ولي ما تخلف النيازك بعد أنطفائها جمرٌ وخرائب وأفولُ
وکان [العلاّمة المجلسی] رحمه الله فی أيّام اشتغاله بأمور الشرع يباحث فی کلّ أسبوع يومين فی المسجد العتيق.
وکان فی أوائل شغله يأمر بالمعروف وينهی عن المنکر، حتی اطّلع أنّ جماعة من أهل السند کانوا فی الاصبهان يعبدون الأصنام؛ ولمّا کان هذا مخالفاً لشرائط الذمّة توجّه إلی رفعها وکسرها. فتوصّلوا إلی جماعة من الأمراء، وتعهّدوا أنّه لو رفع منهم هذا الأمر وترکوا يعبدون الأصنام أن أعطوا إلی السلطان عشرة آلاف تومان.
وکان رحمه الله اشتدّ الأمر عليهم، حتی عرض إلی السلطان، وقام بهذا الأمر حتی أمر السلطان بکسر الأصنام؛ فأمر رحمه الله إلی إحضار الأصنام إلی باب السلطان، وجلس هناك وکسرها. وأمر أن يرمی کلّما کان من الأصنام من الحجر إلی الخلاء، وما کان منها من ... أمر أن يصاغ منه ظرف متعارف فی هذه الأزمنة يوضعها فی المجالس لإدخال البصاق إليها؛ فصيغ منها ثلاث وأرسل واحدة منها إلی السلطان، وأرسل واحد منها إلی الدستور الأعظم شيخ علی خان، وکان الآخر وضع عنده. وهکذا کانت سنّته إلی انقضاء نحبه.
وکان رحمه الله يصلّی المغرب والعشاء والفجر فی المسجد، ويصلّی الظهرين فی بيته.
وکان زمن اشتغاله بأمور الشرع يرافع من طلوع الشمس إلی وقت الظهر فی کلّ أسبوع أربعة أيّام.
وکان فی يوم الاثنين والثلثاء يباحث فی المسجد إلی قريب الظهر ومدرسه معروف. وقد کان فی مدرسه کثرة الناس بحيث لا يسع له مکان، فلقد عدّ فی مدارسة کتاب الأصول من الکافی أربعمائة رجل، کان أکثرهم من الفضلاء.
ر.ک: کتاب عرفان مجلسی، رحیم قاسمی.
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط
🔖المحاضرة الخامسة:الإمارة الأموية
✍ ∫∫ الحـــــ43ـــلقة ∫∫
- - - - - - - - -
💎أسباب ضعف الدولة الأموية في الأندلس
📌أولا: انفتاح الدنيا على المسلمين وكثرة الأموال في آخر عهد القوة من الإمارة الأموية،
فقد زادت الأموال بشدة وازدهرت التجارة، ولم يوجد هناك في البلاد فقير، وفتن الناس بالمال،
وقد قال رسول الله: (فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم)،
فرسول الله كان يخشى على المؤمنين من هذه الفتنة؛ كان يقول صلى الله عليه وسلم: (إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال)، وكان يقلل صلى الله عليه وسلم كثيرا من قيمة الدنيا؛ كان يقول: (ما الدنيا في الآخرة إلا كما يضع أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع)
- - - - - - - - - - - - - - - - - - -
📌ثانيا ظهور نجم زرياب وما صاحبه من ترف وحب للملاهي في المجتمع الأندلسي
السبب الثاني لضعف الإمارة الأموية في الفترة الثانية: هو زرياب، مطرب من مطربي بغداد، تربى في بيت الخلفاء في بغداد، وكان يغني لهم، وكان معلمه هو إبراهيم الموصلي، وهو كبير مطربي بغداد في ذلك الوقت، ومع مرور الوقت لمع نجم زرياب هناك في بغداد، فغار منه إبراهيم الموصلي فدبر له مكيدة، فطرد من البلاد، فخرج من بغداد متجها صوب المغرب، حتى وجد ضالته في الأندلس؛ أرض غنية جدا، فيها أموال كثيرة، وقصور، وحدائق، هذه البلاد هي التي تستقبل المطربين في ذلك الزمن، مع أن الأندلس إلى هذه الفترة لم يكن فيها غناء.
فلما وصل زرياب أرض الأندلس استقبلوه وعظموه وأكرموه، وأدخلوه على الخلفاء، وفي بيوت عامة، ونواديهم؛ فأخذ يغني للناس، ويعلمهم ما قد تعلمه هناك في بغداد، ولم يكتف زرياب بتعليمهم الغناء، وتكوين ما يسمى بالموشحات الأندلسية المشهورة، لكنه بدأ يعلمهم فنون الموضة؛ فقال للناس: هناك لبس خاص بالصيف، ولبس خاص بالشتاء، ولبس خاص بالربيع، ولبس خاص بالخريف، ولبس خاص بالمناسبات العامة، كما هو الحال في أرض بغداد، ولم يكن الناس في الأندلس على هذه الشاكلة، فأخذوا يتعلمون من زرياب، وأخذ يعلمهم فنون الطعام، كل يوم أكلة جديدة، وصنف جديد وهكذا تعلم الناس ألوانا كثيرة من الطعام، ثم أخذ يحكي لهم حكايات الأمراء والخلفاء، وحكايات الأساطير والروايات وما إلى ذلك، حتى تعلق الناس به بشدة، وتعلق الناس بالغناء، وكثر المطربون في بلاد الأندلس، ثم بعد ذلك انتشر الرقص، وكان في البداية بين الرجال، ثم انتقل إلى غيرهم وهكذا.
في هذا الوقت الذي دخل فيه زرياب إلى أرض الأندلس، كان في عهد عبد الرحمن الأوسط رحمه الله، الذي اهتم بالعلم والحضارة والعمران والاقتصاد وما إلى ذلك، لكنه للأسف ترك زرياب يفعل كل هذه الأمور؛ مع أن النهضة العلمية كانت موجودة وكان العلماء كثيرين، إلا أن كلام زرياب صرف الناس عن سماع العلماء إلى سماع زرياب، وصرف الناس عن سماع حديث رسول الله، وقصص السلف الصالح إلى سماع حكايات زرياب العجيبة وأساطيره الغريبة، بل صرف الناس عن سماع القرآن إلى سماع أغانيه،
وهذا ليس عجيبا وليس جديدا، فإنه لما ظهرت دعوة رسول الله كان هناك رجل اسمه النضر بن الحارث، وكان من رءوس الكفر في مكة، ولما رأى أن رسول الله يخاطب الناس بالقرآن فيتأثرون ويبكون ويؤمنون بهذا الدين، ذهب إلى بلاد فارس؛ وقطع أميالا كثيرة، وقضى هناك فترة طويلة؛ ليتعلم هناك حكايات رستم وإسفنديار، ويتعلم الأساطير التاريخية، واشترى مغنيتين وعاد إلى بلاد مكة، فإذا وجد في قلب رجل ميلا إلى الإسلام أرسل له المغنيتين تغنيان له مما عرفه في بلاد فارس من حكايات رستم وإسفنديار حتى تلهياه عن هذا الدين، وهكذا ظل يفعل كحرب مضادة للدعوة الإسلامية في بلاد مكة، فأنزل الله فيه قرآنا: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} [لقمان:٦]، ويقسم عبد الله بن مسعود رحمه الله أنها ما نزلت إلا في الغناء.
فالشيطان لا ينام ولا يهدأ، حتى في وجود هذه النهضة العلمية، قال تعالى: {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} [الأعراف:١٧]، وكلما زاد الاهتمام بالدين كلما نشط الشيطان؛ عن طريق زرياب ومن سار على نهج زرياب إلى يومنا هذا،
ونحن ننظر في رمضان كلما ارتقى مستوى الإيمان عند الناس، وكلما تعلقت قلوبهم بالمساجد زاد الشيطان في أثره وفي مفعوله، فيضع الناس على طريق غير التي أرادها الله سبحانه وتعالى لهم.
فلو أخذنا عينة عشوائية من الناس وسألناهم إن كانوا يحفظون من الأغاني أكثر أم القرآن،أو يحفظون قصص الأفلام والمسلسلات أكثر أم قصص الأنبياء والصحابة والفتوح الإسلامية وما إلى ذلك؟ فالأمر خطير جد خطير.
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للاشتراك تيليجرام
https://telegram.me/gghopff55
في معنى القائد: عن "نزار ريان"
كتبها نجله: براء نزار ريان
لم يكن نزار ريان رحمه الله داهيةً من دهاة السياسة، ولا كان ذا روحٍ إداريّة تنظيميّة، ولا شغوفًا بالمناصب الحزبية والألقاب القيادية، ولا رُزق الصبر على الاجتماعات والترتيبات، ولا ابتلي بالتصدّر للمؤتمرات الصحفية، والمنصات التحليلية.
نعم كانت له نظرةٌ ثاقبة أذكرُها في كثيرٍ من المواقف الفاصلة، التي قرأ فيها الواقع خلاف الناس، وجاءت الأحداثُ فيها وفق ما ذكر، منها يوم غزو العراق إذ توقّع لصدّام هزيمةً مدوّية وخاتمةً بائسة، خلاف ما كان يُتوقّع من قائدٍ مخضرم، وجيشٍ قويّ ذي تجربة، وما كان يتمناه العربُ، خاصةً الفلسطينيين، من صمودٍ وتمريغٍ لأنف أمريكا في التراب.
أذكرُ أيضًا حين سُئل عن توقعاته لنتائج الانتخابات التشريعية، فقال: "لعلّ حماس تفوزُ بثمانين مقعدًا أو نحوها"، وكان توقّعًا شديد التفاؤل، ومخالفًا لآراء أكثر المحللين انحيازًا لحماس، ففازت بستة وسبعين، ودعمت أربعة مستقلّين، فجاءت ثمانين بالتمام والكمال!
وأذكرُ ما سجّلتهُ الكاميرات يوم هتف بنبرةٍ واثقة: "لن يدخلوا معسكرنا، يعني لن يدخلوا معسكرنا" فما دخلوه يومها ولا بعدُ حتى قضى الوالدُ رحمه الله. ومثلُه تطمينُه للأمّة قبل استشهاده بيومٍ واحد: أنّ غزة بخير، وأن الصهاينة لن يدخلوا القطاع، ولن يعيدوا احتلاله، فما ردّ الله عزّ وجلّ بُشراه.
كان نزار ريان إذا خطبَ حرّك القلوب وأشعلها، وإذا حدّث آنس الأرواح وأسعدها، وإذا ناقش أخذ بالعقول والألباب في بالغ تواضعٍ وأدب. كانت هذه النظرةُ من أهمّ ركائز شخصيته القيادية، يضافُ إليها براعتُه الخطابية، وكاريزماهُ إذا واجه الجماهير، وجمالُ حضوره في المجالس والملتقيات الاجتماعية والأدبية، وقُدرتُه على الإقناع والتأثير.
غير أنني في ذكراه السابعة، أحبُّ أن أتكلّم عن أشياء في شخصية نزار ريان القيادية، كانت في نظري أهمّ ما تميّز به، واستطاع أن يحافظ عليها ويلتزمها حتى لقي ربّه شهيد فكرةٍ ومبدأ.
كان رحمه الله مع الناس دومًا، قائدًا لا يحبُّ أن يَفْضُلهم بشيء، خاصةً وهم يُعانون، فمن ذلك أنه لما اشتدّ بغزة الحصار، حرص أن يركب مع الناس المواصلات العامّة، وهي في غزة منظومةٌ بالغةُ البؤس، فكان أحيانًا تتوقّفُ له في الطريق سيارات لا تكادُ تمشي، إذا ركبتها شعرت أنّها تجرّك على الأسفلت، لا تقلُّك عنه، إذا اجتازت حفرةً أو «مطبًا» انكسر له ظهرُك، وتختنق فيها برائحة البنزين أو الغاز. فكان يوثر ذلك في ظلال الحصار، واستمرّ عليه سنين حتى استشهاده، رغم تعوّده منذ شبابه المبكّر اقتناء السيارات، وقد كان ذوقُه فيها رفيعًا.
وكان عنده مولّد كهرباء، يشعله إذا أراد البحث والكتابة، ويجعله خالصًا للمكتبة، ولا يمدّ منه إلى البيت، فقيل له: إن المولّد يمكن أن يضيء البيت بالطاقة التي تخرج منه، وإنّ كثيرًا منها يذهبُ هدرًا، فقال: "إني والله لأستحي أن يضيء بيتي، ومن حوله بيوتُ الناس مظلمة!".
ومن حياته مع الناس أنّه كان يتسوّق بنفسه غالب حياته، فينزل إلى سوق المخيّم كلّ أسبوع، يسمعُ أحاديث الناس، ويخالطهم الخلطة الحقّة، ويرى في وجوههم الرضى والغضب، والصبر والجزع، ويقرأ ذلك كلّه، ويصدرُ عنه في آرائه ومواقفه، أو يجعله في حسبانه على الأقل، وكان أحيانًا يُباشرُ بنفسه حلّ مشكلاتهم ومساعدتهم؛ كما حصل قبيل استشهاده، حيثُ كان يحملُ معه في السوق نقودًا، فيعين بها من قطعتهُ الحربُ عن ماله، أو عطّلته عن عمله، ولا يجدُ ما ينفقُ في تلك الأيام العصيبة.
وكان رحمه الله دائم الحضور في مسجده، يأتيه مبكرًا، وينصرفُ متأخرًا، فيقصدُه من يريدُه، فلا يمنعه من لقائه أحد، فيشتكي إليه أو يراجعه، أو يسأله المساعدة، أو يخاصمه إن شاء، وكان يتعمّد أن يحمل معه شيئًا من المال عند خروجه للمسجد، استعدادًا لمن يلقاهُ من المحتاجين، وكان شديد الحلم عليهم، بالغ الاعتذار لهم.
حتى إنّ أحدهم جاءه مرةً فزعم أنّ امرأته ولدت، وأنه لا يجدُ من المال ما يقوم بأمرها، فأعطاه الوالدُ رحمه الله، فاحتجّ شقيقي محمّد، وقال: يا والدي هذا كذاب، إنّ امرأته لتلدُ كلّ أسبوعٍ مرّةً أو مرّتين، وإنّه يتذرّع بهذه الكذبة حتى يحتال على أمثالك من المحسنين! فغضب الوالدُ رحمه الله، وقال: "ما حمله أن يحتال عليّ إلا حاجتُه، وإنني إن شاء الله مأجورٌ على إحساني، ولعلّك أثمتَ بتحريضك".
كان نزار ريان محبًا للقيا الطلّاب، بالغ العناية بهم، والاهتمام لأمرهم، وأكثرُ من درسّهم يحملون عنه أطيب ذكرى. ومن حرصه على الالتصاق الناس، إصرارُه على مواصلة التدريس في الجامعة، وكان الشيخ الياسين رحمه الله دعاهُ إلى تركها، بسبب مواعيدها الثابتة، وسهولة وصول العدوّ إليه واغتياله بسببها، فلم يجبه إلى دعوته.
كان قائدًا مع الناس، يكرهُ أن يتقدّمهم إلا في سوح الموت، وميادين التضحية، روى كثيرٌ من أقرانه أنه كان بادئة انتفاضة 87 يتصدّر مسيرات المواجهة، ويقفُ حيثُ ينهمرُ الرصاص، ويهتفُ: سوق الجنة قام
ت! وكان من أوائل الذين بادروا للعمل العسكريّ من شباب الحركة الإسلامية الفلسطينية، وله مع عمّه أبو ماهر تمراز، وأخيه الشيخ صلاح شحادة أحاديثُ كثيرةٌ في ذلك.
كان له قوانين في التضحية، منها ألا يردّ مطاردًا أيًا كانت ظروفه، فأكرمه الله عزّ وجلّ بإيواء كبارهم، فما منهم من أحدٍ إلا دخل بيته، عماد عقل، ويحيى عياش، وعدنان الغول، ومحمد الضيف، فكانوا يبيتون في بيته الشهور، لا يدري بهم أحد، واعتقلته سلطة الحكم الذاتيّ مرارًا من أجل ذلك، وعذّبته وطاردته، فلم يمنعه من معاودة الإيواء، ولم يتوقّف حتى أصبح هو بدوره مطلوبًا ومطاردًا.
وكما كان باذلًا نفسه، دعا إلى ذلك أولاده وشجّعهم عليه، فكان منهم الاستشهاديّ إبراهيم، الذي اقتحم على الصهاينة مغتصبة إيلي سيناي برفقة أخيه عبد الله شعبان، فأثخنا في العدوّ قتلًا وجرحًا، وكفّا عن النساء والأطفال، واشتبكا ستّ ساعاتٍ متواصلة مع نخبة الجيش الصهيونيّ حتى استشهدا قابضين على الزناد.
وحين ودّع الوالدُ إبراهيم قبيل انطلاقه إلى العملية، وقفا عند باب البيت من الداخل، ومدّ إبراهيم يده مصافحًا، فوضع الوالدُ يده على كتفه ليحول بينه وبين العناق! قال: "كنتُ أحب أن أضمّه الضمّة الأخيرة، غير أنني خشيت أن يؤثّر فيه حناني، فيفُتّ في عضده!".
وذات مرّةٍ سأله رجل: سمعنا أنّك تُعطي أولادك أجرة المواصلات إلى مناطق المواجهة؟ (وكان الناسُ يمنعون أولادهم)، فردّ الوالدُ ساخرًا: بل أعطيهم أجرة الذهاب فقط! فهم يذهبون على نية الشهادة!
ولقي بعض أولاده أيام اجتياح مخيم جباليا، ولم يكن لقيه طيلة أيام الاجتياح، وكلاهُما كان يمكنُ أن يموت في أيّ لحظة، فلما لقيه سأله: كيف رباطُك يا بني؟ فأجاب: على الثغر الأول شمالًا، تمامًا في وجه الدبابة. فسعد بذلك، ولم يسأل عن شيء غيره! وتعجّب الحاضرون من المجاهدين من الموقف وتناقلوه.
ويوم قصفت سيارة ولده بلال، فأصيب إصاباتٍ بالغة، قال له الأطبّاء: قد نقطعُ رجله! فأجاب: "أنا قدّمتُ رأسه، ومن يقدّم الرأس لا يسأل عن الرّجل!". فنجى الله رأس بلال ورجله.
كان يكرهُ المزاحمة على شيء من الدنيا، وقال لي مرّةً: "والله ما رأيتُ الناسَ ازدحموا على شيء إلا عافته نفسي، وإني لا أزاحمُ على شيء إلا الشهادة في سبيل الله".
ومن ذلك أن الدقيق نفد من منزله مطلع الحرب، فأوصى محمّدًا شقيقي أن يشتري كيسًا واحدًا من الدقيق، فقال محمّد: يا والدي الدنيا حرب، لو اشترينا ثلاثة! فقال: لا والله، لا أزاحمُ الناس في خبزهم وقت الحرب، بل اشترِ واحدًا، ثم إذا نفد، يجري علينا ما يجري على الناس!
هذا نزار ريان رحمه الله، القائدُ الفريد، الذي عاش مع الناس حياته كلّها حتى آخر رمق، وشاركهم كلّ فصول معاناتهم، ولم يتقدمهم إلا بمزيد بذلٍ أو تضحية، وذكّر بدروسٍ في القيادة، لا تؤخذ إلا فعلًا على الأرض.
#السيرة_النبوية :العهد المدني
∫∫ الــحـ204ـلـقـة ∫∫
___
💎 وضوح الهدف وسمو الغاية عند المسلمين من عوامل النصر الرئيسية:
مع كل الحماس الذي كان المسلمون فيه، إلا أنهم لا يزالون محتاجين إلى تشجيع وتحميس أكثر؛ لأن الموقف صعب، فجاء دور التحميس والتشجيع، ولن يكسل المؤمن حين يسمع ذلك، جاء وقت التذكير بالجنة، فقد رفع الرسول ﷺ صوته ليسمع الجميع قال:(والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل، فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة)
إن كلام الرسول ﷺ عجيب جداً لا يمكن أبداً أن يفهمه علماني ولا كافر أو فاسق؛ لأن الرسول ﷺ لا يحفز الناس كالمعتاد في كل الحروب على الدفاع عن حياتهم، بل يحفزهم على فقد حياتهم، يقول:(لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً) .. إلى آخر الحديث، والذي يرى نفسه أنه يعيش للدنيا لو قتل يكون قد فقد كل شيء، لكن الذي يفهم ما معنى الجنة سيكون للقتل عنده معنى آخر، فالجنة حلم كبير عند المسلمين، وهي ليست في الدنيا، إنما تأتي الجنة بعد الموت، فالموت هو الحاجز الوحيد بين الشهيد الذي يقتل في أرض الجهاد وبين الجنة، كما أن الشهيد يدخل الجنة بغير حساب
إذاً:لو جاء الموت لأصبحنا من أهل الجنة، فليت الموت يأتينا، وهكذا يصبح الموت المكروه عند عامة البشر أمنية، بل أسمى الأماني لمن فقه حقيقة الجنة. (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض) والحديث في البخاري
وأيضاً في البخاري:(لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت على أهل الأرض لأضاءت الدنيا وما فيها، ولملأت ما بينهما ريحاً -أي: ما بين السماء والأرض، أو ما بين المشرق والمغرب- ولنصيفها -أي: الخمار الذي على رأسها- على رأسها خير من الدنيا وما فيها)، سبحان الله!
فمن كان عنده يقين في ذلك يشتاق إليه؛ لذلك فإن الجيش المنصور جيش يحب الموت، يقول خالد بن الوليد رضي الله عنه: جئتكم برجال يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة.
وقد تحدث الرسول ﷺ يتكلم عن الأمة المهزومة التي ليس لها وزن في العالم، فأخبر أن أهم صفة فيها صفة الوهن:(قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟! قال:حب الدنيا وكراهية الموت)، أي: كراهية الموت في سبيل الله.
فلو حصل في الأمة كراهية الموت، فإنها ستقع، وعلى العكس لو أحبت الأمة الموت في سبيل الله وهبت النصر ووهبت الجنة.
يذكر أن إسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل الهالك قال في تعليق على اتهام اليهود له بعدم القدرة على السيطرة على حماس والجهاد، قال: أتحدى أي جهاز مخابرات في العالم أن يقاوم أناساً يريدون أن يموتوا!
فالمؤمن القوي يحب أن يموت، ويخاف ألا يموت، ويخاف أن ينكشف أمره فلا يموت، فكيف يمكن أن تحاربه؟!
فيا ترى! هل أحد منكم يريد أن يموت أو يبحث عن الموت، أو يكون مستعداً للموت؟! هل أحد منكم كتب وصيته؛ لأنه يحلم بيوم يموت فيه في سبيل الله؟
إن لم تكن هذه القضية في بالك ولا تبحث عنها فأنت لا تعرف الجنة.
إن طلب الموت في سبيل الله ليس فيه كآبة ولا حزن، إنما الكآبة أن تقف يوم القيامة تنتظر الحساب سنوات وأنت ترى حولك الشهداء يدخلون الجنة من غير حساب، فلا عذر لك يا أخي المسلم أن تقول: أين الجهاد؟ وأين القتال؟ فالمسألة مسألة صدق في النية تريد أو لا تريد، فإن كنت تريد فستأخذ أجر الشهادة وتدخل الجنة وإن مت في بيتك وسط أهلك،
قال رسول الله:(من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) وإن كنت لا تريد فلن تأخذ أجر الشهادة حتى لو فتح لك ألف باب للجهاد، فالمسألة مسألة صدق، وانظر إلى الجنة كيف أثرت في الصحابة يوم بدر،
فهذا عمير بن الحمام رضي الله عنه سمع الرسول ﷺ يقول:(قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض)قال متعجباً: عرضها السماوات والأرض؟!
فإن الواحد منا يكافح سنين حتى يكون عنده بيت أو سيارة أو بعض الأموال أو بعض السلطات، وكل هذا لا يمثل أي وزن في الأرض، فما بالك بالجنة التي عرضها السماوات والأرض؟ فإنه لا يستبعد أن يكون ملك أحدنا في الجنة قدر مجموعة شمسية أو أكثر؛ فـعمير يتعجب من جنة عرضها السماوات والأرض،
فقال ﷺ في منتهى الإيجاز: (نعم)، وتلقى عمير بن الحمام الكلام بمنتهى بيقين لا جدال فيه ولا محاورة، فقال عمير :(بخ بخ -كلمة تقال للتعجب- فقال ﷺ: ما يحملك على قولك: بخ بخ؟ فأسرع عمير يقول: لا والله يا رسول الله! ما قلتها إلا رجاء أن أكون من أهلها، فقال ﷺ: فإنك من أهلها)،
يا الله! عمير يخبره رسول الله أنه من أهل الجنة وهو ما زال يمشي على أرض بدر! لم يستطع عمير أن يعيش لحظة واحدة على الأرض، كان يمسك في يديه بعض تمرات يتقوى بها على القتال، فتذكر ثمار الجنة وطيورها وشرابها وحوض الرسول ﷺ فيها،
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
T.me/gghopff55
#السيرة_النبوية :فترة الفتح والتمكين
المحـ45ـاضرة: [ الوداع ]
∫∫ الـحـ482ـلـقـة ∫∫
___
💎 تفاقم الأحزان على الصحابة
أظلمت مدينة رسول الله ﷺ، وكان رسول الله ﷺ قد نورها يوم دخلها، فتحولت من يثرب إلى المدينة المنورة، والآن أظلمت نفس المدينة يوم مات الحبيب صلى الله عليه وسلم، وكان موته فتنة حقيقة للأمة الإسلامية.
لقد اضطرب المسلمون اضطراباً شديداً حتى ذهل بعضهم ولم يستطع التفكير، وقعد بعضهم ولم يستطع القيام، وسكت بعضهم ولم يستطع الكلام، وأنكر بعضهم ولم يستطع التصديق.
💎موقف عمر من خبر موته ﷺ:
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها:(أن رسول الله ﷺ مات وأبو بكر بالسنح، فقام عمر رضي الله عنه وأرضاه، يقول:والله ما مات رسول الله ﷺ)
كان يعتقد تماماً بعدم موته، حتى إنه يقول في رواية أخرى:(والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك)
أي:أنني كنت لا أعتقد إلا أنه لم يمت فعلاً، ثم قال عمر رضي الله عنه:(وليبعثنه الله عز وجل فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات)
ويقول في رواية:(إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله ﷺ قد مات، وإن رسول الله ﷺ ما مات، لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل: قد مات).
كان هذا موقف عمر رضي الله عنه وأرضاه، وما أدراك من هو عمر .
يقول ﷺ وهو يتحدث عن أصحابه ويصف أصحابه قال: (وأشدهم في أمر الله عمر).
هذه هو أثر المصيبة على أشد الصحابة في أمر الله عز وجل.
انظروا إلى موقف عمر رضي الله عنه وأرضاه؛ لتعلموا عظم أثر المصيبة على الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
💎موقف أبي بكر الصديق من خبر موته ﷺ:
ظل المسلمون على هذه الحال يتمنون صدق كلام عمر رضي الله عنه، حتى جاء الصديق رضي الله عنه، ودخل مسرعاً إلى بيت الرسول ﷺ، بيت ابنته عائشة رضي الله عنها، فوجد رسول الله ﷺ على فراشه قد غطوا وجهه، فكشف عن وجهه،
فلما أدرك الحقيقة المرة أن رسول الله ﷺ قد مات، بكى الصديق رضي الله عنه وأرضاه بكاء مراً؛ لأن الرسول ﷺ كان بالنسبة لـأبي بكر كل شيء، لم يكن رسولاً فقط بالنسبة له، لكن كان صاحباً وموطن سر، ومبشراً ومطمئناً، وزوجاً لابنته، ورئيساً لدولته، وهادياً لطريقه، كان كل شيء، ومع كل ذلك أنزل الله عز وجل علي الصديق ثباتاً عجيباً، لو لم يكن له من المواقف في الإسلام إلا هذا الموقف لكان كافياً على عظمته رضي الله عنه وأرضاه.
فأكب الصديق رضي الله عنه وأرضاه على حبيبه ﷺ فقبله في جبهته، ثم قال وهو يضع يده على صدغي الرسول ﷺ: وا نبياه، وا خليلاه، وا صفياه، ثم تماسك قائلاً بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله عز وجل الموتتين أبداً، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها
ثم أسرع رضي الله عنه وأرضاه خارجاً إلى الناس، فوجد عمر يقول ما يقول، ويقسم على أن الرسول ﷺ ما مات، فقال: أيها الحالف على رسلك، وفي رواية قال: اجلس يا عمر ، لكن عمر لم يكن يسمع شيئاً، فتركه أبو بكر الصديق رضي الله عنه واتجه إلى الناس، فأقبل الناس عليه وتركوا عمر .
فخطب فيهم خطبته المشهورة الموفقة، التي تعتبر على قصرها من أهم الخطب في تاريخ البشرية، ثبت الله عز وجل بها أمة كادت أن تضل، وأوشكت أن تفتن.
قال رضي الله عنه وأرضاه في حزم بعد أن حمد الله وأثنى عليه: ألا من كان يعبد محمداً ﷺ فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.
ينبه الصديق بفقه عميق على حقيقة الأمر، ويضعه في حجمه الطبيعي، فبرغم عظم المصيبة إلا أنها لا يجب أبداً أن تخرج المسلمين عن شعورهم وعن حكمتهم وعن إيمانهم، فحقيقة الأمر أن رسول الله ﷺ بشر، وحقيقة الأمر أن البشر جميعاً يموتون، وحقيقة الأمر أننا ما عبدناه لحظة واحدة، ولكننا جميعاً عبدنا معه رب العالمين سبحانه وتعالى، والله حي لا يموت، فلا داعي للاختلاط، ولا داعي للفتنة، ولا داعي للاضطراب، وما حدث أمر متوقع، وربنا حي لا يموت، وهو الذي سيجزينا على صبرنا ويعاقبنا على جزعنا.
ثم قرأ الصديق رضي الله عنه وأرضاه في توثيق عجيب آية من سورة آل عمران، تبصر المسلمين بالحقيقة كاملة، وتعرفهم تماماً بما يجب عليهم تجاه هذا الأمر.
قرأ الصديق رضي الله عنه:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِينْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}[آل عمران:144].
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله عز وجل أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر ، فتلقاها الناس كلهم، فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها.
في هذه اللحظة أدرك الناس حقيقة أن رسول الله ﷺ قد مات.
أخرجت هذه الآية الكريمة المسلمين من أوهام الأحلام إلى حقيقة الموت،
#يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
التاجر اللئيمـ
يُحكى أن تاجراً عرفه الناس بقسوة القلب. وكان هذا التاجر يشتري عبداً كل عام ليعمل عنده سنة كاملة فقط، ثم يتخلص منه. لكن ليس بتسريحه وإطلاق العنان له ليبحث عن عمل آخر أو سيد آخر، بل كان يرميه لكلاب عنده، يكون قد منع عنهم الطعام أياما معدودات، فتكون النهاية بالطبع لذاك العبد مؤلمة.
كان هذا التاجر يعتقد أن التخلص من خدمه بتلك الطريقة إنما هو طريقة للتخلص من مصدر ربما يكون قد عرف الكثير من أموره وأسراره، فإن الخدم في البيوت يطلعون على أمور كثيرة وأسرار عدَّة.
قام التاجر كعادته السنوية بشراء عبد جديد، وقد عُرف هذا الجديد بشيء من الذكاء. ومرت عليه الأيام في خدمة سيده حتى دنا وقت التعذيب السنوي.. جمع التاجر أصحابه للاستمتاع بمشهد الكلاب وهي تنهش في لحم العبد المسكين. وكان كعادته قد توقف عن إطعام الكلاب عدة أيام حتى تكون شرسة للغاية. . لكن هاله ما رأى.
ما إن دخلت الكلاب على العبد، حتى بدأت تدور حوله وتلعق عنقه في هدوء ووداعة لفترة من الزمن ثم نامت عنده! احتار التاجر لمنظر كلابه الشرسة قد تحولت إلى حيوانات وديعة رغم جوعها، فسأل العبد عن السر ، فقال له: يا سيدي لقد خدمتك سنة كاملة فألقيتني للكلاب الجائعة، فيما أنا خدمت هذه الكلاب شهرين فقط، فكان منها ما رأيت!!
إن نكران الجميل أمر صعب على النفس البشرية ولا يمكن قبولها وتحدث من الألم النفسي الشيء الكثير . الفطرة السليمة والذوق السليم عند أي إنسان أن من يقدم لك جميلاً أن ترد بالمثل أو أجمل ، لا أن ننكره أو نرد بالأسوأ .!!
#madeha
ليمة .
وكان أثناء خروجه من البيت و رجوعه إليه لا تفارق شفتيه ذكر الله .
وقد ذكر لنا دائرة المعارف الاسلامية العلامة السيد عبد الستار الحسني (قده) انه في ليلة من الليالي كان الشيخ مهدي (قده) في براني كاشف الغطاء ودخلت البراني ،فكان يصلي ،وكنت راجعاً من زيارة الامام الحسين (ع) في كربلاء، والظاهر انه كانت الليلة ليلة الجمعة؛ ثم نمت لأني كنت متعباُ، فاستيقظت فرأيته يصلي، ثم نمت واستيقظت فرأيته يصلي، فتكرر ذلك وكانت المدة طويلة بحيث كان متعجباُ من ذلك، ولعله كان يحتمل اتصال ذلك بالفجر .
وذكر ولده المرحوم المهندس عز الدين (رحمه الله) انه لم يره يأكل قبل الصلاة، وأنه كان لا يترك صلاة الجماعه بل حتى عند وفاة المقربين جدا لديه-كوالدته (رحمها الله)- كان لا يتركها بل ذهب وصلا الصلاة في وقتها جماعة ومن ثم يذهب ليؤدي شؤون الوفاة.
وكان يصلي خلف الشيخ عبد الرسول الجواهري (قده) وكان قديساُ ،وقيل في تأبينه إنه كان مثالا للورع والتقوى وبعده صلى خلف السيد محمد تقي بحر العلوم (قده) وغيرهم .
وكان يبقى في المسجد حتى يخرج المصلون بل أحيانا أو في الكثير كان يبقى يصلي إلى أن يحين وقت خروج خادم المسجد ،فيخرج ويخبره بإغلاق الباب بعد خروجه؛ ولعله كان يبقى يصلي حتى الواحدة والنصف ظهرا .
ومن شدة تعلقه بالصلاة كان بعد فترة من خلوده للنوم يبدأ بالصلاة ويؤدي الصلاة بأذكارها لا بأعمالها وهو نائم، وكان يتكرر ذلك منه كما شاهدته بنفسي .
وحكى نجله المرحوم المهندس عز الدين (رحمه الله تعالى) عنه (قده) انه جائه شخص وكان متأذيا منه ،فقال له : لماذا شيخنا تصنع هكذا ؟ فقال له:ما الأمر ؟فقال له:لماذا حينما كنت في سامراء ذلك اليوم سلمت عليك فلم ترد السلام علي؟
فقال له: أنا لم اذهب لسامراء .
فقال له شيخنا :-ما معناه- ما الأمر أنا لا اعرفك! والله أعلم.
وكان مخلصا لله تعالى لا يلاحظ غير الله تعالى في أفعاله، بعيدا كل البعد عن عالم الرياء والشهرة والسمعة، متوكلا على الله تعالى في أموره قانعا بما قسم الله تعالى له ،صابرا على الشدائد، فقد توفيت له بنتان في الصغر، وتوفي له ابنان وهما في ريعان الشباب، وقد سفر ولداه شمس الدين ومحمد حسين(رحمهما الله تعالى) ولم يتيسر اللقاء بينهما بعد ذلك في الدار الدنيا. وتوفي أهله وبقي وحيدا هو ونجله المرحوم عز الدين (رحمه الله )، وبسبب العمل الحكومي لم يكن بإمكانه أن يزوره مرتين في اليوم خصوصا وأنه كان لثمان سنوات موطن عمله بغداد فكان مدة وجوده في النجف يذهب ويرجع يوميا إلى بغداد فلا يتسنى له والحال ذلك زيارته أكثر من مرة ،فكان يزوره كل يوم بعد أن يعود من موطن عمله-والذي هو قرب سامراء- ،فيذهب له بعد صلاة العشائين ليطمئن عليه و ليقضي له احتياجاته ولياتيه بلقيمات من الطعام لتكون عشاءا وغدءا له، وعلى هذا كان ديدنه (رحمه الله) حتى حاله عن ذلك الموت، الذي هو حق على كل حي.
وكان موضع ثقة الناس ففي يوم من الايام سرق جار لنا-والكلام للمرحوم الوالد(رحمه الله تعالى)- عندما أخبرت الشرطة فطلبوا منا أن نجمع كلا من مفاتيح دور المنطقة وعندما وصلوا إلى دارنا أخبرهم صاحب الدار المسروق هؤلاء أهلنا فلا تطلبوا منهم المفاتيح .
وكان اعتقاد الناس به منقطع النظير لم يتأخر عن واجب يستطيع القيام به فكانوا يأتمنونه في أداء الامانات والحقوق والوقفيات وكان يؤديها بكل إخلاص، ولا زال سجله موجودا وتتضمن التفاصيل الدقيقة بكيفية اداء الحقوق والأمانات. وكان يساعدهم وهم منهم في يوم كان الماء منقطعا عن المدينة جاء بحب ماء كبير وأمر بتوزيع هذه قرب على جميع المنطقة وكانت تقريبا عشرة قرب وأخذ قربة واحدة حاله حال جميع أهل المنطقة.
وفي ذات لم يأت الشيخ عبد الرسول الجواهري للصلاة فجاءت مجموعة من الناس واصطفت خلف الشيخ مهدي (قده) بدون علمه بقصد الصلاة خلفه، فلما علم حمل تربته أو سجادته إلى مكان آخر ليصلي ،وقال لهم لأخلص رقبتي أولا ثم أخلص رقاب الناس.
ونقل ابنه المهندس عز الدين (رحمه الله تعالى) عن عمه الشيخ محمد ابراهيم (قده)أنه لما توفي المحقق النائيني (قده) فرش السيد الحكيم (قده) سجادته، وصلى مكانه فصلى خلفه الشيخ مهدي (قده)ولما كان الناس لهم ثقة واعتقاد به، فكان ذلك عاملا مساعدا على مجيء بعض الناس والصلاة خلفه، ويقول الشيخ محمد ابراهيم (قده): إن السيد الحكيم (قده) قد قدر هذا الدعم، وبقي ممتنا على ذلك.
وقد ذكر سماحة الشيخ المكرم محمد الانبوهي حفظه الله حفيد آية الله محمد الانبوهي قدس سره (بالنسبه للواقعه التى اشرتم لها الصلاة الجماعه خلف السيدمحسن الحكيم بعد وفاة المحقق النائينى
فى ٢٦جمادى الأول لسنة١٣٥٥
من بين المأمومين خلف الإمام الحكيم بمعية المترجم له،، كان آيت الله شيخ محمد الانبوهى
والبعض من العلماء الأعلام
سمعتها من عدة ثقاة عاصروا
الواقعه من بينهم المرحوم والدى
والسيد صادق اللواسانى والشيخ موسى القمى نجل الزاهد الشيخ على القمى وكما ذكرتم تلك الصلا
هذه الصورة أكثر الصور تعبيراً عن استحباب المشي لزيارة الحسين (عليه السلام) المرجع الراحل السيد تقي الطباطبائي القمي (قدّس سرّه) وهو جالس يستريح قليلاً أثناء سيره ماشياً لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام).
السيد تقي الطباطبائي القمي
السيد تقي الطباطبائي القمي (قدّس سرّه) كان أحد أبرز المراجع الشيعة في إيران وهو صاحب كتاب مباني منهاج الصالحين .وافاه الأجل بعد إكمال زيارته إلى العتبات المقدسة في النجف الأشرف والكاظمية وسامراء.. وبعد زيارته لعتبات كربلاء المقدسة توفي بشكل مفاجئ.. وكان ذلك من أسباب توفيقه.. وشيّع بتشييع مهيب في النجف الأشرف حضره الأفاضل وممثلو مكاتب المراجع حتى مثواه الأخير.. #ودفن في الصحن الحيدري الشريف بجانب باب الساعة توفي يوم الخميس 25 محرم الحرام 1438 هجرية بذكرى استشهاد الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام).
قال الإمام أحمد :
إذا رأيت الميت يعرق جبينه عند الموت فإنه علامة خير
النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ المؤمن يموت بعرق الجبين ]
ثم قال : طوبى لمن كان له عند الله خير ...
[ زاد المسافر ٢ / ٢٧٩ ]
ســـــاهم.في.نشــــر.القناة.tt
فالدال.على.الخير.كفـــاعله.tt
https://t.me/joinchat/AAAAAE4yj5L6p-MOXB6bbw
ذئب البراري ل هرمان هيسه
وضع المرآة الصغيرة أمام عيني (هنا خطر على بالي بيت شعر للأطفال: أيتها المرآة, أيتها المرآة في اليد. فرأيت, وإن كان بشكل غير واضح ومبهم, انعكاس كيان قلق, يعذب نفسه, يرزح ويضطرب من الداخل إنه أنا هاري هاللر. ومرة أخرى رأيت ذئب السهوب, ذئباً حيياً, جميلاً, منبهراً بعينين مذعورتين تنمان تارة عن الغضب وتارة عن حزن. وكان هذا المظهر للذئب يجري خلال الآخر في حركة مستمرة, كرافد يصب مياهه المضطربة وغير الصافية في نهر. وكان كل منهما يحاول في كفاح مرير وتوق حاد أن يلتهم الآخر لكي لا يهيمن مظهره. كم كانت حزينة حزناً يفوق الوصف النظرة التي رمااها هذا الشكل البدائي المائع للذئب في عينيه الحييتين الجميلتين.
هذه الصورة أكثر الصور تعبيراً عن استحباب المشي لزيارة الحسين (عليه السلام) المرجع الراحل السيد تقي الطباطبائي القمي (قدّس سرّه) وهو جالس يستريح قليلاً أثناء سيره ماشياً لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام).
السيد تقي الطباطبائي القمي
السيد تقي الطباطبائي القمي (قدّس سرّه) كان أحد أبرز المراجع الشيعة في إيران وهو صاحب كتاب مباني منهاج الصالحين .وافاه الأجل بعد إكمال زيارته إلى العتبات المقدسة في النجف الأشرف والكاظمية وسامراء.. وبعد زيارته لعتبات كربلاء المقدسة توفي بشكل مفاجئ.. وكان ذلك من أسباب توفيقه.. وشيّع بتشييع مهيب في النجف الأشرف حضره الأفاضل وممثلو مكاتب المراجع حتى مثواه الأخير.. #ودفن في الصحن الحيدري الشريف بجانب باب الساعة توفي يوم الخميس 25 محرم الحرام 1438 هجرية بذكرى استشهاد الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام).
☆ #عشر_ليال_في_عالم_البرزخ ☆
#الجزء_الأول
_ صُدم شاب يقودُ سيارته صدمة شديدة أودتْ بحياتِه.
يُدعى هذا الشاب(مُحمّد شوشترى)، يسكُنُ أبواهُ طهران.
وقد نقل لأحد أصدقائهِ بعدَ موتهِ قصّة عجيبة مِن عالمِ ما بعد الموت، خلالِ عشرِ ليالٍ، ويستغرقُ سردها كلّ ليلة بضع دقائق. وكان يراه أول الأمر في الحلم،
ثمّ رآهُ بين اليقظة والنوم، وأخيرًا اْتصل بهِ في اليقظة.
وكانت جميع فصول القصّة تُطابق آخر ما اْتفق عليه علماء الرّوح من جهة والأحاديث الدينية من جهة أخرى .
قال صديقهُ المعروف في الأوساط العلميّة والثقافيّة:
رأيتهُ في الحلم ليلة اْصطدامه وأنا لا أعلمُ بخبر وفاته.
أقبلَ عليَّ مُسرعًا وهوَ فَرِحٌ مُستبشِر وقال: لقد مُتّ!!!!
أُريدُ أن أخبركَ بِما جرى عليَّ بعدَ موتي
كلّ ليلة بِضع دقائق.
أترغبُ في ذلِك؟ إنه درسٌ مُفيد.
قلت: حسنًا كُلّي آذانٌ صاغية.
قال: لا يُمكنُ ذلك هُنا تعال معي لنذهبَ
إلى قصرٍ سكنْاه اليوم، ونجلُس هناك على الأرائك، ونتكئُ على الوسائد، ونتناولُ الفواكه والنقل، وسأقصّ عليكَ حينذاك ما جرى علَيَّ بعدَ الموت. قلت: هيا بِنا.
سرنا معًا حتّى وصلنا إلى بابِ بُستانٍ كبير. وكانَ الباب مصنوعًا من الذّهب والفضّة ومُطعَّمًا بالجواهِر.
فتحَ الباب بإشارةٍ وإرادةٍ خاصّة دونَ أن يطول يدهُ ويفتحهُ، كما لَو أراد إنسانٌ يُطوّل يدهُ فتطول.
دخلنا البُستان واْتجهنا مُباشرةً صوبَ قصرٍ مُشيّد في الوسط وسوفَ أصفُ لكم البستان لاحقًا أثناء حديثي.
وأما القصر فلهُ غرفٌ كثيرة يتوسّطها بهوٌ كبير، ووُضعَت في جوانبِ البَهو أرائكَ وثيرة يكسوها مُخمِلٌ ناعم.
قعدنا على أريكة في إحدى جَنباتهِ.
رآني مشغوفًا بجمالِ البُستان وروعةِ القصر، ممّا يصرفني عن الإنتباهِ لحديثِه.
فقال: إنْ تُعرني سمعكَ فسأبدأ بسردِ قصّتي. قلت:
حسنًا، لكَ ذلِك. اْنتبهتُ لحديثهِ ووعيتٌ لِما قالهُ.
وحينما اْنتبهتُ منَ النّوم كتبتُ ما حدّثني به، وهاهوَ بينَ يديكُم.
قالَ: أُريدُ أن أُبيّن لكَ في البداية أنّ افضل موت لِمن أعرضَ عنِ الدُنيا وزكّى نفسهُ هوَ موتُ الفجأة، لأنّي حينما اْصطدمتُ بسيارتي ما أدركتُ أنّي مت إلّا بعدما نظرتُ إلى جسمي، وقد رأيتُ المُقوَد قد صكّ صدري بشِدّة ممّا تسبّبَ في اْنفراءِ قلبي. وفي هذهِ الأثناء رأيتُ شابًّا وسيمًا لا أدري أيّانَ ظهرَ لي; تزامنًا معَ موتي أم بعدهُ، لأنّ اْنتزاعَ روحي قد تمّ بسرعةٍ خاطفة. أخذَ بيدي وقادني إلى ناحية. حيّيتهُ فردّ التحيّة بأحسنِ منها وهوَ يبتسمُ ثمّ قال: لا تخف، أنا أرأفُ بكَ مِن غيري، لأنكَ مِن أولياءِ مواليَّ وساداتِي!! قلت: ومَن هُم مواليكَ وساداتِكَ؟
قال: أنا مُوالي آلَ نبيّ الإسلام، وهُم رفقائي أيضًا!
جئتُ لأصطحبكَ إليِهم، إنهم قالواْ لي: إجلبهُ لنا، فجئتُ لاْستقبالِك.
قلت: مَن أنت؟؟
قال: أما ملكُ الموت!! قلت: وصفوك في الدُنيا بوصفٍ آخر، فقد قالَ الخُطباء:
أنّ ملكَ الموت يُعاملُ النّاس بفضاضة وقساوة بالغة، ولكنّي أراكَ عطوفًا شفوقًا.
كانت عَينا المَلَك جميلتين جدًّا وواسعتين وذات اهدابٍ طويلة، وكانَ يبدو عليهِ الوقار ويشعّ مُحيّاهُ نورًا.
رمقني بنظرةٍ يُخامرها الوُدّ، وقالَ بحياءٍ بالِغ: إنّ ما تقولهُ صحيح، فبعضنا يضطرّ إلى اتباعِ الشدّة والصرامة معَ أعداءِ الإسلام وأعداءِ آل مُحمّد ومعَ مَنِ اْنكبّ على الدُنيا اْنكبابًا، فهذا ما يعنيهِ الخُطباء.
إنّ الله تعالى لَم يخلقني ومَن كانَ في زمرتي شديدي المَراس عبثًا ولَم يجبلنا على الشراسة التي هيَ صِفة حيوانيّة بل نحنُ نفتخر بكوننا خدّام أهل البيت "عليه السلام" مثلَ جبرئيل إذ نقتدي بهديهم ونسيرُ على دربهم وما أحسن نهجهم وأعظم خلقهم.
وهُنا اْستيقظتُ من النوم ودوّنتُ كلّ ما حدثني بهِ السيّد (مُحمّد شوشترى) وخرجتُ من البيت أثرَ ذلكَ فزعًا; لأني ما كنتُ اعلمُ بخبرِ وفاته، فاْتجهتُ صوبَ منزلهِ مباشرةً.
فرأيتُ أهلهُ قد بلغهم نعيهُ للتو، ورزئواْ بموتِه رزءًا عظيمًا..
________________________
كتاب عالم الأرواح العجيب.
للسيّد حسن الأبطحي.
و روي عن أبي عبد اللّه جعفر الصّادق (سلام الله عليه) أنّه قال لبعض تلامذته يوما:
أيّ شيء تعلّمت منّي؟
فقال: ثمان مسائل،
قال (عليه السلام): قصّها عليّ لأعرفها.
١. قال: الاولى: رأيت كلّ محبوب يفارقه حبيبه عند الموت، فصرفت همّتي إلى ما لا يفارقني بل يؤنسني في وحدتي و هو فعل الخير، و هو قوله تعالى: (و من يعمل خيرا يجز به).
قال(عليه السلام): أحسنت و اللّه! و الثّانية؟
٢. قال: رأيت قوما يفتخرون بالحسب، و آخرون بالمال و الولد، و إذا ذلك الفخر لا فخر فيه، فرأيت الفخر العظيم في قوله: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ، فاجتهدت له أن أكون عند اللّه كريما.
قال (عليه السلام): أحسنت و اللّه! و الثّالثة؟
٣. قال: رأيت لهو الناس و سمعت قوله تعالى: وَ أَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى، فاجتهدت في صرف الهوى عن نفسي حتّى استقرّت في مرضات اللّه.
قال (عليه السلام): أحسنت و اللّه! و الرّابعة؟
٤. قال: رأيت كلّ من وجد شيئا مكرما اجتهد في حفظه، و سمعت قول اللّه تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ، فأحببت المضاعفة و لم أر أحفظ ممّا يكون عنده، فلمّا وجدت شيئا مكرما عندي وجّهت به إليه ليكون لي ذخرا إلى وقت حاجتي.
قال (عليه السلام): أحسنت و اللّه! و الخامسة؟
٥. قال: رأيت حسد الناس بعضهم لبعض في الرزق و سمعت قوله تعالى: نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا[1] وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ، ما حسدت أحدا و لا أسفت على ما فاتني.
قال (عليه السلام): أحسنت و اللّه! و السّادسة؟
٦. قال: رأيت عداوة الناس بعضهم لبعض في دار الدّنيا، و الحزازات[2] التي في صدورهم و سمعت قول اللّه تعالى: إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا، فاشتغلت بعداوة الشّيطان عن عداوة غيره.
قال(عليه السلام): أحسنت و اللّه! و السّابعة؟
٧. قال: رأيت كدح الناس و اجتهادهم في طلب الرزق، و سمعت قوله تعالى: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ما اريد منهم من رزق و ما اريد أن يطعمون إنّ اللّه هو الرزّاق ذو القوّة المتين فعلمت أنّ وعده حقّ، و قوله صدق، فسكنت إلى وعده، و رضيت بقوله، و اشتغلت بما له عليّ ممّا لي عنده.
قال (عليه السلام): أحسنت و اللّه! و الثّامنة؟
٨. فقال: رأيت قوما يتّكلون على صحّة أبدانهم، و قوما على كثرة أموالهم، و قوما على خلق مثلهم، و سمعت قوله تعالى: وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ، فاتّكلت على اللّه و زال اتّكالي على غيره.
فقال علیه السلام له: و اللّه، إنّ التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان و سائر الكتب ترجع إلى هذه المسائل.
📚إرشاد القلوب، باب ٥٢
https://t.me/AbodeofWisdom
🔰: الاشتغال بعيوب النفس
➿➿➿➿➿➿➿➿➿➿
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ عَلَى نَاقَتِهِ الْجَدْعَاءِ فَقَالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ كَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ الحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّ الَّذِي نُشيِّعُ مِنَ الأَمْواتِ سَفْرٌ عَمَّا قَليْلٍ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ، نُبَوِّئُهُم أَجْدَاثَهُمْ، وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ، كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهَمُ، نَسِينَا كُلَّ وَاعِظَةٍ، وَأَمِنَّا كُلَّ جَائِحَةٍ، فَطُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوِب النَّاسِ، وَطُوبَى لِمَنْ أَنْفَقَ مَالاً اكْتَسَبَهُ مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةِ الله، وَجَالَسَ أَهْلَ الفِقْهِ وَالْحِكْمَةِ، وَخَالَطَ أَهْلَ الذِّلّةِ وَالْمَسْكَنَةِ، طُوبَى لِمَنْ ذَلَّتْ نَفْسُهُ، وَحَسُنَت خَلِيقَتُه، وَصَلُحَتْ سَرِيرَتُه، وَعَزَلَ عَن النَّاسِ شَرَّه، فَطُوبَى لِمَنْ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ قَوْلِه، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ، وَلَم تَسْتَهْوِهِ الْبِدْعَةُ)).
______
المصدر
📚 الأربعين السيلقية
╰⇢⇢⇢❥❥❥╮ْ✍❤
ـ╗════📖️══📖️═════╔
لاتنسى كل من تعلم بسببك كان لك مثل أجره
شارك ♻ وانشر 📝 ليستفيد غيرك👥
ـ╝════📚️══📚️════ تابعونا في سلسلة الدروس النافعة التي نحتاج إليها في حياتنا،
🔻تابعونا
🌀فوائد دينيه فى رحاب الزيديه
https://t.me/joinchat/AAAAAEfsRGPgSN9mirWWvw
عن عيسى بن سوادة قال:
كنت بالمدينة عند القبر عند رأس الـنبي # وقـد
جيء برأس زيـد بـن علـي عليهمـا الـسلام في رهـط مـن أصـحابه فنـصب في مـؤخر
المسجد على الرمح ونودي في أهل المدينة: برئت الذمة من رجل بلغ الحلم لم يحضر
المسجد، فحشر الناس الغرباء وغيرهم، فلبثنا سبعة أيام يخرج الوالي محمد بـن هـشام
المخزومي فيقوم الخطباء الذين قاموا بالرؤس فيخطبون فيلعنون علي
وأشياعهم، فإذا فرغ قام القبائـل عـربيهم وعجمـيهم وكـان بنوعثمـان أول مـن قـام
فيلعنون، ثم بطون قريش والأنصار وسائر الناس حتى إذا صلى الظهر انصرف ثم عاد
في الغد مثلها سبعة أيام، فقام رجل من قريش في بعـض تلـك الأيـام وهـو محمـد بـن
صفوان الجمحي وهو أبو هذا القاضي قاضـي أبي جعفـر فقـال لـه محمـد بـن هـشام:
اقعد، ثم عاد فقام من غير أن يدعى، فقال له محمد بن هشام: اقعـد، فقـال: إن هـذا
مقام لا يقدر عليه كل سـاعة، قـال: فـتكلم، فأخـذ في خطبتـه، ثم تنـاول يلعـن علي
u وأهل بيته والحـسين بـن علـي وزيـد بـن علـي علـيهم جميعـا الـسلام ومـن كـان
يحبهم، فبينا هو؛ إذ وضع يده على رأسه، ووقع على الأرض، فظننت أن خطبته قـد
انقضت فلم أعلم حتى إذا كان من الليل انتشر خبره، فرمـاه االله عـز وجـل في رأسـه
بـصداع لا يتمالـك مـن الـصداع حـتى ذهـب بـصره في تلـك الـساعة، وكـان رجـل مستند إلى القبر فضرب بيده إلي فزعا قلت: ما رأيت رجـل
؟ قـال: رأيـت القـبر انـشق
فخرج منه رجل عليه ثياب بيض فاستقبل المنبر فقال: كذبت لعنك الله
*إِذَا كُنْتَ فِي إِدْبَار، وَالْمَوْتُ فِي إِقْبَال، فَمَا أسْرَعَ الْمُلْتَقَى*
*الإمام علي عليه السلام*
*نعم نسمع هذه الايام عن رحيل أحبه وعلماء وجيران وأناس قد نعرفهم او لا نعرفهم *
*الدريس يرتفع من المساجد ومأذنها تعلن وفاة فلان من الناس...*
*أياً يكن سبب وفاتهم ليس هو الهدف فنهاية المطاف هو الموت نعم الموت ليس غيره...*
*الم يقل الله تعالى!?*
*الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور*
*الموت الذي قال فيه رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله*
*أيها الناس: كأن الموت فيها على غيرنا قد كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا قد وجب، وكأن الذي نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون، نبوئهم أجداثهم ونأكل من تراثهم، كأنا مخلدون بعدهم، ونسينا كل واعظة، وأمنا كل جائحة.*
*أين نحن من ذلك...?!*
*الم يخبرنا رسول الله ان نكثر من ذكر هادم اللذات...!؟*
*اين الذين يمنوا انفسهم...!؟*
*كم شخص منا وهو بعافيته في خيلاء وتكبر عجيب...!?.*
*اليس منا من لا يصبر على كلمة او إسائة بل منا من سيضخم الامور ويدخل في ظلم وتعسف للآخرين بشكل كبير جدا...؟?*
*اليس منا من يسعى لجمع المال بحله *وحرامه !؟*
*اليس منا من يسعى لتأمين مستقبله !؟*
*اليس منا من يسعى وراء سراب الدنيا...إلخ*
*لكن ما نهاية المطاف!؟*
*ما عاقبة الأمور!؟*
*اليس النهاية الموت !؟*
*هل نحن مستعدون للقاء الله!؟*
*الامام علي ورسول الله يخبره بمقتله...!؟*
*لم يقل سأقتل يا رسول الله... *
*ومتى ذلك ...!؟*
*واين ....!؟*
*وكيف!؟*
*بل كان هم الإمام علي دينه*
*قائلا أفي سلامة من ديني يا رسول الله!؟*
*قال نعم في سلامة من دينك *
*قال الإمام علي !؟*
*والله لا أبالي أوقعت على الموت او وقع الموت عليا...*
*نعم هذا هو المعيار
*هل نحن في سلامة في ديننا*
*هل نحنن في سلامة من حقوق الآخرين*
*هل نحن في سلامة من المظالم*
*هل ... !؟*
*هل ....!؟*
*هل....!؟*
*دعوة نجيب بها انفسنا *
*دعوة نحاسب بها انفسنا قبل ان نحاسب*
*كورونا او غيره ليس هذا بيت القصيد...*
*مادام الموت كتب على ابن ادام * *فيستعد لهذا اليوم...*
*إنك ميت وانهم ميتون...*
*وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُون*
🔰 *فضيلة السيد العلامة المجتهد محمد بن عبدالله بن عوض المؤيدي حفظه الله.*
✳️سؤال
من خلال مطالعتي رأيت أن الشك قد اتعب بعض الناس واوهن قوته واوقعه في مشقة وكلفه شديدتين حتى أن بعضهم قد تمنى الموت مرات عديدة كثيرة ويرى الموت راحة من مرارة ما هو فيه بل وألذ من العسل من ما قد بلغت به بلواه ولا اقول ذلك عن قائل قال لي أو أحد سمعته بل عن علم يقين عن ما رأيت وسمعت وعن المبتلى نفسه عن شكواه لي بنفسه حتى أنه يرى ذلك الشك أكبر عائق في حياته ويراه داء قد أعياه علاجه بل كأنه كي في كبده وهم وغم ويرى غيره في نعيم لأن ليس فيهم ما فيه لما قد تفرع في جميع حياته من صلاة ووضوء وغسل وغيرها مع أنه متعلم للعلم ومحافظ على صلاته ودينه ومحب لآل البيت لكنه باقي على ما هو عليه من الشك من أجل أن لا يخل بواجب أو ينقص من دينه شيئ لأجل لا يعمل مثل العوام من الناس سواء صح أم لم يصح ويصل إلى ما هو فيه من الشك حتى أن بعض المسائل لا يغلق لها باب إلا وافتتح له باب آخرحتى أعياه ذلك
وقد سمعت من أحد المرشدين أن هناك واحد أصابه الشك ويعاني منه عناء شديد من تأخره في الوضوء كثير
وكما اني اقرأ فتاويكم وأرى أسئلة الشك لطالب علم أو مرشد أو متحري لدينه لأنهم يريدون أن يؤدو دينهم على أكمل وجه
فسؤالي/ اطلب منكم إذا أمكنكم تخصيص مؤلف صغير على ما يقطع الشك ويزيله مع إحتوائه لأسئلة وجوابات وإفتراضات وتبيين الواجبات وأصل الواجبات وما يخرجه من الشك لأن البعض منهم لديه مسائل لا يستحي أن يسأل عنها
هذا ما رأيت عرضه عليكم وأنتم أعلم بالصواب؟
(5)↕️الجواب
قد أجبت عن مثل هذا في الشك وعلاجه بفتاوى وأنا المسؤول عنها عند الله تعالى فليعمل الشاك بما صدر مني من الفتاوى وذمته برية وأنا المتحمل والمسؤول عما أفتيت به.
➖➖➖
https://t.me/azzaidiah/7561
الوردة الصفراء
لن أخبرك أسمي لأنني سأموت ،عرفت هذا عندما رأيت فنجان القهوة أمامي، لايزال ممتلئ أو لم يملئه الهواء ، كان جميلا ،أنتظرت أنْ يتحرك السائل المر بداخله لكنه لم يتحرك ،أحتراما له لم أشربه تركت الهواء يتشبع بعطره، وفمي يصيح من رغبته الغريزية في شربه، الساعة التاسعة صباحا،الشمس أكتملت في الأفق لتغطيها المباني،لايزال الجو باردا والظل في الأجواء يعطي أحساسا بارداً،لكنني لبست ملابس صيفية لأنني أحب هذا الجو، لكنني لم أعطي عينيّ لأحد ،سواء كانوا ينظرون الي أو لا،سمعت صراخا في الخارج وأناس يركضون، لم أهرع فقد فهمت مقصدهم وهذا كان حلمي ،أمشي في الطريق وتيارات من الناس تدفع بي ،وكالركمجي والبحر كان حالي مع الناس، مسكت عمودا ولايزالوا يهربون لسماعهم شخصا يقول،الله اكبر،هكذا كان حال الناس دائما يهربون من الدين ومتى كان الدين بكلمات ودماء،لم أهتم لأمرهم كثيراً فهذه هي قراراتهم وأمالهم المقيدة ،أحسست بجسدي الخارج عن سيطرتي فقد كنت خائفا، من كان يعتقد أني سأهرب من حلمي، لكنني لم أحرك قدماي النحيفتان، فهذه كانت رغبتي وحياتي، رأيت وردة صفراء تشع باللون الاحمر والبرتقالي ولون الظل جعله ساحراً ، لم يصل ألي، لكن أحسست بصفعات رمل وشظايا على وجهي ،لقد دخلت في يدي وقدمي اليسرى زجاج كان يوما لمحل ألعاب ودمى، تذكرت دمية بأزرارٍ في وجهها، لطالما أردت واحدة منها لانها تخيفني بعيونها، بقيت متمسكا بأشارة التوقف هذه، وفقدت أحساسي بجسدي ، أنه نوعا ما كالشلل، لكنني لازلت أحس بدفء في ذراعيّ، وبدأت احس بالبرودة وقلت في نفسي لماذا لم ألبس كنزة، لا أعرف كم أستمر الأمر لكنه حدث بسرعة وكل شيئ رأيته يتحرك ببطء،تسائلت عن كيف حال الناس الهاربة، فأدرت وجهي ورأيت جثث وأشلاء في كل مكان، ولاحظت ان جثتي بين الجثث ولكن مقطوعة اليدان، كانت يداي تحتي، فأدركت الان انني قد مت وبكيت ،ولم أعرف هل أفرح أم أحزن على هذا الجسم المرهق.
كرار حيدر حمزة - بابل /الحلة
هذه الصورة أكثر الصور تعبيراً عن استحباب المشي لزيارة الحسين (عليه السلام) المرجع الراحل السيد تقي الطباطبائي القمي (قدّس سرّه) وهو جالس يستريح قليلاً أثناء سيره ماشياً لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام).
السيد تقي الطباطبائي القمي
السيد تقي الطباطبائي القمي (قدّس سرّه) كان أحد أبرز المراجع الشيعة في إيران وهو صاحب كتاب مباني منهاج الصالحين .وافاه الأجل بعد إكمال زيارته إلى العتبات المقدسة في النجف الأشرف والكاظمية وسامراء.. وبعد زيارته لعتبات كربلاء المقدسة توفي بشكل مفاجئ.. وكان ذلك من أسباب توفيقه.. وشيّع بتشييع مهيب في النجف الأشرف حضره الأفاضل وممثلو مكاتب المراجع حتى مثواه الأخير.. #ودفن في الصحن الحيدري الشريف بجانب باب الساعة توفي يوم الخميس 25 محرم الحرام 1438 هجرية بذكرى استشهاد الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام).
الكتب والمواضيع والآراء فيها لا تعبر عن رأي الموقع
تنبيه: جميع المحتويات والكتب في هذا الموقع جمعت من القنوات والمجموعات بواسطة بوتات في تطبيق تلغرام (برنامج Telegram) تلقائيا، فإذا شاهدت مادة مخالفة للعرف أو لقوانين النشر وحقوق المؤلفين فالرجاء إرسال المادة عبر هذا الإيميل حتى يحذف فورا:
alkhazanah.com@gmail.com
All contents and books on this website are collected from Telegram channels and groups by bots automatically. if you detect a post that is culturally inappropriate or violates publishing law or copyright, please send the permanent link of the post to the email below so the message will be deleted immediately:
alkhazanah.com@gmail.com