قصة اليوم: #الواقع_المر
.............
قراءة ممتعة🦋💙"
#ⴅÂÐЄĦÂ
#الواقع_المر
#الجزء_الاول
بليلة من ليالي شهر كانو التاني الباردة ، كانت الدنيا عم تشتي بغزارة
و ازا بتلفو بين بيوت حارتنا العتيقة
ما رح تسمعو غير صوت المطر الغزير او صوت ضحكات الاطفال المتجمعين حوالين المدفأة
بياكلو كستنا هن و اهلن و بيتسايرو
بس ازا بتمشو لراس الحارة في هونيك بيت صغير بوابتو خشب مهرهرة
اي هاد بيتنا ، رح تسمعو صوت صراخنا المعتاد متل كل ليلة
…… : وين رحت بالمصاري لك فهمنا ، رح نموت من البرد و الجوع هون
…… : لك تعي حاسبيني ما بكفي انو صابر عليكن و تاركن تعيشو بهالبيت
و عم احميكن تحت سقفو ، جاحدين و ناكرين للمعروف انتو
سارة : عنجد كتير خيرك يا ابي
ابو جاهد (ابو سارة) : لك صاير لسانك طويل و بدو قص و من زمان ما اكلتي قتلة و ها 👋و ها 👊و خدي هاي👋👊 الله لا يقيمك ،بنت عاق
و بكل بساطة بعد ما ضربني راح و تسطح بتختو ليرتاح لانو تعب من ضربي
و امي لمن شافتو راح من عندي اجت تركض عليي و هي و اخي الصغير جاهد
ام جاهد: يا بنتي يا عمري انتي ، و صارت تبكي و تقول خلص لا تحكي معو ولا تقليلو شي بلا ما يضربك تجاهليه و ما تستفزيه بخاف يازيكي كتير 😢
سارة : امي انتي ليش بتخافي منو كتير ، ليكي جاهد كمان مرعوب منو

ابي لك حتى بخجل قول انو ابي انسان سيء كتير و مشهور بسمعتو العاطلة بين الناس حرامي و نصاب و سكير و عواطلي بشغل امي و اخي الصغير يبيعو محارم و علكة بين السيارات و الشوارع و انا بيبعتني نضف و امسح دراج عمارات و بنايات بالمدينة و بياخد منا كل المصاري و ما بفرجينا شي نهائياً و ازا رفضنا انو نعطيه بكون نصيبنا ليل طويل من الضرب و العقاب

ما بعرف كيف نمت هديك الليلة بس فقت موجوعة كتير و حاسة انو جسمي مكسر
ابو جاهد: صحصحي يا بنت في عندك كتير شغل اليوم سمية خانوم طالبتك لحتى تنضفي بيتها
سارة : حاضر
ما كان فيي حيل حتى جادلو قمت لبست و رحت ع بيت الخانوم
كانت ست مانزعة كتير و ما بيعجبها العجب بس بتقبض منيح
سمية خانوم : بدي تزيحي هاي الخزانة و تنضفي وراها
و لمعي الفناجين اللي جواتها و استعجلي عندي مشوار
عملت كل اشي قالت عنو الخانوم من تم ساكت و لمن خلصت شغلي نادتني و اعطتني المصاري بايدي
سمية خانوم : عندي مشوار ما بقدر انطر ابوكي ليجي لهيك خدي المصاري و تسهلي
بالعادة الي بشتغل عندن بيعطو المصاري لابي لهيك انا استغربت و المبلغ اللي عم اخدو تاري كبير
رجعت ع البيت مشي و طول الطريق عم فكر شو بيعمل ابي بالمصاري ما بندفع اجار بيت ولا مندفع فواتير دايما المي و الكهربا عنا مقطوعين و الاكل اللي بجيبو مانو اكل حتى اكل الحيوانات احسن منو صرت امشي و اطلع بالناس و حسيت انو كل الناس عايشين حياة منيحة الا انا و تجمعت الدموع بعيوني و صرت ابكي بالشارع و الناس كلها عم تطلع فيي و تسالني شو بك يا بنت ليش عم تبكي شو صاير معك
قمت و قفت على حيلي و ركضت لوصلت البيت ما بحب شوف نظرات الشفقة تجاهي بتدبحني اكتر من وضعي اللي عايشتو
لمن وصلت البيت شفت امي عم تبكي و حاضنة جاهد بين ايديها و جاهد نايم
خفت كتير لمن شفت المنظر و ارتعبت
بس امي اشرتلي انو ما احكي شي
فهمت انها نيمتو بصعوبة
ام جاهد : اليوم شافو رفقاتو اللي بالحارة عم يبيع محارم بالشارع و صارو يتمسخرو عليه
و قالولو انو ما عادو يلعب معو بعد و انو شحاد
و جاهد من وقتها عم يبكي و نام بصعوبة ، ليكي عيونو شو منفخين
سارة : امي و احنا لايمتى رح نرضى بهالعيشة و نبقى عايشين بالذل ليكي نحنا التنتين بنشتغل
و فينا ندبر حالنا
ام جاهد: و الناس شو رح تحكي عنا انو ما النا رجال و دايرين على هوانا
سارة : ليش دخيلك هاد حاسبتيه رجال اصلا احنا ما النا رجال و مانا بحاجتهم
امي خلينا نهرب
ام جاهد : و وين بدنا نروح بحالنا وين بدنا نعيش ع الاقل هون احنا مستورين تحت سقف هالبيت
سارة : امي بترجاكي الله ما كل يوم بيبعتلنا هيك فرصة و بيتاخر ابي ع البيت دخيلك خلينا نعيش
ابو جاهد : شو هاد يا فلتانة بدك تهربي و عم تحرضي امك كمان
سارة : ااا ان. انا
ابو جاهد : انتي شو انتي بدك ترباية تعي لهون
كان سكران كتير كتير هديك الليلة و ما قدران يتوازن لهيك قدرت انو ادفشو وقع من طولو
و انا دفشت الباب و هربت
و هون بلشت حياتي الجديدة حياة التشرد و الحرية
#الواقع_المر
#الجزء_التاني
طلعت هديك الليلة و هربت من هداك البيت للابد
كانت الدنيا عتم كتير و صوت الكلاب بالشارع مخيف
فهمت وقتا شو السبب اللي كان يمنع امي من انو تترك هداك البيت المهرهر ع الاقل كان يؤينا
من عيون العالم و يسترنا تحتو
او يمكن لانو امي جبانة اي امي جبانة و انا كنت جبانة لمدة 17 سنة بس اليوم عاهدت
حالي انو ما ارجع ابدا لحياة الذل و القرف اللي كنت عايشتا حتى لو بدي اعمل المستحيل
صح كانت ليلة مخيفة بس لاول مرة بدوق طعم الحرية
تزكرت انو المصاري اللي اعطتني اياها سمية خانم بقيت بجيبتي دغري ركضت لاول بسطة
بتبيع فلافل بالشارع
كانت اطيب
سندويش فلافل باكلو بحياتي يمكن لانو ممزوج بطعم الحرية
بعدا مشيت بدون ما اعرف لوين بدي روح بحالي
و ضليت امشي لوقت ما شفت حديقة عامة رحت تمددت ع الكرسي و ما كان بدي نام
بس كان بدي ريح جسمي شوي و ما دريت عن حالي كيف غفيت
و انا نايمة حسيت على صوت جاي باتجاهي قمت مفزوعة كانو تلت شباب سكرانين
عم يغنو و يتمايلو و جايين باتجاهي و واحد منن صار يحكي معي
…… : انت يا حلو ليش قاعد هون لحالك
…… : بدك تروح معنا مشوار رح تنبسط ههههههه
سارة : بعدو من هون والا بصير شي ما رح يعجبكن
…… : انتي بدك تضربينا خفنا كتير والله هههههههههههه
…… : ههههههههههه
يا الله شو صعبة انو بنت تتشرد و بالاخص ازا كانت صبية
وقتا عرفت انو ما في حل الا انو اهرب
و ركضت باقصى سرعة عندي بدون ما اتطلع وراي حتى و ركضت كتييييير
و الحمدلله قدرت انو ضيعن
و تخبيت ورا شجرة بساحة بيت صغير و بقيت هنيك حتى طلع الصبح
و فكرت انو روح ع حدا من الهوانم اللي كنت نضفلن بيوتن و اشتغل عندن حتى امن مصاري و اقدر امن حتى لو زريبة مشان نام فيها
بس تراجعت عن الفكرة لانو اكيد ابي رح يدور عليي هنيك
فتت على حمام عمومي غسلت وجهي و تابعت مسيري للشارع اللي بتشتغل في امي و اخي جاهد و نطرتن كتير بس ما اجو
و نطرت لوقت طلعت ابي من البيت و رحت حتى اشوف شو صاير
لمن قربت لاوصل كانت سيارات الشرطة معبية المكان و الناس صوتها بتحكي
قتلتو و هربت ، كان مبين عليهن مساكين كيف هيك بيطلع منن ، لك هاي مجرمة
صرت قول بيني و بين حالي انو كلا دفشة صغيرة معقولة تكون قتلتو
لا اكيد بيحكو عن حدا تاني
بس لمن شفتن بطالعو بالجثة من البيت كانت جثة ابي
و سيارة الاسعاف اخدتو و راحت و الشرطة معباية المكان
و انا صار كل تفكيري انو معقول صرت مجرمة و رح قضي بقية حياتي بالسجن
و صرت ابكي ما لانو مات اصلا كنت اكرهو صرت ابكي لانو حتى بموتو ما رح يخليني اعيش بسلام
انسحبت بهدوء حتى ما يشوفني حدا و يسلمني للشرطة و ركضت لحتى ابعدت عن البيت
كنت ضايعة و تايهة كتير ما بعرف امي و اخي وينن و انا شو رح يصير فيي
و تمنيت لو بقيت بالبيت هديك الليلة و اكلت قتل لمتت ولا صار فيي اللي صار
و قتا قدرت استوعب شغلة وحدة ازا رح ضل اتفتل هون قدام الكل رح انمسك و عفن بالسجن
طلعت شو في مصاري بجيبتي و عديتن و دغري توجهت لاول محطة باصات اشتريت تزكرة
لغير مدينة و طلعت بالباص و قعدت جنب الشباك و صرت اتزكر انو اديش هربت بهالاكم من يوم اديش نقلبت حياتي
الشي الوحيد اللي كان مصبرني انو امي و اخي رح يعيشو حياة مستقرة لانو انا قتلت ابي
و رح يصفالن البيت و رح تشتغل امي و تبعت جاهد ع المدرسة و يعيشو بامان او هاد اللي كنت متخيلتو يصير
قررت غير اسمي و ساعدني انو كنت قاصر و ما بملك وراق تثبت هويتي يعني وجودي و عدمو واحد بالدولة
لهيك نزلت من الباص لما وصلت وجهتي الجديدة اللي رح استقر فيها مدينة احلامي
و قررت انو هالبداية رح تكون غير و رح تكون سعيدة و ما رح خاف فيها من ابي ولا حتى من الشرطة لانو ما رح يعرفوني
و بلشت حياة جديدة باسم جديد و بمكان جديد

#الواقع_المر
#الجزء_الثالث
اول ما حطيت رجلي بالمدينة الجديدة
تزكرت انو ما اكلت شي من الصبح و انو رح موت من الجوع
ما كان ضايل معي كتير مصاري يا دوبني اشتري كعكة فيهن
اشتريت كعكة و اكلتها بلمح البصر بس ضليت جوعانة
كنت تعبانة كتير و جوعانة و موسخة بس كنت عارفة انو هلا مو وقت الراحة ابدا
و لازم دبر حالي مشان لاقي مكان نام فيه بالليل
و صرت اتفتل بالشوارع و احفظ الاماكن و المحلات و اي شي ممكن استفيد منو سجل مكانو براسي
مثلا حفظت الحمامات العمومية وينا و حفظت مكان حديقة فيا ورد لحتى فوت اقطفن بالليل بس يروحو الناس لحتى استفيد منو
و بعد مشوار وصلت لمسجد كبير
و شفت مرا عم تعتني فيه و ترتبو
سارة : يا خالة بدي استازن منك فوت ع الحمام
…… : اي يا بنتي فوتي على ايدك اليسار
فتت على الحمام و غسلت وجهي و نضفت بقع الوسخ عن تيابي
بعدها قررت اتحمم و بالفعل شلحت تيابي و تحممت بسرعة
و رجعت لبست تيابي حسيت بالانتعاش
و طلعت من الحمام لقيت المرا بوجهي ابتسمتلي و قالت نعيماً
انا تلبكت و خجلت منها
فاتت جابتلي تياب نضاف و عطتني اياهن و سالتني شو اسمي
سارة : اناا اي اسمي ندى يا خالة
…… : و انا ام فؤاد بعتني بالمسجد و برتبو و بنضفو
ام فؤاد : وين اهلك يا بنتي ؟
ندى : اهلي ماتو بالحرب و ما ضللي حدا من بعدن
ام فؤاد : زعلتيني كتير يا بنتي ، و ما عندك اهل ولا مكان تروحي عليه
ندى : صارلي ايام بنام بالشوارع يا خالة
ام فؤاد : والله يا بنتي لو يطلع بايدي شي لحتى ساعدك بس المسجد بيتسكر هون ع الساعة عشرة و ما بيسمحو لحدا يبقى فيه خوف من السرقات
ندى : بترجاكي يا خالة ما الي حدا اسمحلي نام هون بالليل بس و ما رح خلي حدا يشوفني و ما بطلع صوت بالليل دخيلك
ام فؤاد : والله قطعتيلي قلبي
#الواقع_المر
#الجزء_الرابع
بعد مرور اسبوع و انا بنفس الحال
شفت مطعم كاتب اعلان انو بحاجة لعامل او عاملة مشان الجلي
ابتسمت و فتت سالت النادل ع الاعلان و بعتني على مدير المطعم
المدير : اي اشتغلتي من قبل بالجلي و التنضيف
ندى : اي اشتغلت فيهن و انا سريعة كتير بشغلي و نضايفية
المدير : اي رح نشوف بس بدي تعرفي انو ماني بحاجة حدا يجليلي ع طول بس هالفترة لانو البنت اللي كانت تجلي صار عندا ظرف و انا بحب شغلا
ندى : ان شاء الله رح تنبسط من شغلي انا كمان
المدير : بالليل بحاسب العمال تمام هيك
ندى : تمام يا بيك
المدير : نادر تعا خدا للصبية و فرجيا المطبخ و شو رح تشتغل
مشيت ورا نادر و اخدني ع المطبخ
نادر : هون رح تجلي كل شي بيوصلك من المطعم و بتنشفي و بتحطي بهدول الدروج
و بس تخلصي بتنضفي الحمامات و بتروحي ع المعلم بتقبضي منو و بتجي تاني يوم ع الساعة تسعة
ندى : حاضر رح اعمل متل ما طلبت
نادر : انتي شو اسمك
اسمي ندى
نادر : بتمنالك التوفيق بهالشغلة انا طالع لشغلي برا
و بلشت شغل من هداك اليوم عند المعلم مدحت بطمعمو بالجلي كنت بنت زكية و فتحة
و شاطرة و متفانية بشغلا صح كان الشغل متعب بس كان لازم اعجب المعلم لحتى اضمن ضل بالشغل
و باخر الليل حاسبني المعلم مع باقي العمال و كان الاجر كتير منيح
طلعت ع الساعة 8 من المطعم و صرت اتفتل بين المحلات
و ما تركت شي بنفسي كنت مشتهية الحلو و اكلة شاورما و عصيرالرمان اللي بحبو
و بالاخر شفت محل قديم ببيع مقتنيات قديمة جزبني الفضول و فتت اتفرج و ما كنت خايفة انطرد منو لانو كان معي مصاري و مبين من شكل المحل انو رخيص
فتت و صرت اتفرج ع الانتيكة اللي بالمحل و لفتو انتباهي مجموعة علب قزاز فاضيين و مرتبين كتير
ندى : يا عم شو سعر هدول العلب
التاجر: اكم من وحدة بدك يا بنتي
ندى: بدي اخدن العشرة
التاجر : رح احسبلك اياهن ب خمس دولارات
ندى : ليش هيك غاليين
التاجر : خلص براعيكي فيهن
اخدت العلب و طلعت من المحل و انا في براسي شغلة ازا زبطت معي رح تحسن وضعي و تفتحلي بواب الجنة
و بسرعة رحت ع الحديقة اللي شفت فيها ورد و عجبتني تسللت متل الحرامية و قطفت الوردات اللي بدي اياهن و هربت قبل ما يمسكني حدا و اتبهدل
و بعدا اشتريت شموع و اعلنت افلاسي لليوم و رحت ركض للمسجد قبل ما يسكر و تتركني ام فؤاد نام بالشوارع
خبيت الاغراض تحت الشباك حتى ما تسالني ام فؤاد عن الوردات و تعرف انو سرقتن لانو كانت مرا متدينة وما رح تقبل بهيك حركات و رحت لباب المسجد دخلت و سكرت عليي الباب
اتاكدت انو راحت و عملت من تياب الصلاة حبل و نزلت جبت الاغراض و فتت
توجهت للحمام حتى ما تنتشر ريحة الورد بقاعة الصلاة و يعرفو شو بعمل
شعلت الشموع و صرت حضر و اطبخ الوردات فوقن شوي شوي لانو الشمعة ما بتتحمل اطبخ كمية كبيرة فوقها و هيك صرت حضر كريم الورد اللي تعلمت اعملو من امي
و صرت حطو بقلب العلب و سكرهن منيح
خلصت شغلي و نضفت مكان ما اشتغلت و فتحت الشبابيك هويت الحمام حتى ما تبقى الريحة علقانة فيه
و الفجر طلعت من المسجد و صرت افتل بين محلات الكوزمتكس لحتى بيعن الكريم اللي معي
ندى : مرحبا يا استاز
…… : تفضلي بشو بقدر ساعدك
ندى : انا مندوبة مبيعات و عندي منتج طبيعي 100% بدي اعرضو على حضرتك
…… : فرجيني لشوف
ندى : هاد عبارة عن كريم مصنوع من الورد بحافظ على رونق البشرة و نعومتها
…… : كتير حلو و ريحتو كتير قوية شو بتحطو بقلبو
ندى : هاي اسرار شغلنا استاز …
…… : فيكي تناديلي مراد
ندى : تشرفت بمعرفتك استاز و انا ندى
مراد : النا الشرف انسة ندى
مراد : شوفي باينتو منيح بس رح اخد منك عينة و جرب بيعها عندي بالمحل ازا شفت انو المنتج الو شعبية و حبتو النسوان هون برجع بوصيكي ع كمية اكبر
ندى : كتير منيح استاز مراد رح اترك عندك عشر علب مبدئياً
مراد : ازا ممكن اخد رقم جوالك حتى خبرك ازا بدنا كمان منن
ندى : بصراحة انا نسيت جوالي بالبيت و ماني حافظة رقمي خلص بمر عليك بعد يومين
مراد : متل ما بتحبي و هاي كرتي خليه معك
طلعت من المحل و انا كتير مبسوطة ما توقعت الامور تمشي بالسهولة هي
و دغري توجهت ع المطعم لحتى بلش شغلي
و اخيراً حسيت الدنيا رح تضحكلي من جديد كنت مبسوطة كتير بس امي و اخي بقيو غصة بقلبي لانو ما بعرف اخبارن

#الواقع_المر
#الجزء_الخامس
وصلت المطعم و فتت ع المطبخ دغري و بلشت حضر بالصحون لطالعا للقسم المسؤول عن تحضير الاكل
نادر : صباح الخير ندى
ندى : صباح النور اهلين نادر
نادر : المعلم انبسط كتير من شغلك مبارح و اذا بقيتي هيك يمكن يثبتك عنا
ندى : اي يا ريت لانو انا كتير بحاجة هاد الشغل
و بعدا كل واحد فينا توجه لشغلو
كنت حس على نادر طول النهار عم يسرق نظرات لعندي و يتحجج باي شي لحتى يحكيني او يوقف جنبي ، بصراحة كان شاب حلو كتير شعراتو سود متل عيونو و دقنو كثيفة و طولا وسط طويل و كتافو عراض بالمختصر كان جزاب
و أنا ما كنت أقل منو كان الكل يحكيلي انو انا حلوة و بشبه امي بزمانا لمن كانت صبية شعراتي كانو طوال لاخر ضهري لونن بني و مجعدين بطريقة حلوة و عيوني وساع و عسليات وشي ابيض و شفافي بلون الكرز نحيفة و طولي متوسط
بس انا كنت خايفة من فكرة انو اتقرب من اي حدا و كون صداقات حتى ما يعرف حدا ماضيي
و باخر الدوام قبضنا من المعلم و طلعنا
نادر : ندى بتحبي وصلك بطريقي بلا ما تروحي لحالك بالليل
ندى : لا ما في داعي ما بدي عزبك
و كل واحد فينا راح من طريق
بصراحة ارتحت انو ما اصر عليي والا كان عرف انو بنام بالمسجد
رحت تعشيت من بسطة بالشارع و قررت ضب ايدي لحتى وفر مصاري لاسكن ببيت او حتى غرفة
و انا راجعة شفت مراد بسكر باب محلو
ندى : مسا الخير استاز مراد
مراد : مسا النور انسة ندى شو بلاقيكي هون
ندى : بصراحة كنت مروحة من شغلي و شفتك قلت بمسي عليك
مراد : اي يا اهلا مري عليي بكرا uمن الصبح لحتى نحكي بشغلة الكريم اللي بتبيعيه
ابتسمت و حسيت بالسعادة و انو اموري بلشت تزبط
ندى : اي تمام استاز رح مر لعندك
و انطلقت للمسجد و نمت فيه و تاني يوم من الفجر طلعت و بلشت شوف بيوت للاجار بس كانو كتير كتير غاليين ما بقدر ع اجارن ابدا و بعدا رحت لحتى شوف الاستاز مراد
و خبرني انو هالمنتج متل السحر عجب البنات كتير و باعو كلو باقل من نص يوم و انو البنات لمن يشمو ريحتو على قد مانا حلوة يشترو بدون تردد و طال مصاري من الدرج و عطاني اياهن و قلي انو قسم الارباح بيناتنا بالنص و انو من هون لاسبوع بردلي خبر ازا بدو كمان كمية بس ليشوف ردة فعل اللي استخدمو و ازا نتائجو منيحة
طلعت و انا مبسوطة كتير لانو بفترة قليلة جمعت مبلغ منيح و بوشي ع المطعم
و لمن حسيت برغبة نادر انو يكون جنبي او حتى يعمل ايا شي ليشوفني مبسوطة منو
قررت اتجرأ و اطلب مساعدتو يلاقيلي بيت او غرفة استاجرها بحكم انو عايش بهالمدينة من فترة طويلة و بيعرف كتير ناس هون
نادر : ولا يهمك رح دورلك و اسال معارفي هون و بردلك خبر
ندى : عنجد ما بعرف كيف اتشكرك على هالمعروف يا نادر
نادر : اقبلي عزيمتي الك على فنجان قهوة الليلة بكون وصلني شكرك
انا تلبكت كتير و ما كنت مرحبة بالفكرة بس قررت انو سايرو لحتى يساعدني
هيك الدنيا بدك تجامل حتى تحقق مصالحك
و بالليل طلعنا سوا من المطعم و اخترنا كافي طاولاتو مطلين ع الشارع
نادر : شو بتحبي تاخدي
ندى : بصراحة انا ما كتير بشرب قهوة خليني اطلب عصير رمان
نادر : واحد قهوة سادة و واحد عصير رمان ازا بتريد
و بقينا ساكتين حتى اجى الاوردر
نادر : انا بعرفك من فترة و ممكن اعتبر انو صرنا اصدقاء كمان بس ما بعرف عنك غير اسمك
ندى : اي احنا اصدقاء
نادر : رح بلش انا و عرفك بحالي اسمي نادر سعد الدين عايش ببيت صغير قريب من المنطقة
ابو متوفي و عندي اخ واحد متزوج و انا بعيل امي و اخواتي البنات
ندى : اسفة ع التدخل بس بشغلك هاد قادر انك تعيل اسرة
نادر : اخي المتزوج بساهم بجزء من المصروف و امي بتشتغل شوي بالخياطة
و راتبي و البقشيش اللي مناخدو بشغلنا مشيين احوالنا و هلا صار دورك
ندى : انا بصراحة من غير مدينة اهلي ماتو بالحرب امي و اخي و ابي كلن ماتو و انا نزحت لهون مع الناس اللي نزحت من المنطقة و كنت ساكنة بغرفة ببيت لست كبيرة و مقدرة بس ابنا راجع من السفر و انا لازم فضي البيت ولا قي غرفة تانية عيش فيها
نادر : خلص ما تهتمي رح ساعدك و ازا خلصتي عصيرك خلينا نمشي
من وين طريقك
ندى : فوت بهاد الشارع
بصراحة انا رحت معو مجاملة بس لمن شفت حنيتو بالتعامل و اسلوبو الساحر بالحكي تعلقت في و انبسطت كتير بمشواري معو حتى انو تركتو يوصلني لانو كنت حابة ابقى معو اكتر وقت ممكن
ندى : يعطيك العافية انا بكمل لحالي من هون بلا ما يشوفني حدا معك و يطلع عليي حكي
نادر : متل ما بتحبي بشوفك بكرا
ندى : الله معك بشوفك
وصلت للمسجد و كانت ام فؤاد ناطرتني
ام فؤاد : يا بنتي بدي احكي معك بموضوع
ندى : قلبي حسني انو في مصيبة جاية و بالفعل
ام فؤاد : يا بنتي شيخ المسجد عرف انو بتنامي هون و عصب كتير و قال انو ازا صارت سرقات ما بيقدر يتحمل التكاليف و بصراحة ولا انا بقدر اتحملها
ندى : ليش يا خالة انا صرلي هون فترة منيحة بعمرو نفقد شي؟ انا ما بسرق والله انا بنت على قد حالي و بدي بس سقف يسترني بالليل
ام فؤاد : افرضي فات حرامي و سرق وقتا بتلزق فيكي التهمة و بتنحبسي لانو صارت كتير و العالم بطلت تخاف الله
ندى : لكن بهون عليكن تزتو صبية لحالا تنام بالشوارع
انا بلشت دور ع غرفة نام فيها اعطوني مهلة كم يوم الله يخليكن
ام فؤاد : خلص رح صبر الشيخ كمان اسبوع بس لا تتاخري برضاي عليكي
ندى : اي الله يخليكي
سكرت عليي الباب و راحت و انا خفت ارجع اتشرد و عيش بالشوارع
و ما بعرف كيف غفيت هديك الليلة
#الواقع_المر
#الجزء_السادس
تاني يوم فقت بكير و طلعت و صرت افتل بالشوارع و دور ع غرف للاجار