتهم على جميع ال
كتاب نهاية العالم 📗
للشيخ محمد متولي الشعراوي
إن عطاء الدنيا هو عطاء ربوبية لا بد أن نأخذ فيه بالأسباب الله سبحانه وتعالى أعطانا في بداية الخلق وبلا أسباب مقومات ضروريات الحياة واستمرارها ، فمنذ عهد آدم والماء والهواء والطعام وهي ضروريات الحياة مكفولة للإنسان ، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذى استدعاه للوجود ، فكان لا بد أن يضمن له مقومات حياته لذلك أوجد سبحانه الماء الذى يشرب منه ، والثمار التى يأكلها لتحفظ حياته ، والهواء الذى يتنفسه والأرض التى يسكنها ، كل هذا من ضروريات الحياة وجدها الإنسان من أول الخلق على الأرض دون أن يبذل جهداً فيه ، فإذا أردت أن أترف حياتى وأرتقى بها فلا بد أن أعمل عقلى المخلوق من الله في الكون المخلوق والمسخر لى من الله ، وبذلك أصل إلى حياة الرفاهية التى كما قلنا يتم فيها الشىء فى زمن أقل وبمجهود أقل .
استمتع بقراءة وتحميل كتاب نهاية العالم للكاتب محمد متولى الشعراوي
يقول الشيخ فهد الجريوي حفظه الله:
هذه اللطائف القرآنية البالغ عددها ٤٤٠ فائدة في التدبر والتفسير من أحب ما جمعت من فوائد وأقربها إلى نفسي وأكثرها نفعاً فيما أرجو وأؤمل .
وهي منتقاة من أكثر من ٢٥٠ كتاب ومرجع في التفسير وعلوم القرآن .
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع ويبارك بها وأن لا يجعل عملنا علينا وبالا ، ويرزقنا النية والإخلاص سبحانه وتعالى .
تنويه :
هناك جزء ثاني لهذه اللطائف قريب من عددها المنشور يأتي قريباً بإذن الله .
َكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل:97].
*عباد الله:* في يوم عرفة قام النبيء صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع خطيباً ، ومما قاله في ذلك اليوم العظيم وذلك الجمع الكثير، بعد الحمد والثناء على الله تعالى بما هو أهله قال: «أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا وشهركم هذا وبلدكم هذا» .
وقال أيضاً:( أيها الناس: إنما المؤمنون إخوة، إِنَّ المُسلمَ أخو المُسلم، لا يَغُشُّهُ ولا يَخُونُه ولا يَغْتَابُه، ولا يَحُلُّ لَهُ دَمُهُ، ولا شَيءٌ من مَالِهِ إِلاَّ بِطِيبِ نَفسِه، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد) .
فقد نبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشدد في خطبة الوداع في التنبيه على حرمة الأموال والأعراض ، وإن المتأمل لنصوص كتاب الله العزيز ليجد أن الله سبحانه وتعالى قد حذر ونهى عباده من انتهاك الأعراض وانتقاصها ، فلو نظرنا إلى سورة الحجرات مثلاً لوجدنا أن الله سبحانه وتعالى في هذه السورة قد نهى عباده عن عدة خصال بل وتوعد قال الله سبحانه وتعالى {
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ} قال السيد العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله وأبقاه في تفسير هذه الآيات:( ثم أمر الله سبحانه وتعالى عباده مرشداً لهم ومعلماً ومؤدباً أن لا يحتقروا أحداً أو يتنقصوه أو يقللوا من شأن أحد فقد يكون من تنقصوه خيراً منهم وأفضل عند الله، وكذلك النساء فلا يتنقصن أحداً منهن أو يسخرن منها، إما لأجل فقر أو ضعف أو قلة حيلة، أو دمامة، فقد تكون خيراً منهن عند الله سبحانه وتعالى.
{وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} ولا يعب بعضكم بعضاً، وقد أراد الله سبحانه وتعالى أن لا يعيب الأخ أخاه ، وقد عبر عن الأخ بالنفس لشدة رابط الأخوة بين المؤمنين {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} ونهاهم أن ينادي أحد منهم أخاه وصاحبه إلا بأحب الأسماء إليه، وأن لا يدعوه بما يكره من الأسماء.[وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:( من حق المؤمن على المؤمن أن يدعوه بأحب أسمائه إليه).
{بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ١١} أراد الله سبحانه وتعالى أن لا يدعو المسلم أخاه بـ: «يا فاسق»، أو يكون المراد أن الذي يعيب الناس ويسخر منهم يستحق اسم الفاسق، ويعد عاصياً عند الله تعالى تجب عليه التوبة من ذلك؛ لأنه خرج عن حدود الله، وظلم نفسه بما جنى عليها من استحقاق العذاب.
ثم قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} قال حفظه في تفسير هذه الآية: ثم أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين أن يحسنوا ظنهم بإخوانهم، وأن يحملوهم على السلامة في جميع أمورهم، وأن لا يصدقوا ما نقل عنهم من الكلام، وأن لا يأخذوهم بالتهمة، وقد أراد الله تعالى بالظن هنا ما لا بينة له عليه،
ونهاهم عن التجسس على إخوانهم المؤمنين، وتتبع عوراتهم، ومحاولة كشف سترهم وأسرارهم،[روي في الثمار المجتناة: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إني لأعرف قوماً يضربون صدورهم ضرباً يسمعه أهل النار»، قيل: من هم يا نبي الله؟، قال: «هم الهمازون اللمازون»، قيل: من الهمازون يا رسول الله؟ قال: «الذين يلتمسون عورات المسلمين ويكشفون ستورهم ويفشون عليهم من الفواحش ما ليس فيهم».]
ونهاهم أيضاً أن لا يذكروا إخوانهم في ظهر الغيب بما يكرهون ، وقد شبه الله سبحانه وتعالى من يغتاب أخاه بمن يأكل لحمه وهو ميت. [انتهى كلام المولى محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله وأبقاه]
والغيبة هي أن تذكر أخاك المسلم هي كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ففي أمالي أبي طالب عليه السلام: روي أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: «أن تذكر من المرء ما يكره أن يسمع»، قال: يا رسول الله، وإن كان حقاً؟ قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا قلت باطلاً فذلك البهتان»
وفي أمالي أبي طالب عليه السلام: عن جابر بن عبدالله، وأبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «الغيبة أشد من الزنا»، قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الرجل يزني ثم يتوب فيتوب اللّه عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه».
وفي أمالي أبي طالب عليه السلام: عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن
الكتب والمواضيع والآراء فيها لا تعبر عن رأي الموقع
تنبيه: جميع المحتويات والكتب في هذا الموقع جمعت من القنوات والمجموعات بواسطة بوتات في تطبيق تلغرام (برنامج Telegram) تلقائيا، فإذا شاهدت مادة مخالفة للعرف أو لقوانين النشر وحقوق المؤلفين فالرجاء إرسال المادة عبر هذا الإيميل حتى يحذف فورا:
alkhazanah.com@gmail.com
All contents and books on this website are collected from Telegram channels and groups by bots automatically. if you detect a post that is culturally inappropriate or violates publishing law or copyright, please send the permanent link of the post to the email below so the message will be deleted immediately:
alkhazanah.com@gmail.com