#الجزء_الثامن
☆ #عشر_ليال_في_عالم_البرزخ ☆
كانَ لِقائي بالسيّد (مُحمّد شوشترى) للمرّة الثامنة بعدَ اللّيلة السابعة مباشرةً وتمّ اللّقاء في غرفة نومي.
قال لي: هيّا بنا لنُكمل المشوار في التّجوال بينَ مقابِر الكَفرَة في عالمِ البرزخ. فتابتعتهُ على ذلِك فقادني إلى (حضر موت) ووصلنا إلى اليمن كلمحِ البصر ومِن ثُمّ إلى وادي (برهوت) حيثُ كانَ فيهِ أعداء الله يُعذّبون بأنواعِ العذاب.
ولا يَسعني نقل ماشاهدتهُ هُناك سِوى
القول بأنّ الإنسان لو قيّض لهُ كبحُ جماح
شهواتِه النّفسيّة خلال مئاتِ السّنين في
الدُنيا ويعزفُ عن اللّذائذِ المُحرّمة ويُثابر
على العِبادة المُتواصِلة لكي لا يرى هذا
المكان المُهوّل كانَ ذلِك جديرًا بهِ، فضلًا
عن كونهِ يُعذّب هناكَ أيضًا!
إلّا أني أنقلُ مشهدًا واحدًا ممّا رأيتهُ ولكِن ليسَ مَن سَمِعَ كمَن رأى.
كانَ فضاءُ (برهوت) يطبقُ عليهِ دُخّانٌ
كثيف يتصاعدُ مِن أجسامِهم التي تنبعثُ
مِنها رائحةُ الدّهنِ المُحترِق واللّحم
المُنفَسِخ فأضحى المكانُ في ظُلمةٍ
دامِسة ويتعالى منهُ صدى الأسواطِ
النّاريّة وصُراخِ أُوْلئكَ الكفرة المُعذَّبين..
أردنا الإطّلأن على كيفيّة تعذيبِ هؤلاء
فطلبنا جلب أحدهم إلينا لنسألهُ بضعة
اسئلة.
جذبَ أحدُ الملائكةِ سلسلةً وأخرجَ
بينِ النّارِ والدُخانِ شخصًا يُسحَبُ على
الأرض وهوَ يصرخُ ويصيح.
قالَ لهُ المَلَكْ: أجِبْهُما عن كُلّ مايسألانِك!
سألهُ السيّد مُحمّد قائلًا: مَن أنت؟ وماذا
اْرتكبت في الدُّنيا حتّى تجرّعتَ هذا
العذاب الأليم؟
قال: لقد أطلقتُ على النّاسِ عقال الجور
في الدُّنيا طَمعًا في المُلك، فقد كنتُ أحّد
مُلوك البُلدان الإسلاميّة. وقذفتُ المئاتَ
في غياهِبِ السّجون وقعرَ المطامير.
وفرّقتُ بينهم وبينَ أحبّتهم وأذقتهم حرّ
النّار والحديد.
علاوةً على ذلِك فقد كنتُ أكنّ البُغضَ
لأولياءِ الله ولأهلِ البيت (عليهِمُ السّلام)
وأُناصِبهم العِداء. فمهما عذّبني اللهُ تعالى ونكلَ بيَ فهوَ نزرُ يسير، وأنا حريٌّ
بالعذاب.. ثمّ سحبوهُ ثانيةً إلى النّار.
فاْنتبهتُ مِمّا أنا فيهِ مِن شدَّةِ الفَزَعِ وما رأيتُ شيئًا بعدَ ذلِك في تلكَ اللّيلة.
.
.
كتاب: عالم الأرواح العجيب.
للسيّد حسن الأبطحي.
.
.
☆ #عشر_ليال_في_عالم_البرزخ ☆
كانَ لِقائي بالسيّد (مُحمّد شوشترى) للمرّة الثامنة بعدَ اللّيلة السابعة مباشرةً وتمّ اللّقاء في غرفة نومي.
قال لي: هيّا بنا لنُكمل المشوار في التّجوال بينَ مقابِر الكَفرَة في عالمِ البرزخ. فتابتعتهُ على ذلِك فقادني إلى (حضر موت) ووصلنا إلى اليمن كلمحِ البصر ومِن ثُمّ إلى وادي (برهوت) حيثُ كانَ فيهِ أعداء الله يُعذّبون بأنواعِ العذاب.
ولا يَسعني نقل ماشاهدتهُ هُناك سِوى
القول بأنّ الإنسان لو قيّض لهُ كبحُ جماح
شهواتِه النّفسيّة خلال مئاتِ السّنين في
الدُنيا ويعزفُ عن اللّذائذِ المُحرّمة ويُثابر
على العِبادة المُتواصِلة لكي لا يرى هذا
المكان المُهوّل كانَ ذلِك جديرًا بهِ، فضلًا
عن كونهِ يُعذّب هناكَ أيضًا!
إلّا أني أنقلُ مشهدًا واحدًا ممّا رأيتهُ ولكِن ليسَ مَن سَمِعَ كمَن رأى.
كانَ فضاءُ (برهوت) يطبقُ عليهِ دُخّانٌ
كثيف يتصاعدُ مِن أجسامِهم التي تنبعثُ
مِنها رائحةُ الدّهنِ المُحترِق واللّحم
المُنفَسِخ فأضحى المكانُ في ظُلمةٍ
دامِسة ويتعالى منهُ صدى الأسواطِ
النّاريّة وصُراخِ أُوْلئكَ الكفرة المُعذَّبين..
أردنا الإطّلأن على كيفيّة تعذيبِ هؤلاء
فطلبنا جلب أحدهم إلينا لنسألهُ بضعة
اسئلة.
جذبَ أحدُ الملائكةِ سلسلةً وأخرجَ
بينِ النّارِ والدُخانِ شخصًا يُسحَبُ على
الأرض وهوَ يصرخُ ويصيح.
قالَ لهُ المَلَكْ: أجِبْهُما عن كُلّ مايسألانِك!
سألهُ السيّد مُحمّد قائلًا: مَن أنت؟ وماذا
اْرتكبت في الدُّنيا حتّى تجرّعتَ هذا
العذاب الأليم؟
قال: لقد أطلقتُ على النّاسِ عقال الجور
في الدُّنيا طَمعًا في المُلك، فقد كنتُ أحّد
مُلوك البُلدان الإسلاميّة. وقذفتُ المئاتَ
في غياهِبِ السّجون وقعرَ المطامير.
وفرّقتُ بينهم وبينَ أحبّتهم وأذقتهم حرّ
النّار والحديد.
علاوةً على ذلِك فقد كنتُ أكنّ البُغضَ
لأولياءِ الله ولأهلِ البيت (عليهِمُ السّلام)
وأُناصِبهم العِداء. فمهما عذّبني اللهُ تعالى ونكلَ بيَ فهوَ نزرُ يسير، وأنا حريٌّ
بالعذاب.. ثمّ سحبوهُ ثانيةً إلى النّار.
فاْنتبهتُ مِمّا أنا فيهِ مِن شدَّةِ الفَزَعِ وما رأيتُ شيئًا بعدَ ذلِك في تلكَ اللّيلة.
.
.
كتاب: عالم الأرواح العجيب.
للسيّد حسن الأبطحي.
.
.