قناة

📚قصص||روايات||منوعة📚

📚قصص||روايات||منوعة📚
23.9k
عددالاعضاء
218
Links
2,827
Files
17
Videos
767
Photo
وصف القناة
قصص و كتب pdf 💚📚 محبي القراءة في نعيم لا يدركه غيرهم... لا تشيخ أرواحهم وعقولهم ولو شاخت أجسادهم.💚 فهرس القصص👇🏻💗 @rwayattt للتواصل @Rwayate_BOT بإدارة💙✨ ⴅÂÐЄĦÂ حسابي الانستغرام💚🌿👇🏻 https://instagram.com/madeha_alyan?igshid=YmMyMTA2M2Y=
الشرطي: مين شافو لما انخطف؟

محمود: البنات يلي بيلعبو معو

الشرطي: شو كان لابس؟

التفت محمود لعندي وهو بقول: شو كان لابس

ديانا: لابس…لابس بنطلون جنر وكنزة زرقة … معي صورة التياب بجوالي

التفت لاطلع على البيت جيب الجوال قالتلي بنت احمايي: أنا بجيبو

الشرطي: احكيلي شو صار بالفصيل

قربت من جوزي وأنا بقلو بصوت مبحوح: كنت عم شوفو من فوق عم يلعب هون مع الولاد … غفلت عيوني عنو وبعدين سمعت صوت الولاد بدورو عليه … لما نزلت قالولي انو في وحدة اخدتو

الشرطي: يعني الولاد شافوه ماحدا كبير؟

ديانا: اي

الشرطي: طيب في كمرات مراقبة هون؟

محمود: في عند البوابة الكبيرة وعند باب كل بناية

الشرطي: تمام هلق منشوفو

بهالوقت قربت بنت احمايي وعطتني الجوال … فتحت ع الصور وبسرعة لقيت صورة الكنزة
ديانا: ليك كيف لونا أزرق وعليها ميكي ماوس

الشرطي: تمام هلق منشوف كمرات المراقبة أفضل لنشوف الصور أوضح

مشيو كلن باتجاه غرفة التحكم الخاصة بكمرات المراقبة الموجودة بقرب بوابة المجمّع السكني

دخلو كل الشرطة وأنا وجوزي وبيت احمايي
قعد الشب المسؤول عن الأعمال التقنية بالحي وهو بطالع ذاكرة فيديو كمرة المراقبة

وطالع الفيديو قبل نص ساعة وماشفنا شي ابدا
الشرطي: متأكدين بهاد الوقت صار الخطف

ديانا: أي أكيد

الشب: هاي رجعت الفيديو لورا ومابين شي ابداً

هلق بلشت انا اتوتر وابكي
التفت محمود وقلي: خلص اهدي شوي الله يوفقك

الشرطي: واضح انو الخاطف بيعرف المكان منيح وبيعرف انو في كمرات لهيك حاول مايبين حالو قدام الكمرة

محمود: شو قصدك الخاطف من هون !؟

الشرطي: لسا كلو حكي مابدنا نستبق الاحداث حطولي الكمرة المخصصة للبنايات

لما شفنا باقي الكمرات الداخلية الحمد لله شفت ابني وهو بيلعب
صرخت بفرحة: هاد هوي

الشرطي: شفلي صورة واضحة وصور الشاشة

محمود بصراخ: ليك … ليك هاي اجت المرة يلي خطفتو

ديانا: الله لا يوفقك

الشرطي: يمكن تكون رجال لان طويلة وجسما عريض

محمود: يعني رجال لابس تياب نسوان

الشرطي: أي ممكن كتير

ضربت على اجريي وأنا بشوفو بيسكرلو تمو وبتشدو من ايدو

والحمد لله قدرنا نلقط صور بوقت الخطف بس أبداً ماكان في ملامح للخاطف لأن كان لابس تياب خاصة بالمنقبات بس كان طويل وعريض

الشرطي: لازم نشوف باقي كمرات يلي بالشارع

طلعو الشرطة وطلعنا كلنا معهن حوالينا مافي محلات كتير الشارع كلو مجمعات سكنية وكل عدة بنايات حواليها سور بس شفنا عند بوابات المجمعات الكمرات وعلى طول الخط بس بوابتين قبل ما ينتهي الشارع لأراضي زراعية
ولقينا بس كمرتين فيهن لقطة وحدة للخاطف وهو ماسك ايدين ابني الاثنين وبشدو وابني بيبكي ولما عذبو كتير حطلو قطعة قماش على وجهو وابني غاب عن الوعي والشارع كان فاضي خصوصا بوقت صلاة المغرب ماحدا بكون موجود بالشوارع

هلق شهقاتي بلشت تزيد أكتر وأكتر وأنا بشوف هالمنظر ابني مغمى عليه وهو بين ايدين ناس ما بترحم

ديانا: ياربي اكيد رح يقتلوه … الله لا يوفقن

عمي: حسبنا الله ونعم الوكيل فيهن شو بدن بولد صغير

حماتي: الله يسطفل فيهن ولاد والحرام

الشرطي: لازم نحط كل الخيارات قدامنا … نحنا صارت عنا كل التفاصيل والصور رح نشوف عنا شو بصير ولازح نستنى 24 ساعة لحتى نبدأ بالبحث

وقفت وصرخت فيه: شوووو 24 ساعة

الشرطي: هاي الأوامر لأن في ولاد بترجع قبل ال 24 ساعة ومامنقدر نحرك كل دورياتنا لما منعرف انو في ولد ضاع او هرب

محمود بعصبية: شووووو هالحكي لك لبعد 24 ساعة الله يعلم شو بكون صار بالولد ويمكن يكونو قطعوه وباعو أعضائو

صرخت برعب من الفكرة: لااااا ياربييي لاااااااا

الشرطي: للأسف هاي الإجراءات عنا … بس بما انو في صور لحالة خطف رح حاول أخد إذن من النيابة قبل بوقت

محمود: ولسا بدنا نستنى الإذن من النيابة لك انتو شوووو مانكن بشر

الشرطي: التزم حدودك
تركنا الشرطي وطلع وهو بقول: انا رح بلش بالإجراءات بالوقت المناسب عطيني رقم احكي معكن فيه وباقي التفاصيل

قرب جوزي منو وصار يحكي معو وأنا عم فكر ب 24 ساعة شو ممكن يصير بأبني … يمكن يعتدو عليه ويغتصبوه ويقتلوه متل ما منسمع بهالإيام … ويمكن متل ما قال جوزي بكونو قطعوه وباعو أعضائو أصلا هدول الأشياء بتصير بدقايق بس ومابتحتاج ساعات
والشرطة قررت انها توقف الإجراءات لبعد ساعات بس لياخدو الإذن وحتى ليتأكدو إنو ابني مخطوف عنجد مامزح !!

ماعاد اتحمل أبداً أكتر من هيك تركت كل الناس واقفين هاد يلي بيبكي وهاد يلي بيدعي وأنا ركضت لدور على ابني
وسمعت صوت محمود بيركض ورايي وبيصرخ: ديانااااا لوين رايحة

التفتت وأنا بقلو: ابني رح يموت إذا بدي استنى كل هالوقت … مابقدر اتركو ورح يصير ليل واياد بخاف من الظلام ومن دون ماضيف ولا جملة طلعت … ماسمعت كلام حدا ولا اهتميت ركضت بكل سرعتي وأنا بحاول لاقي ابني
طلعت من الحي وأنا بركض وبصرخ بإسم ابني: إيااااااااد يا مامااااا وينك

لفيت على المجمّعات يلي حوالينا وأنا بسأل الولاد إذا شافو ابني وبحكيلن تفاصيلو وشو لابس … ماخليت لا شارع ولا بناية بطريقي إلا ما دخلتا وأنا بدور بعيوني على ابني يلي اختفى وصار بين ايدين ناس مابترحم … بعدما كان بين ايديي أنا أحن إنسانة عليه بالعالم كلو

ساعات وأنا بمشي اذن العشاء وعتمت الدنيا وتعبت
قعدت عند رصيف وأنا ببكي وبهمس(ابني حبيبي اشتقتلك)
شعور قاسي إنك تفقد شخص غالي … وماتقدر تتخيل حياتك ومستقبلك بدونه … مافي مستقبل بدون لمسة ايدو وحضنه الدافي … مافي مستقبل بدون ضحكته ووجه الملائكي … مافي مستقبل بدون عيونه يلي كانت بتتملكني كل ما اتطلعت عليه وهو بيحكي وبيتفاعل بكل حواسه ليقنعني بشي بده اياه

التفتت حوالي وأنا حاسة حالي ضعت عن البيت لأن هالمنطقة كلا مابعرفها وكنت عم فكر بزوجي شو شعوره وهو بدور عليي !!
لا معي جوال ولا بعرف أنا وين … حواليي محلات وقهاوي … بدي اتصل بجوزي ليجي ياخدني بس ما معي مصاري

رجعت وقفت ومشيت وأنا بسأل الناس ليدلوني على منطقة اعرفها حوالين بيتي ورجعت امشي
والرجال كلها بتطلع عليي وأنا حالتي يرثى لها
ثيابي كلها وسخ وجهي أكيد لونو أحمر ومنفوخ من البكي والتعب الكل كان بيتطلع عليي باستغراب
وبعد ساعة مشي وأخيراً وصلت لشارع بعرفو وارتحت لأن خلص حسيت حالي بأمان
يالله شو بكون شعور ابني وهو خيفان أنا كبيرة وكنت خيفانة كيف هو !!!
من الفكرة بس بلشت إرجف انا وبمشي وأول ما وصلت لشارعنا شفت محمود … كان جانن عليي وهو بدور وجهو أحمر متل الدم من عصبيتو لان شكلو ابيض وبشعر أشقر ولما بعصب بصير لونو أحمر بشكل واضح
وشعرو كلو منكوش من كتر ما مشطو بايديه بعرفو لما بعصب بصير بشد شعرو
لما شافني ركض لعندي وأنا خلص تعبت اجريي ماعادو يحملوني قعدت عند أول رصيف لقيتو وحطيت ايديي على وجهي ورجعت ابكي أكتر من الأول

قرب محمود وكان بدو يصرخ فيي بس لما شاف حالتي شفق عليي
همستلو بحزن: ما لقيتو صار الليل وبكون خيفان من العتمة

قرب مني وقعد بقربي وضمني لصدرو كانت الدنيا ظلام وشارعنا فيه ضو خفيف بس … ومحمود تعبان أكتر مني.
محمود: يلا نطلع على البيت لترتاحي شوي شوفي شكلك

ديانا: كيف بدي ارتاح وهو خيفان وتعبان وجوعان

محمود: انا رح دور عليه بس أنت ارتاحي

ديانا: خلينا نروح نشوف الشرطة شو صار معهن

محمود: ماشي يلا طلعي على البيت وأنا بشوف وبحكي معك

ديانا: مستحيييل بدي روح معك

نفخ وهو بوقف وبيهمس بعصبية: وأنا خيفان عليكي بعرف جسمك ما متحمل بعد كل الأدوية يلي شربتيها هالشهر لا يكون في شي

ديانا: لا مابصير شي خلينا نروح وبوعدك اققعد

محمود: طيب امشي لأحكي مع أهلي
حمل تلفونو وخبر اهلو وهو ساندني ومشينا للسيارة

وصلنا لمخفر الشرطة القريب من بيتنا كانت الساعة صارت قريب التسعة

محمود: بدي احكي مع المسؤول عن قضية ابني يلي انخطف اليوم

الشرطي: استنى شوي

دخل الشرطي ونحنا بقينا نستنى وبعد دقايق طلع وهو بقول: مابين معهن شي جديد بس صار اي خبر منحكي معكن

محمود: كيف يعني طيب خلينا نشوف المسؤول عن القضية نحكي معو نشوف شو عملو

الشرطي: لو سمحت لاتزعجنا نحنا منعرف شغلنا

محمود: والله لو كان ولد من ولادكن مخطوف ما كنتو استنيتو شي

سحبتو من ايدو لحتى يسكت وما يخبص بالحكي ومشينا قعدنا عند حرف حجر
محمود: لسا بدنا نستنى

ديانا: شو بدنا نعمل هاد يلي طالع معهن

محمود: مافيهن جنس الحنية

ديانا: خلص سكوت

محمود: رح رجعك ع البيت وارجع اققعد استنى

ديانا: اجري ع اجرك مابقدر اققعد

محمود: يااااصبر أيوووووب

كتفت ايديي ونزلت راسي أنا بدعي ربي ومحمود بقربي عم يمسح وجهو بايديه ويمشط شعرو من عصبيتو
على الساعة 12 كنت راكي راسي على كتفو وعم حاول ما نام وهو كمان نفس الشي عم يفتح عيونو بالغصب

طلع الشرطي يلي اجا بكير وحقق معنا
ركضنا لعندو
محمود بلهفة: شو صار شي جديد

الشرطي: أنت شو عم تعمل هون؟

محمود بعصبية: أنا عندي ولد ضايع ما بعرف وينو ولسا بتسأل

الشرطي: نحنا منعرف شغلنا رجعو لبيتكن وقفتكن هيك ما منيحة

تركنا ومشي وطلع بسيارتو
بعدما مشيت السيارة قرب الشرطي يلي واقف عند الباب وقلو لمحمود: هلق بصير تبديل بيجي الفوج الخاص بوردية الليل وهالضابط كتير منيح فيك تحكي معو قصتك

رجعنا قعدنا لحتى اجا الضابط يلي قال عنو الشرطي لأن اشرلنا بأيدو من بعيد
ركض محمود وهو بقول: ياسيدي بدي احكي معك

الضابط: اتفصل

محمود: ابني انخطف اليوم وعم يقولو مارح يتحركو لبعد 24 ساعة

الضابط: اي صحيح هاي الإجراءات لأن في كتير ولاد بتكون هربانة تو ضايعة عن البيت وبترجع ونحنا ما متطرين دائماً نحرك كل دورياتنا لتدور على ولد قليل ترباية

محمود: لا والله يا سيدي ابني غير في وحدة اجت خطفتو من المجمع السكني عنا

الظابط: وفي شهود؟؟

محمود: أي في وحتى كمرات المراقبة صورت عملية الخطف
الظابط: امشي ورايي

دخلنا وراه وقعدنا عند مكتبو ونحنا عم نحكيلو شو صار وكل التفاصيل وهو جاب اوراق القضية وصور الكمرات

الضابط: الواضح معي انو اختطاف وما ولد ضايع

محمود: عم احكي هالحكي من بكير

الضابط: رجال الشرطة يلي كانت قبلي عم تعمل شغلها بس بما انو كل شي صار واضح قدامي لاتاكل هم رح ساعدك ورح حرك كل الدوريات

ديانا: وكمان المطارات يمكن يسفروه

الضابط: المشكلة بحالات الخطف مستحيل بسفروه من المطارات لأن بدن جواز سفر وإجراءات

محمود بقلق: شو قصدك!؟

الضابط: يمكن يروحو تهريب

هسمتلو بقلة حيلة: يعني ممكن يكون صار برا البلد من دون ما نحس

الضابط: ما فينا نجزم بشي

ديانا: ببوس ايدك ابني بخطر

الضابط بتأثر: رح نشتغل بكل طاقتنا وبوعدك ماارتاح لرجعلك ابنك

محمود: شكراً كتير إلك رح استنى اي خبر منكن واذا بدكن بساعدكن

الظابط: لا مافيك تساعدنا روحو ارتاحو بتكونو تعبتو

وقف محمود وهو بيسندني وبيهمس: كتر خيرك الله لا يلوعك بولدك

طلعنا برا باتجاه السيارة
ديانا: خلينا نستنى هون مابقدر روح ع البيت الله يخليك

محمود: رح نرجع أكيد بس خلينا نروح نرتاح شوي مارح يطلع بأيدنا شي من وقفتنا هون

طلعت قعدت بالسيارة وأنا بسألو بقلق: قولك بلاقوه

محمود: إن شاء الله الله كريم

دمعو عيوني وأنا بسأله: اكيد بكون خيفان حبيب قلبي

لف وجهو لعندي وشفت عيونو غرقو بالدموع همسلي بحزن: اي بخاف يبعد عني وعنك

ركيت راسي على ظهر الكرسي وأنا بقلو: طول عمري بسمع بقصص الخطف وبزعل على الاهل والولاد بس ماكنت متخيلة تصير معي وخصوصاً نحنا بهيك بلد وبأمان وعايشين بمجمّع سكني وفي حارس … كيف قدر يدخل ويسحبو هيك بهالبساطة … معقول حدا من جوا الو يد بالموضوع؟

محمود: كيف يعني؟؟

ديانا: يعني من داخل المجمع أو الحارس

محمود: أي ممكن لأن بوقتها الحارس كان موجود

ديانا: لا يمكن يكون راح على الجامع كان وقت أذان المغرب بتعرف بدو مشي ربع ساعة ليوصلو

محمود: معناها يلي خطفه مراقب كل شي

ديانا: وأنا هيك عم قول

محمود: لازم احكي كل شي للظابط

على الساعة 2 كنا بالبيت وبيت احمايي كلن لسا قاعدين
لما دخلنا استقبلونا بلهفة قعدنا ونحنا نحكيلن شو صار معنا وجوزي نام على الكنباية وهو قاعد من تعبو لان فايق الصبح كرمال شغلو … وكل واحد من ببت احمايي راح لغرفتو وسمعت صوت عمي بيقرأ قرآن وحماتي بتصلي وبتدعي
وقفت بالبلكون مكان ماكنت واقفة بكير وأنا بتطلع على نفس المكان يلي كان واقف فيه اياد … وعيوني غرقو بالدموع
يالللله ياريت لو كان كل شي منام واصحا منو وارجع شوف ابني بحضني … ياريييييت !!!
رفعت راسي للسما وأنا بدعي ربي وبعدين اتذكرت اني بهاليوم كلو ما صليت ولا وقت
عضيت على شفتي وأنا بهمس: كيف بدك من ربك يستجيب لدعواتك وأنت بتعصيه !!
مشيت باتجاه الحمام غسلت واتوضيت ووقفت على سجادة الصلاة وصليت
بتصدقو انو أول مرة بصلي وبسجد وببكي وبدعي من قلبي دعاء أم محرومة ومحروق قلبا
كتير كنت قصر بصلاتي وبعباداتي تجاه ربي … أحيانا كنت طنش وأحيانا إنسى أو اتناسى … ونسيت انو الي رب رحيم فيي وهو الوحيد عالم بحالي وبيعلم وين ابني وهو الوحيد القادر يحميه

رفعت ايديي وأنا مغمضة عيوني ودعيت من قلب مجروح: يارب تركت ابني بحفظك ورعايتك فاحمه واحرسه بعينك التي لا تنام

قعدت على الأرض وركيت راسي على سريري وبقيت ادعي واستغفر لوقت طويل وغفيت من دون ماحس

وقت جهجهة الضو رفعت راسي وشفتو داخل على الغرفة وهو بيركض وضحكتو الحلوة مملية وجهو … يالله شو فرحت وطار عقلي لما شفتو … بلهفة ركضت لعندو شلتو وضميتو واتمنيت لو خبيه جوا صدري بين ضلوعي لأحميه عن كل البشر

فتحت عيوني وأنا مصدومة وقفت بلتفت حواليي لحتى اتأكد اني شفتو أو لأ !!
هو كان بحضني أكيد أو لأ !!

لفيت حوالي نفسي وطلعت لبرا الغرفة وأنا بدور بعيوني عليه بس للأسف ماكان موجود وعرفت إني كنت بشوف منام
لما بلشت ابكي طلعو الكل على صوتي لأن كنت منهارة

قربت حماتي ومسكتني وهي بتهديني: طولي بالك يابنتي
مسكتني من ايدي وسحبتني لغرفة القعدة كان محمود وقتها فايق وعم يفرك عيونو

قرب وقعد بقربي وهو بحاول يهديني: طولي بالك هلق رح روح لعند الشرطة

ديانا: أنا شفتو

محمود: كيف!؟

ديانا: والله شفتو داخل لعندي على الغرفة طول الليل كنت بدعي انو يرجعلي وصليت استخارة والله بعتلي ابني

محمود: بس بالمنام

ديانا: هاي بشارة من رب العالمين أكيد

حماتي: إن شاء الله خير

محمود: إن شاء الله أكيد الله رح يكرمنا

وقف محمود واتجه للحمام وأنا بقيت مع حماتي يلي بتقنعني اشرب كاسة الحليب

حماتي: الله يوفقك ما بيسوى بكرى بتوقعي من طولك صحتك لازمتلك … بتقبلي بكرا بس يرجع ابنك يشوفك تعبانة … لازم تكوني قوية

مسكتها من ايدها وأنا بتطلع عليها وبهمس بحزن: اياد بحب الحليب أكيد هني مارح يشربوه

حماتي: لا تنسي يابنتي هو بحمى الرحمن

غصيت وأنا بقول بهمس: يارب

دخل محمود وهو بقول: اتصلو فيي من الشرطة قال لقو تياب
إياد بحاوية زبالة

خلال عشر دقايق كنا عند مخفر الشرطة وعند مكتب الضابط

الضابط: نحنا رفعنا عنن البصمات … للأسف مافي إلا بصما مرتك وفي بصمات لولاد صغار

محمود: ليش لحتى يشلحوه تيابو!؟

الضابط: اكيد ليتوهتنا عنو

دخل الشرطي وبايديه تياب ابني … مسكت تياب اياد بين ايديي … تيابو يلي لبستو اياهن قبل ما ينزل يلعب مع رفقاتو
ضميتن لصدري ولقلبي وأنا بشم ريحتو فيهن

الضابط: لو سمحتي لا تخلطي البصمات وكمان أثار الدم

فتحت عيوني مصدومة وحاولت اكتم صرختي: شووو دم !!!

بعدتهن عن وجهي وأنا بتفحصن وشفت بالفعل عدة بقع دم كبيرة
انهارت اعصابي وأنا بصرخ: لاااااااااااا إيااااااد … لا ياربي لااااا

وقعت من طولي وبلشت ابكي وارجف وحسيت الدنيا لفت فيي وماعاد حسيت على شي فتحت عيوني وأنا بالمشفى وعلى سرير أبيض وحواليي زوجي وكل بيت احمايي
حماتي بلهفة: الحمد لله على سلامتك شفتي كيف تعبتي

قرب محمود ومسكلي ايدي وهو بقول بقلق: خفنا عليكي

اتجاهلت كلامو وأنا بسأله: شو صار لحتى في دم على تيابو؟؟

محمود: اخدو عينة من دمي ليتأكدو إذا دم إياد أو لأ ورح يكملو يدورو بقرب حاوية الزبالة رح يجيبو كلاب بوليسية يشمموا ريحة التياب يمكن نلاقي فايدة

ديانا: وين مكان حاوية الزبالة هاي؟؟

محمود: بأخر شارع بيتنا عند المكتبة على هوى كلام الشرطة شافوا كمرات المراقبة يلي حوالين المكان انو تيابو اتبدلت للونن أسود بس ما واضح كيف ووين

همست بقلق: الله يختار الخير

دخلت الدكتورة وهي بتقول: الله يصبركن هلق سمعت بالخبرية
لما رجعت ابكي قربت مني ومسكتلي ايدي وهي بتقول: شعور صعب جدا بس كمان لازم تديري بالك على حالك … التحاليل يلي معي مانا منيحة … معك فقر دم شديد ونقص حديد

محمود: هي بصراحة كتير تعبت الفترة الماضية لان كانت بتتعالج وبتاخد أدوية للحمل

الدكتورة: وأنا بدي بشركن إنها حامل

الكل شهق وأنا همستلها: شووو بس أنا حملي صعب

الدكتورة: مافي شي بيصعب على رب العالمين وكمان أنت بالشهر الثالث

حماتي: الحمد لله رب العالمين

محمود: يعني أكيد هي حامل

الدكتورة: أكيد حللتلا دم بس لازم نعطيها ابر حديد عن طريق سيروم لتقدر بس توقف على اجريها ويجي ابنها بصحة منيحة لأن حملك ضعيف صراحة بدك تديري بالك على حالك

محمود بلهفة: الله يعطيكي العافية

لما طلعت قرب مني وهو بقول: الحمد لله ديري بالك على حالك وأنا رايح شوف شو صار بالتحقيق

ديانا: طمني أول بأول الله يوفقك

قربت مني حماتي مسكتلي ايدي وهي بتقول: هاي اتحققت البشرة رب العالمين بشرك بإياد يمكن انو خبر حملك رح يجيكي صبي جديد

سحبت ايدي منها بعنف وأنا بقلها بصراخ: شو قصدك ابني مارح يرجع أبداً لا مستحيل رب العالمين بشرني بأبني إياد ما أخوه

عمي: طولي بالك ياعمي

رجعت ابكي وقلت بهمس ضعيف: أنا أسفة سامحيني

ضمتني ورجعنا نبكي سوا

بقيت قاعدة عدة ساعات مع سيرومات التغذية لحتى ارتاح وايدي على بطني عم اتخيل هالحمل كيف بدو يمر … معقول اخسرو هو التاني والله ما بقدر اتحمل !!
وكل شوي دق لمحمود اتطمن على أي خبر جديد لحتى بطل يرد عليي لأن مافي ولاخبر

كانت حماتي قاعدة على كرسي وغافية عليه وعمي مع زوجي
وبلشت فكر بكل الناس يلي بعرفها وممكن لاقي خيط واحد وأعرف مين هالإنسان يلي بحاول يأذيني ويأذي ابني

اتزوجت من عشر سنين واجيت على هالبلد الغريب عليي … بيت زوجي من سنين سافرو واجو عاشو بهالبلد واشتغلو فيه
وأنا متلي متل كتير صبايا متغربين اتزوجت على الصورة
بعثولنا صورتو وبعثنالو صورتي عن طريق اهلو يلي نزلو يصيفو بالبلد ولما عجبتو وعجبني نزل هو وأبوه وعملنا خطبة صغيرة وتاني سنة نزل عملنا العرس
ماعشت حياة خطبة متل باقي البنات … الإتصال كان صعب وغالي كنا نحكي بالمناسبات ونخجل كتير وبعد الزواج طولت لاتعودت عليه
لما اتزوحت قعدنا مع بيت احمايي بنفس البيت … عندن شب متزوج لغير منطقة وبنت بمنطقتنا وبنت لساها بتدرس
ما كان في أي نية لاطلع لبيت لحالي … بالبداية بقيت 5 سنين لجبت ابني وهلق الي اكتر من 3 سنين بتعالج لحتى جيب أخ أو أخت لإياد … حملي صعب كتير وبحاجة لأدوية ووقت والحمد لله هلق صار الحمل … مابنكر اني فرحت فيه بعد تعب وفقدان الأمل … بس خوفي على ابني غطى على كل فرحتي
يمكن في منكن يقول كيف حامل ب3 شهور من دون ما أعرف … أنا بأخر وقت عنجد فقدت الأمل من الحمل وتركتا لرب العالمين دائما عندي كل شي ملخبط واذا صارت أي اعراض جديدة ماعم أعرف إذا هي حمل أو لا كلو كان نفس بعضو لهيك ما فكرت حلل لأن خفت من الفشل … مع اني اخدت علاج كامل اخر مرة والدكتورة طمنتني بس كنت خايفة

بقيت قاعدة على سريري عم اعصر مخي لحتى اتذكرت حادثة صارت معي من زمان وبلشت شك فيها

لما طلعت من المشفى اتوجهت لمخفر الشرطة ومحمود كان ناطرني
محمود: شو قلتيلي اتذكرتي شي … يعني شاكة بحدا؟؟

ديانا: أي هلق بحكي جوا تعال معي
قعدت على الكرسي وأنا بحكي بتعب: من شي سنة ابني اتخانق مع ابن جيرانا وابني ضربو بحجرة طالعلو الدم وامو إجت واتخانقنا سوا وقلعتا وبعدين انتقلو يمكن هيي تعمل هيك

الضابط: مستحيل كرمال هيك سبب صغير تعرض حالا لمسائلات قانونية وخطف … هاي جريمة

ديانا: طيب راقبوها بس

الضابط: ماشي عطينا التفاصيل

ديانا: وكمان شريك جوزي القديم

محمود بصدمة: أنت شو عم تخبضي

ما جاوبتو لفيت وجهي للضابط وأنا بقول: قبل ما يتركو الشراكة اتخانقو لأن شريكو نصب على جوزي واخد منو مصاري زيادة قال انن حقو وبعدين محمود رفع عليه قضية ورجع المصاري

الضابط: كيف مابتحكي هيك شي

بلع ريقو محمود وهو بيهمس: مابعرف حسيت انو ما مهم … ومستحيل شريكي يعمل هيك

الضابط: بس صار بيناتكن مشاكل هاد كلو بفيدنا… يمكن ما يكون الخاطف بس ممكن نمسك خيوط … عطوني العناوين واي شي جديد اتذكرتوه قولولنا … كل شي بفيدنا بهالقضية … يمكن شي يكون ما مهم عندكن بس نحنا بفيدنا فهمتو

حسيت بفرحة انو لقيت شوية أمل يمكن لاقي ابني واخيراً
رجعت عالبيت لقيتو معجوق كتير ناس جاي تواسينا وابن احمايي اجا من السفر ونحنا عنجد كنا تعبانين ماخرج نشوف حدا بس بقينا نواسي بعض عل وعسى هالمحنة تمر على خير

يوم ويومين وعشرة وماكان يبين أي خبر عنو … وأنا بالبيت نص عايشة أو بالأحرى كلنا كنا نصف عايشين … بيتنا كلووو هدوء لا حس ولا حركة … لا أكلنا أكل ولاشربنا شرب … كل واحد فينا قاعد ومهموم … إياد كان فرحة البيت … صح بيت احمايي عندن ولاد من سلفي وبنت احمايي بس ابني ربي ببيتهن وعلى ايديهن وبحبوه كتير
كان كتير الو جو بالبيت دائماً بيحكي وما بيسكت أبدا والكل بحاول يسكتو من كتر ما بيصرع راسهن بكلامو وطلباتو يلي ما بتخلص
وأنا كنت مستمتعة فيه وبشخصيتو القوية وفي كتير فيديوهات بجوالي عنو وعن احاديثو الطويلة … كل يوم كنت اققعد واتفرج عليهن لوقت طويل … عنجد الضنى غالي … يالله شو صعب يلي بتفقد قطعة من قلبا إن كان ميت أو شهيد أو مريض أو حتى ما بتعرف عنو أي خبر
وبعتقدو الأخيرة أصعب الشي لأن لما بموت بتعرف انو صار عند رب كريم ورحيم ما بين ايدين بشر جزارين ما بترحم ولا فيها ذرة إحساس
جو البيت كئيب جداً والكل بحاول اني اكل واشرب لحتى ما اخسر حملي يلي تعبت لحتى يصير حقيقة

بعد عشر أيام وصلنا خبر من الشرطة لنروح لعندن لأن في أحداث جديدة
مشينا وكلنا أمل انو يكون في خبر حلو عن إياد
قعدت على الكرسي بلهفة والضابط بيفتح اللابتوب قدامو ولفو لعنا
وشفت فيديو لنفس الشخص يلي خطف اياد هو لابس أسود وابني بنفس التياب السودة
همست بلهفة: أي هاد إياد

محمود: لك والله هو

كان إياد عم يصحا من البنج المخدر ويحاول يبعد عنو يبكي والخاطف عم يحاول يرجع يخدرو وإياد عم يبعد عنو

وقف الفيديو لما بعد الخاطف عن مكان الكمرة

محمود بلهفة: وين هاد الفيديو

الضابط: بمحطة النقل الكبيرة بالمدينة بيوم الخطف أكيد كانو مسافرين لغير منطقة

محمود: أي مدينة !؟
الضابط: ماقدرنا نحدد لأن لما الطفل صار يبكي الخاطف رجع طلع برا المحطة على هوى كلام العمال … لان من كتر ما بكي عمل بلبلة بالمحطة بس الخاطف قدر يهرب

محمود بأسي: يعني رجع ضااااع !؟

الضابط: للأسف

محمود بحزن: يعني راح الأمل

الضابط: بس يلي عرفناه من العمال انو الشخص كان انثى ما ذكر يعني الخاطفة كانت مرأة

ديانا: كيييف !؟

الضابط: وهيك فينا نديق الدائرة شوي بدكن تتذكرو أي مرأة ممكن تعمل هيك شي

محمود: يمكن الخطف يكون كرمال شي تاني ويبعتو مرأة لتخطفو … وأنت بتعرف بتجارة الأعضاء وحتى تجارة الولاد ببيعوهن لناس ما بجيبو ولاد
الضابط: أكيد كل شي وارد … ونحنا حطينا كل الحلول قدام عيونا بس عم اسئل يمكن تتذكرو شي جديد

ديانا: أنا هون مابعرف حدا وحتى علاقتي بالناس قليلة أهل زوجي من سنين هون لازم اسألهن

الضابط: ارجوكم أي تفصيل صغير بفيدنا

رجعنا مكسورين الخاطر والهم رجع زاد أكتر من قبل

قعدت عند طاولة الاكل وكلنا مالنا نفس ناكل
ديانا: حبابين فكرو منيح مين ممكن يخطف اياد انتو من سنين هون في إلكن أعداء

محمود بعصبية: هلق كام الف مرة قلتلك مافي حدا نحنا طول عمرنا الناس هون بتحبنا ليش مصرّة تعملي مشكلة

اتوترت وأنا بقلو: عم إسأل بس يمكن نلاقي شي يوصلنا للإياد

محمود: لو حدا خطفو من معارفنا كنا سمعنا او اذا طلبوه لفدية كانو اتصلو … بس واضح انو شي اكبر من هيك

بلشت ابكي تركت السفرة ودخلت لغرفتي وقفت عند المراية وأنا بفكر بكلام محمود … ليش ليعصب مني أنا كل همي اعرف وين ابني … بس كمان هو ابنو معقول فقد الأمل بأنه يلاقيه معقول ما بحبو قدي !!

دخل محمود وشفتو من المراية لفيت لعندو وأنا بقول بشك: أنت ليش عم تضيعنا عن القضية الأساسية

محمود: كيف يعني

ديانا: لاحزنك حزن ولا كل كلامك مع الضابط صادق

محمود: أنت شو عم تخبصي

ديانا: يعني ممكن أنت يكون إلك يد بالموضوع

صرخ بعصبية: أنت جنيتي … شوووووو بتقولي

ديانا: لكن فيك تشرحلي شو سبب ردة فعلك برا … أنا كنت بسألكن اذا شاكين بحدا

محمود: وأنا عم حاول فهمك انو الشي أكبر من صديق في الو تار معنا … ما عم تسمعي بأخر سمعات الخطف وبرادات الموتى يلي مسحوبة اعضائهن

ببكى رديت عليه: ليش عم تسودلي الدنيا بعيوني

محمود: لأن هاي الحياة كلها سودة بتعطينا لتاخد مننا

ديانا: أنت ما أكرم من الله فيك تقلي ليش دائما عم تصرّ على رأيك ممكن يكون حوالينا وما عم نقدر نلاقيه

محمود: وأنت دائماً عم تبيني إنك الوحيدة يلي بتحبي إبنك وأنا كأن ما عندي مشاعر ولا أحاسيس … وكأني مااهتيمت … انتو النسوان مشاعركن واضحة وبتبينوها فورا بس نحنا الرجال صعب … صعب نبكي … بالعكس البكي مفيد بريح شوي … بس نحنا كل شي بضل جواتنا

دق على صدرو وهو بكمل: بيحرقنا حرق

حطيت ايديي على وجهي وبلشت اشهق وابكي
محمود: احكي ليش سكتي ولا بس بتعرفي تفجري قنبلتك وما تسألي عن الخسائر

قربت وضميتو وأنا بهمس بحزن: أنا أسفة بس تعبانة ومتوترة

مسح على شعري وهو بقول: كلنا تعبانين ومتوترين

تركني وطلع برا البيت وأنا انفجرت بالبكي

الإيام عم تمر ونحنا كل يوم عند المخفر عم نتطمن ومع كل حدث جديد كنا موجودين معهن … بس للأسف مافي ولا خبر جديد يطمنا … اختفى اختفاء تام

الصور اتعممت على الجرايد والمجلات والبوليسية وبهداك الوقت ماكان الإنترنت منتشر هالإنتشار الكبير بين الناس كلها … يمكن كان الوضع أسهل لأن الإنترنت انشاره أوسع
كان انتشار صورة ابني ضمن نطاق منطقتنا والمناطق يلي حوالينا وما كل البيوت عرفت وسمعت لأن ما الكل بيقرأ جرايد وعندو انترنت … وعلى شاشة التلفزيون طلع بس نحنا ببلد غريب عن بلدنا لهيك أهلنا ببلدنا ماعرفو وحتى أهلي ماخبرتن بالبداية بس بعدين لما سألو عليه كتير خبرتن وكان يوم مأساوي

يمكن لو بوقتها صار خبر اختفائو معمم أكتر كنا أكيد لقيناه بس للأسف كان كل شي مقفول عليه
بتعرفو ليش ؟؟

بعد وقت من التفكير اتوصلت انو الشرطة خافت من انو تعمم فشلها بهيك قضية قدام كل الشعب … خافو يعممو القصة بشكل كبير كرمال ما ينفضحو … لأن صار مارق شهور وابني مابين والصراحة كلنا بلشنا نفقد الأمل بس بقي أملنا بربنا كبير

كل يوم كنت صلي قضاء حاجة واستخارة وادعي لينشفو دموعي لحتى لاقيه
وكل يوم تقريبا كنت اطلع دور عليه قول يمكن شوفو بشي مكان
مافي ولا كلام بيوصفلكن حياتي بوقتها … كنت عم موت على البطيء وكلنا بنفس الشعور جوزي تعب كتير وماعاد اشتغل ووضعنا صار صعب … كنت عايشة على سيرومات التغذية لأن كل شي عم اكلو عم استفرغو من ورا وجع معدتي يلي ملازمني ليل ونهار
كل كام يوم بتعب وببقى على سريري نايمة … بحملي الأول كنت طايرة من الفرح لان الحمد لله بعد علاج اجا ابني بس للاسف بسرعة اختفى ومالحقت اشبع منو
ومابنكر أبدا هلق خوفي الزايد من إني جيب ولد تاني وابقى خايفة من انو يروح بيوم من الأيام ويختفي هو التاني وابقى عايشة حياتي جوا دائرة الخوف والرهبة من فقدان قطع قلبي … قطعة ورا قطعة

الأيام عم تمشي والوضع على ما هو عليه وأنا كنت عم ادبل بزيادة ماعاد بكيت متل قبل يمكن جفو دموعي … أو قلكن بتعرفو شو هي لحظة السكون بعد الكارثة … هاي الأخيرة يلي بتسبق النهاية … يلي بسموها الهدوء مابعد العاصفة … هيك كنت عم حس بوقتها … هدوء البركان بعد ثورة كبيرة من الحمم يلي حرقت قدامها الأخضر واليابس وحرقت قلبي وروحي معها
تعبت وأنا عم شوف قدامي الوجع عم يزيد ممزوج بألم … زيادة خوف وقهر … وفيضان من الحزن وانكسار الروح وعطب القلب … والخسارة
الخسارة من جديد عم تخبرنا إنها سيدة الموقف بهالحادثة … تركتنا نصارع موجات الحياة … بتغلبنا ومنغلبها بترتفع فينا ومنحس بالنصر واننا بعدنا عن الغرق … بس بسرعة بترجع الموجة بتختفي لتنزل فينا للهاوية وبتحطمنا بقسوة … وبتزيد الإنكسار يلي جوا ضلوعنا.

ست شهور مرت وجاد صار على حضني حملتو بين ايديي وأنا ببكي وبشوف إياد فيه
يمكن صحيح متل ما قالو انو المنام يلي شفتو و المنامات التانية يلي بشوف إياد فيها كانت كلها بتحكي عن جاد يلي بيشبه أخوه … شعرو اشقر متلو وعيون زرق بس جاد عيونو اغمق مايلة للرمادي اما إياد كانو عيونو زرق فاتحة وشعرو ناعم اما جاد شعرو خشن شوي
#بقلم_مروةآغا
مافرحت … والله مافرحت بجيتو كانت غصة كبيرة بقلبي وبقلبنا كلنا لأن الدولة بلشت تمل وتعلن فشلا التام وقريباً رح تتسجل قضية الخطف ضد مجهول لان مافي ولا أثر لإياد بأي مكان
وأنا أبداً ما نسيت ولارح انسى كان لسا عندي أمل … أمل يمكن كبير أو لا صغير لأن تسع شهور كفيلة بأنو الخاطف يكون اتصرف فيه … أو على القليلة اذا حدا لقاه كان خبّر عنو … بس للأسف يمكن ابني اختفى من الوجود
حياتنا جدا روتينية ولا كأن ولدت ولد جديد … ولافرحنا فيه لأن فرحتنا ناقصة
حملت جاد وطلعت قعدت بصالون البيت وحطيتو بحضن حماتي يلي بلشت تلعبو وانا براقبن بملامح فارغة

محمود بعتب: كمان هاد ابنك وبحاجتك … نسيتي كيف عطيتي جهدك وطاقتك لإياد لازم تعطي لجاد كمان

ديانا: ما عم اققدر في شي جواتي عم يقتلني

حماتي: والله معك كل الحق … بس هاد قضاء الله شو طالع بإيدنا … والحمد لله ربنا عوضك وهاي جاد متل القمر

وقفت بعصبية وأنا بقول: يعني كيف بدكن انسى ابني

حماتي: نحنا ما هيك قصدنا وإياد أغلى من عيونا

ديانا: حطي حالك محلي واحد من ولادك ماتعرفي عنو أي خبر

حماتي: قلتلك معك حق بس الحياة بدا تكمل وعندك ولد بحاجتك

محمود: وأنا هاد يلي عم قولو إياد رح نضل ندور عليه ومستحيل نفقد الأمل بس في جاد كمان شديت على ايديي وبحزم جاوبتهن: انا مستحيل افقد الأمل ومستيحل انسى ومستيحل وقف دعاء وصلاة وكمان رح دور عليه ومارح مل ولا رح كل لحتى شوف جثتو قدامي

عند اخر جملة انفجرت بالبكي ركضت ورميت حالي على سريري وكأني من دهر ما بكيت فرغت كل غصبي وتعبي وقلقي يلي زاد من نطقي لكلمة (جثتو) حسيت قلبي عم يخبط جوا ضلوعي بطريقة عشوائية … ومعدتي بلشت تعصر من الوجع من مجرد هيك فكرة … وكيف ما تصير الفكرة حقيقة … شو رح يكون شعوري !!!!

رجعو مرقو شهرين ونحنا على نفس الحال جوزي بشغلو القليل وأنا بالبيت مع حماتي وجاد
رنلي محمود وهو بقول: البسي جاي اخدك وخلي جاد عند ماما

ديانا: شوفي خوفتني

محمود: قلتلك البسي لشوفك بحكيلك

قلبي هبط بين اجريي من فكرة خبيثة كتير بتتسلل كل يوم لفكري وبحاول خليها تختفي من خيالي وتتبخر … وهي موتو بعيد الشر
بس صوت محمود مابطمن أبدا … خبرت حماتي ودخلت البس وأنا برجف وبحاول اكتم دموعي

لما دخل من باب البيت شفت محمود وجهو أحمر وعيونو فيهن دموع

غصيت وبكيت وبلعت ريقي ومسكت معدتي وما طلعت معي الكلمة

هز محمود راسو وهو بيعصر عيونو

شهقت وأنا بهمس بخوف: لا تقولا !؟

رجفو شفايفو وهو بقول: لقوه

انهارت أعصابي وبلشت ابكي وأصرخ بفرح: كيف لقوه … عايش !؟ … فيه شي ؟؟

قعدنا على الأرض عند باب البيت وحماتي بقربنا حاملة جاد وهو بيبكي وبتحاول تهزلو وتسكتو وهي بتبكي معنا

محمود: كل يلي قالوه تعالو اتعرفو عليه بس هو مانو ميت ويمكن ما يكون هو لان الو قريب السنة مختفي وملامحو اتبدلت بقى ما بدنا نعيش بالأمل على الفاضي … مابدي تيأسي وتتعبي بزيادة مشان هيك ماكنت بدي خبرك من الأول

ديانا: خلينا نروح

وحماتي من ورانا بتقول: طمنوني مشان الله

طلعنا ركيض ونحنا ما شايفين شي قدامنا … أفكار تاخدنا وأفكار تجيبنا يمكن هو ويمكن لأ … إذا كان هو يمكن يكون نسيني لازم اهدا وارتاح حتى ما يخاف لما يشوفني

لما وصلنا كان عمي عند الباب ناطرنا … دخلنا لجوا ونحنا منركض ماشايفين قدامنا
دق محمود الباب وقلبي دق جوا ضلوعي طبووول من الفرحة والخوف والقلق ولما انفتح الباب شفتو … أيه شفتو
كلنا ركضنا وضميناه ونحنا منبكي
يااااااااااللللله مافي ولا كلام بيوصف شعورنا بوقتها … فرح وسعادة وبكي وصريخ كلو كان حاضر
اتطلع عليه واتفأدو إذا هو منيح أو صايبو مكروه وارجع ضمو وشمو واحمد ربي وأشكرو
مستحيل كنت صدق اني شوفو هيك بعد كل هالوقت مابدي انكر اني خفت من فكرة فقدانو ع الأخر بس بيبقى أملي بربي أكبر انو رح شوفو بيوم من الأيام والحمد لله استجاب لدعواتي ورجعلي ضو عيوني

كان كبران شوي وطولان … لابس بجامة رمادية وسخة وشعرو طولان كتير ومبين عليه من زمان ما اتحمم
بعد دقايق ونحنا منهارين رجعنا لوعينا بس إياد كان غريب … قاعد وما عم يتحرك أبداً … بس كان عم يبكي بهدوء … يمكن خاف من ردة فعلنا

همست بخوف: معقول نسينا

الضابط: ابنك لما اختفى كان كبير وواعي ما بعتقد نسيكم بس الخوف من فقدان الذاكرة … من لما جبناه قاعد هيك وبيتطلع لمكان واحد

محمود: شو ممكن يكون صار معو

الضابط: هالشي بحددو الطبيب لازم يشوفو طبيب داخلي لنتطمن على وضعو وطبيب نفسي لنتطمن على نفسيتو … بس بالأول اذا بدكن منحلل DNA لنتأكد انو ابنكن

همست بسرعة: لا لا هاد إياد أكيد

الضابط: وانت وجدو متأكدين انو هو

محمود: أكيد هو إياد مستحيل اغلط فيه

عمو أبو محمود كان وجهو كلو دموع وهو بقول: أي هو هو حبيب قلبي

الضابط: براحتكن بس نحنا عنا إجراءات لازم نعملها وفحوصات لازم ننهيها

محمود وهو ببوس راس إياد: إعملو يلي بدكن إياه المهم رجع
رفع راسو لعند الضابط وهو بقول: كيف لقيتوه ومين خطفو

الضابط: ارتاحو كلكن لنحكي

قعدنا كلنا على الكراسي وحطيت إياد بحضني وضميتو لصدري وأبوه مسكلو إيدو ونحنا منسمع شو بقول
الضابط: بالبداية اجتنا إخبارية عن ولد موجود ببيت بمنطقة (……) والناس بلشت تشك انو في شي غريب لأن هالولد كتير بيبكي وما بيطلع من البيت على هوى كلام الجيران … ولما دققنا بالتفاصيل القديمة عرفنا انو لما كانت الخاطفة مسافرة بيوم الخطف كانت بتحاول تحجز على هاي المنطقة وبعدين طلعت اخدت تاكسي

محمود: بس أنتو قلتو ماعرفتو لأي منطقة

الضابط: أي صح وقتها ما كنا منعرف وبعدين لما استجوبنا كل طاقم العمل في واحد قال انو حكت معو وسألتو عن البولمن بأي وقت رح يطلع … المهم اتوجهنا للمدينة وبلشنا نعمل تحقيق ويلي عرفناه انو في بيت ببناية لست ساكنة جديدة الها أكتر من سنة وبتشتغل … ومن بيت هالإنسانة بيطلع صوت بكي ولد بالبداية كان كتير وبعدين بلش يخف ويتحول البكي لصريخ

ضميتو لحضني وبستو من راسو بخوف وأنا بتخيل شقد اتعرض لتعذيب طوال هالسنة

الضابط: الجيران اشتكو واجت الشرطة وشافت المرة والولد بس قالتلن انو هو ابنها ومعو توحد ووضعو صعب مشان هيك بيصرخ … وفرجتن عقد زواجها وإنها مطلقة وعندا هالولد بس وبتشتغل مدرّسة بمعهد لطلاب صغار … لما اجت الشرطة لعندا خافت وغيرت البيت ورجعو أهل البيت الجديد خبرو الشرطة وهيك بلش التحقيق خصوصاً انو ما معا ورقة تثبت انو هالولد ابنها … ولما وصلتنا الأخبار والصور رحنا وجبناه على أساس الصور وقلنا يمكن يكون ابنكن لأن بعد سنة الولد بيتغير

رجعت ضميتو وبكيت وأنا بقول: يا ابني شقد خفت واتعذبت لحتى كل يوم بتبكي وبتصرخ … الله لا يوفقا هالمريضة يلي ما بتخاف الله

محمود: وعرفتو مين هي الخاطفة

الضابط: أي عرفنا وإسمها (مها...)

بلع ريقو محمود وهو بقول بصدمة: شوووووو

الفتت وشفتو كيف وجهو أحمر متل الدم وعيونو مفتوحة على وسعها

هزيت راسي بقلة حيلة وصرخت فيه: والله كنت عرفانة إنو إلك يد بالموضوع وأنا ظني ما بخيب

محمود: لك شو عم تقولي

ديانا: لكن منين بتعرفها

محمود: بكفي اسكتي مانك فهمانة شي

ديانا: لا فهمانة وهلق عرفت شو سبب برود مشاعرك كل هالشهور يمكن كنت بتعرف وينو وساكت وتاركني اتعذب

وقف وهو بقول بعصبية: لك غبية انت كيف ممكن تفكري أني أعمل هيك شي … كيف ممكن حطك وحط ابني بهيك خوف وانتو اغلى من عيوني

أبو محمود: يا ولاد طولو بالكن الولد بلش يبكي

الضابط: صح مابصير هالكلام قدام الطفل … والخاطفة طلبت تشوفكن لتعترف قدامكن وكانت منهارة وهي هلق بالمشفى رح نروح لنشوف الولد عند الدكتور المختص ومنستجوبها لنعرف شو سبب الخطف
اتوجهنا للمشفى بسيارات الشرطة وكل الوقت إياد بحضني وهو متيبس متل الحطبة بين ايديي … ومحمود ماحكا معي أبداً وكان متوتر كتير وقلقان

حطينا إياد عند الدكتور وفحصو فحص كامل وعملو التحاليل الخاصة لصحتو وتحليل تحديد النسب لحتى الشرطة تتأكد من انو ابني عنجد وطلعنا من عند الطبيب العام والحمد لله طمنا امو مافيه ولا خدش وبقينا ناطرين التحاليل لنعرف اذا فيه شي داخلي

وكل هالوقت وإياد والله ما حكى ولا اتحرك ولا عمل أي تفاعل … وبالأخر رحنا لعند الدكتور النفسي يلي بالمشفى وحكينالو كل شي صار وبالاخر قرر يقعد معو يمكن ياخد منو كلام
وقفت عند الباب وماكنت بدي اتركو بعدما لقيتو

الدكتور النفسي: مابصير يامدام خليني معو

ديانا: بوقف بعيد بس خليني شوفو واتطمن عليه

الدكتور النفسي: هو بأمان لا تقلقي والخاطفة صارت مع الشرطة يعني مافي خوف

ديانا: للاسف الدنيا مليانة وحوش

الدكتور النفسي بهمس: مابدنا نحكي هالحكي قدام الصغير بدنا نحسنلو تفسيتو مايزيد الخوف عندو

هزيت راسي برضا وتنا بشوفو بسكر الباب وراه
وقفت وأنا بتطلع بالفراغ وانتبهت لايد عمي يلي انحطت على كتفي
عمي: خلينا نروح نشوف الخاطفة

ديانا: خايفة روح وارجع ما لاقيه

عمي: انا رح ضل هون
غرقو عيوني بالدموع وأنا بشكرو وبعدت ومشينا مع الضابط باتجاه غرفة الخاطفة لحتى يستجوبوها قدامنا

لما وقفنا عند الباب قلي محمود: استني هون

ديانا: بدي فوت انت ما دخلك

محمود: لك شو صرلك صايرة عدائية شو مفكرتيني ممكن اعمل فيكن لك انتو روحي

ديانا: لكن ليش بدك تطالعني

محمود: لأفهم ليش هيك عملت

ديانا: ليش مين هاي !!؟؟

الضابط: بس ندخل بتعرفو وهي طلبت بس انت وزوجتك تدخلو معي أنا والمحقق وبسسس مابدا حدا يعرف بشي

محمود: بدخل أنا وبلاها هي

ديانا بحزم: شفت كيف عم تخبي عني بدي ادخل

محمود: بكفي

الضابط: لو سمحتو خلينا ندخل متل ما قلت

ولما فتح الباب دخلت أول وحدة وشفت انسانة بعمري أو أكبر ممددة على سرير وايدها مربوطة بكلبشة للسرير
ماقدرت اضبط أعصابي فورا هجمت عليها كان بدي اضربها وفش كل غلي وحقدي عليها بس لحقو ومسكوني لأن حالتها كانت صعبة جدا وماخرجها قتل كانت ماتت بين ايديي وابتليت فيها

مسكوني كلن ومحمود هداني والضابط بلش يحكي معها

الضابط: احكيلنا كل شي من البداية

صرخت فيها: الله لا يوفقك الله يسطفل فيكي يامجرمة يا سفاحة والله لاققتلك بايديي حسبنا الله ونعم الوكيل فيكي

الضابط بفقدان صبر: لو سمحتي ولا حرف والا بتطلعي لبرا

ديانا: خلص سكتت بس انتو ماحاسين فيي

الضابط: لو سمحتي بدنا نعرف التفاصيل وأكيد انت بدك تعرفي كمان

هزيت راسي وبقيت واقفة لاسمع وملامح محمود كانت ما بتتفسر وهو بيتطلع عليها

مها بتعب: كنت حبو

بصدمة سألتها: لمين لإياد !!!

التفت الضابط وزورني فورا سكتت
مها: لا لمحمود

التفتت وشفت محمود بغمض عيونو وبيتنهد
ديانا: هاااااااا حب وتارات … قلت والله إلك إيد بالموضوع

صرخ الضابط: طلعي لبرا

ديانا: خلص … خلص والله سكتت

الضابط: اخر تنبيه … يلا كملي

كتمت غضبي وكزيت على سناني وهي بتحكي

مها: حبيتو كتير واتعلقت فيه وعشنا احلى قصة حب … بس هو كان بيضحك عليي وكل مرة بحاول ليستدرجني لنكون لحالنا لحتى صار يلي صار

بلشت تبكي وأنا ابكي معها مابعرف شو يلي صار شفقت عليها ولا على حالي ولا على يلي صار بيناتنا بس اتأكدت هلق إني فقدت ثقتي بمحمود نهائياً

مها: وكالعادة لما أخد يلي بدو اياه رماني

محمود: لأ كذب أنا حاولت اتزوجك بس أمك مارضيت واهلي كمان ما وافقو

مها بغضب: بس ماحاولت تقنعهن وأنت بتعرف شو عملت فيي

محمود: وقتها كنت صغير وماعرفت شو اتصرف ولا عندي قدرة للزواج واهلي مابيقبلو يزوجوني لبنت من غير بلدي

مها: وأنا كنت صغيرة وغبية ووثقت بإنسان مابينوثق فيه

محمود: أنا حاولت كتير بس ظروفي أققوى مني

مها: كذب كذب أنت ولا بحياتك حبيتني بدك وحدة متلك من بلدك نفس عاداتك وتقاليدك

الضابط: بدنا تفاصيل الإختطاف لو سمحتي

مها بأسى: حاضر … بعد سنين كملت دراستي وأنا عندي فوبيا من الزواج لأن كنت خايفة من العار بس بعدين عملت عملية كرمال الزواج … واتزوجت وزوجي عرف وقتلني كتير وبعدين بقيت عندو 4 شهور وانا لحالي بالبيت وهو لحالو ببيت تاني وقدام الناس كل شي طبيعي … وكان ابن حلال وماحكى شي لان قلتلو كان غصب عني … ولما اتطلقت رجعت شفت محمود عايش حياتو وعندو ولد وأنا مطلقة وبدي بلش حياتي من الصفر لا شغل ولا شي باختصار حياتي مدمرة … اهلي حاوطوني كتير ودائما يعاملوني بقسوة لان اتطلقت بوقت قصير وبدن يعرفو السبب … قررت سافر لأشتغل بعيد عن الكل وقررت اخربلو حياتو … مابعرف شو صار بس ساعة شيطان وساعة غضب وكره خلتني خطط لكل شي وخطفت الولد وسافرت لمكان شغلي وركبت بتاكسي لأن بالبولمن الولد فضحني … وعشت وأنا بشتغل بشهادة البكالوريا انسة ابتدائي بمعهد صغير لحتى عيش
الضابط: وليش عذبتي الولد

مها بتبرير: أنا لا أبداً ماعملتو شي ابدا ولا لمستو بالعكس كنت طعميه وشربو … بس كنت خليه بالبيت لحالو بوقت الشغل وهو كان يخاف ويبكي

الضابط: بس الولد مبين صاير معو مرض نفسي صعب جدا

مها: اأنا مادخلني بشي والله كنت اعتني فيه وكتير ندمت

بحرقة قلب قلتها: الله لا يوفقك

الضابط: ولأي وقت كنتي مقررة انك تخلي الولد عندك

مها: كنت بدي رجعو لأهلو والله بس خفت لأن الكل عرف انو الولد انخطف وقلت رح تكمشوني اذا رجعتو … خفت والله خفت

ديانا: مافيكي ذرة احساس ماحسيتي فينا وشو عم يصير فيي وابني هيك بعيد عني … لك ماحن قلبك على هالولد يلي صار مريض من وراكي

وبلشت مها تنهار وتبكي

الضابط: بعتقد عرفتو يلي بدكن تعرفوه وبتمنى هالكلام يبقى بهالغرفة مابدنا حدا يعرف بماضيها كرمال اهلها فهمتو ونحنا رح ناخد باقي التفاصيل

كنا بدنا نطلع بس سمعتها بتهمس: سامحوني

ديانا: مستحيل سامحك والله لضل ادعي عليكي ليوم القيامة الله يسطفل فيكي والله يدوقك حسرة القلب

بس محمود قرب منها وهمس: كان فيكي تنتقمي مني أنا السبب بكل شي … بس شو دخل ابني ومرتي

مها: كنت بدي احرق قلبك
ديانا: وهاي حرقتيلنا قلبنا مبروك انتصرتي … طيب وبعدين !! … رح تعيشي باقي عمرك بالحبس بعدما كنتي رح تعيشي وتنسي الماضي لأن أصلاً زوجك سترك وما فضحك بس أنت فضحتي حالك كان فيكي تتزوجي مرة تاني وتجيبي ولاد والماضي خلص راح

هلق انفجرت بالبكي وانهارت على الاخر وبلشت دقات قلبها تعلى

طلعنا من الغرفة وعمي بيسأل بلهفة: مين طلعت

الضابط: لو سمحتو الموضوع خاص اذا بدكن احكو للوالد بس كمان بيبقى بيناتكن هاي بنت ومابدنا نحكي بعرضها

ديانا: وهي تحرق قلبنا معلش

الضابط: الدكتور النفسي قال انها مريضة نفسياً لان مافي انسانة طبيعية بتخطف بهالبساطة

ديانا: بدي احكي مع الدكتور النفسي

الضابط: اتفضلي

وبقينا ناطرين عند باب الغرفة ومحمود بيحكي لأبوه كل شي صار وابوه مصدوم وأنا بتطلع على محمود بإشمئزاز

لما انفتح الباب بعد ربع ساعة ركضت لشوف إياد كان قاعد على كرسي وبيتطلع بمكان واحد
هزلي الدكتور راسو وقلي: اتفضلو إياد بدو يحكي معكن

بلهفة مشيت وقعدت على ركبي قدامو وأنا بتطلع عليه بشوق وكأني بدي احفظ ملامحو الجديدة لأن كبران ومتغير
ديانا: حبيبي اتذكرتني

هز راسو من دون ما يحكي

الدكتور النفسي: احكيلا لماما شقد اشتقلتلا

نزل راسو وبلش يلعب بإيديه … غرقو عيوني بالدموع وانا بشوفو بهالمنظر … قربت منو وانا بضمو وبشمو … طار عقلي لما شفتو كيف اتجاوب معي وهز راسو صح حركة صغيرة بس كانت فرحتي فيها كبيرة … ولما بعدتو عني لقيتو بيتطلع بمكان تاني وماحكى ولا حرف

الدكتور النفسي بهمس: لازم نحكي على انفراد

عمي: تعال إياد نشتري أنا وأنت اكلات طيبة متل إيام زمان

بخوف قلتلو: لا خليه هون بقربي

عمي بتبرير: طيب منقعد برا منستناكن

مسكو من ايدو وطلع قعد والشرطة قاعدة معهن
ماقدرت ادخل وسكر الباب قعدت بمكان ابقى شايفتو فيه واذني مع الدكتور ومحمود قاعد مقابيليو

محمود: وضعو صعب!؟

الدكتور : ماكتير صعب ومافينا نقول سهل … بس واضح انو الطفل فاقد ثقتو بكل يلي حواليه وقعدتو بالبيت لحالو لوقت طويل عملو انفصام

بحزن سألته: كيف يعني انفصام بعرف هالمرض صعب!؟
الدكتور: هلق كل مرض الو عدة درجات … مثلا ابنك معو انفصام بس نوع خفيف واسمو انفصام تخشبي او جامودي … هاد يلي لاحظته وهالنوع من الأنفصام سببو قعدتو الطويلة بمكان واحد وقدام شاشة تلفزيون يومياً وغير هيك بيت فاضي ولحالو فيه … متل ماحكت الخاطفة

ديانا: وإياد كتير بخاف من العتمة ومابحب ينام لحالو وكون بعيدة عنو

الدكتور: وهاي سبب تاني يمكن لوحدو وبرا الغرفة ظلام كان يتخيل كتير أشياء ترعبو … وممكن يكون من خوفو يتهيئلو صور مرعبة

محمود بقلق: يعني ممكن يكون بيتخيل اشخاص مرعبة !!؟؟
الدكتور: عم قول يمكن بس يلي بدي قولو انو مارق عليي حالات أصعب بكتير واتعالجت … مجرد مشكلة وقت ومتابعة دائمة

ديانا: شو بدنا نعمل قلي لاعمل كل شي لازم لحتى يرجع منيح

الدكتور: مبدئياً لازم تعرفو انو هالمرض يمكن يستمر معو لسنين بس رح تخف الأعراض وممكن ترجعلو أحياناً … مثلا رح يأثر على كلامو أو طريقة الكلام وسلوكه وحركاته … هلق يلي لاحظتو على الطفل انو يلي معو نوع اخف من الإنفصام لان اتفاعل بالنظر لوقت قصير وهاد الشي بسموه (ذهول تخشبي) يعني بكون مصدوم من شي معين وممكن يكون بس موجود بذاكرته يعني انتو مالكن سبب فيه متل هلوسات وبصير بطالع أصوات غريبة وغير مفهومة … وفجأة ممكن يتعب ويزعل ويصرخ وانتو ما تعرفو شبو … هيك فورا بتعطوه الأدوية وتحاولو تهدوه وتريحوه وتشتتولو افكاره لشي تاني بحبو … رح يعذبكن اكيد ومايستجيب بسرعة وبالبداية كل شي صعب بس مع الممارسة رح يتحسن أكيد

الدكتور كان بيحكي وأنا ببكي على هالكلام الغريب عني معقول طفل بكامل نشاطه وحيويته خلال عدة شهور يصير مريض نفسي !!

الدكتور: يمكن عم استبق الأحداث بس هاي الأعراض الرئيسية للمرض … من خلال حديثي معو هالوقت القصير مرتين لف لجهة معينة وخاف من شي ماعرفت شو هو وأكيد كان عم ينسجو جوا فكرو وبس

نزلت راسي وأنا مهمومة ومحمود وضعو ما كان أفضل

الدكتور: صدقوني ابنكن محظوظ لأن عندو أهل متلكن وفي مين يرشده للطريق الصحيح … في مرضى كبار بصير عندن أمراض أصعب من هيك وما بيقتنعو يتعالجو هيك ابنكن فورا رح نعالجه ونساعده رح يتحسن أكيد وحتى بيقدر يدخل مدرسة طبيعي متلو متل رفقاتو

محمود: وشو هو العلاج اللازم!؟

الدكتور: أول الشي أدوية ومهدئات ونحاول نطورو علاقاتو ومهاراتو يلي بحبها أي رياضة أو نشاط أو موهبة … نحاول نعبيلو كل فراغو ومانخليه يقعد لحالو أبداً ولا يتذكر أي شي بخصوص الخطف

ديانا: بس كيف صعب يروح من عقلو هيك ذكرى … أنا أكبر منو ومابقدر انسى هالكابوس

الدكتور: أكيد مارح ينسى بس رح يتناسى خصوصا لما ينشغل كتيير كل اليوم ومايلاقي وقت ليقعد ويتذكر

بحزن قلتلو: هالشي صعب كتير

الدكتور: أكيد صعب بس رح نتساعد ليصير سهل يمكن نحتاج لمشفى وعلاج نفسي لازم تكونو أقوى من هيك