#الجزء_السادس (6): #والأخييييير

#اخـتـطـاف

الدكتور: عم قول يمكن بس يلي بدي قولو انو مارق عليي حالات أصعب بكتير واتعالجت … مجرد مشكلة وقت ومتابعة دائمة

ديانا: شو بدنا نعمل قلي لاعمل كل شي لازم لحتى يرجع منيح

الدكتور: مبدئياً لازم تعرفو انو هالمرض يمكن يستمر معو لسنين بس رح تخف الأعراض وممكن ترجعلو أحياناً … مثلا رح يأثر على كلامو أو طريقة الكلام وسلوكه وحركاته … هلق يلي لاحظتو على الطفل انو يلي معو نوع اخف من الإنفصام لان اتفاعل بالنظر لوقت قصير وهاد الشي بسموه (ذهول تخشبي) يعني بكون مصدوم من شي معين وممكن يكون بس موجود بذاكرته يعني انتو مالكن سبب فيه متل هلوسات وبصير بطالع أصوات غريبة وغير مفهومة … وفجأة ممكن يتعب ويزعل ويصرخ وانتو ما تعرفو شبو … هيك فورا بتعطوه الأدوية وتحاولو تهدوه وتريحوه وتشتتولو افكاره لشي تاني بحبو … رح يعذبكن اكيد ومايستجيب بسرعة وبالبداية كل شي صعب بس مع الممارسة رح يتحسن أكيد

الدكتور كان بيحكي وأنا ببكي على هالكلام الغريب عني معقول طفل بكامل نشاطه وحيويته خلال عدة شهور يصير مريض نفسي !!

الدكتور: يمكن عم استبق الأحداث بس هاي الأعراض الرئيسية للمرض … من خلال حديثي معو هالوقت القصير مرتين لف لجهة معينة وخاف من شي ماعرفت شو هو وأكيد كان عم ينسجو جوا فكرو وبس

نزلت راسي وأنا مهمومة ومحمود وضعو ما كان أفضل

الدكتور: صدقوني ابنكن محظوظ لأن عندو أهل متلكن وفي مين يرشده للطريق الصحيح … في مرضى كبار بصير عندن أمراض أصعب من هيك وما بيقتنعو يتعالجو هيك ابنكن فورا رح نعالجه ونساعده رح يتحسن أكيد وحتى بيقدر يدخل مدرسة طبيعي متلو متل رفقاتو

محمود: وشو هو العلاج اللازم!؟

الدكتور: أول الشي أدوية ومهدئات ونحاول نطورو علاقاتو ومهاراتو يلي بحبها أي رياضة أو نشاط أو موهبة … نحاول نعبيلو كل فراغو ومانخليه يقعد لحالو أبداً ولا يتذكر أي شي بخصوص الخطف

ديانا: بس كيف صعب يروح من عقلو هيك ذكرى … أنا أكبر منو ومابقدر انسى هالكابوس

الدكتور: أكيد مارح ينسى بس رح يتناسى خصوصا لما ينشغل كتيير كل اليوم ومايلاقي وقت ليقعد ويتذكر

بحزن قلتلو: هالشي صعب كتير

الدكتور: أكيد صعب بس رح نتساعد ليصير سهل يمكن نحتاج لمشفى وعلاج نفسي لازم تكونو أقوى من هيك

محمود: رح يكون صعب بالبداية بس رح نساعده لأن مالو غيرنا ولا شو رأيك

رفعت عيوني لجهته وكنت كرهانته حسيت انو هو السبب من ورا ولدنته وهديك المريضة ابنو صار مريض وبحاجة علاج

وقفت وأنا بقول: ماشي بشكرك كتير لشرحك للموضوع وأنا رح اقرا أكتر عن المرض

الدكتور: وأي تطورات اتصلي فيي يمكن تحتاجو مساعدة

عطانا وصفة الأدوية وطلعنا برا المشفى وأنا ماسكتلو ايدو وهو بيمشي متل الرجل الألي وحسيتو انو بيرجف وخيفان
قعدت قربو بالسيارة وحطيت وجهي بوجهو وأنا بهمسلو لحسسوا بالأمان: أنا ماما حبيبي نسيتني … انا مستحيل ازعجك اشتقتلك كل السنة كنت عم دور عليك … تعال نتفرج على الصور والفيديوهات تبعك من زمان مصورتك لما كنت صغير

فتحت الجوال وأنا بفرجيه الصور كل الطريق وكان عم يتفاعل معهن بعيونو بس
كل الطريق كنت عم حاول ما ابكي حتى ما خوفو أكتر … كنا أنا ومحمود حاضنينو وعم نعوضو حنان هالشهور الماضية

لما وصلنا كانو بيت احمايي بيستنونا مع الجيران والكل زغرد لما شافونا نازلين من السيارة
وكان في كتير صحافة موجودين عند باب البيت وإياد بلش يخاف
الصحفي: لو سمحتو بس خلونا نلقطلكن صورة

قرب الضابط وهو بقول: لازم الناس كلها تعرف انو رجع
التفتت لعند محمود يلي هزلي براسو وقفنا واخدولنا صورة بس واضح فيها وجه إياد ونحنا لا … وسألوه لمحمود عدة اسألة والضابط بقربو بيحكي عن الحادثة باختصار

ووقتها عرفت انن بدن يبينو نجاحهن بهالقضية قدام كل الشعب وبصراحة حقهن لان تعبو كتير وقدرو يوصلولو بالنهاية … يعملو يلي بدن اياه المهم ابني رجعلي

فرحتنا كانت كبيرة فيه … مابس انا وابوه فرحنا لا الكل بيت جدو والجيران وكل الناس بدها تعرف تفاصيل الخطف ونحنا حكينا بإختصار (مريضة نفسيه ماعندها ولاد خطفتو لتدير بالها عليه لان فكرتو ابنها)

بتصدقو مابحقد عليها ولا بكرها لانها ضحية متلها متل كتير بنات بزماننا يمكن كان عندها خيارات تانية لحياة أفضل بس هي اختارت الأسوأ يمكن لأن ماحدا احتواها … سمعها … وساعدها لتتجاوز محنتها وهي اختارت السواد لتعيش فيه
بس بنفس الوقت مستحيل سامحها على الايام الماضية والخوف والرعب يلي كنت عايشة فيه
#مروةآغا
كل اليوم كنت قوية وما انهزيت كرمالو وأنا بحاول ما اتركو لحالو وكنت اشغلو مع الولاد وعيوني تبقى عليه خيفانة من أي رد فعل … أو أي انتكاس لحالتو … لما اتغدينا اكل كام لقمة معنا وبس لا اتفاعل معنا ولا حكى شي
حطيتلو أخوه بحضنو وأنا بقلو: ليك شو جبتلك هدية ما أنت من زمان بتحكيلي بدك أخ لتلعب معو … هاي جبتلك أخ

ابتسم والله ابتسم … طاااار عقلي من الفرحة وانا بشوفو هيك
هلق ماعاد اقدر أبداً تركتو مع ابوه وركضت لغرفة ال
#الجزء_الرابع (4):

#اخـتـطـاف

ديانا: يعني ممكن أنت يكون إلك يد بالموضوع

صرخ بعصبية: أنت جنيتي … شوووووو بتقولي

ديانا: لكن فيك تشرحلي شو سبب ردة فعلك برا … أنا كنت بسألكن اذا شاكين بحدا

محمود: وأنا عم حاول فهمك انو الشي أكبر من صديق في الو تار معنا … ما عم تسمعي بأخر سمعات الخطف وبرادات الموتى يلي مسحوبة اعضائهن

ببكى رديت عليه: ليش عم تسودلي الدنيا بعيوني

محمود: لأن هاي الحياة كلها سودة بتعطينا لتاخد مننا

ديانا: أنت ما أكرم من الله فيك تقلي ليش دائما عم تصرّ على رأيك ممكن يكون حوالينا وما عم نقدر نلاقيه

محمود: وأنت دائماً عم تبيني إنك الوحيدة يلي بتحبي إبنك وأنا كأن ما عندي مشاعر ولا أحاسيس … وكأني مااهتيمت … انتو النسوان مشاعركن واضحة وبتبينوها فورا بس نحنا الرجال صعب … صعب نبكي … بالعكس البكي مفيد بريح شوي … بس نحنا كل شي بضل جواتنا

دق على صدرو وهو بكمل: بيحرقنا حرق

حطيت ايديي على وجهي وبلشت اشهق وابكي
محمود: احكي ليش سكتي ولا بس بتعرفي تفجري قنبلتك وما تسألي عن الخسائر

قربت وضميتو وأنا بهمس بحزن: أنا أسفة بس تعبانة ومتوترة

مسح على شعري وهو بقول: كلنا تعبانين ومتوترين

تركني وطلع برا البيت وأنا انفجرت بالبكي

الإيام عم تمر ونحنا كل يوم عند المخفر عم نتطمن ومع كل حدث جديد كنا موجودين معهن … بس للأسف مافي ولا خبر جديد يطمنا … اختفى اختفاء تام

الصور اتعممت على الجرايد والمجلات والبوليسية وبهداك الوقت ماكان الإنترنت منتشر هالإنتشار الكبير بين الناس كلها … يمكن كان الوضع أسهل لأن الإنترنت انشاره أوسع
كان انتشار صورة ابني ضمن نطاق منطقتنا والمناطق يلي حوالينا وما كل البيوت عرفت وسمعت لأن ما الكل بيقرأ جرايد وعندو انترنت … وعلى شاشة التلفزيون طلع بس نحنا ببلد غريب عن بلدنا لهيك أهلنا ببلدنا ماعرفو وحتى أهلي ماخبرتن بالبداية بس بعدين لما سألو عليه كتير خبرتن وكان يوم مأساوي

يمكن لو بوقتها صار خبر اختفائو معمم أكتر كنا أكيد لقيناه بس للأسف كان كل شي مقفول عليه
بتعرفو ليش ؟؟

بعد وقت من التفكير اتوصلت انو الشرطة خافت من انو تعمم فشلها بهيك قضية قدام كل الشعب … خافو يعممو القصة بشكل كبير كرمال ما ينفضحو … لأن صار مارق شهور وابني مابين والصراحة كلنا بلشنا نفقد الأمل بس بقي أملنا بربنا كبير

كل يوم كنت صلي قضاء حاجة واستخارة وادعي لينشفو دموعي لحتى لاقيه
وكل يوم تقريبا كنت اطلع دور عليه قول يمكن شوفو بشي مكان
مافي ولا كلام بيوصفلكن حياتي بوقتها … كنت عم موت على البطيء وكلنا بنفس الشعور جوزي تعب كتير وماعاد اشتغل ووضعنا صار صعب … كنت عايشة على سيرومات التغذية لأن كل شي عم اكلو عم استفرغو من ورا وجع معدتي يلي ملازمني ليل ونهار
كل كام يوم بتعب وببقى على سريري نايمة … بحملي الأول كنت طايرة من الفرح لان الحمد لله بعد علاج اجا ابني بس للاسف بسرعة اختفى ومالحقت اشبع منو
ومابنكر أبدا هلق خوفي الزايد من إني جيب ولد تاني وابقى خايفة من انو يروح بيوم من الأيام ويختفي هو التاني وابقى عايشة حياتي جوا دائرة الخوف والرهبة من فقدان قطع قلبي … قطعة ورا قطعة

الأيام عم تمشي والوضع على ما هو عليه وأنا كنت عم ادبل بزيادة ماعاد بكيت متل قبل يمكن جفو دموعي … أو قلكن بتعرفو شو هي لحظة السكون بعد الكارثة … هاي الأخيرة يلي بتسبق النهاية … يلي بسموها الهدوء مابعد العاصفة … هيك كنت عم حس بوقتها … هدوء البركان بعد ثورة كبيرة من الحمم يلي حرقت قدامها الأخضر واليابس وحرقت قلبي وروحي معها

تعبت وأنا عم شوف قدامي الوجع عم يزيد ممزوج بألم … زيادة خوف وقهر … وفيضان من الحزن وانكسار الروح وعطب القلب … والخسارة
الخسارة من جديد عم تخبرنا إنها سيدة الموقف بهالحادثة … تركتنا نصارع موجات الحياة … بتغلبنا ومنغلبها بترتفع فينا ومنحس بالنصر واننا بعدنا عن الغرق … بس بسرعة بترجع الموجة بتختفي لتنزل فينا للهاوية وبتحطمنا بقسوة … وبتزيد الإنكسار يلي جوا ضلوعنا.

ست شهور مرت وجاد صار على حضني حملتو بين ايديي وأنا ببكي وبشوف إياد فيه
يمكن صحيح متل ما قالو انو المنام يلي شفتو و المنامات التانية يلي بشوف إياد فيها كانت كلها بتحكي عن جاد يلي بيشبه أخوه … شعرو اشقر متلو وعيون زرق بس جاد عيونو اغمق مايلة للرمادي اما إياد كانو عيونو زرق فاتحة وشعرو ناعم اما جاد شعرو خشن شوي
#بقلم_مروةآغا
مافرحت … والله مافرحت بجيتو كانت غصة كبيرة بقلبي وبقلبنا كلنا لأن الدولة بلشت تمل وتعلن فشلا التام وقريباً رح تتسجل قضية الخطف ضد مجهول لان مافي ولا أثر لإياد بأي مكان
وأنا أبداً ما نسيت ولارح انسى كان لسا عندي أمل … أمل يمكن كبير أو لا صغير لأن تسع شهور كفيلة بأنو الخاطف يكون اتصرف فيه … أو على القليلة اذا حدا لقاه كان خبّر عنو … بس للأسف يمكن ابني اختفى من الوجود
حياتنا جدا روتينية ولا كأن ولدت ولد جديد … ولافرحنا فيه لأن فرحتنا ناقصة
حملت جاد وطلعت قعدت بصالون البيت وحطيتو بحضن حما