#الجزء_التاسع
☆ #عشر_ليال_في_عالم_البرزخ ☆
وفي اللّيلة التالية رأيتُ السيّد مُحمّد للمرّة التاسعة بعدَ صلاتيّ المغرِب والعِشاء، فاْعترتني حالةً من الضّعف والأعياء حتّى غُشيَ عليّ.
قالَ لي: والآن ألا ترغب في الإنضمام إلينا، وترى ما نراهُ بعدَ حُصولِكَ على جميع هذهِ المعلومات، وإطلاعَكَ على عالم البرزخ؟
قلت: أمَا أرى ما تَرَون؟
قالَ: كلّا، إنكَ ترى ما كان محسوسًا، لأنّكَ ترى البُعد المعنوي والرّوحي من خلال زاوية ضيّقة جدًّا، ثمّ تحسبني أرى ما ترى. ولكن اْعلم أنّ الفارِبل بيني وبينِك كالفارق بينَ رجُلين، أحدهما يُدركُ كلّ شيء والآخر يدركُ الأشياء بواسطة اللّمس فقط.
والآن أُقدّم لكَ نموذجًا من هذهِ اللّذات التي لا يُمكنكَ دركها إلّا أني أحسّ بها دائمًا.
تعالَ معي لنذهب إلى مكان فلعلّكَ ترى هُناكَ صدق ما اقولهُ لك..
وما إن أتمَّ كلامهُ حتّى أخذَ بيدي واْنطلَقَ بي نحوَ السّماء والأفلاك بسرعة مذهلة تفوقُ سرعة الجاذبيّة كما قال:
وأخيرًا وصلنا إلى روضةٍ كبيرة جدًا ودخلنا فيها.
أحسسّتُ حينَ دخولي فيها بنشوةٍ وسرور لا أقدرُ على وصفِهما! ولكن إن خيّروني بينَ تتويجي ملِكًا مدى الحياة في الدُنيا على جميعِ أرجاء الكرة الأرضيّة وأستثمرُ جميع خيراتها دونَ أيّ مُعارض وبينَ التمتّع ساعةً بلذّات هذهِ الرّوضة على الخلود ملكًا في الدُنيا.
لأني وصلتُ حبيبي هُناك (أعني الله تعالى) إن مَن اكتوى بنارِ الحُبّ والغرام وتلظّى صبابهُ بالهجر والصرام، ثمّ يلتقي بعد نأي وفراق وينعم أخيرًا بتقبيلٍ وعناق لعلّهُ لايعي من كلامهُ هذا الا النزر القليل. لا سيّما أن هذا العاشق الواله قد أحبّ إنسانًا يكتنفهُ النّقصُ من رأسهِ إلى اخمصِ قدميه ولعلّهُ يحسبهُ مُتكامِلًا
- خطأ - من جهةٍ جلبت انتباههُ. بيدِ أن حبيبي الله هوَ الله الذي لا يعتريهَ النّقص أبدًا.
ولكنّ هذا المثال لا يستقيم أيضًا بما أركتهُ هُناك، ولا يمكنني وصف اللّذة التي تمتّعتُ بها آنذاك وحينما رأى السيّد مُحمّد أنّي لا أطيقُ أن اتحمّل هذهِ اللّذةِ والنّشوة وأصبحتُ على وشكِ الإنفجار أخرجني من الرّوضة فورًا .
إلّا أني أوشكتُ أن انفجرَ ثانيةً عندما أقصيتُ بُعدَ القُرب، وهجرتُ بُعدَ الوصل، فاْنكببتُ على يديهِ ورجليه أُقبلهما وانا أذرفُ الدّموع راجيًا منهُ أن يُعيدني الى الرّوضة ثانيةً.
ولكن اْمتدّت يدهُ إلى رأسي ووجهي برِفق وحنان وادخلتني في جسدي.
فأصبحتُ لا أعي ما يدورُ حولي ولا أتذوّق حلاوةَ ذلكَ الوصل وأتذكّرُ تلكَ اللّذة والنّشاط بعدئذٍ، إلّا حينما أنكبّ على العبادة فأظلّ أدعواْ الله أن يُنجيني من سجنِ الدُنيا ويُمتّعني بذلِك الوَصل وتلكَ النّشوة.
.
.
كتاب: عالم الأرواح العجيب.
للسيّد حسن الأبطحي.
☆ #عشر_ليال_في_عالم_البرزخ ☆
وفي اللّيلة التالية رأيتُ السيّد مُحمّد للمرّة التاسعة بعدَ صلاتيّ المغرِب والعِشاء، فاْعترتني حالةً من الضّعف والأعياء حتّى غُشيَ عليّ.
قالَ لي: والآن ألا ترغب في الإنضمام إلينا، وترى ما نراهُ بعدَ حُصولِكَ على جميع هذهِ المعلومات، وإطلاعَكَ على عالم البرزخ؟
قلت: أمَا أرى ما تَرَون؟
قالَ: كلّا، إنكَ ترى ما كان محسوسًا، لأنّكَ ترى البُعد المعنوي والرّوحي من خلال زاوية ضيّقة جدًّا، ثمّ تحسبني أرى ما ترى. ولكن اْعلم أنّ الفارِبل بيني وبينِك كالفارق بينَ رجُلين، أحدهما يُدركُ كلّ شيء والآخر يدركُ الأشياء بواسطة اللّمس فقط.
والآن أُقدّم لكَ نموذجًا من هذهِ اللّذات التي لا يُمكنكَ دركها إلّا أني أحسّ بها دائمًا.
تعالَ معي لنذهب إلى مكان فلعلّكَ ترى هُناكَ صدق ما اقولهُ لك..
وما إن أتمَّ كلامهُ حتّى أخذَ بيدي واْنطلَقَ بي نحوَ السّماء والأفلاك بسرعة مذهلة تفوقُ سرعة الجاذبيّة كما قال:
وأخيرًا وصلنا إلى روضةٍ كبيرة جدًا ودخلنا فيها.
أحسسّتُ حينَ دخولي فيها بنشوةٍ وسرور لا أقدرُ على وصفِهما! ولكن إن خيّروني بينَ تتويجي ملِكًا مدى الحياة في الدُنيا على جميعِ أرجاء الكرة الأرضيّة وأستثمرُ جميع خيراتها دونَ أيّ مُعارض وبينَ التمتّع ساعةً بلذّات هذهِ الرّوضة على الخلود ملكًا في الدُنيا.
لأني وصلتُ حبيبي هُناك (أعني الله تعالى) إن مَن اكتوى بنارِ الحُبّ والغرام وتلظّى صبابهُ بالهجر والصرام، ثمّ يلتقي بعد نأي وفراق وينعم أخيرًا بتقبيلٍ وعناق لعلّهُ لايعي من كلامهُ هذا الا النزر القليل. لا سيّما أن هذا العاشق الواله قد أحبّ إنسانًا يكتنفهُ النّقصُ من رأسهِ إلى اخمصِ قدميه ولعلّهُ يحسبهُ مُتكامِلًا
- خطأ - من جهةٍ جلبت انتباههُ. بيدِ أن حبيبي الله هوَ الله الذي لا يعتريهَ النّقص أبدًا.
ولكنّ هذا المثال لا يستقيم أيضًا بما أركتهُ هُناك، ولا يمكنني وصف اللّذة التي تمتّعتُ بها آنذاك وحينما رأى السيّد مُحمّد أنّي لا أطيقُ أن اتحمّل هذهِ اللّذةِ والنّشوة وأصبحتُ على وشكِ الإنفجار أخرجني من الرّوضة فورًا .
إلّا أني أوشكتُ أن انفجرَ ثانيةً عندما أقصيتُ بُعدَ القُرب، وهجرتُ بُعدَ الوصل، فاْنكببتُ على يديهِ ورجليه أُقبلهما وانا أذرفُ الدّموع راجيًا منهُ أن يُعيدني الى الرّوضة ثانيةً.
ولكن اْمتدّت يدهُ إلى رأسي ووجهي برِفق وحنان وادخلتني في جسدي.
فأصبحتُ لا أعي ما يدورُ حولي ولا أتذوّق حلاوةَ ذلكَ الوصل وأتذكّرُ تلكَ اللّذة والنّشاط بعدئذٍ، إلّا حينما أنكبّ على العبادة فأظلّ أدعواْ الله أن يُنجيني من سجنِ الدُنيا ويُمتّعني بذلِك الوَصل وتلكَ النّشوة.
.
.
كتاب: عالم الأرواح العجيب.
للسيّد حسن الأبطحي.