قناة

📚قصص||روايات||منوعة📚

📚قصص||روايات||منوعة📚
23.9k
عددالاعضاء
218
Links
2,827
Files
17
Videos
767
Photo
وصف القناة
قصص و كتب pdf 💚📚 محبي القراءة في نعيم لا يدركه غيرهم... لا تشيخ أرواحهم وعقولهم ولو شاخت أجسادهم.💚 فهرس القصص👇🏻💗 @rwayattt للتواصل @Rwayate_BOT بإدارة💙✨ ⴅÂÐЄĦÂ حسابي الانستغرام💚🌿👇🏻 https://instagram.com/madeha_alyan?igshid=YmMyMTA2M2Y=
دخلت إيمان لعندي وحكتلي بعرف إنك كنت مع أسامة.. أنا شفت جزمته برا.. شو عملّك؟!.. وليه حكيت عن زلمة بريء إنه هوه يلي خطفك!.. قلتلها أنا بعرف إنك سرقتي فلوس من بابا وسند لتعطيه.. وإنك كنتي رح تهربي معه.. وانتي عارفة شو ممكن يعملو لو حكيتلهم.. وبقدر أحكيلهم إنه حبيبك خطفني بس ما بدي.. بدي منك شي واحد بس لأسكت!.. @rwayate حكت شو ؟!.. قلتلها روحي خبري بابا هلأ إنه عمي قصي إعتدى عليكي!.. انصدمت وخافت وقالتلي انت شو عم تحكي!!.. انت عنجد مجنون!.. بدك احكي عن عمي هيك!.. شو رح تستفيد.. ليش!.. حكيتلها أنا صرت بعرف بيت أسامة.. وأصلاً رحت لعنده لهالسبب.. لأعرفه وأهددك.. هلأ هوه لحق حلا ورح يخطفها لأنها بتعرف أشياء نحنا ما بنعرفها.. قالت مستحيل أحكي هيك.. وأصلاً كيف أقول وبنته كانت تنام عندي!.. يعني وين ممكن يكون صار هالشي!.. حكيتلها حلا متزوجة أخوكي سند بالسر.. وفي شي بينهم لسه ما بنعرفه.. هيه بتروح بالليل لعنده عالغرفة.. وانتي رح تقولي هالكلام بس يحاصروكي.. وقتها بنكشف سرهم.. وانتي بتتزوجي أسامة بعد ما يعرف مين هوه والدي الحقيقي من حلا.. وأنا رح أعطيكم فلوس.. قالت كنت بدي أحكيلك هالشي.. كان بدي تعطيني لأنفكّ من هالعيلة.. أنا بحبه بالرغم من جنونه.. وبدي أهرب معه بس هوه فقير وحرامي وخايفه ما أعيش متهنية معه بس ما في غيرك رح يساعدني.... قلتلها ساعديني لنخلص.. خلينا نبعد عمامي عنا.. روحي قولي لأمي وهيه رح تفضحهم والليلة رح ينقلب كل شي على راسهم.. ويفضّل تشوهي حالك.. قصدي رجليكي.. ظهرك.. إديكي من جوا.. فيكي تعملي شي يخليهم يتأكدو لو ماما حبّت تكشف عليكي!.. خافت وقالت انت كيف عرفت!.. أنا شفتها برا الغرفة واستغربت.. قلتلها هيه سمعتك.. سمعتك وانتي نايمة كنتي عم تحكي.. وحكيتي إسم أسامة.. وأنا شفت كل شي بحلمي.. وليلى يلي فتحت الباب لحتى دخل.. الخلاص بإيدك.. لعبة صغيرة بنحل كل شي.. قالت اتركني أفكّر.. حكيتلها لا تفكري.. نفّذي!.. رح تخسري أسامة.. وما رح تطلعي من هالبيت.. بابا أول ما يعرف رح يزوجك لأي حدا.. وقتها لو تقدملك رح يوافق بعد ما ينتقم من اخوه ويقاطعه.. أما عمي عادل رح تنقطع علاقتهم ببعض بعد ما يعرف عن بنته ويلي مخبيته.. قالت شو بتعرف كمان.. الكلام يلي حكوه البنتين اليوم شو رأيك فيه؟!.. ومين سالي؟!.. قلتلها هاد لبعدين بتعرفيه.. نفذي يلي قلتلك عليه لنبدأ نشتغل بالثروة على راحتنا.. تخيّلي نفسك عايشة بفيلا فخمة وبحسابك فيه مليون دولار.. وراكبة سيارة موديل السنة.. وعندك مشروعك الكبير الخاص.. شو رأيك؟!.. مو أحسن ما تضلي بهالبيت مخنوقة وعم تستني أي فرصة عمل من أي شركة لتهربي من حبس بابا!.. بكرا بصير عندك شركتك الخاصة!.. حكت عم تلعب بعقلي متل الشيطان.. هالموضوع كبير.. وممكن يصير فيه دم!.. حكيتلها بمهلك لبرا.. بكرا الصبح بدي أسمع صراخ أبوكي وأمك.. وبكاكي مع تمثيل قوي!.. وإلا رح أخسرك أسامة.. وأسلمه للشرطة لا تنسي إنه ميرفت وبناتها شافوه ورح يشهدو عليه ورح يتحاكم بتهمة خطف ولد قاصر.. هاد إذا ما دمرته بأقوالي وقلت إنه إعتدى عليّه أنا كمان!.. خافت وطلعت من الغرفة وأنا كان بدي أعرف عمر وينه هلأ.. ومين أخده وإذا الشرطة أخدو عامر!.. قفلت الباب بالمفتاح وطلعت الكتاب وسكّرت الشباك.. سألت نفسي أنا كان المفروض أشوف جدتي.. أنا لازم أعرف إذا أنا إبن هالعيلة عنجد ولا جدتي بتعرف شي!.. ومين يلي اتفقت معه زمان.. صرت احكي مع نفسي على ضو القمر وعالسما والشباك مفتوح.. جدتي بترجاكي تعالي بحلمي.. بدي أشوفك.. بدي ياكي.. ما بدي أشوفهم شو بعملو.. وما بهموني.. أنا رح أبدأ أأذيهم كلهم لو ما جيتي وحكيتيلي ليه عملتي معي هيك وليه هالورثة حطيتيها بإسمي.. أنا مين؟!.. إبن هالعيلة ولا لأ!.. إحكيلي بترجاكي.. قرأت باقي الكتاب.. كان في أشياء أنا ما ركزت فيها من قبل.. التعمق في العالم الآخر والدخول إلى العوالم المجهولة.. في طقوس خاصة لازم تصير لحتى تتضاعف أحداث الإسقاط النجمي.. الموضوع أكبر من ما تخيّلت.. أنا فيني أسافر لأي بلد وفيني أطلع من الكرة الأرضية لو بدي!.. أنا يمكن ما كان في بالي غير إني أشوف أهلي أو جدتي.. وأكون بالبيت وقريب لأعرفهم وهاد أبسط شي ممكن يصير.. لكن أكبر شي ويلي أكبر من أكبر شي ممكن أحققه لو عظّمت أفكاري.. وخرّجت كل طاقتي من جسمي.. كنت بهالليلة بقمة غضبي.. وكان بدي أطلّع كل الطاقة يلي حاسس فيها لبرا.. نمت وحضنت الكتاب.. وبقيت أردد أكثر من حرف.. شعرت إني بطلع من سقف الغرفة.. وبطير لفوق.. كنت عم بطير بسرعة.. وأفكاري بتنسحب مني.. وعم تفضى الأحداث من دماغي!.. ما كنت عارف أنا وين عم بوصل.. أنا بالبيت؟!.. صح أنا بالبيت.. بس بيت غير هالبيت!.. كنت مستغرب وعم بتطلّع
حواليه!.. شايف شجرة الليمونة ايوه نفسها وبنفس المكان وهاد دليل كبير إني بالبيت!.. يبقى أنا وين؟!.. البيت شكله مختلف.. كأنه بزمن قديم.. شفت زلمة تقريباً بنصف الثلاثين من عمره واقف عند المكان يلي المفروض الباب الخارجي.. بس المدخل مختلف كتير.. وشكله غريب.. حكالي @rwayate قرّب يا ابني.. ما تخاف.. حكيتله إنت مين؟!.. هاد بيتنا.. بس في شي مختلف.. قلّي أنا ميّت من زمان كتير.. متت بنفس هالعمر.. وهاد هوه بيتك معك حق.. بس إنت هلأ عم تشوف أحداث صارت قبل سبعة وستين سنة.. يعني حتى والدك ما كان خلقان.. خفت وما كنت حاسس إني بالغرفة.. انا حاسس إني برا ببيتنا بس بزمن غير الزمن.. قلتله مين انت قلي؟.. حكا يمكن تعرف مع الوقت.. بس بدي منك تاخد لفّة جوا البيت وحواليه وترجعلي أنا رح أبقى عند باب البيت الخارجي أستناك.. روح إمشي!.. مشيت جهة شجرة الليمون وكانت شجرة الزيتون كمان موجودة جنبها.. الحيطان جديدة وكأنه البيت مبني جديد.. أول ما وصلت الساحة يلي جنبها الملجئ شفت بنت كتير حلوة عم تلعب مع ولاد وبنات حجلة.. كانت ملفتة للإنتباه.. جمالها جذاب وعيونها حلوين وشعرها طويل زي خصل الحرير الناعمة.. كان معها ولد عم يلعب وكان عم يخسر ويضحك.. والولاد التانيين عم يبعدوه عنها.. وبنت تانية عم تحاول تاخدها ليلعبو من بعيد.. كنت بحاول انادي عليهم بس ما كانو بسمعوني.. بطلع @rwayate زلمة ختيار من البيت وبضحكلهم وبتطلع مرة لابسة لبس غريب بتطلع وبتمسك إيده وبمشو لبعيد عنهم.. بدخلو بنت وولد للبيت.. والباقيين بروحو.. برجع بشوف الزلمة الكبير.. وبقله مين هدول يلي كانو يلعبو.. ومين يلي طلعو من البيت؟!.. كانو ساكنين فبيتنا؟!.. قلّي البنت الحلوة يلي شفتها هي جدتك.. ويلي معها أخوها يلي مات قبل عشرين سنة.. أما الولد يلي كان يلعب معها هاد أنا.. ويلي راحو هدول ولاد عمة جدتك يلي ماتت من خمسة وعشرين سنة.. قلتله بقدر أشوفهم؟.. حكالي بتقدر.. بس شو حابب تعرف منهم؟.. حكيتله بدي أعرف جدتي وين راحت وشو عم تعمل وليه انت فرجيتني ياهم وهنه صغار.. قال حبيبي كان بدي أفرجيك إنهم كانو كلهم سوا زمان وهون السر.. قلي رح أقلك آخر شي.. يلي منعك تنزل للملجئ بس دخلته هوه أنا.. سمعت صوت بناديني سيف؟!.. رجعت راسي شفت بنت شكلها غريب.. وبيتنا رجع متل شكله الحالي.. قالتلي تيجي معي؟.. سألتها لوين؟.. قالت عالفضاء.. أنا عايشة هناك.. بس بشرط ما تأذي أهلك.. سألتها شو اسمك؟!.. قالت مانيسا.. رح أفرجيك أشياء كتير حلوة بحياتك ما كنت تتصور توصلها.. وبكل مكان رح تزوره رح تشوف مشهد @rwayate لعيلتك انت ما سبق وشفته.. رح تحس إنك سوبر مان عنجد!.. ظهرت بنت ثانية من وراها وحكتلها بس أهله بستحقو يلي رح يعمله فيهم.. مو بكفي طلعوه مجنون وضربوه ضرب ما حدا بتحمّله.. قرّبت مني شوي وقالتلي أنا أسينات.. رح أفرجيك الأموات وين وشو عم بعملو.. رح تشوف العوالم المخفية عنكم ويلي مو حاسين فيها.. وبكل مرة رح تشوف مشهد لعيلتك قديم كتير وأقدم من يلي رح تفرجيك ياه هالبنت.. شو قلت؟!.. يا بتختار تروح معها أو بتختار تروح معي.. قلتلهم ما بصير أروح معكم التنين!.. حكت مانيسا.. لأ ما بصير.. انا عرضي مغري أكتر.. وهالبنت رح تحرضك على أهلك وتخوّفك منهم وانت مو ناقصك..
رحلتي أحلى.. فوق ما حدا وصل.. خلينا نطلع.. قلت للبنت الثانية وتحت ما حدا وصل.. قالت أسينات الأموات مو تحت حبيبي.. ما في حدا تحت غير الشياطين والجن.. كمان الأموات فوق.. يلي تحت أجسامهم يلي ما عاد إلها قيمة.. بس الأرواح فوق.. وفيك تشوف جدتك!.. قلتلها أيوه أنا بدي أشوفها طلعيني عندها.. حكتلها مانيسا لأ.. انتي بدك ياه يموت!.. لا ترد عليها.. انت لسه صغير.. ممكن روحك تطلع وما ترجع.. حكيتلها ما بهمني.. أنا بدي أعرف منها كل شي.. حكت مانيسا خلينا نتفق إنك تروح معي.. ولو ما إقتنعت بتنزل لبيتك وبتروح مع أسينات.. قلتلها موافق.. قرّبت مني مانيسا ومسكت إيدي وأسينات قالتلي لا تروح معها.. خلاصك معي.. طلّعتني لفوق.. كنت عم بطير!.. أنا بالسما.. شايف بيتنا من فوق @rwayate خمسة آلاف قدم.. وعم يبعد.. عم يصير متل الخريطة بين البيوت وعم يصغر ويصغر ويختفي!.. وصلت للغيوم!.. واخترقهم!!.. أنا بطير.. بس وين مانيسا؟!.. أنا لوحدي!.. كنت عم ببعد أكثر.. وصلت لمسافة أبعد بكتير لحتى صرت عم بشوف المدينة كاملة تحتي.. وهلأ عم بشوف العاصمة كاملة وخلال ثواني عم بشوف الدولة كلها.. شي متل الخيال!.. القارة كلها تحت جسمي!.. وفجأة تحوّل الضوء لبقعة صغيرة بمكان أسود عظيم!.. أنا إخترقت الغلاف الجوّي!!.. إتطلعت يمين شفت مركبات فضائية.. وضو أبيض كبير وأضواء مشعة فوق راسي.. نجوم!.. ومن بعيد في أحجار صغيرة بتتحرك!.. مجرات!.. ونيازك!.. أنا هلأ فوق الأرض!.. في الكون.. فجأة لمّع ضو قوي قبال عيني.. صورة ضبابية لشكل دائري.. ومن الشكل الدائري صارت عم تبعد الصورة لورا وتوضح الصورة بشكل كامل!.. الشكل الدائري هوه عين.. وبدأتت توضح ملامح ثانية.. لأنف صغير وتم صغير ووجه كامل..الصورة الكاملة كانت لطفل حديث الولادة!
يتبع..
Mahmoud Salloum
#المغادرة_قصص
#المغادرة_9 #المغادرة
الحلقة التاسعة
@rwayate
إبتعدت الصورة من شكل الطفل لمساحة أبعد.. كان شكل الطفل كتير حلو بالكون!.. صورة حلوة بضباب أبيض قريب وكبير!.. الصورة كانت بتبعد وشفت فيها وجه تاني جنب وجه الطفل.. كانو جنب بعض.. الوجه هوه وجه ماما!.. بتقرّب إيد وبتاخد الطفل.. بتكون ممرضة.. هي ميرفت!.. حطّته بالخداج والصور بتتجمع ورا بعض بسرعة قصوى.. عم بشوف بابا وأخي سند وإيمان مراهقين عم يضحكو!.. وجنبهم بالنص جدتي!.. والصور بترجع تمشي.. بشوف باب غرفة الخداج بتسكّر.. بتطلع جدّتي من الغرفة وبتوقف جنب غرفة الخداج تتطلع على الأطفال من ورا الزجاج.. وفجأة بظهر وراها شب صغير بالعمر.. بقرّب منها وبوقف جنبها وبحكو مع بعض بصوت مخفي.. ما بسمع أي كلام بس الصور بتكون عم تتجمّع بالضباب مع أصوات المجرات والنجوم والكواكب والنيازك والكون بجميع مكوناته.. بتختفي الصورة بالفضاء.. وأنا بسبح بالكون وبنتقل بسهولة وبسرعة قصوى.. بدون جاذبية وبدون إحساس بالجسم.. بتلمع صورة ثانية بالفضاء فوق راسي من بعيد جوا نجمة كبيرة كتير.. بتطلّع عليها بشوف نفس الطفل بسرير صغير وكل العيلة متجمعين حواليه.. وجدتي فوق راسه بتضحك.. بسمع صوت مانيسا بتقلي.. إمشي بالكون الشاسع.. إنت هيك عرفت جزء من الحقيقة.. هون مصدر الطاقة الكبير.. وهالكون ما إله حدود.. فيك تطير لتوصل الشمس وتدخل جواتها وتشوف نيرانها السودة وكتل لهبها الحمرة بدون لتأذيك.. وفيك تلف القمر من كل جوانبه.. وتتطلع على الأرض من بعيد متل حبّة برتقال على طاولة بعيدة.. شايف المجرات والسدم شو حلوين وملونين!.. كل شي بتشوفه عمره بهالوقت ثلاثة عشر مليار سنة.. وقارب عالأربعة عشر مليار من بعد الإنفجار العظيم قبل عشرين مليار سنة.. تحركت بسرعة الضوء للقمر.. وصارت الأرض بعيدة عني.. كنت شايفه بشكل أقرب من أقرب صورة تخيلتها فيه.. كله صخور وحفر كبيرة دائرية غريبة الشكل.. كنت حاسس بدورانه وشايف دوران الأرض وخط الليل والنهار عليها.. والشمس قريبة منها وبقدر أروحلها بسهولة!.. كنت بغاية الإنبهار!.. بس بدي أسبح وأغوص بالكون وأشوف كل شي فيه!.. لقيت نفسي بكوكب المريخ!.. ياه!.. هاد يلي كنا ندرس عنه.. أحمر بشكل فظيع!.. واضح بالليل وتضاريسه قريبة مني كتير!.. رياحة سريعة وعليه براكين وصخور غريبة الشكل وماي!.. فوق سماء المريخ اتشكلت صورة جديدة.. الطفل الصغير صار بعُمر السنة!.. عم يحاول يمشي!.. ويوقع ويرجع يمشي.. بساحة البيت الخارجية.. هاد أنا وجدتي بتطعميني!.. الصورة بتتبخر بالجو وبتسافر لعند النجوم!.. بقرر أسبح للمشتري.. بموج وببعد وبوصله بسهولة.. كتير كبير!.. عظيم!!!.. لامع وحواليه أقمار كتيرة!.. وشكل الغازات فيه ساحرة ومتموّجة وملوّنة بشكل مذهل!.. وحقله المغناطيسي أخاذ!.. سرحت بالكون.. بين الكواكب.. زرت زحل.. وشفت أورانوس بسحر لونه الأزرق والأخضر.. ونبتون البعيد صار قريب مني!.. ياه!.. كله غازات غريبة وصخور كبيرة!.. برغم جمال كل الكواكب إلا إنه الأرض كان أجملهم!.. معقول هالكوكب الساحر حامل كمية كبيرة من البشر الحاقدة والمخرّبة والمدمّرة بالحروب والأنظمة والتقسيمات السياسية والحدودية والتشريعات والحكومات الظالمة!!.. كنت بوصل ملايين الكيلومترات بثواني معدودة.. كنت بتمنى أصحاب نظرية الأرض المسطحة يشوفوه بالصورة يلي أنا شايفها.. الأرض سطحها كروي بس مفلطح وغير مستدير مثل كل الكواكب!.. سبحان الله!.. طرت لعطارد.. قريب من الأرض والشمس وشعرت للحظة إنه صديقهم!.. حتى شكله غريب!.. شايف كوكب لامع!.. هاد أكيد الزهرة!.. حجمه بشبه الأرض!.. كأنه توأمها!.. بنفسي أسبح لبلوتو!.. بثواني أنا صرت عنده!.. يا ترى لو كان جسمي حقيقي عنده.. كيف شعور البرودة ممكن يكون على سطحه؟!.. كان شكله مثير للإنتباه بحجمه الصغير القزمي!.. الكون خيال!.. خيال كبير!.. ملايين المجرات والكويكبات بين عيني وعيني!.. وكل صورة قادر أميزها.. لمع نجم كبير قريب من الأرض.. قرّبت منه شفت صورة ضبابية جديدة!.. أنا مع جدتي بعُمر الأربع سنوات.. والبيت فاضي.. بتاخدني وبتطلع!.. بسمع صوت مانيسا بالفضاء.. إنتهى الوقت.. إرجع لبيتك.. إنزل سيف!.. إنزل!.. قلتلها بدي أروح مع أسينات.. بدي أطلع لفوق.. شو في فوق؟!.. أرواح؟.. قالت ما فيك.. في أشياء صعب تنشاف.. وأسينات كانت رح تفرجيك صور متل هالصور يلي شفتها بس قبل عشرات السنين الماضية!.. حكيتلها شو رح أستفيد!.. قالت لأنهم أموات وإلهم قصص!.. ناديت أسينات.. خديني لفوق.. فجأة صرت بنسحب.. وبرجع للأرض.. برجع بسرعة قصوى وبدون إرادة!.. بدخل الغلاف الجوي وببعد عن الكون الداخلي.. بدخل للأرض وببدأ أشوف ألوان غريبة بعيدة بتتشكل بسرعة الضوء لمساحات شاسعة من الأراضي والجبال البعيدة.. بقرّب منهم وبنزل بإنحدار هاوي لمنطقة موجّهة.. لبلدي ومنطقتي!.. أنا وصلت البيت.. رجعت للساحة.. وين أسينات؟.. وين مانيسا!.. وينكم!.. وينكم!!!!.. بسمع صوت طرقة قويّة.. وخبطة بجسمي..
نبضي سريع جداً.. وفي شي رجع جواتي بسرعة!.. عيوّني فتّحوا وجسمي انتفض وصار يتحرّك.. شفت سند قبال وجهي.. بتكلم بنظرات مصدومة.. وبقلي.. ليه هيك كنت متشنج وعيونك للسقف؟!.. ليه هيك كنت بتنتفض!.. شو عم تشوف؟!.. وين الكتاب يلي عم تحكو عنه وينه!!!.. انت شو عم تعمل من ورانا؟!.. قوم بسرعة عن السرير!.. حكيتله وينهم؟!.. قلي مين؟!.. حكيتله مانيسا وأسينات.. مانيسا أخدتني للفضاء وأسينات وعدتني تخليني أشوف شو بصير بالعالم الآخر!.. قلي حلو كتير.. هلأ إحكي هاد الحكي بمستشفى الأمراض العقلية.. يلا حبيبي قوم عشان نثبت إنك فاصل وعقلك ضارب.. يلا يا عُمري.. كنت مذهول.. أنا شفت السما والكون بتفاصيل دقيقة!.. تفاصيل بغاية الدقة.. ارتسمت قبال عيوني بصورة متحركة عشتها كأنها حقيقة ولا بالأحلام.. ما قدرت أتكلم.. كنت كأني رائد فضاء نزل من السما لتوّه.. أخدني من إيدي للصالة بملابس البيت.. وقلي إلبس برجلك.. بابا حكاله خلينا نمشي.. عمامك قايمين الدنيا والمحكمة بلغوني إنهم عم يرفعو دعاوي وقضايا لتحصيل الورث.. قله سند المال لإلنا وبحياتهم كلها ما رح ياخدو قرش.. هلأ رح نثبت إنه هالولد مجنون لنكسب وصايته!.. دخلت إيمان من غرفتها تبكي.. وتقول سيف مش مجنون!.. إفهمو!.. إنتو ظلمتونا.. ودخلتو عمامي للبيت.. حتى هدول ما بتعرفوهم بس همكم تحصّلو الملايين من هالصبي المسكين!.. أنا عمي قصي إعتدى عليّه وأذاني.. شفت بابا مصدوم وقرّب منها وضربها وسند بقي عم يستجوبها.. قالتله هاد يلي صار!.. خدولي حقي هلأ!.. كنت ببتسم وأول ما بابا نادى ماما وسألها وين حلا نامت..أنا قلت نامت بغرفة سند!.. عند زوجها.. انصدم سند وحاول يضربني.. اندق الباب فجأة وراح يفتح.. كانو الشرطة.. قالو وين الولد لازم نحكي معه!.. شافوني واقف وإيمان بتبكي وبتستنجد وبتقلهم إلحقوني بدي أشتكي على عمي.. هدّوها وقالولي إنت كيف عرفت إنه في شبهة جنائية وقت صار الإنفجار؟!.. عرفنا إنه صحاب محل السيارات عصابة خطيرة وخطفو مرة هيّه وإبنها والولد ما إله أثر.. بس لقينا الأم قبل لتنقتل.. قبل ليصير الإنفجار هرّبوها مع إبنها من الباب الرئيسي وقفلو البواب لأنهم عرفو يلي رح يصير بعد الحريق.. حكيتلهم عامر معهم.. إذا قبضتو عليه فيه يعترف.. حكو الشب مو راضي يعترف.. وأم عمر منهارة لأنه إبنها إنفقد.. ومش عارفين ناخد منها أي تفاصيل.. ببقى إنت.. إنت كيف عرفت كل هاد؟!.. وليه عمر أنكر؟!.. قلتلهم يلي حكيته هوه الصحيح.. وعرفنا بالحلم!.. قال الشرطي أي حلم؟!.. حكا سند سيدي الولد عقله ضارب.. مجنون!.. ما فيه عقل.. نحنا هلأ رايحين عالمستشفى نطلع ورقة بتثبت مرضه!.. لا تاخدو بكلامه.. صرّخ الشرطي.. الولد عاقل وكل شي قاله صحيح.. عرف كل التفاصيل بدقة!.. فجأة دخل عمي قصي وعادل للبيت يصرّخو.. وعمي عادل هجم على سند وحاول يضربه.. وهوه بصرّخ وين بنتي.. وين رحت فيها !!.. متزوجها بالسر.. ولله لأقتلك!.. الشرطة بعدوه وإيمان أشّرت على عمي قصي وقالت خدوه سيدي.. اعتدى علّيه وشوّهني!.. عمي انصدم وقال العيلة كلها انجنت؟!.. شو عم تحكي إنتي!.. دخلو نسوان عمامي مع ولادهم وسمعو كل شي.. ووراهم دخلت ميرفت مع بناتها عالية وسارة يصرّخو وينادو علينا.. يا بيت المعروف دم بنتي سالي برقبتكم.. صرّخ ميرفت مين قتل بنتي!!.. حسيت كلام بنتي سارة صحيح!.. وصلني إتصال من مجهول بقول إنه سند قتل بنتي!.. سند كان مصدوم وخايف.. وإيمان بقيت تطلب من الشرطة ياخدو عمي قصي.. بنته ليلى كانت عارفة ومتأكدة إنها كذابة لأنه عمي بقي نايم جوا وما قام وشافته بالغرفة بس فتحت الباب.. صرّخت وقالت في واحد بتعرفه إيمان وكانت عم تحكي بإسمه وهيّه نايمة.. وهوه يلي خطف سيف.. أنا بطلت خايفة ورح أحكي يلي شفته مبارح.. أنا كنت مسقطة نجمي بالغرفة.. وشفت حلا طلعت حاملة مصاري بالليل وعم تعطيهم لشب.. شفته ماسكها من إيدها وبقلّها إنه عرف كل شي.. وما رح يروح إلا إذا طلعتله كمان مصاري من عمي عادل.. وإلا رح يفضح سرها وزواجها من سند.. وبس رجعت مرة تانية حكتله إنه سند قتل بنت إسمها سالي وإنها ما بتعرف شي عن جدتي أو أي معلومة توصله لوالد سيف الحقيقي.. وحلفتله بس ما صدقها لهيك حط إيده على تمها وسحبها لسيارة وأخدها.. وبعدها قمت وخبّرت بابا عن يلي سمعته وشفته!.. أنا كنت مبسوط.. وأخيراً صار يلي بدي ياه.. العيلة كلها علقو مع بعض وهيك أنا دمّرتهم واحد واحد!.. بهاللحظة فيني أهرب من البيت وأنا مرتاح.. بقيو يحكو ويصرّخو ويتهجّمو على بعض والشرطة يبعدوهم وأنا مشيت بخفة لباب البيت المفتوح وركضت بسرعة وهربت لبرا.. شافوني ولحقوني.. وأنا طلعت للشارع بركض بسرعة قوّية.. وفجأة لقيت بوجهي سيارة كبيرة دعستني وطيّرتني لبعيد.. بهاللحظة أغمى عليّه وإنقطع بصري وتفكيري وما عدت شعرت بأي شي
يتبع..
Mahmoud Salloum
#المغادرة_قصص
#المغادرة_10 #المغادرة
الحلقة الأخيرة (1)
@rwayate
كنت عم بسمع صوت بزِنّ قريب من إذني.. بظهر وبختفي!.. وخيالات وصور بدماغي مشوّهة.. بلحظة بحس في أشخاص جنبي قريبين.. وبلحظة بشوفهم بختفو.. وبلحظة بشوف أشكال غريبة.. أنا ما كنت بعرف مين أنا ومين هدول الأشخاص.. وأنا وين هلأ.. وشو في جنبي ومين معي.. وفاقد القدرة على النطق أو الحركة وحتى تجميع الأفكار.. كيف بدي أعرفهم لو ما فيني أتكلّم؟!.. يمكن كان بدي أعرف جواب لكل هالتساؤلات.. وفجأة الأصوات صارت توضح.. برغم إنها مشوّشة إلا إني قادر أسمع.. صوت بنت وزلمة.. ايوه زلمة بتكلّم!.. عم يقول كلمة نبض؟!.. الصوت بعيد كأنه بغرفة بعيدة كتير!.. وواضح فيه صدى وتشويش.. وفجأة بقرّب وبصير طبيعي.. هلأ أنا قدرت أجمّع كلامه.. نبضه وقّف.. كنت بشعر بضربات بصدري قوّية بترجّني.. وبتخيّل بهاللحظة إني بوقع لأرض عميقة وبعيدة وبرجع برتفع لفوق وببعد عنها كأني واقف بالمنتصف علقان بين السقوط والإرتفاع.. وإرتجاجات بمخي بتشدّني لأفتح عيوني بالقوة.. بس ما بقدر.. ولا بقدر أتكلّم.. بس سامع الأصوات البعيدة القريبة مني.. الطفل توفّى.. وصوت بنت بتقول أنا بخبّرهم.. الزلمة بقلها العمر إلكم.. الله يرحمه.. جسمي إنشل وما عدت شعرت فيه أبداً.. كان شعوري مختلف.. مختلف حتى عن تجربة الإسقاط النجمي.. ثواني قليلة إنقطع الصوت بدماغي.. واتحوّل كل شي لسواد.. كنت بطير.. بطير بسرعة جنونية!.. سرعة غير معقولة بغرفة سودة ما إلها نهاية.. لوحدي بسرعة الصاروخ مثل كأني بقطار جوا نفق مظلم.. بظهر ضو صغير أبيض دائري صغير.. بقرّب منه ومع سرعتي بكون بكبر وبتوسّع وبزيد عمقه.. شعرت بدحرجة متل كأني بمدينة ملاهي عم بطير للسما.. مبسوط وسعيد.. هاللحظة كانت أسعد لحظة بحياتي.. شعور من أجمل المشاعر.. طلعت من النفق وصرت جوا الضو.. أنا في سما بيضة.. غير السما المألوفة يلي بنعرفها كلنا.. كلها ضباب أبيض نقي خالص زي اللؤلؤ.. شفت كائن غريب قبال عيني وانتبهت على كائن ثاني جنبه تماماً.. قالولي لا تخاف.. لا تخاف.. بنفس الطريقة يلي سمعتها بدماغي من شخص ما بعرفه في بيتي.. كانو رجال بوجوه بيضة حلوين كتير.. جاذبية مشعّة كلهم نور وجمال.. أنا كنت شبه ذرة التراب قبالهم.. حكالي الكائن الأول.. ليش اجيت بكير؟.. قلتله ما بعرف.. أنا وين؟.. كان صوته ناعم ورخيم بنفس الوقت.. حكا الثاني.. كثير بكير.. صوته كان شبه الأول!.. كانت السما عميقة مفتوحة وكأنه فوقها عالم ثاني وفيها بياض مشّع!.. حكالي الأول شفت يلي مضى؟.. قلتله في لحظة شفت فيها حياتي كاملة بتفاصيلها بسرعة.. كان متل شريط الفيديو على شاشة كبيرة قريبة من نظري.. وبعدها اختفى لسواد.. وظهرت البقعة البيضة وحسّيت كأنه في أيادي عم تلمس جسمي يلي أنا أصلاً مو حاسس فيه.. وطرت وبعدّت وهلأ شفتكم.. إنتو مين؟!.. قلّي في شخص رح يسلّم عليك أجانا من شوي.. لا تخاف.. إنت نقي ونظيف وروحك طيبة ونحنا كنا معك دائماً.. هالشخص رح تشوفه من فوق ورح يختفي ويرجع بدون ما يكلّمك.. وفي شخص ثاني رح نخليّه يكلمك ويبقى هون لثواني.. وشخص ثالث بهمك رح يطلب منك طلب ويختفي فوراً.. اتطلعو لفوق وأنا من نظراتهم العلوية رفعت وجهي للسما.. شفت وجه أبيض بتطلّع وببتسملي من قريب.. وبصير يبعد ويختفي بالضباب كأنه عم بطير لفوق.. الوجه كان وجه عمر.. شفت عمر!.. ابتسلمي واختفى.. قلّي الشخص الأول إتطلع على يمينك.. اتطلعت يميني.. شفت نفس الزلمة يلي شفته بتجربة الإسقاط.. حكالي إبني كان دائماً معك.. بس إنت ما كنت تشوفه.. وهلأ هوه معك وحكا مع أهلك.. وعرفو الحقيقة.. وكل يلي صار.. ما أذاك.. حماك من عيلتك بأمر من جدتك.. ورح يبقى معك لأنه هيك الوصيّة.. ورح يتدخّل.. ابتسملي.. سألته مين انت؟.. مين؟.. صار يرجع ويختفي بالضباب.. وأنا بقيت حاير واقف مكاني.. قلتلهم ما فهمت.. قال الكائن الثاني رح تفهم بعد دقيقة وسبع ثواني.. بدون كلام ظهر شخص ثالث من نفس المكان يلي ظهر فيه الزلمة الكبير.. جدتي!.. كانت جدّتي!.. ابتسمت وكان بدي أركض لعندها بس رجلّيه منعوني.. كنت ماسك بالمكان يلي أنا واقف فيه ومو قادر أتحرّك.. قلتلها إشتقتلك.. بدي أحضنك.. جدتي أنا كتير إشتقتلك.. إبتسمت.. وحكت ما فيّه أقرّب.. وما فيّه أحضنك زي ما كنا هناك.. بس فيّه أقلّك إنك بطل.. وشجاع ووقفت بوجههم وما سمحتلهم يأذوك.. بدي أطلب منك طلب حبيبي.. بدي تتبرّع بنص الملايين يلي معك لمستشفى السرطان.. والنص الثاني لدار الأيتام.. سألتها ليش؟.. قلّي الكائن الأول إتطلع تحت.. نزلت راسي شفت مشهد بتحرك.. جدتي معها ولد بترضعه وبتلبسه ملابس.. وبتلعّبه.. الولد مو أنا!.. جدتي صغيرة بالعُمر.. جدتي شكلها مختلف!!.. مين معها؟!.. اختفت الصورة.. قلتلها انتي ربيتي حدا غيري؟!.. جدتي مين هاد؟.. ابتسمتلي بدون لتحكي.. قلتلها شو بتعملي فوق؟!.. عمر ليه فوق؟!.. عمر مات؟!.. والشخص يلي شفته ظهرلي من شوي.. أرجوكي جدتي.. خديني.. أنا مبسوط هون..
هون كل شي حلو!.. أنا حاسس نفسي سعيد.. هدوء وصفاء ونقاء.. خديني!.. جدتي؟!.. صارت تبعد وإختفت.. الكائن الأول قلّي وقتك لسه ما أجا عنا.. قال الثاني.. حابب تعرف شو عم بعملو هون؟.. قلتله شو؟!.. وشو في فوق؟!.. حكالي عم بنتظرو.. وفي أشخاص هلأ بهاللحظة عم بوصلو.. الحافلة عم تلف عالكل بس ما حدا حاسس فيها أو شايفها أو عم يفكّر يحجز مقعده الفاضي فيها.. بكل ثانية عم تحمّل وتجيب.. بس ما حدا بده يفهم إنه الوقت قصير عندهم ومو طويل ليركبوها وييجونا.. فوق سرعة الزمن سريعة جداً.. السنة بالحياة بجزء من جزء الثانية هون.. وإنت يا سيف وقتك لسه بكير.. غمّض عيونك.. سمعت كلامه وغمّضت عيوني.. شعرت بهبوط حاد ورجوع للخلف سريع جداً.. كأني عم بهوِي!.. بسقط!.. وبرتطم بمكان.. الصوت رجِعّ!!!.. صوت الرنين رجع جنب أذني.. وأصوات ثانية كمان!.. قريبة كتير وواضحة.. واحد عم يقول.. قلبه رجع إشتغل!.. التنفس طبيعي!.. ودرجة الحرارة طبيعية!.. كنت مرتاح وما عدت مهتم للتركيز بكل شي عم بسمعه.. ما كان هاممني إني أسمع.. وفي إبتسامة خفيفة مرسومة على تمي.. يمكن يلي حواليه مو شايفينها بس أنا حاسسها.. من هاللحظة يلي نمت فيها.. وعيت وفتّحت عيوني بغرفة مستشفى كبيرة.. كنت متل المصدوم.. أمي بتتحسس على إيديّ.. وبابا من بعيد ببتسم.. بدخل دكتور مع ممرضة أنا بعرفها.. كانت عالية.. ببتسمولي وبقول الدكتور.. هلأ شوي وبستعيد تركيزه.. شاف كثير بالعناية المشددة.. خصوصاً بعد توقّف قلبه لمدة ثلاث دقائق.. يلي حصل معجزة بس مش شي نادر وبتحصل!.. لولا تدخّل السيد رضوان ودخوله للعناية كان الطفل فارق الحياة وخسرناه.. بس كان مُصر نضل نعمل إنعاش للقلب بالصدمات الكهربائية بالرغم من إنه كان واضح من تخطيط القلب إنه الطفل إتوفىّ.. لكن دماغه بقي عايش وهاد يلي أنقذه وانقذ رئتيه ليرجع التنفس وضربات القلب تخفق من جديد.. انكتب لسيف عُمر جديد.. بعد فترة من الزمن مش طويلة.. من الإهتمام الحقيقي منهم.. سألتهم.. الشرطة لقيو عُمر.. أمي قالت مو وقت هالكلام إنت لازم ترتاح.. منعتني من الكلام.. وأنا صرت ببكي.. بدي أعرف كل شي.. خلّي الشرطة ييجو يفهموني شو صار!.. قرّب مني شب أصلع وقلّي أنا رضوان حبيبي سيف.. رح أبقى معك هلأ.. بدي توعدني إنك تهدى.. طلب من الكل يطلعو لبرا.. طلعو أهلي والدكاتره والممرضة عالية.. قلّي أنا رح أحكيلك كل شي بدك ياه.. بس ما بدنا تتأثر.. ما صرلك وقت قصير طالع من العناية المشددة.. إنت متت وعشت حبيبي.. أنا أول شي بدي أعتذر منك إذا كنت سببتلك أذى من أهلك.. بس صدقني مو بإيدي.. هي كانت وصية جدتك قبل لتموت.. حكيتله إنت مين؟.. قلّي.. أنا ربتني جدتك قبل خمسة وعشرين سنة.. كانت جميلة الجميلة فاتنة قلوب الشباب والأطفال بحيّها قبل لتكبر.. بابا كان ساكن قريب منكم.. كان ييجي يلعب معها بساحة البيت يلي بتلعبو فيها انت وولاد عمك.. البيت ورثته عن أبوها.. وتمسّكت فيه بإيديها ورجليها متل شجرة الزيتون والليمون يلي بقيّت جذورها متمسّكة بتربة بيتكم من زمان كتير لليوم.. كان يلعب مع ولاد وبنات عمتها وأخوها يلي توفّى قبلها.. كانو عيلة وحدة حتى وقت الحرب يتخّبو سوا بالملجئ ملمومين مع بعض.. وكان أبوها طيّب كتير وزلمة مسالم وأمها نفس الشي.. كانت بتحب عيلتها وبتحب قرايبها وبتحب بابا.. بس ما كانت بتعرف بعد كل هالسنين إنه الطفل يلي حبّته ما كان من نصيبها.. بسبب سيطرة أهله وحقدهم.. زوجوه لبنت عمه غصب عنه.. وحرقو قلبها.. ماتت زوجته بعد وقت قصير من بعد ما خلّفت إبنها رضوان.. وجميلة كانت تروح ترعاه بالبيت وتطعميه وترضعه ليرجع أبوه من شغله ويرعاه بالليل.. أبوه كان حدا كتير عصامي وقوي ووسيم وشجاع.. جمّع ورثة بالملايين لإبنه من عرق جبينه وسفره وشغله بالتجارة.. كان بنضرب فيه المثل.. بس للأسف جميلة قبل لتموت مرته تزوجت زلمة طيّب وحنون.. بس عقله منغلق شوي.. كان خوفه زايد من الناس بشكل كبير.. يمكن لأنه كان عايش فبيت بتملكه مرته وما كان بحب حدا يحكي عليه.. لهيك كان يضل محبوس.. وربى ولاده التلات على نفس الأسلوب.. بس جميلة كانت قوية.. وشخصيتها صارمة وحنونة وكانت تمشّي رأيها عليه.. وتطلع من البيت.. صار أبو رضوان بنصف الثلاثين من عمره.. ومرض بالسرطان.. وحس إنه أيامه معدودة.. وإبنه بعده صغير وبده رعاية!.. حطّه بدار الأيتام ولحتى ما يضيع شقى عمره كله بالهوا.. سجّله بإسم جميلة.. وجميلة طلعت وفيّه وما صرفت ولا قرش منه.. لأنه من حق إبنه مو من حقها.. رضوان طلع من بيت الأيتام بعد ما تعدى السن القانوني.. مراهق مش عارف شو ناطره بس بعرف جميلة وبعرف أبوه وبعرف إنه مليونيير.. بس ما كان بعرف إنه مريض بالسرطان ورح يموت متل أبوه لأنه المرض طلع بالوراثة.. رفض ياخد المصاري من جميلة وكانت بتطلع معه وبتشوفه بدون علم ولادها وزوجها.. بس وقت توفّى زوجها مرضت وحسّت إنه أيامها
معدودة.. والمصاري رح تضيع مع ولادها الجشعيين بعد كل هالسنين.. لأنه رضوان بقي بصارع المرض لسنين طويلة وما مات!.. نبّهته ومع هيك رفض.. إقترح عليها فكرة.. إنه يتم تسجيل كل الملايين بإسم حبيبها وطفلها المدلل سيف برغم إنه عمره ست سنوات!.. وبعد ما يكبر من خلال وصية رح يعرفها لبعدين.. يتبرع بالمال لدار الأيتام ومستشفى السرطان.. وحكت مع محامي العيلة أمجد واتفقت معه.. كان الموضوع صعب لكن ممكن يصير عالمخفي.. طلب منها بصمة من إبنها الكبير عبد الله والد سيف لتنتقل الوصاية للجدة بنقل الملايين والأملاك لإسمه.. أخذت بصمته وهوه نايم على الورقة ومسحتها بكحول طبي اخفى اثره.. وسلّمت الورقة للمحامي وانتقلت الوصاية.. وخّبت نسخة من الوصية تحت بلاطة بغرفتك نفذتها لهالمهمة.. لوقت ما تكبر وتعرف شو لازم تعمل بالمال.. وخافت ينكشف كل شيء بعد وفاتها.. طلبت من المحامي إيضاح بورقة الوصاية إنه الولد مو إبن أبوه.. وتم تبديله بالمستشفى.. وبعد ما يطلبو تحليل.. يتصرف بخبرته كونه محامي متمرّس بالتلفيق.. بتزوير الورقة وإيهامهم إنه إبنهم تبدّل!.. رضوان كانت حاسس إنه أيامه معدودة بس الأيام طوّلت وجميلة توفّت قبله.. بقي مع سيف يراقبه من بعيد متل ما كان يراقبه من قريب مع جميلة من أول ما خلق.. لكنه كان يبعد لفترة بسبب فترات علاجه الطويلة.. وبهالوقت ما كان بعرف شو بصير مع سيف من خلافات مع أهله وأحداث ثانية.. وكان يشوف المحامي أمجد ويتفق معه.. برغم من خوف المحامي من انكشاف أمره وتهديد العيلة المستمر لإله.. إلا إنه إستمر للآخر بسبب وصية جميلة.. وكان يحكيلي شو بصير بينهم.. وأنا ما كان فيّه أتدخّل لأنه ما إلي حق بالفلوس وكنت محترم وصية جميلة.. عيلتك يا سيف ما بستحقو المال.. ولا حتى بستحقو أملاك.. جدتك الحنونة كانت بتعرف هالكلام وإنه كل هاد رح يصير.. ورح تقلب ملحمة بعد موتها.. واستخسرت فيهم كل قرش كان معها.. حتى ذهبها يلي اكشتفو إنها باعته.. باعته لتعطيني ثمن العلاج.. لأنها ما كانت حابة يضل قرش واحد معهم ياخدوه بدون حق!.. لهيك حطّت أملها فيك ووصتني أضل معك من بعيد.. وخفت أموت وما أتطمن عليك بس ما كنت عارف إنك ممكن تلحقني برغم صغر سنّك!.. لهيك اتدخلت لتعيش.. وبقيت جنبك بالإنعاش لفتّحت عيونك من جديد.. أنا رح أبقى معك وأحميك من عيلتك.. وأرجعك للمدرسة.. ورح نتبرع بكل المال لمستشفى السرطان ولدار الأيتام يلي خلقت فيها.. هيك كانت وصيّة جميلة.. وأنا رح أنفذها معك.. قلتله بعرف.. وبعرف إنك كنت موجود معي وبعرف والدك.. وبعرف الوصية.. قال كيف عرفت؟!.. ممكن تكون شفت الوصية تحت البلاطة بس كيف عرفتني أو عرفت والدي؟!
يتبع..
Mahmoud Salloum