قناة

📚قصص||روايات||منوعة📚

📚قصص||روايات||منوعة📚
23.9k
عددالاعضاء
218
Links
2,827
Files
17
Videos
767
Photo
وصف القناة
قصص و كتب pdf 💚📚 محبي القراءة في نعيم لا يدركه غيرهم... لا تشيخ أرواحهم وعقولهم ولو شاخت أجسادهم.💚 فهرس القصص👇🏻💗 @rwayattt للتواصل @Rwayate_BOT بإدارة💙✨ ⴅÂÐЄĦÂ حسابي الانستغرام💚🌿👇🏻 https://instagram.com/madeha_alyan?igshid=YmMyMTA2M2Y=
#جيران_الشارع_العالي_9 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة التاسعة

قمت بسرعة ومسكتها وشدّيتها لجوا.. قالتلي إتركني إنت هيك بتجيب الموت لإلكم.. دخّلتها للغرفة ودخلت معها وقفلت الباب بالمفتاح.. بقيت بتحاول تاخد المفتاح مني.. جرّيت شماعة ملابس حديد وحطيتها على الشباك وقفلته كويّس وقلت لأرغد أوعك تخليها تفتحه.. ناديني وطبّل على الباب لو حاولت!.. حكالي أنا خايف منها.. ما تخليني أنا وأيوب هون.. طلعت من الغرفة وقفلت الباب بالمفتاح مرة ثانية وأخدت المفتاح.. وبقيت بتطبّل وتقلي إفتح ما خلصت كلامي.. رحت للصالة كانت هبة بتحاول تطلع من البيت وأيلول بتقلها لا تصدقيها ما حدا شافنا كيف عرفت فينا؟!.. حكت هبة أنا بردانة ورح أتجمّد المكان هون بارد وعم برجف ومو قادرة!.. خلينا نطلع بترجاكي يا أيلول.. إنطرق الباب.. قلتلهم إهدو.. رحت للباب وقلت مين؟.. سمعت صوت راوية بتقول إفتح يا آصف إنت ويلي معك.. قالت هبة بخوف وبصوت واطي طلع معها حق!!.. حكيتلهم إنتو بضيافتنا وما حدا دخله فينا.. إتصرفو طبيعي.. فتحت الباب.. دخلت راوية وقالت مادة دسمة مو هيك؟.. لا تفكروني نايمة على أذني.. انا عرفت كل شي من أول يوم أجيتو فيه لهون.. أمر هالبيت سر سياسي قبل ليكون قضية قديمة وموضوعه بتعلق بالأمن وبس.. حدا خارج هالدائرة رح يعرض نفسه للمسائلة القانوينة يا أيلول ويا هبة.. كانت أمي لسه بتطرق الباب.. قالت أيلول ونحنا ما أجينا لنتعمق بعيلة العالي.. عم نشتغل عالأسطح والقشور.. موضوعنا عن الماورئيات من وجهة نظر الناس.. يعني رح نطرح الموضوع ونشوف رأي الناس.. وأظن إنه في ناس كثير عندهم علم بهالبيت واللي فيه.. يعني نحنا عم نشتغل بشكل قانوني.. قالت بتمنى هالشي.. لأني مو حابة إنه طالبات دكتوراة من عوائل مرموقة متلكم يدخلو بسين وجيم وتخرب عليهم فرحتهم وتخرب سمعتهم.. في أمور حتى الأمن ما بدخل فيها.. ويفضل تكونو عارفين هالشي مسبقاً.. أمي كانت بتنادي.. قلهم يطلعو!!.. قالت راوية ليه حابسها؟.. راحت بإتجاه الغرفة وقالت شو بدك منه وليه حبسك؟.. قالتلها الخطر حواليكم.. حكت راوية من مين؟.. أمي صارت تصرّخ وإنهارت.. راوية إرتبكت.. وما عرفت تفهم منها.. قالت سبعة وستة وعشرين دقيقة.. سبعة وستة وعشرين دقيقة.. زاهر طلع من البيت وقال ما بقدر أترك أمي وأختي لوحدهم.. حاسس هالليلة صعبة وطويلة.. قالت هبة ونحنا رح نطلع التكسي رح يوصل.. قلها زاهر فيكو تستنوه عنا بالبيت.. أيلول مانعت وكنت حاسها عم تستنى أي شي يصير لتوثّقه بكاميرتها برغم كلام أمي وكلام راوية.. وهبة ما قدرت تستنى.. طلعت مع زاهر وأنا قلت لراوية أنا بعرف زياراتك للبيوت بتكون للتحقيق.. غير هيك بكون دخولك بإرادة صاحب البيت أو رفضه.. قالت بتطردني؟.. شفت أيلول طلعت من البيت.. قلتلها ما تعودنا نطرد الناس.. تفضلي خليكي.. بقيت بتحاول تستجوب أمي.. وأنا طلعت وراهم.. أيلول كانت قريبة من البيت وبتصوّر الباب والشجر والحيطان الحجر بدون خوف.. وهبة واقفة مع زاهر فوق بيتنا بكم خطوة بطلبو منها تيجي لعندهم.. قلت لأيلول خدي الصور بسرعة قبل لتطلع لأنها فضولية وما رح تترك أمي قبل لتعرف كل شي.. كانت بتصوّر وبتعاين الصور بالكاميرا.. وشفتها بتتطلع بدهشة على الكاميرا كأنها شافت شي غريب.. رجّعت راسها لناحية الشجرة وشهقت.. حكيتلها شو شفتي؟.. أيلول؟.. كانت واقفة وما بتتطلع علينا.. وبهاللحظة زاهر قال وين هبة؟.. كانت جنبي من شوي!!.. قرّبت من أيلول لأشوف على شو عم تتطلع مدهوشة وخايفة.. وفجأة نزل من الشجرة أكثر من عشرين غراب أسود على وجهي.. صرّخت وحاولت أبعدهم.. وما كنت شايف شي وعم بحمي وجهي بالجاكيت يلي لابسه.. طارو وفجأة أيلول إختفت!.. وزاهر إختفى.. وهبة ما إلها وجود.. وباب بيتنا لسه مفتوح.. سمعت صوت تكسير.. طالع من شباك بيتنا.. وصوت راوية بتصرّخ.. إنقفل باب بيتنا بقوّة.. حاولت أفتحه ما قدرت.. رحت بإتجاه الصوت.. كان شباك الغرفة يلي تركت فيها أمي مع أرغد وأيوب.. طالع من الشباك الشماعة الحديد والزجاج مكسّر.. صوت أخواني ببكو.. وأنا بنادي على راوية وبطلب منها تفتح الباب.. سمعت صوت ضحك ورا البيت.. ضحك ولاد صغار بتزامن مع صوت بكا أخواني من الغرفة وصوت صراخ راوية.. شفت باب نجلاء إنفتح وطلعت تركض بإتجاه باب بيت ماجدة.. طرقت الباب عليهم وفتحولها.. رحت أركض بإتجاه البيت.. بس تسكّر الباب.. وأنا ما كنت فاهم.. ناديت على زاهر.. طلع فجأة من ورا بيتنا عم ينادي عليّه بصوت واطي.. قرّبت منه كان مدروخ ومو صاحي وراسه عم ينزف دم.. قلّي وين إختفيت؟.. حكيتله إنت وين إختفيت ووين البنات؟!.. قلّي على الشجرة.. حكيتله وين؟!.. صار يضحك وقلّي قلتلك رح أقتلها.. حكيتله قتلت أمي أو وحدة من البنات؟!.. إحكي!!!.. ضربته على وجهه.. وكنت حاسس شكل عيونه غريبة.. قلّي إتطلع وراك.. لفيت وجهي.. شفت زاهر مرمي على الأرض وجسمه بنزف.. رجعت إتطلعت وراي ما لقيت اللي كلّمني.. شفت زاهر بأشّر لفوق..
كانت هبة مربوطة بحبل على الشجرة وملفوف على رقبتها.. وصوت حدا بستنجد.. ناديت أيلول؟!.. وينك؟!.. زاهر أشّر بإيده لفوق.. إتطلعت شفتها واقفة فوق سطح البيت الحجر وبترفع بإيدها لإلي بهدوء وكأنها بدها ترمي نفسها.. قلتلها لأ لا تعمليها.. رفعت الكاميرا وصارت تصوّر وتضحك.. وتتطلع على نفس المكان يلي إتطلعت عليه أول مرة.. شفت الشجر بهتز بقوّة.. وكأنه حدا بهزّه من تحت.. إنقطع الحبل ووقعت جثة هبة.. والشجرة المكسورة يلي ركيتها على الشجرة الكبيرة وقعت بإتجاه البيت الحجر على السطح للأرض.. شفت أيلول حطت الكاميرا برقبتها وطلعت فوق جذع الشجرة.. ونزلت بهدوء وبعدها غابت عن الوعي.. إنفتح باب بيتنا.. طلعت راوية من البيت وشافتني واقف جنب زاهر وأيلول وهمّه على الأرض مغمى عليهم.. هجمت عليّه وقالتلي رح أقتلك.. رح أوصلك لحبل المشنقة يا حقير يا مجرم.. شدّت على راسها وصارت تبكي.. وجسمها كان برجف.. إتصلت بفرسان وقالتله تعال مع دورية شرطة للشارع العالي بسرعة.. حكتلي لا تتحرك.. شفت إيديها برجفو.. وطلع أرغد مع أيوب من البيت.. وقفو عند الدرج وشفتهم بحرّكو روسهم بطريقة غريبة وبلفو حوالين بعض وكأنهم بلعبو.. كنت سامع صوت صراخ من بيت نجلاء وماجدة طلعت تركض لبيت نجلاء ولارا طلعت تنادي على أمها.. لمحتني واقف وفي ثنين جنبي على الأرض.. نادت على زاهر.. وبقيت بتنادي بصوت عالي بس ما قدرت تقرّب.. الشرطة أجت.. وكانو جايين بإتجاه بيتنا.. طلع فرسان ومعه العناصر.. قلتلهم أطلبو الإسعاف هدول الثنين بخطر!.. شافو جثة هبة على الأرض وراوية حكت لفرسان كان بحاول يقتلني بالبيت.. وكسر الشباك وطلع.. خنقني بإيده.. شوف رقبتي.. فرسان حس بشي مريب بصير ببيت زاهر ونجلاء وحكالهم روحو شوفو شو صاير.. وبقي منهم عم يتفحصو جثة هبة.. وصلت الإسعاف وأخدت زاهر وأيلول.. وأمي طلعت من البيت حاملة سكينة وحاطيتها على رقبتها.. حكت لفرسان المحققة كذابة.. المحققة عم تعمل كل هاد لتثبت نفسها.. إبني ما قتل.. ولو أخدتوه هلأ على النيابة أنا رح أنحر رقبتي وأقتل نفسي!.. حكت راوية لفرسان لأ ما تصدّقها.. صدّقني كان رح يقتلني.. شوف آثار إيديه.. ضحكت أمي وقالت ما سألت نفسك يا فرسان ليه نقلت لعنا؟.. بدها تطيّرك من منصبك لأنها بتغار منك وخايفة تاخد مكانها.. حكتلها راوية إخرسي يا عجوز.. الله ينتقم منك ومن إبنك.. شدّت السكين على رقبتها.. وقالت إذا بتحرّك هالصبي من مكانه أنا قاتلة نفسي.. وصل شرطي وقال لفرسان.. في جريمة قتل صايرة بالبيت الأخير.. إتصل فرسان بالنيابة وخبّرهم.. وراوية راحت تركض لبيت نجلاء.. وصل البحث الجنائي وأمي بقيت حاطة السكين على رقبتها.. صوّرو جثة هبة وحوالين البيت وشافو الشجرة واقعة فوق جهة السطح للأرض وكإنها بفعل فاعل.. قرّب أرغد من فرسان وقلّه.. رد على أمي وصدّق خالتي.. المحققة كذابة.. وبكرا رح تتأكدو.. قلّه مين خالتك؟!.. حكاله أمي ثريا وخالتي فايزة.. انا جيلان بنتها الصغيرة.. وهي أختي بريفان.. كان أيوب ببتسم والمحقق مصدوم.. إستغفلو أمي وضربوها من ورا.. وقعت السكينة من إيدها.. وأخدونا كلنا معهم.. (راوية حالياً).. أقوالي يلي قلتها إتأكدت ثاني يوم إنها بالكامل غلط.. بعد ما سحبو الآثار يلي على رقبتي لمعاينتها وتحليلها إتضح إنها من أظافري مش من آصف.. أنا يلي حاولت أخنق نفسي.. والآثار يلي على الشباك عليها بصماتي.. يعني أنا يلي كسّرته.. سألنا عزيزة مين فتح الباب والمفتاح كان مع آصف؟.. قالت مش واعية على شي.. تصرفات ولادها الغريبة بهالليلة كشفت أمور مخبيّة.. وأولها تحذيرات قادمة ربطناها مع أحداث سابقة صارت بعيلة العالي.. أرغد قال إنه في بنت إسمها جيلان حكت معه بالغرفة وكان معها المفتاح.. طلبت منه يفتح الباب ليطلّع أمه.. وأول ما فتحه إنمسحت ذاكرته.. خليناه فترة طويلة يحاول يتذكر.. وحطيناه بغرفة التحقيق.. حكيناله في بنت إسمها نفين إنقتلت بمسدس كاتم صوت متل ما أخت زاهر ماتت.. وبصماتك جوا البيت موجودة.. إنت كنت موجود أو شفت حدا جوا؟.. ما كان قادر يتذكر.. وحكا رجعتلي الذاكرة من بعد ما وصلنا للتحقيق.. وغبت عن الوعي بالسيارة وسمعت صوت جيلان من جديد بتقلي.. يلي قتلنا نفسه يلي رح يقتلكم.. لا توثق بالعيلة.. ولا توثق بأخوك.. هالجملة شكلتلي صدمة.. وقلت لأرغد متأكد إنك سمعت آخر جملة متل ما هيّه؟!.. قال متأكد ولهيك خفت حتى من أيوب.. لأنه أخي!.. التفاصيل الباقية ممسوحة من ذاكرتي ومو عارف شو صار بعد ما إنفتح الباب.. وكيف بصماتي أجو للبيت.. يلي متذكرة بس من لحظة يلي كنت ببعد أمي عن الشباك وهيّه بتسكر الزجاج بالشماعة للحظة ما كنت بالسيارة ووعيت على صوت جيلان بأذني!.. وغيره لأ!!!.. من كلامه عرفت إنه جيلان إنقتلت من أخوها.. من أخوها بالتأكيد لأنه أكدت على كلمة أخوك.. يبقى شو دور ثروت العالي بموت بناته ومرته وهوه ما عنده أولاد؟!.. فرسان طلب من النيابة يتولى التحقيق عني بالقضايا بالكامل حتى قضية قتل الدكتورة رونان..
بالأخص من بعد ما طلعت أقوالي غلط وأخدنا أقوال رنوة يلي قالت إنه نفين كانت بهالليلة غريبة وقرّبت منها وحاولت تقتلها بسكينة وهيّه نايمة.. وبس صحيت وشافتها صرّخت وإتراجعت وطلعت من الغرفة.. ورنوة بقيت تصرّخ.. قالت لأمها يلي صار ونجلاء طلعت تركض تستنجد بماجدة بعد ما فتشت على نفين وما لقتها بالبيت.. من بعد ما رجعت للبيت مع ماجدة لقيت نفين على الكنبة مقتولة وغرقانة بدمها والباب لسه مفتوح.. بهالوقت كانت الشرطة موجودة وما عرفت كيف وليش صار هيك!!.. بس بصمات أرغد كانت موجودة على الباب والكنب وحتى بغرفة رنوة يلي غابت عن الوعي من الخوف.. قالت إنها حلمت بحيّة جوا البيت عم تتسلل لغرفتها وبدها تقتلها.. وبس فتحت عيونها شافت نفين حاملة سكينة وفاتحة عيونها مرعوبة.. ومن بعد ما خبّرت أمها باللي صار غابت عن وعيها تماماً.. كلامها كان معقول.. لأنه الرصاص يلي كان بجسم نفين نفس الرصاص يلي إنقتلت فيه جويرية.. وبمسدس كاتم صوت.. والبصمات يلي على السكين يلي لقيناها ورا البيت كان عليها بصمات نفين.. رنوة بتعاني من ضمور بالعضلات ومشلولة وما فيها تتحرك من سريرها بإرادتها لتقتل نفين.. وتزامن الجريمة كان بالوقت يلي كنت محبوسة فيه بالبيت وعم يتهيألي آصف عم يقتلني.. وكلام أرغد رجّعني لنقطة البداية.. إنه آصف هوه المجرم!!.. لأنه الوحيد يلي ما إنأذى بالوقت يلي إنأذت فيه الباحثة هبة مع صديقتها أيلول وزاهر معهم.. بس كيف؟!.. كيف!!!.. قدمت نتائج التحقيق للنيابة وأمرت بسجن آصف على ذمة التحقيق.. بس فرسان طلب مني أطلع من القضية لأنه في تناقض بين اللي صار وبين حتى أقوالي يلي أصرّيت عليها.. وكنت بشعر بالفشل وتعبانة وخايفة ومشتته.. وقررت ما أترك الشارع العالي ولا أترك القضية إلا قبل لأكشف الحقيقة

يتبع..
#جيران_الشارع_العالي_10 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة العاشرة
(آصف قديماً).. رجعنا من النيابة ثاني يوم على البيت.. وكان تحقيق فرسان مستمر بالقضية مع زاهر وأيلول.. يلي أقوالهم كانت متشابهه.. وقالو إنهم حسّو إنهم كانو مغيبين من بعد ما طلعو من البيت لغاية ما دخلو سيارة الشرطة.. وهاد كان نفس كلام أرغد.. أما أنا شعرت إني كنت بكامل الوعي.. وكنت شايف وسامع.. لهيك كان التحقيق معي أقسى.. شرحت يلي صار بالتفصيل من بعد ما إختفت هبة.. وأيلول إنصدمت من الصور يلي كانو بالكاميرا.. فرّغوها.. الصور طبيعية.. للشجر والبيت بالليل على ضو الفلاش.. وما في أي شي غامض أو مريب.. قالت أنا بهاللحظة بالذات غبت عن الوعي.. وما كنت عارفة كيف كنت أتصرّف أو شو كنت أحكي أو شو شفت!!.. بس يلي كنت حاسيته ومتأكدة منه إنه صار شي غريب.. وقّعت تعهد إنها ما تقرّب من الشارع وبإصرار من أمها.. وكانت منهارة على هبة وأهلها بالذات.. وطالبو الشرطة بالتشديد بالتحقيق ليعرفوا مين عمل هيك ببنتهم.. الليلة الماضية كانت مخيفة وكأنه تعمّد يكون الكل مغيّب عن الوعي لحتى شي يصير.. وكلام أمي على لسان ثريا ترجم يلي صار.. عرفو إنه الجريمتين صارو بوقت واحد من خلال الطب الشرعي.. وهاد خلّاهم يبعدو النظر عني.. بس راوية ما تركتني ورجعت للشارع من جديد.. غيمة سودة غيّمت فوقنا كان كلها خوف وغرابة وحزن.. ويلي خوّفنا أكثر إختفاء تغريد من بعد ما طلعت مع المحامي رافي.. تلفونها كان مغلق.. وأمي كانت على أعصابها وطلبت مني أخبّر الشرطة.. وقبل لأتصل معهم كان واصلني إتصال.. الشرطي قلّي إنهم لقيو سيارة المحامي رافي تحت جبل على منحدر واقعة ومتحطمة.. والمحامي رافي ميّت بس ما في وجود لتغريد جواها.. سألو عنها بالمكتب قالو الموظفين إنها ما أجت اليوم.. ووصّلو الخبر لأهله.. أمي قالت أنا بدي أروح أفتش عليها بالشوارع.. خايفة تكون إنخطفت.. أو إنقتلت!!!.. قلتلها إنتو روحو لبيت ماجدة وما تبقو لحالكم بالبيت وأنا رح أطلع أفتش عليها.. راحت مع أرغد وأيوب لبيت ماجدة.. وراوية حسّت إنه في شي صاير.. قلتلها أختي مختفية وسيارة المحامي يلي طلعت معه مبارح لقيوها محطمة وهوه جواتها ميّت.. مرّت ساعات وإنتهى اليوم وما وصلنا لنتيجة.. والرقم بقي مغلق والشرطة ما عرفو يحددو مكانها.. أنا ما قدرت أتحمّل كمية الأحداث يلي كانت بتصير ورا بعض.. وما كنت قادر أتخيّل إنه أختي تضيع مني أو تنقتل زي البنات يلي ماتوا!!.. تخيّلت إنها جوا البيت.. وكان بدي أدخل لجواه بس زاهر رجّعني.. وراوية زادت تحقيقها وكأنه هالقضية صارت مسألة حياة أو موت بالنسبة لإلها.. برغم ضغوط فرسان وطلبه منها إنها تبعد.. بهالليلة كنا كلنا ببيت زاهر.. وما حدا منا كان قادر ينام.. أمي قلقانة على تغريد ولارا خايفة.. وماجدة بتنتفض كل ثانية.. وكل واحد فيهم حاسس إنه بلحظة رح يتغيّر وأرواح عيلة ثروت العالي تصير فيهم.. بس هالليلة كانت باردة وهادية وما كان في مؤشر لشي رح يصير.. قلت لزاهر اليوم الشرطة مو بالشارع.. فرسان طلب منهم يبعدو.. شو رأيك نفتح البيت وندخله؟!.. بدي أرتاح وأتأكد إنه تغريد مش موجودة جواته.. قال هاد بيت مسكّر من سنين وملعون وإنت شفت شو صار بسببه!.. الوساوس يلي براسك رح تقتل واحد منا.. ما في أدلة يا آصف ونحنا لسه بخطر.. قلتله إذا ما بدك تساعدني لنفتح بابه أنا رح أروح بنفسي وأخلعه.. طلعت من البيت وهوه لحقني.. أمي سألت زاهر لوين راح؟!.. قلّها رح يدخن سيجارة برا وأنا طالع معه ما بنطوّل.. قرّبت من البيت وكنت مستشر.. بعدني وقلّي لا تتهوّر.. لا تعمل شي يخلينا نندم.. إبعد عنه.. ضويت كشاف تلفوني وقرّبت من الباب.. بقي بحاول يبعدني بس انا ما قدرت.. اتذكرت كلام أرغد بأول يوم سكنا بالشارع وإنه تغريد بالبيت وما رح تطلع منه.. وكلامه يلي كان تلقين من نهلة كان دليل على الإختفاء.. برغم إنه كلامه عن السفاح والغول ما صار!.. إتطلعت على الباب.. قلتله الشمع الأحمر مش موجود!!.. إستغرب وقرّب وشافه مختفي!!.. قال يعني هاد بدل إنه في حدا دخل لجوا؟!.. حكيتله إفتح الباب.. إخلعه بطريقتك.. حكالي إستناني هون رح أجيب عدة الشغل وأجي.. بقيت واقف وبعد دقيقة أجا.. طلب مني أوقف وأركّز ضو التلفون على الباب.. وبدأ يحاول يخلعه.. حسينا في صوت دعسة رجلين جنب الشجرة.. قلي سمعت شي؟!.. ما جاوبته.. وحكيتله كمّل شغلك.. باللحظة يلي فتح فيها الباب.. إتطلّع فيّه مصدوم.. وبهاللحظة وقع على الأرض.. سمعت صوت طلقات رصاص خفيفة.. كنت مصدوم وبصرّخ.. إتطلعت حواليه ما شفت حدا.. صرت بصرّخ.. إلحقوني.. القاتل هون.. القاتل بالشارع!!.. إنفتحت البواب.. راوية طلعت من بيت نجلاء.. ولارا طلعت من بيتها.. وماجدة معها.. ركضو بإتجاهي.. وأنا بتطلع يمين وشمال وبتحرّك وبفتّش.. بس ما في أي حدا جنبي!.. ماجدة حضنت زاهر وصارت تبكي وتصرّخ.. وأنا وقعت بنفس الفخ كمان مرة.. التكرار خلّاني موضع إتهام وبشكل مؤكد.. راوية صوّرت كل شي بالفيديو..
وإتصلت مع الشرطة يلي كانو قراب من المكان.. حمّلوني وأخدوني.. رجعت للنيابة.. وهالمرة ما كان عندي كلام أبرر فيه.. فرسان منع راوية تدخل للتحقيق وصفيت معه بغرفة التحقيق.. قلّي شو تبريرك؟.. قلتله لو أقلك إني كمان ما قتلته بتصدقني؟.. صعب مش هيك؟!.. قلّي فرسان ما كان في غيركم وتم تمشيط المكان وما في أثر لأي حدا.. ليش هيك عملت؟.. وأنا يلي دافعت عنك بالأدلة.. بطلع الغلط مني!.. إنت فعلاً مريض يا آصف ووجودك بهالشارع بالذات لتسكن فيه أكبر دليل إنه في بعقلك شي.. قول أنا مش واعي وبعمل هيك لأني مريض.. إعترف وريّحنا.. حكيتله لأ.. لأ ما قتلته.. أنا ما قتلت زاهر.. ولا أذيت حدا.. صدّقني.. حكا خلص ما عاد في كلام ينقال.. زاهر ليش ليكون عنده أعداء؟!.. ليش ليموت؟!.. أخته ليه؟!.. عدم وجود الأدلة بأكدلنا إنه ما في غيرك يا آصف قتل.. وأنا ما رح أقدر أعملّك شي.. رح تروح لفحص حالتك العقلية.. وإذا الأطبة قالو إنه إنت عندك فصام أو مرض نفسي مستعصي رح يتم تخفيف الحكم عليك.. تركني وطلع وأنا بقيت بغرفة التحقيق بضرب بالحيطان وبصرّخ وببكي.. أمي حاولت تشوفني منعوها.. وبقيت لثاني يوم على ذمة التحقيق وبأمر من النيابة وتم فحص حالتي العقلية ورجعت للسجن الإنفرادي.. كنت بحالة تشتت كامل وخوف على عيلتي وتفكير.. أنا ليه ليصير معي هيك؟!!.. أسئلة كثيرة كانت تدور ببالي بدون أجوبة.. طلعني شرطي من السجن الإنفرادي لغرفة التحقيق.. رمى فرسان ورق قدامي.. وقلّي بدك تعرف شو نتائج فحوصاتك؟!.. إتطلعت عليه بإستغراب وتوتر.. قلّي سليمة.. عقلك سليم ميّة بالمية.. كل ذرة فيك خالية من أي أمراض عقلية يا آصف.. بس هاد ما رح يطلعك من هون.. هاد رح يثبت إنه إنت عملت الجرائم برغم عدم الأدلة.. وجودك جنب الضحايا.. الأشياء الغريبة يلي كانت تصير وأثرك بغرفة نوم رونان.. كله هلأ صار ضدك.. وكأنه هالجرائم صارت لنصدّق إنه إنت قتلتها.. قلّي.. قلّي وين رحت يومها؟!.. وين طلعت وراها؟!.. ليش أجت لبيتك؟!.. وليش نقلت بهالسرعة؟.. حكيتله رح أحكيلك كل شي.. أنا شخصية غريبة.. مزاجي وحاد وعندي عزّة نفس كبيرة.. كتوم وانطوائي ومليان بالأسرار وباللحظات السيئة يلي مرت بحياتي ويلي كان ممكن إنها تدمرني بس ما قدرت.. إذا ما كنت غلطان ما ببرر.. واتعودت ما أحكي عن أي شي بخصني لأي إنسان.. لأني شخص فاقد الثقة بكل الناس من الصغر.. وهاد الشي تعبني.. بالأخص مع وجود عيلة أنا بالأصل مو طايقهم.. بس عم بكافح لأعيش بينهم.. كنت تعبان نفسياً.. وإخترت الدكتورة رونان عن طريق الصدفة كونها بنت.. وقلتلها هالشي.. وما بعرف كيف صرت أحكيلها عن حياتي الشخصية وهمومي ومشاكلي.. بس وصلت لمرحلة خفت فيها أأذي حدا من يلي بحبهم.. أهلي!.. أو أتسبب بمشاكل ثانية بالحارة مع الناس نحنا بغنى عنها لأنه أمي تعبت مني ومن شخصيتي وهاد كله صار يأثر على صحتها.. وصرت بحس إني عالة وعم بأذي أكثر من ما عم بفيد.. وفاشل وعديم أهمية.. بعد أسبوع ندمت إني حكيت نص يلي بقلبي للدكتورة رونان.. وما كان بدي تعرف عني أكثر.. هيك أنا.. ما كان بدي تتعمّق بشخصيتي.. بحس إني ضعيف أو الشخص يلي قبالي رح يشوف ضعفي ويمسكه عليّه ذلة.. شخصيتي تعبتني.. وفي كتير بقلبي ما حدا عرفه.. هربت من رونان وهددتها بشكل غير مباشر.. وخوّفتها.. وكسرت خطي قدامها لحتى تتركني.. بس عرفت بيتي وأجت لعندي.. بحلفلك إني ما بعرف شو كان بدها مني.. وأنا عالباب قلتلها تحل عني.. غادرت وكنت بعرف إنه كل أهل الحارة شافوها لهيك وصلت المعلومات للمحققة راوية بسرعة.. بهاللحظة أنا قررت نطلع من البيت لأني حسيت بالضعف والدونية.. لأنها شافت حالنا وشافت بيتنا وشافت ضعفي.. وكنت مكسّر نفسياً وحسيت بالشفقة بعيونها.. وقررت أترك كل شي بنفس اللحظة وأغادر.. أمي كانت مشترية البيت ومنظفيته وكان جاهز وما بقي إلا النقل.. حكيتلهم مع عامل للنقل.. وكان بدي أأمنهم وأتطمن عليهم.. وقررت إني ما أروح معهم للبيت الجديد.. لأني كنت بحالة إنهيار.. وقررت أقتل نفسي.. رحت لأقتل نفسي.. رحت للنهر الغميق.. وقفت عنده وشفت صورة وجهي بالماي.. ضعيف ومكسور وفاشل وحزين.. بس تذكرت الماضي وعدت شريط حياتي.. فكرت بأهلي.. وبأخواني وبأختي تغريد.. هدول شو رح يصير فيهم من بعدي؟.. حسيت إني أناني.. حتى بالموت أناني.. وما قدرت أتركهم وأمشي وأنا مش متطمن عليهم من الوحوش البشرية يلي بالدنيا.. مسحت دموعي ورجعت للبيت ونقلنا.. كنت طبيعي برغم إني من جوا ما كنت طبيعي.. بس كنت بكافح داخلياً عشانهم.. وعشان نبدأ حياة جديدة.. أمي وأختي عملو كل هاد من وراي عشاني وعشان نبدأ على نظافة.. بس ما إرتحت.. حتى بعد ما قررت أبدأ من جديد ما إرتحت.. الصبح وبعد ما إكتشفنا إنه نحنا جاورنا بيت ملعون مسكون بالأرواح وصلني الإستدعاء من النيابة للتحقيق بجريمة قتل رونان ومن هاللحظة لغاية هاللحظة وأنا مش عارف شو بصير.. وشو أخطأت أنا لأستحق كل هالعقاب!!.. إتطلّع فيّه فرسان وقلّي..
رح أراهن على نفسي وأصدّقك لأنه أنا إحساسي ما بخيب وبصيرتي دائماً مفتوحة.. وحاسس إنه كلامك طلع بصدق كامل.. وطلّعت يلي ما قدرت تطلّعه للدكتورة رونان.. بس ما في داعي تحس إنك ضعيف.. كلنا بنمر بلحظات ضعف.. الناس @rwayate بشوفو الظاهر فينا.. بس ما حدا بعرف المخبى جواتنا يا آصف.. وجودك هون رح يكون إلزامي بسبب الجرائم اللي إسمك فيها.. بس بوعدك إني رح أكشف الحقيقة.. وبس أكشفها رح أوكّلك أحسن محامي وعلى حسابي الشخصي لو إتطلب الأمر لهالشي.. مر شهر وأنا بالسجن.. وما كنت بعرف شو كان عم يصير برا.. بس المعلومات كانت بتوصلني مع فرسان وأمي كانت بتزورني كل أسبوع وكنت بشوفها بتتعب كل مرة أكثر وأكثر.. وما كانت بتقلي بالتفصيل شو عم بصير معهم.. بالأخص بعد إنكسارها بسبب إختفاء تغريد.. تم إخلاء سبيلي بدون لأعرف الأسباب.. وفرسان قلّي بس تطلع برا رح تفهم.. القضية قريباً رح تتسكّر.. حكيتله عرفت المجرم؟!.. ما قبل يجاوبني وطلّعني.. ما كنت فاهم كيف دخلت وطلعت.. بس في شي صار.. وكان بدي أعرفه!!.. رجعت على الشارع العالي.. وأمي إنصدمت من رجوعي.. قالتلي إنه راوية كانت بتساعدها بالمصاريف وكانت بتبيع ملابس صوف من صنع إيدها لمحل ملابس وماجدة إنعزلت مع بنتها لارا وبطّلو يطلعو أو يشوفوها.. قلتلها رح أروح بنفسي لعند ريما بنت صاحب البيت وأحكي معها.. نحنا لازم نطلع من هون.. قالتلي ولو طردتك؟.. حكيتلها هالمرة ما رح أسأل ولا رح أتأثر.. إتصلت مع أيلول وسألت عنها.. قالتلي إنها أجّلت مناقشة بحثها بسبب الظروف يلي صارت وبسبب اكتئابها.. قلتلها ما في شي رح يتأجل.. طلبت أشوفها.. وقعدنا بمكان برا.. حكيتلها نحنا لازم نكشف الحقيقة.. طلّعوني وما بعرف ليه.. وحاسس إني مراقب بس كله لأسباب بالتأكيد.. أنا بدي أعرف الأرواح شو كانوا بدهم منا.. وليه صارت كل هالحفلة!!.. وليش كانو خايفين يحكو وشو كانو حابين يوصّلو.. أمي قالتلي إنه الشارع هدي من بعد دخولي للسجن وإختفاء أختي.. بس ليه؟!.. ملامحها ما كانت بتقول هيك.. يمكن كان تخدير لشي قوي رح يصير.. حكتلي شو يعني حابب نخاطر؟!.. قلتلها أكيد.. خلينا ندخّل القوى الأكبر منهم.. الجن.. قالت وأنا حابة آخد حق هبة من يلي كسر فرحتها.. (راوية حالياً).. ما قدرت أترك الشارع وبقيت فيه لأنه القصة صارت بتعنيني بسبب الوقت الكبير يلي أخدته.. ست أشهر ونص وأنا عايشة على أعصابي وخايفة وتعبانة ومتحملة ضغط.. بس ما كنت عارفة إنه الست أشهر الباقيين رح يكونو أصعب.. كنت حاسة إنه النيابة أخفو عني شي.. وتهرّب فرسان من أسئلتي كان عم يقهرني ويثير فضولي.. لهيك بقيت بالشارع لأتحدّاهم وأثبت إني قادرة أبقى وما أستسلم.. وكنت عم براقب آصف وبشوفه بقابل أيلول وبتفقو على شي أنا ما كنت عارفته.. بس من بعد ما طلعت وراهم آخر مرة.. عرفت إنهم زارو واحد خبير بالأرواح وبتعامل مع الجن إسمه السيد كنز.. ووقتها فهمت لشو حابين يوصلو.. (آصف قديماً).. السيد كنز أعطانا تعويذة سحرية رح تخلينا نشوف يلي صار لهالعيلة بسنة 52 بشكل مختصر ونعيد الماضي.. وهالشي بواسطة جن من زعماء الجن الكبار.. رح يتحكّم بكل الأرواح ويمنعهم يخربو علينا أي شيء حتى الشرير منهم.. بس كان عنا تخوّف من خسارة حدا منا.. كان المفروض نبعد الشرطة عن المكان وحتى راوية لنقدر نكشف الحقيقة.. أمي حسّت إني عم بخطط لشي بالأخص إني طلبت منها أخد أرغد وأيوب لبيت أهل أيلول ليلة وحدة.. وبقيت بتسألني ليش؟!.. بعثناهم وأيلول رجعت معي للشارع.. قالتلي حابة أتأكد من شي.. طرقت باب نجلاء وسألت عن راوية.. قالتلها إنها راحت لبيتها وكان وضعها غريب.. حكتلي إتأكد إنه وجودها بهالشارع إنتهى!.. قلتلها شو عملتي؟!.. نحنا ما إتفقنا نأذيها.. عملتي شي؟!.. ما جاوبتني وحكت الليلة رح نفهم كل شي.. ونكشف حكاية ثروت باشا العالي يلي سمّوه بالسفاح.. ووقتها رح نرتاح.. بقيت أيلول بتستنى المسا.. وبرودة الطقس كانت قوّية هالليلة.. كانت الساعة سبعة.. قلتلها الساعة سبعة وستة وعشرين دقيقة رح أقرأ التعويذة بصوت عالي.. ورح نشوف شو رح يصير.. عدّينا الدقايق لصارت الساعة سبعة وستة وعشرين دقيقة.. وقرأت التعويذة بصوت عالي.. الشجر إهتز مع كلامي.. الغيوم غطّت القمر.. والعتمة زادت أكثر.. أصوات صراخ طلعت من البيت.. وخبط وتكسير مع كلامنا.. وكان واضح إنه الجن حضر.. وعم يأثر عليهم.. كنا بعاد عن البيت كثير.. بس قادرين نشوف ونسمع يلي بصير.. سمعنا ضجة قويّة وصراخ والهوا إشتد أكثر.. وفجأة المكان هدي.. وباب البيت إنفتح.. طلع منه زلمة بشبه اللي بالصورة يلي مع راوية.. وعرفنا إنه ثروت باشا العالي.. قفل الباب بالمفتاح ومشي بإتجاه الشارع لفوق وراح بعيد.. رجلينا أنا وأيلول إنسحبو للبيت.. ودخلنا لجوا.. شفنا نفسنا جوا بيت فخم كبير حيطانه خشب مزيّنة بالنقشات الهندسية.. كان حلو وكبير.. شفنا مرة قاعدة على الكنبة مع مرة ثانية.. قلت لأيلول ثريا اللي على اليمين.. قالتلي يبقى فايزة يلي على الشمال..
حكيتلها صحيح!!.. كنا بنشوف الأحداث بعيوننا كأنه الزمن رجع لورا.. ورجلينا بتسحبنا بدون إرادتنا.. عم نشوف كل شي مثل تمثيلية قبال عيوننا.. وكان بالنسبة لإلنا قمة الإندهاش
يتبع..
#جيران_الشارع_العالي_11 #جيران_الشارع_العالي
الحلقة الحادية عشر

ركزنا بالأحداث يلي عم نشوفها.. وكانو ثريا وفايزة عم يحكو.. ثريا حكتلها.. اللي فات مات يا أختي.. إنتي هيك بتتعبي نفسك.. زوجك خلص مات.. وإبنك لسه عايش.. الألم ما بروح أنا عارفة.. بس نحنا تحت السُلطة ومسيطر علينا.. وثروت ما رح يتركني ولا رح يتركك.. أنا عارفة إنك مجروحة.. وألمك ما بتداوى بس السنين مرّت وإنتي على هالحال.. قالت أنا مو مجروحة أنا مقتولة.. وبستنى اليوم يلي رح أموت فيه لأرتاح وأطلع من هالبيت.. زوجك ذبحني وموتني وإنتي السبب يا أختي.. قالت ثريا أنا مثلك مظلومة.. شو كان بدك أعمل؟.. شو بإيدي كان أعمل؟!.. قتل زوجك وإعتدى عليكي وجابك لهالبيت مجبورة من بعد ما عرف إنك حامل.. حبّك أكثر مني بس كان عارف إنه ما رح يحصّلك لأنك حبيتي واحد غيره وبالأخص فقير!.. وشافك سعيدة معه وإنقهر أكثر كونه هوه أغنى أغنياء البلد وإله كلمته وما بنرفضله طلب.. وبس خلفتي بنتك وتين إنبسط من بعد ما عرف إنها مريضة بمرض ضمور عضلات ورح تعيش حياتها مشلولة.. أنا لو بعرف إنه أتزوجني ليرضي غروه بسببك ما كنت اتزوجته.. بس إنصدمت وعرفت الحقيقة من بعد ما خلّفت نهلة.. وندمت إني خلّفت جيلان وبريفان منه بس ما كان بإيدي شي.. ثروت قهرنا وكسر حياة طفل ما إله ذنب.. تحسين يا فايزة.. هاد أكبر خطيّة رح تضل برقبته.. خلّاه يكبر بهالبيت ويشتغل مع الخدم وكان تحت التهديد طول الوقت وهوه مو فاهم.. ولا عارف إنه ثروت أبوه.. وبس كبر قلّه الحقيقة وخلاّه زي أخته.. طخّه برجليه وخلاه مشلول.. ورماه بغرفة مسجون بهالبيت ما بطلع ولا بشوف الدنيا برا.. ظلمنا وقهرنا وموّتنا.. لأنه ما قدر يتزوجك وذلّك بإبنك هالمسكين.. ولا قدرتي تحكي اللي صار بسبب الفضيحة ولا أنا قدرت أوقف بوجهه.. أنا خايفة.. خايفة يكشف نهلة ويعرف إنها بتحب بسمان إبن جارنا.. لأنه بسمة أخته يلي جابها لهالبيت وخلاها تشتغل مع المربية لبابة بس ليذل أبوها.. خبّرتني إنه أخوها بسمان بحب نهلة.. وحذرتني أكثر من مرة.. إنتي عارفة إنه حاقد على أبوه لأنه جاره وأقل منه.. وبكرهه لأنه كيف يكون هالزلمة جاره وهوه مش من مقامه؟!!.. أنا عارفة نفسه يطلعهم من البيت يلي جنبنا وعم يستنى الفرصة ليوقّع أبوه بقضية سياسية بس مش عارف لأنه الزلمة نظيف وكل الناس والجيران يلي هون بشهدو بأخلاقه.. بس لأنه كان فقير زمان.. وهوه حاقد على الفقراء بسبب العمال يلي بعادوه.. ولأنه هالزلمة واقف مع الكادحين ضده.. وهلأ لو عرف إنه نهلة بتحب إبنه رح يقتلها.. رح يقتلها يا أختي.. أنا خايفة على بنتي!!.. وصار عندي شكوك ثانية.. قالت فايزة شكوك بشو؟!.. قالت إنه بسمة أخته عرفت حقيقة إبنك تحسين.. شهقت فايزة وقالت مستحيل!!.. أنا مع نفسي ما بحكي هالكلام كيف لتعرف؟!.. وإبني مستحيل يحكي!!.. قالت لأنها بس تدخل تنظف غرفته بتطوّل كثير.. وصرت أحس بإنسجام بينهم بس أدخل فجأة على الغرفة وعم يقطعو الكلام.. وإبنك عم يطلبها كثير.. هوه قلّي إنه بفضفضلها وخايفة يكون حكالها القصة.. قالت لأ مستحيل إبني ما بفضح حاله وبفضحني.. قالت إنتي ما بتعرفي شو الإنسان بكون بخطط من جوا وشو ممكن يعمل.. يا خوفي يكون حكالها.. زوجي رح يقتله ويقتلها.. قالت فايزة لمتى رح نضل عايشين بهالخوف بسببه؟!.. إبني صار مريض نفسياً يا ثريا.. مريض!!.. ومع هيك ما بده يعالجه.. عم يصرّخ كل الليل ويتخيّل اللحظة يلي ثروت طخّه فيها وقلّه إنه إبنه وشو عمل فيني.. أنا خايفة يقتل نفسه.. قالت ثريا وأنا خايفة.. الظلم نهايته سيئة.. ونحنا إنظلمنا كثير أنا وإنتي.. بهاللحظة أنا وأيلول شفنا وحدة حاملة صينية وعليها فنجانين قهوة وعم تتسمع عليهم من ورا حيطة.. عرفنا إنها الخدامة أو المربية لبابة.. كانت بتسمع كلامهم وفجأة دخلت.. حكتلهم أطيب بن لأحلى أخوات.. حكتلها ثريا والله إنتي أحلى مربية يا لبابة وأطيب إنسانة بهالبيت.. صبرتي معنا وعشتي سنين بالظلم معنا.. الله ينولك كل شي ببالك.. قعدت على الكنبة وقالت أنا يلي بعرف.. عارفة كل شي وحفظت السر بقلبي ومنعت نفسي من الزواج لحتى أضل أخدمكم وأخدم بناتك يا ست ثريا وأخدم تحسين يلي صار مثل إبني وأعز.. وما قدرت أتخيل إني أطلع من هالبيت.. أنا متعلقة فيكم يا ست ثريا ويا ست فايزة.. أنا كثير بحبكم.. صارت تبكي وقامت ثريا وحضنتها وقالتلها وإنتي وحدة منا وبنحبك وثقتنا فيكي أكبر من أي شي بالدنيا.. أسرارنا بقلبك وما خنتي الأمانة لهاليوم.. لو صارلنا شي ولادنا أمانة برقبتك يا لبابة.. قالت بعيد الشر عنكم يا خانم.. إنتي ستي وتاج راسي ربي يطوّل بعمرك لا تقولي هالكلام.. بهاللحظة رجلينا أنا وأيلول سحبتنا لبرا وإتسكّر الباب.. وقفنا جنب باب بيتي.. وكان شكله غريب ومختلف عن هلأ.. كان أحلى.. شفنا شب طويل وسيم واقف جنب الباب وبتطلع على بيت ثروت.. إنفتح الباب وطلعت نهلة.. قرّبت منه وحكتله أنا يمكن ما أقدر أشوفك.. حاسة إنه إنكشفنا.. بسمة أختك قالت كل شي لأمي..