💎
#تتمة الشهيد أحمد ياسين.. رحمه الله
[الـحـ3ـلـقـة]
💎السجون
الشيخ أحمد ياسين في فترة سجنه في السجون الصهيونية.
للشيخ ياسين تجربة في السجون والمعتقلات فقد زار كثيرًا من السجون الصهيونية في مسيرة حياته، فبنت منه هذه التجربة الإنسان الصبور المحتسب، فصبر على ظلمات السجون، وبردها، وحرها، غير ما لقي منها من التعذيب والإساءة والتعرّض لعائلته فيها في الزيارات، ولا ننسى الحرب النفسية القاسية، التي مورست عليه فيها في بعض الأوقات، فتأثرت صحته الجسدية كثيرًا نتيجة التعذيب وقلة الاهتمام الطبي فيه -رحمه الله- رغم ما يعانيه من أمراض وعلل في جسده، ونتحدث في الفقرات القادمة عن كل تجربة على حدا بإيجاز، فالمقام أضعف من أن يحوي التجربة ككل:
💎الإخوان المسلمون 1965
اُعتقل في مصر ضمن حملة طالت الإخوان فقد كان مفوّهًا خطيبًا، مما شدّ الأنظار إليه من قبل المخابرات المصرية في عهد جمال عبد الناصر، فتم اعتقاله لمدة شهر ومن ثم تركوه، فكانت أولى تجاربه في المعتقلات، والتي أظهرت أنه بتمتع بصفة الجهر بالحق ولو كان على حساب حريته.
💎إبادة دولة إسرائيل وإقامة دولة إسلامية 1984
ففي نيسان من هذا العام حدث ما لم يكن متوقعًا بسبب أخطاء فردية حصلت في إحدى العمليات لشباب الحركة الإسلامية بعد ما بدأ تسليحها، كان هذا الخطأ هو السبب بكشف مكان أحد مستودعات الأسلحة -التي كانت الحركة قد اشترتها وخزنتها لبدء عملياتها- وعن طريق التعذيب الجسدي لمن اُشتبه فيه من قبل الصهاينة، لحق المحققون الخيط حتى وصلوا لقيادات المجمع الإسلامي، وعلى رأسهم أمينه الشيخ أحمد ياسين، فكان الاعتقال..
استمر التحقيق معه لمدة 45 يومًا متواصلة عانى فيها الكثير، حيث مُورست عليه معركة نفسية كبيرة، وحاولوا إسقاطه في أمور أخلاقية ليعترف ويُهزم نفسيًا، فما كان منه إلا الصبر والاحتساب وحساب كل كلمة يقولها؛ كي لا تؤخذ عليه.
التهمة “إزالة دولة إسرائيل وإقامة دولة إسلامية”!! بهذه التهمة واجه الشيخ أحمد قرارًا بالسجن لمدة 13 سنة، فتنقّل إثرها في عدة سجون، وقد عانى الشيخ ياسين في السجن؛ إثر وجوده في زنزانة لا تتعدى المتر عرضًا والمتر والنصف طولًا مع وجود ثلاثة معه، غير أن نافذة التهوية الوحيدة كانت ضيقة ومرتفعة، فعانى من الحرارة العالية لله دره..
وبعد مرور ما يقارب العام جاء فرج الله، فقد خرج الشيخ ياسين من السجن في صفقة تبادل أسرى مع الجبهة الشعبية مصاحبًا 1200 معتقل آخر مقابل 3 جنود صهاينة، فتنفس الشيخ الصعداء وأخذ عامًا نقاهة، وعاد بعدها للعمل التنظيمي في الحركة الإسلامية وليعلن بعدها نشأة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عام 1987 م.
💎المؤبد 1989
زيارة الملك حسين وياسر عرفات للشيخ في المشفى في عَمان بعد تحريره بصفقة تبادل 1997.
بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وإعلان حركة حماس البيان الأولى لها، حصل خطأ في إحدى العمليات الأمنية لمجموعة من مجموعات حماس السرية، فتم القبض على أحد موجّهي المجموعات، والذي اعترف على الشيخ أحمد ياسين، أنه المسؤول عن عمليات حماس، بعد ما تلّقى من التعذيب في المعتقل.
تم حصار منزله واعتقاله مع ابنه عبد الحميد والذي عذّب أمامه في التحقيق؛ لكي يعترف الشيخ أحمد، إضافة لتعذيب الشيخ ياسين بشكل مباشر جسديًّا ونفسيًّا، حيث استمر التحقيق معه مدة أربعة أيام مستمرة دون انقطاع، ودون نوم أو راحة حتى وقع مغميًّا عليه.
صدر الحكم عليه في العام التالي 1990 م بالمؤبّد بتهمة القتل!! وهو القعيد المشلول جسدًا الطليق روحًا ونَفْسًا، يقهر صموده الاحتلال في السجون، فكان السجن رغم ضيقه ومساوئه متنفسًا له، فوجد حلاوة الإيمان على حد تعبيره، وقد استكمل بعض العلوم الشرعية في السجن، وأكمل حفظ القرآن الكريم.
صدق قول ابن تيمية -رحمه الله- فيه:
ما يَصنَعُ بي أعدائي؟ إنَّ جَنَّتي وبُستاني في صَدري، أين رُحت: فَجَنَّتي مَعي ولا تُفارِقُني، إنَّ حَبسي خلوةٌ، وإخراجي مِن بلدي سياحةٌ، وقتلي شهادة.
فكان سجنه خلوة له؛ ليكمل علمه الشرعي وليصبح أيقونة للانتفاضة الفلسطينية الأولى، فقد لقب بزعيمها الروحي، مما دعى الصهاينة للضغط عليه للخروج بكلمة للشعب داعيًا له للتوقف عن الانتفاضة، مهددين إياه بالترحيل إلى جنوب لبنان، فرفض ذلك رفضًا قاطعًا.
حاول الصهاينة التضييق على الشيخ ياسين، من حيث الاتصال بالعالم الخارجي، وتضييق الزيارات له، غير وضعه الصحي السيء والذي كان آخر هم السجّانة، ولكن حسب ما ذكر الشيخ أحمد حاولوا الحفاظ على حياته كي لا تثور الناس أكثر من ذلك عليهم.
#يتبع... قناة 📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55