#الواقع_المر
#الجزء_الاول
بليلة من ليالي شهر كانو التاني الباردة ، كانت الدنيا عم تشتي بغزارة
و ازا بتلفو بين بيوت حارتنا العتيقة
ما رح تسمعو غير صوت المطر الغزير او صوت ضحكات الاطفال المتجمعين حوالين المدفأة
بياكلو كستنا هن و اهلن و بيتسايرو
بس ازا بتمشو لراس الحارة في هونيك بيت صغير بوابتو خشب مهرهرة
اي هاد بيتنا ، رح تسمعو صوت صراخنا المعتاد متل كل ليلة
…… : وين رحت بالمصاري لك فهمنا ، رح نموت من البرد و الجوع هون
…… : لك تعي حاسبيني ما بكفي انو صابر عليكن و تاركن تعيشو بهالبيت
و عم احميكن تحت سقفو ، جاحدين و ناكرين للمعروف انتو
سارة : عنجد كتير خيرك يا ابي
ابو جاهد (ابو سارة) : لك صاير لسانك طويل و بدو قص و من زمان ما اكلتي قتلة و ها 👋و ها 👊و خدي هاي👋👊 الله لا يقيمك ،بنت عاق
و بكل بساطة بعد ما ضربني راح و تسطح بتختو ليرتاح لانو تعب من ضربي
و امي لمن شافتو راح من عندي اجت تركض عليي و هي و اخي الصغير جاهد
ام جاهد: يا بنتي يا عمري انتي ، و صارت تبكي و تقول خلص لا تحكي معو ولا تقليلو شي بلا ما يضربك تجاهليه و ما تستفزيه بخاف يازيكي كتير 😢
سارة : امي انتي ليش بتخافي منو كتير ، ليكي جاهد كمان مرعوب منو
ابي لك حتى بخجل قول انو ابي انسان سيء كتير و مشهور بسمعتو العاطلة بين الناس حرامي و نصاب و سكير و عواطلي بشغل امي و اخي الصغير يبيعو محارم و علكة بين السيارات و الشوارع و انا بيبعتني نضف و امسح دراج عمارات و بنايات بالمدينة و بياخد منا كل المصاري و ما بفرجينا شي نهائياً و ازا رفضنا انو نعطيه بكون نصيبنا ليل طويل من الضرب و العقاب
ما بعرف كيف نمت هديك الليلة بس فقت موجوعة كتير و حاسة انو جسمي مكسر
ابو جاهد: صحصحي يا بنت في عندك كتير شغل اليوم سمية خانوم طالبتك لحتى تنضفي بيتها
سارة : حاضر
ما كان فيي حيل حتى جادلو قمت لبست و رحت ع بيت الخانوم
كانت ست مانزعة كتير و ما بيعجبها العجب بس بتقبض منيح
سمية خانوم : بدي تزيحي هاي الخزانة و تنضفي وراها
و لمعي الفناجين اللي جواتها و استعجلي عندي مشوار
عملت كل اشي قالت عنو الخانوم من تم ساكت و لمن خلصت شغلي نادتني و اعطتني المصاري بايدي
سمية خانوم : عندي مشوار ما بقدر انطر ابوكي ليجي لهيك خدي المصاري و تسهلي
بالعادة الي بشتغل عندن بيعطو المصاري لابي لهيك انا استغربت و المبلغ اللي عم اخدو تاري كبير
رجعت ع البيت مشي و طول الطريق عم فكر شو بيعمل ابي بالمصاري ما بندفع اجار بيت ولا مندفع فواتير دايما المي و الكهربا عنا مقطوعين و الاكل اللي بجيبو مانو اكل حتى اكل الحيوانات احسن منو صرت امشي و اطلع بالناس و حسيت انو كل الناس عايشين حياة منيحة الا انا و تجمعت الدموع بعيوني و صرت ابكي بالشارع و الناس كلها عم تطلع فيي و تسالني شو بك يا بنت ليش عم تبكي شو صاير معك
قمت و قفت على حيلي و ركضت لوصلت البيت ما بحب شوف نظرات الشفقة تجاهي بتدبحني اكتر من وضعي اللي عايشتو
لمن وصلت البيت شفت امي عم تبكي و حاضنة جاهد بين ايديها و جاهد نايم
خفت كتير لمن شفت المنظر و ارتعبت
بس امي اشرتلي انو ما احكي شي
فهمت انها نيمتو بصعوبة
ام جاهد : اليوم شافو رفقاتو اللي بالحارة عم يبيع محارم بالشارع و صارو يتمسخرو عليه
و قالولو انو ما عادو يلعب معو بعد و انو شحاد
و جاهد من وقتها عم يبكي و نام بصعوبة ، ليكي عيونو شو منفخين
سارة : امي و احنا لايمتى رح نرضى بهالعيشة و نبقى عايشين بالذل ليكي نحنا التنتين بنشتغل
و فينا ندبر حالنا
ام جاهد: و الناس شو رح تحكي عنا انو ما النا رجال و دايرين على هوانا
سارة : ليش دخيلك هاد حاسبتيه رجال اصلا احنا ما النا رجال و مانا بحاجتهم
امي خلينا نهرب
ام جاهد : و وين بدنا نروح بحالنا وين بدنا نعيش ع الاقل هون احنا مستورين تحت سقف هالبيت
سارة : امي بترجاكي الله ما كل يوم بيبعتلنا هيك فرصة و بيتاخر ابي ع البيت دخيلك خلينا نعيش
ابو جاهد : شو هاد يا فلتانة بدك تهربي و عم تحرضي امك كمان
سارة : ااا ان. انا
ابو جاهد : انتي شو انتي بدك ترباية تعي لهون
كان سكران كتير كتير هديك الليلة و ما قدران يتوازن لهيك قدرت انو ادفشو وقع من طولو
و انا دفشت الباب و هربت
و هون بلشت حياتي الجديدة حياة التشرد و الحرية
#الواقع_المر
#الجزء_التاني
طلعت هديك الليلة و هربت من هداك البيت للابد
كانت الدنيا عتم كتير و صوت الكلاب بالشارع مخيف
فهمت وقتا شو السبب اللي كان يمنع امي من انو تترك هداك البيت المهرهر ع الاقل كان يؤينا
من عيون العالم و يسترنا تحتو
او يمكن لانو امي جبانة اي امي جبانة و انا كنت جبانة لمدة 17 سنة بس اليوم عاهدت
حالي انو ما ارجع ابدا لحياة الذل و القرف اللي كنت عايشتا حتى لو بدي اعمل المستحيل
صح كانت ليلة مخيفة بس لاول مرة بدوق طعم الحرية
تزكرت انو المصاري اللي اعطتني اياها سمية خانم بقيت بجيبتي دغري ركضت لاول بسطة
بتبيع فلافل بالشارع
كانت اطيب