باسم الحبسي
يوم فاجعتي
يتحدث الكاتب في هذا النص عن العيد وما يصاحبه كم حالات الاكتئاب والأرق عند أولئك الذين يعصف بهم الفقر والعوز .
فيجل من العيد سببا لاكتِئابهم بدلا من أن يكون سببا في إسعادهم وابتهاجهم.
وهنا المفارقة التي أرد لنا الكاتب أن نقف عليها.
النص مليء بالصور (السريالية) كقوله(غرفة كاهلة) و(يأن باب منزله) و(يبدأ الباب بالصراخ)
ثم نجد التوصيف عنده يحتاج إلى الكثير من الدِّقة، مثلا في قوله(يتكِئ ناصر على جدار غرفته الكاهلة ، واضعا يده تحت خده المحمر من أثر التفكير) هنا تبادر إلى أذهاننا أنه كان واقفا عندما قال (يتكئ على جدار) ثم تبادر إلى أذهاننا أنه نائما أو قاعدا عندما قال(واضعا يده على خده ...) أيضا قول الكاتب (غارقا في نومه متظاهرا ...) فإما أن يكون غارقا في نومه أو متظاهرا أما الحالتانِ فلا تجتمعان.
يصور حالة القلق والسُّهد التي مرَّ بها الأب في ليلته تلك نجد ذلك في (يبدل مكانه بين الحين والآخر ) . أيضا قوله (إلا أن بصيص فكرة أمل حلت بعقله ....إلخ)ثم نكتشف أن هذا البصيص هو حاجته للجوء إلى الله ، لكني أرى أنه كان بحاجة إلى تركيز أكبر ، هو استعار البصيص لـ رغبته في الصلاة لإيمانه واتكاله.. لكنه نور خالص ، كان ينبغي أن يستعير ألفاظ أخرى بدلا من بصيص ، كأن يقول( قُذِفت في قلبه طمأنينة ... ) ليكون شيء من الموازنة ، اضطراب في الحياة واستقرار في النفس ...
ثم بعد ذلك نجد أن الأزمة تنفرج؛ ويأتي الصديق نوح لسداد دين قديم .
لكن في تتبعنا لحركة النص نجد أن هناك الكثير من الإسهاب في السرد ..الكاتب لم يعتمد على اللحظة الخاطفة والسريعة والاكتفاء بالمختصر المفيد ، التكرار في بعض الألفاظ حاضرا بقوة ، كذلك النهاية كانت جميلة إلا أنها أيضا كانت طويلة تتبَّعنا فيها خطوات الأب حتى خروجه من الغرفة ونومه...
النص جميل وفكرته أجمل.
والتقدير العام للنص جيد.
استمر.
-
لجنة التقييم والنقد
#مشروع_يقظة_فكر