قناة

الأول والتالي

الأول والتالي
1.0k
عددالاعضاء
44
Links
3,196
Files
71
Videos
718
Photo
وصف القناة
كل الكلمات لماذا
إن كانت الرّوحُ تكرهُ الجسد
فلماذا لا تُقيم إلاّ فيه؟:
تتساءلُ العاشقة ولا تنتظرُ جوابًا.

*
في جسد المرأة نشيدٌ أرضيٌّ
تقرؤه السّماءُ بلا نهاية.

*
امرأةٌ عاشقة؟
إذًا،
السّوادُ نفسُه، وكلّ شيء
هو عندها، لغةٌ في الضّوء.

***
لا تعرف شفتاه
كيفَ تنتميانِ إليه،
إلاّ عندما تنطبقانِ على شفتيها.

-أدونيس/ليس الماء وحده جوابًا عن
العطش
..
شفتاهُ تتّحدان ضدَّ قبائلِ الكلام،
وصمتُهُ أَخٌ للضّوء.

-أدونيس
..
بوادٍ به ما بالقلوب كأنه
وقد رحلوا ، جيّدٌ تناثر عِقدهُ

- ابو الطيب
وا حَرَ قلباهُ ممن قَلبهُ شَبِمُ
ومَن بجسمي وحالي عنده سَقَمُ

- ابو الطيب

شَبِم : بارد
كلُّ ما أحببتُه
......

الآن، أعني في الهزيع الأخير من حياتي، أدركتُ أني أعيشُ بتلقائية وبيُسرٍ كبيرينِ مع كل ما يستحيل فهمه. لم يأسرْ قلبي طوالَ حياتي سوى ما لا يَقعُ تحت إدراك، ولم يشغلني في الحقيقة إلا ما لا يُفهَم.
ها أنا أقلّب ذاكرتي ظهراً لبطنٍ فأكتشفُ أني ما عرفتُ شيئاً إلا وتركتُه، وما أدركتُ أمراً إلا وعافته نفسي. كأنّ معرفتي لشيء ما هي تلويحةُ وداعي له.
هاربٌ مما أعرفه إلى ما لا أعرفه. هكذا قضيت حياتي.
عرفتُ الليل والنهار ولم أسترحْ في أيّ منهما لفرط وضوحهما. لكنْ تعال حدثني عما بينهما، عن المغيبِ والفجرِ حدثني، حيث لا ليلَ هناك ولا نهارَ، هناك حيث تكثر الظِلال ويستوطن الغموضُ وتمرحُ طليقةً أشباحُ ما لا يُفهَم. هناك موطني.
ويلومك اللائمون بعد ذلك أنك لم يبقَ لك إلا التفكّرُ بالله والانشغال بالشعر. فليكثروا اللومَ. لأنّ الشعر والله وحدهما الجديران بأنْ تحملهما حسرةً معك إلى حفرتك.
الآن، في هزيعي الأخير أعلن:
كلّ ما أحببتُه لا اسم له.


-أحمد عبدالحسين
"يصعدُ سعدي ، ويصعدُ . في بغتةٍ سوفَ يبْلغُ قمّتَهُ :
الآنَ ، تبدو سطوحُ المنازلِ ، والقريةُ المطمئنّةُ . والآنَ يعرفُ
أنّ الـمَراقي تليقُ ،
وأنّ الذي لم يحاولْ بُلوغَ الـمَراقي سيلفظُ أنفاسَهُ في المضيقْ !".

________________________________________

رُباعيّة

- سعدي يوسف

(1)
أنتَ في النهرِ ...
أبناءُ خالتِكَ استقدموا زورقاً ، ليبيعوا بيوتَ الضفافِ ، العِنَبْ .
إنّ تلكَ الـمُـسَنّاةَ كانت لهم . أنت تذكرُ في عطلةِ الصيفِ ، أنكَ
تقفزُ منها إلى القاعِ ، كي تتلامسَ في لحظةٍ بالسلاحفِ .
أبناءُ خالتِكَ ، الآنَ ، في عتْمةِ الليلِ ، يأتونَ في زورقٍ ... إن أبناءَ
خالتِكَ ، الآنَ ، عندكَ ، في قريةٍ بالشمالِ الغريبِ ، الشمالِ الشماليّ
حيثُ يُجاورُكَ الإنجليز .
(2)
أنتَ في البحرِ ...
واللاذقيّةُ تنأى ، بأشجارِها ، والمقاهي الأليفةِ ، والفتَياتِ الأميراتِ ،
أنتَ الـمُـوَكَّلُ بالبَرِّ تذرعُهُ ، صرتَ في شِرْعةِ البحرِ . هل كانت الأرضُ
أرحمَ ؟ في اللحظةِ الصِّفْرِ هذي ، تناءَيتَ عمّا يشدُّكَ بالنخلِ والمنزلِ
الأوّلِ . الآنَ ... كلُّ الخرائطِ مفتوحةٌ ، وهي مقروءةٌ في يدَيكَ ...
إذاً ، قُلْ وداعاً لها ، قُلْ وداعاً لطرطوسَ واللاذقيّةِ ؛
ولْتنطلِقْ في العراءْ .
(3)
أنتَ في السهلِ ...
وهرانُ تنأى عن البحرِ ، ناعمةً ، ومُنَعّمَةً بالكرومِ ، الحقولُ الكريمةُ
تلكَ التي منحتْنا النبيذَ ومائدةَ الأهلِ ، تمتدُّ حتى تُجاوِرَ ما كانَ
صحراءَ ، بين الجزائرِ والمغربِ . الآنَ تذكرُ أنك أمضَيتَ في السهلِ
سَبْعاً ، وأنك فتّحتَ للروحِ نبعاً . ستذكرُ تلكَ الأغاني التي كنتَ
تسمعُ في حانةٍ لقدامى الجنودِ من الفرقةِ الأجنبيّةِ . وهرانُ كانت
لكَ البيتَ ، حيثُ امتلكتَ بها الصوتَ ، حيثُ افترعتَ الحياةَ
وحيثُ ابنتاكَ الرياحينُ ، شيرازُ ، مريمُ ، قد جاءتا !

(4)
أنتَ في التلِّ ...
في مُرتقى التلِّ ، في قمّةِ التلِّ . قيلَ : الوقوفُ على التلِّ مَثْلَبةٌ ...
ربّما في السياسةِ ، وهي المَثالبُ في القاعِ أو في اليَفاعِ .
ولكنني أتحدّثُ عن سيّدٍ اسمُهُ سعدي يوسف ، إذ يرتقي التلَّ.
يمضي مع العَصَوَينِ ، ويقطعُ شارعَهُ نحوَ ممشى الكنيسةِ ، حيثُ
الـمَـراقي إلى التلِّ ...
يصعدُ سعدي ، ويصعدُ . في بغتةٍ سوفَ يبْلغُ قمّتَهُ :
الآنَ ، تبدو سطوحُ المنازلِ ، والقريةُ المطمئنّةُ . والآنَ يعرفُ
أنّ الـمَراقي تليقُ ،
وأنّ الذي لم يحاولْ بُلوغَ الـمَراقي سيلفظُ أنفاسَهُ في المضيقْ !

لندن في 21.01.2021
الخوف ينتقل من رجل لآخر
غير عالم بذلك
مثلما تنقل ورقة عشب رعشتها
إلى جارتها

دفعة واحدة ترتعش الشجرة كلها
وليس من أثر للرياح.

-تشارلز سيميك
..
‏«قلبي لقلق
ينام على قبّة
في بغداد
عشّه من عظام
وسماؤه من موت»

- سنان انطون
-احمد عبد الحسين