#الجزء #الثاني (2):
شلح كندرتو ورماها لبعيد ولحقا بنظاراتو وهوي لسا عم يركض بالرمل بتعثر ليوصل ويساعدا بس فجأة شاف البنت يلي بدا تنتحر اتحولت لحورية .. صارت تسبح متل الفراشة تطلع وتنزل وهيي عم تحني جسما ب انسياب وبتناسق تاام
رجع بخطى عكسية وهوي لسا عم يراقبا بعيون مبطنة بلون كستنائي قاتم محددين بخطوط مطاولة بلون عسلي صافي بس بيبقى لونن واضح بهالشمس الصيفية الحارقة
سبحت لعدة دقايق طويلة وبالاخير طلعت من البحر عم تجر جسما المنهك وتصد موج البحر .. كانت واضحة منحنيات جسما بعد ما بللا البحر تيابا وخلا الروب يلزق بجسما
كانت عيونو عم تتوسع ع هالشوفة للحظة فكر ياخد جاكيتو ويرميه عليها بس هيي سبقتو ونفضت فستانا ليتوسع من جديد
رجعت قعدت ع الرملا وهالمرة وجها للسما .. كان واضح إنا عم تبكي
همس وهوي عم يحط نظاراتو ليرجع يتخفى وما تعرفو
( ياترى شقد الك بتبكي من لما صارت هديك الحادثة اكيد كانو نشفو دموعك .. بكفي تبكي ببوس ايدك .. حاج تعذبيني )
هيك كان عم يردد بقلبو بس ما طالع ب ايدو شي يلي صار صار..
رجعت على بيتا متل كل يوم عم تجر جسما غصب قلة اكلا زايدة عن قبل وهالشي عاملا مشاكل .. بيتا ببناية من اربع طوابق مقسمة لعدة شقق صغار مخصصة بس للطلاب غرفة نوم مع صالون صغير ومنافع اصغر .. لقت هالشقة منيحة لتقضي ليلا فيها احسن من النوم بالشوارع
طلعت على درجات البناية ووقفت عند الشباك المطل ع الشارع .. شافت سيارتو كيف مشت وصارت بعيدة
اتنهدت وهيي عم تردد ( متل كل يوم اتركني بحالي بدي عيش .. اتركني..)
كملت طلعتا ع درجات البيت بتعب فتحت الباب ومشيت ب اتجاه المطبخ فتحت البراد ما لقت اي شي تاكلو رجعت سكرت البراد ومعدتا عم تعتصر وتصفر من الجوع .. لازم تلاقي شغل والا رح تموت من الجو
سمعت صوت دقة الباب همست ( اكيد هاي سماح )
ومتل ما اتوقعت كانت سماح
امل: اهلين فوتي
دخلت سماح وب ايدا صحن عطتا اياه
امل: ليش هيك بتعرفيني ما رح اخدو
طيب مابدك تدوقي طبخي
امل : اممم طبخك اي بدوقو
ابتسمت سماح ومدتلا الصحن هيي بتعرفا مانا اكلة من عدة ايام بس ما كان في طريقة لتاكل الا انا تكذب عليا هالكذبة
كانت عم تاكل بنهم الجوع واضح عليا بس الكبيرياء بيمنعا
سماح: ما لقيتي شغل لسا
امل: لا ما حدا عم يقبل يشغلني وخصوصا لما عم يشوفو ايدي هيك
سماح: طيب شو رئيك لاقيلك انا شغل
امل: اي اذا شغل منيح ما عندي مانع
سماح: خلص رح حاول .. امل انتي من اي منطقة وين اهلك
امل: انا من هون واهلي هون كمان
سماح ب استغراب: لكن ليش عايشة وحيدة
امل: قصة طويلة
سماح: يعني اهلك بمنطقة بعيدة ما بشوفن بساعدوكي يا اما حالتكن ما كتير منيحة
امل: لا حالتنا منيحة واهلي بيتن بوسط البلد
سماح: لكن ليش هيك تاركينك
ضحكت بصوت عالي وهيي لسا عم تاكل: اتبرو مني
سماح: ليش شو عملتي
امل: عملت!! عملت يلي ما بينعمل
سماح: كيف يعني؟؟
انتبهت ع حالا كيف زلقت وعم تحكي كل شي ولبنت مالا عدة اسابيع متعرفة عليا
بلعت ريقا وصارت تسعل وقالتلا: رايحة جيب مي
*
نزل من سيارتو الجيب العالية واتوجه لمكتبو وعم ينتظرو رفيقو زيد اسقبلو ببشاشة وضحكة عريضة
زيد: اهليييين بعمووور وينك الي زمان عم استناك قالولي عم تترك شغلك كتير هالشي رح يفلسك ترا ها
حرك راسو بملل وانكب ع الكرسي الجلدي المقابل لمكتبو
زيد: هاد جابر ما عاد شفناه وانتي ما عاد بينت والله داق خلقنا بدنا نلعب لازم جابر يرجع متل اول وشو يعني مرتو تعمل هيك بس بيني وبينك صعبة صعبة كتير اصعب شعور ممكن يحسو الرجال
ما رد وقلبو عم يعتصر وبدو يحكي ويحكي بس بقي ساكت
زيد: شبك يا زلمي الهيئة بنت جديدة عصيت عليك
عمر: بنت ولا كل البنات
زيد: اففف و هالمرة رح تنقش؟؟
عمر بصوت هامس: ما هيي نقشت ومن زمان
زيد: شو قلت
عمر: لا ولا شي
زيد: انا والله مستحيل اتزوج او اعمل بيت وعيلة هاد اخر اهتماماتي وانتي كان هيك رأيك والزواج اخر همك شو يلي غيرك .. انا البنات ما بقدر عيش بلاهن ما بقدر اربط حالي بمرة وحدة بعتقد انتي متلي وتفكيرك من تفكيري
هز راسو وعيونو موجهة ع المباني العالية واضواء الشوارع الملونة بس فكرو مشغول بشي تاني
زيد: هلق لنجي للحقيقة انا بقدر عيش بلا مرة بس ما بقدر عيش بلا نسوااان ههههههه
شبك ايديه ببعض وهمس: بس انا ما فيي عيش بلا امل
ابتسم رفيقو من دون ما يفهم شوقصدو وقلو: اكيد كلنا محتاجين امل
ابتسم عمر وهز راسو من دون ما يرد عليه ولا يشرحلو اي شي كمان
*
صحيت متل كل يوم ونزلت من البيت وهيي ماسكة الجريد ب ايدا وعم تفتل من مكان لمكان ع العناوين المكتوبة لتلاقي شغل دخلت على حضانة اطفال طلعت بعد دقايق وهيي منكسة راسا والحزن واضح ع ملامحا وب ايدا شهادة البكالوريا وشهادتا الجامعية بالمحاسبة ما قدرت تتخرج وتركت الدراسة لان